لست ناغماً على هيثم ولكني رافض لتوقيعه للمريخ والذي أحرق به تاريخه الأخ الأصغر يس علي يس صديق عزيز وزميل له مكانة كبرى في نفسي لأنه من الأقلام الهلالية المحترمة والتي تكتب من أجل مصلحة الهلال بعيداً عن أي انتماءات للأفراد أو شخصنة للقضايا وقد كانت لدي رغبة جادة في أن يعمل معي بالمشاهد عندما كنت رئيساً لتحريرها ولكن الأمر لم يتم لتمسكه بالصدى التي عمل فيها لفترة طويلة فارتبط بها وآثر أن يواصل معها. قال الأخ الأصغر يس «كنا ننتظر من أستاذنا محمد أحمد دسوقي أن يسطر في قضية هيثم مصطفى أفضل مما سطره أمس الأول تحت عناوين متشفية وغريبة الوجه واليد واللسان.. نقول قضية وليس شخصية هيثم مصطفى فالمفاهيم عندها تختلف والكتابات تتخذ نوعاً من الموضوعية بعيداً عن الحروف الإنشائية الباكية التي لن تغير من واقع الأحداث شيئاً ومضى يس قائلاً برأ دسوقي هيثم دون أن يقصد وهو يقول كل الهلالاب يعلمون تمام العلم أن توقيع هيثم مصطفى للمريخ لم يكن بسبب حبه للنادي أو هيامه بشعار النجمة بل كان مكايدة للبرير ورغبة في الانتقام منه وإصرار على التأكيد له أنه ما زال قادراً على العطاء وأن شطبه كان لأسباب شخصية ورواسب ومرارات لا علاقة لها بالمسائل التي ادعوا أنها كانت سبباً لشطبه.. فهل من حقّ دسوقي أن يضع الدوافع الذاتية للآخرين لتقديم عطائهم؟ وهل وقع هيثم عقد احتكار مع الهلال؟ ولماذا يعيب دسوقي على هيثم محاولات إثبات ذاته بالرغم من أن دسوقي في سطوره وصف أسباب الشطب بعبارة «ادعوا» ما يعني أن هيثم مظلوم ومن حقه أن يقتص لنفسه بالكيفية التي يراها.. ثم قال يس «ذكر دسوقي أن هيثم ذبح نفسه وأحرق تأريخه وباع جماهيره من المفردات العاطفية التي تشحذ عواطف الناس وتلامس الأوتار الباكية وأكد يس أن هيثم من حقه تقبيل شعار النادي الذي انتمى إليه تأكيداً لولائه له ولأن الأخلاق تحتم عليه أن يخلص لشعاره الجديد كان هيثم صادقاً يا عزيزي دسوقي في مهرجان المريخ وهذا يزيد من احترامنا له ولا يقلل منه شيئاً وقال إذا كان دسوقي وغيره من الناقمين على هيثم في انتقاله للمريخ مطلق الحرية في التنقل بين مقاعد رئاسة التحرير بأسباب شتى دون أن نسميهم ذابحين أو بائعين فمن باب أولى أن لا نسلب هذا الحق من الآخرين بحثاً عن مواقف هي في الأصل ما صاح ثم نروج لها بحروف باكية. بداية أؤكد للأخ يس أنني وعبر مسيرة شارفت على الثلاثين عاماً لم أكن يوماً شخصياً في تناولي للقضايا وطرحي لآرائي التي أكتبها بقناعة تامة من أجل المصلحة العليا للهلال والرياضة.. ولم أحاول يوماً استدرار عطف القراء بحروف إنشائية أو تعابير باكية قد تكسبك عواطف الناس لدقائق قليلة ولكنها لا تكسبك عقولهم واقتناعهم الذي يحتاج لقوة المنطق وموضوعية الطرح.. لقد أخذ يس على شخصي تبرئة هيثم مصطفى بحديثي عن أن انتقاله للمريخ كان مكايدة للبرير ورغبة في الانتقام منه وإصرار على إثبات أنه ما زال قادراً على العطاء وأن شطبه كان لأسباب شخصية ورواسب ومرارات لا علاقة لها بالمسائل الفنية التي ادعوا أنها كانت سبب شطبه والحقيقة أن هذه النقطة لصالحي وليست ضدي لأنها تؤكد قناعتي بالخطأ التأريخي الذي ارتكبته إدارة الهلال بقرار شطب هيثم مصطفى والذي انتقدناه بقوة وعنف وقلنا إنه جريمة في حقّ الهلال ونسف لاستقرار الفريق والنادي وفركشة لصفوف الجماهير بالاستغناء عن كابتن الفريق الذي قاده لتحقيق الانتصارات والإنجازات خلال السبعة عشر عاماً الماضية ولذلك نحن على قناعة تامة أنه مظلوم وصاحب قضية ولكننا ضد توقيعه للمريخ لأنه ليس لاعباً عادياً قضى عدة سنوات ثم ذهب بل هو نجم استثنائي ورمز من رموز النادي وأحد صناع تأريخه ومجده بفنّه وإبداعه وإسعاده للجماهير بالانتصارات والإنجازات التي حققها للهلال خلال عقدين من الزمان.. وقبل شطبه كانت لنا مواقف صريحة وواضحة ضد الاستهداف والحرب التي تعرض لها من غارزيتو والبرير والمجلس ليس من منطلق المعارضة للمجلس أو عدم الاقتناع بقدرة غارزيتو على قيادة الفريق بكفاءة بعيداً عن خلق المشاكل مع اللاعبين ولكن تقديراً لما قدمه للهلال من عطاء ثرّ ومتواصل داخل وخارج الملعب واحتراماً لجهده وإسهاماته في حل مشاكل اللاعبين وتهيئة الأجواء لهم لتقديم كل ما عندهم للهلال الذي أحبّه وأخلص له وأصبح جزءًا من تأريخه فدخل قلوب الجماهير واحتل مكانه كبرى فيها لم يصل إليها أي لاعب في تأريخ الهلال الطويل.. ولا أعتقد أن لاعباً وصل لهذه المكانة والتأريخ والشعبية باللعب للهلال لسبعة عشر عاماً يمكن أن يحقق لنفسه مجداً أو تأريخاً باللعب للمريخ خلال عام أو عامين ولذلك نحن نصر على انه قد ذبح نفسه وأحرق تأريخه وباع جماهيره بفقدانه لأكثر من 20 مليون هلالي أحبّوه واحترموه وارتبطوا به لأنه أخلص للهلال ولكنه عندما رفض أن ينهي حياته في الهلال أو ينتظر ذهاب هذا المجلس ليعود لاعباً أو مديراً للكرة أو عضواً بالجهاز الفني تخلت عنه الجماهير وخسر حبها الحقيقي ووفاءها له والذي هو أغلى ما يملكه اللاعب. لست يا عزيزي يس من الناقمين على هيثم أو الساعين لممارسة التشفي ضده ولا يمكن أن أكون كذلك في يوم من الأيام للاعب أسعدنا وأمتعنا عبر مسيرته الطويلة مع الهلال والتي ساندناه فيها باستماتة ودافعنا عنه بقوة الحقّ والمنطق والذي كان يقابله بالإشادة والامتنان عبر اتصالاته المباشرة وزياراته أو عن طريق أصدقاء الطرفين حسن صالح (سونا) وحسن عبد الرحيم وعلي الفكي الذين يدركون تماماً أن رفضنا لتوقيعه للمريخ كان هدفه مصلحته والحفاظ على تأريخه وعدم خسارته للملايين من محبيه ومعجبيه الذين هزّوا الأرض تحت أقدام المجلس بتظاهراتهم واعتصاماتهم التي كانت ستتواصل حتى سقوطه وعودة هيثم لموقعه في قيادة الهلال عودة الأبطال الفاتحين ولكنه لم يصبر ووقّع للمريخ في لحظات إحباط وغضب وانفعال وإحساس فظيع بالظلم ليخسر الكثير بإنضمامه لنادي لم يتوقف إستهدافه للهلال وإصراره على عرقلة مسيرته يوماً خلال الثمانية عقود الماضية. أخي يس .. إذا كان من حق هيثم أن يقبل شعار المريخ الذي إنتمى إليه تاكيداً لولائه واظهاراً لحبه الصادق لناديه الجديد فإن ذلك يعني إنه قد تخلى عن علاقة حبه للهلال والتي تجاوز عمرها 17 عاماً في ظرف اياماً قلائل ليتنكر بذلك لحب الشعار الذي ضحي من أجله بكل شئ وقدم في سبيله العرق والدم والدموع . فخطأ المجلس بشطب هيثم لايعالج بخطأ أكبر منه. وبما أنني من أكثر الصحفيين حباً واحتراماً لتأريخ هيثم وتضحياته سأبقى مدافعاً عن عطائه وخدمته الطويلة للهلال ورافضاً لتوقيعه للمريخ لأن الهلال مثل الأوطان لا يمكن التخلي عنها أو تبديلها مهما كانت الأسباب والدوافع.
x
إغلاق