• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 0  0  992
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



شكرا لك يا جمال وانت ترينا جميلا فى زمن خلى من الجمال



مشهد-1-

(على غير عادتها لم تكن ساكنة المنزل مستسلمة للنوم فلقد كانت تتوجس امرا ما وكانت تسرح بخيالها وهى التى عاشت فى دنيا الخيال سنوات عمرها الطويلة وما حسبت يوما ان الخيال الذى نشأت فى حضنه وتستمتع به وتفخربانها فى حضنه سوف يكون يوما واقعا لترى الستار يسدل عن خشبة المسرح لا لايخرجها من دنيا الخيال وانما لتراه واقعا بام عينيها)

مشهد-2-

(طرقات عنيفة على الباب ودقات قلبها تتصاعدمع تضاعف طرق الباب بعنف اشد حدة فعرفت من الطارق وايقنت ان الساعة قد دنت وتمنت لو انها لم تعيش هذه اللحظة لترى ما كانت تحسبه خيال ان يتجسد امامها واقعا اذ لم يكن ابداع كاتب او مؤلف كما تعودت وان تكون هى بطلته على خشبة الحياة حيث انها هذه المرة لم تكن بطلة على خشبة المسرح ولكنها بطلته على صعيد الواقع)

هكذا كانت تلك اللحظة عندما عرفت ساكنة المنزل ان ساعة تنفيذ امر اخلائها للبيت الذى يأويها حانت بعد ان عجزت عن الوفاء بالتزامتها المادية من ايجار وغيره وصدر حكم القضاءلتسليمه لصاحبه ردا لحقه الشرعى الذى عجزت عن الوفاء به لتجد نفسها وما تملكه من مستلزمات السكن على قلتها مجرد قطع ملقية على الطريق العام وليشهدها. الجمهور هذه المرة بطلة حقيقية وليست بطلة زائفة تلعب دور البطولة فى خيال مؤلف ولكنها بلا شك ترى جمهورها هذه المرة محبط وحذين يبكى حالها ولايصفق اعجابا بها وتراه كيف يقف عاجزا عن فعل شئئ فهو كحالها مغلوب على امره مثلها من ضحايا اليوم

اعرف انكم متشوقون لتعرفوا من هى ساكنة المنزل بطلة مسلسل (ضحايا كل يوم بالجملة) والتى جاء دورها هذه المرة ليس كممثلة ولكنها ضحية واقع السودان الذى اصبح فيه التقدير والوفاء خشم بيوت ولحظتها استعادت شريط مسيرة اكثر من نصف قرن قضتها عطاء على خشبة المسرح الذى عاشت عمرها له ومن اجله ولكنها هذه المرة كانت تتلفت ذات اليمين واليسار بحثا عن ذلك الجمهور الذى عهدته يصفق لها مع كل مشهد وليس هذا الجمهور الذى يبكى حذا وحسرة على حالها.

صدفة وبالها من لحظة تعسة وانا اتصفح كعادتى مواقع النت لتقف عيناى (مصقوعة) على خبر من بضع كلمات كل منها جمرات حارقة فى صحيفة الراكوبة اللكترونية فاصابتنى هذه الجمرات بالذهول ان تكون بطلة هذه الواقعة على مسرح الحياة رائدة المسرح النسوى فايزة عمسيب.وان تكون الظروف لفظتها للشارع العام وانها هى هذه المرة ضحية وليست بطلة

يالهول ما قرات ويا لهوله لو صح الاستاذة الفنانة فايزة عمسيب قذف بها فى الشارع العام واغلق الباب (بالضبة والمفتاح)فكيف كان شعور الجمهور الذى حملته الصدف ان يكون شاهدا تلك اللحظة

اكيد انه لم يصدق مارأت عيونه ولكن كيف يكذبها والفنانة العظيمة القيت فى قارعة الطريق بلا ماوى واظنه كان يبحث لحظتها عن كمرات التصويرالتلفزيونة ومخرجى البرامج ظنا منه انها تقوم ببطولة مسلسل لرمضان القادم قبل ان يصدم بانها الحقيقة

طاف بذهنى وقتها تاريخ قبيلة هى ام القبائل والابداع من زمن الصباغ والسراج وسيداحمد غاندى قبيلة حملت راية ابو الفنون المسرح وسط اصعب الظروف ولكنها رغم ذلك صنعت له مجدا رغم شح الامكانات بل العدم وبل ملاحقة الجبايات والدمغات والضرائب التى يعفى منها مستهدفوا الارباح لمن يملكون من المال بحجة الاستثمار فى التجارة اما الاستثمار فى الانسان عليه ان يسدد الفاتورة جبايات وضرائب فهل نعجب اذا كانت فنانة مبدعة فى قامة فايزة عمسيب تسقط ضحية هذه القبيلة التى نذرت نفسها لها حبا وعشقا وكم ياترى من ضحاياها سقطوا وكم منهم سيسقطوا

زخم كبير وضجيج اعلامى صاحب يوم اعلان اتحاد المهن الموسيقة والذى ضم فى جوفه من الفنون المهملة هذه القبيلة الكبيرة (ست الفنون) لولا الفقر والمعاناة والاهمال والتجاهل ويالها من مفارقة عشناها فى مصر وقبيلبة المسرح تعلو سماء كل فنون الابداع حتى مجال الطرب والغناء ولكنه السودان وكفى-----

فايزة ليست الضحية الاولى ولن تكون الاخيرة و فايزة لن تكون وحدها ضحية التجاهل على المستوى الرسمى ولكن لابد من كلمة شكر وتقديرو ان نرفع القبعات على طريقة الاوربيين تحية لجمال

فشكرا لك جمال وانت ترينا جميلا فى بلد وزمن خلى من الجمال .

التحية لك المواطن العادى جمال على مظفر ابن الحلفايا وانت تطفئ فيمن طالع الخبر المؤسف لهيبه الحارق لما احاق برائدة المسرح السودانى وانت تعلن عن تبرعك بشقتك الخاصة لتتخذها سكنا حتى اخر يوم فى حياتها بعد عمر طويل وصحة وعافيةكما جاء فى خبر الراكوبة

فلقداشعلت ياجمال شمعة وسط محيط من الظلام وانت تكشف عن عمق واصالة السوداتيين الذين يحسون قساوة الحياة على الغلابة و متعك الله بالعافية واعطاك باكثر ممااعطيت

وليه يادنيا ليه فايزة عملت ايه غير انها ضحت وابدعت فى بلد لا يعرف قيمة العطاء رغم مظاهره الكاذبة وحياة النفاق التى ملات دنيانا ضجيجا ولكن لمن تقرع الاجراس
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019