• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
محمد احمد سوقي

الشارع الرياضي

محمد احمد سوقي

 0  0  1611
محمد احمد سوقي
في ليلة من ليالي الوفاء لواحد من أعزّ الرجال في تأريخ الهلال

حكيم الهلال يؤبن الراحل عبد المجيد بقطعة أدبية، رصينة المفردات، عميقة المدلولات، سامية المعاني، متدفقة الوفاء

البشير وجّه انتقادات عنيفة لمجلس الهلال ودعاه للانحياز للجماهير واحترام الكبار والبعد عن التسلط والقرارات الحمقاء والتصرفات الخرقاء

في ليلة من ليالي الوفاء الهلال في أسمى صوره وأنبل معانيه احتفل الأهلة مساء أمس الأول بتأبين رئيس الهلال الأسبق عبد المجيد منصور وسط حضور كبير ومشرّف من القيادات السياسية والتنفيذية والرياضية يتقدمها العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية والأستاذ محمد الشيخ مدني رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم ووزير الشباب والرياضة صديق محمد توم ووزير الرياضة الولائي الطيب حسن بدوي ورئيس المريخ المستقيل جمال الوالي وعدد كبير من أقطاب الهلال وقيادات الأندية حيث عبّر المتحدثون عن حزنهم العميق لفقدان الهلال والوطن لرجل صاحب إمكانيات وقدرات إدارية فذة في المجالين الرياضي والمصرفي.. وأشاد المتحدثون بقدراته الكبيرة كلاعب يمتاز بمهارات عالية وبدوره الاجتماعي والإنساني وبإنجازاته في الوصول لنهائي أفريقيا عام 92 وبإسهامه في تسجيل المحترف الأريتري يوهانس الذي أدهش الأهلة بمستواه الرفيع قبل أن تختطفه يد المنون..
ثم ألقى السيد طه علي البشير حكيم الهلال ورئيس لجنة التأبين كلمة قوية ومعبّرة كانت عبارة عن قطعة أدبية، رصينة المفردات عميقة المدلولات سامية المعاني محفوفة ومطرزة بكل قيم الوفاء والتقدير لواحد من أعظم الرجال في تأريخ الهلال وقد قوطعت كلمة الحكيم طه بالتصفيق الحاد مرات عديدة لأنها عبرت بصدق عن مكانة عبد المجيد الكبيرة في نفوس قيادات الهلال واحترامهم لجهوده وعطائه ودوره في دفع مسيرة النادي وتحدث الحكيم عن علاقة الإخوة والصداقة التي جمعته بالراحل والتي لم تتأثر يوماً بخلافات الرأي والتي كانت تصب في مصلحة الهلال وليس لمطامع شخصية أو تطلعات ذاتية..
وقال إنه عرف عبد المجيد أكثر من أي شخص آخر وحزن عليه كما لم يحزن عليه أي صديق أو هلالي وأشار إلى أنه رغم حدة التنافس بينهما في خدمة الهلال فقد كان التنافس شريفاً ولم يتلوث يوماً بالغيرة والحسد والحقد وأكد حكيم الهلال أن شخصية عبد المجيد كانت تجمع بين القوة واللين والتعليقات الطريفة فهو قوي في مواقع القوة ولين في موضع اللين ومتسامحاً عندما يكون التسامح واجباً.. كانت شخصيته مزيج من شجاعة وفروسية الجعليين وأدب وسماحة وروح الأهلة الرياضية..
وفي معرض كلمته انتقد طه البشير وبصورة مباشرة موقف مجلس الهلال من الجماهير ودعاه للوقوف معها والانحياز لها بالاستجابة لمطالبها ورغباتها لأنها قوة النادي وسنده التي لعبت دوراً مهماً في فوزه بالبطولات وتحقيقه للإنجازات وانتقد حكيم الهلال أسلوب إدارة النادي وقال إن الهلال ينبغي أن يدار بمستوى أفضل من كل النواحي بعيداً عن القرارات الحمقاء والتصرفات الهوجاء ودعا المجلس لإدارة النادي كخداما وليس حكاما وهي دعوة للإدارة للبعد عن التسلط والديكتاتورية في الانفراد باتخاذ القرارات دون استشارة الكبار والرموز والاستماع لهم والاستنارة برأيهم في حل المشاكل.. وناشد طه البشير المجلس بضرورة نبذ الصراعات والبعد عن الخلافات والانحياز للجماهير واحترام الكبار ومشاورتهم حتى يستعيد المجلس ثقة الجميع ويقفون معه للسير على طريق الوحدة والاستقرار والإنجازات.
فلنجعل مهرجان الهلال يوماً لنبذ الخلافات والصفح والتسامح والتلاقي على سفوح الولاء للنادي
يتواصل العمل آناء الليل وأطراف النهار في اللجنة المنظّمة واللجان الفرعية لإخراج مهرجان الهلال بالصورة التي تتناسب وجلال المناسبة ومكانة النادي وتأريخه وشعبيته.
وأعتقد أن هذا المهرجان يعدّ فرصة طيبة لمجلس الهلال لإبداء حسن النية للمعارضين بتوجيه الدعوة لهم لحضور المهرجان لتذويب الحساسيات وكسر الحواجز تمهيداً لعقد اجتماع بين الإدارة والمعارضة لإيجاد الحلول للخلافات والمشاكل حتى تتوحد الجهود وتجتمع الصفوف ليدخل الهلال الموسم الجديد محاطاً ومسنوداً ومدعوماً بجماهيره الوفية بعيداً عن الهتافات والمصادمات والتجاذبات التي ليس فيها منتصر ومهزوم بل المهزوم الحقيقي هو الهلال بكل قيمه وتقاليده وتأريخه ولذلك ليس أمام الجميع سوى العمل للمّ الشمل حتى يكون الهلال قوياً وقادراً على إسعاد جماهيره في الموسم الجديد.
فلنجعل من مهرجان الهلال يوماً لنبذ الصراعات وتجاوز الخلافات.
يوماً لحسن النوايا وتعزيز روح الوفاق ولمّ الشمل.
يوماً لغسل الدواخل من المرارات وللتسامح والصفح والغفران وللتلاقي على سفوح الولاء للهلال.
يوماً نعبّر فيه عن الرغبة الجادة في أن نطوي صفحة الخلافات ونعبر إلى ضفاف الموسم الجديد بقلوب لا تحمل إلا الصفاء والحب والخير للجميع.
وإذا كان الجميع يحبون الهلال ويريدون له الخير فليس هناك ما يبرر هذا الصراع المدمر الذي لن يجني منه الهلال غير الخيبة والفشل وتمزق النسيج الاجتماعي الذي ظلّ عبر تأريخه الطويل قوياً ومتيناً بالولاء للنادي والإخوة والمحبة وصفاء ونقاء الدواخل التي لا تعرف الحقد والكراهية وروح الانتقام
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019