مصنع اليرموك والصمت المذل
علي الكرار هاشم محمد
ما زال الدخان يتصاعد جراء حريق مصنع اليرموك ذلكم المصنع الشاهق الشامخ والذي مخرت آلياته شوارع العاصمة ابان احتفالات البلاد وصفق له الجمهور السوداني طويلا اعجابا بالمهندسين السودانيين وفخرا بالصناعة الوطنية والتي قدمت عملا هاما يصب في مصلحة الوطن والمواطن ويساهم في الذود عن سلامة البلاد في وقت كثر فيه الأعداء والمتربصون وفي وقت تسلحت فيه الدول بآخر صيحات الاسلحة وتقليعات الحروب من اسلحة بيولوجية وكيميائية وطائرات بدون طيارين ونحن نحارب وتشن علينا الغارات من أجل صناعة البنادق والرصاص ليتأكد لنا مرارا وتكرارا بأنه حرام علي بلابله الدوح حلال علي الطير من كل واد.
إن عدوان اكتوبر 2012 علي هذا المصنع والغارة الإسرائيلية عليه وهذا التطاول علي بلادنا وحرمتها هو انتهاك سافر لكل القوانين والقواعد والأعراف وإن كانت دولة اليهود قد نهضت أصلا علي هذا البغي وتأسست علي العدوان وسرقة اوطان الآخرين ولأن اسندت ظهرها علي حائط الدول الكبري تستمد منها العون المادي والمعنوي والسند الأممي و( الفيتو ) لكن هذا لا يعني السكوت علي الجرم والخنوع والرضاء بهكذا تطاول بل علينا كشعب ان نستمر في رفض هذا الوضع وأن نعي جيدا بأن الصمت وتمرير الحكاية والاستهانة بها هو أمر يجعلنا نرضي بسواها بل وننتظر الضربات تلو الهجمات ومن يهن يسهل الهوان عليه.
المطلوب هو أن يظل هذا المصنع في ذاكرتنا معلما خالدا للتقدم الصناعي وللتطور الذي حققناه حينا من الدهر واستطعنا من خلاله أن ننجح وننطلق وان كانت يد العدو الصائلة قد حطمته فإنها لم تحطم كبرياء النفوس وعزة الشعب السوداني فسوف تستمر المسيرة ويشهق مصنع آخر اكثر تقدما وأكثر تطورا نستلهم فيه قيمنا ونستفيد فيه مما وصل اليه العالم وما يتاح لنا من تقنية محجوبة ذلك ان الامم التي نهضت استفادت من كبوتها واستفادت من اشكالاتها وأهلنا يقولون أن ( العتره تصلح المشيه) فدعونا نجعل مصنع اليرموك حيا في ذاكرتنا وشامخا أمامنا نستمد من ذكراه القوة والعزم للمضي قدما في دروب العزة والتقدم.