والي نهر النيل ... تعظيم سلام
في زيارة ارتبطت بالعمل والاستثمار وصل لعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض في الاسبوع الاخير من فبراير المنصرم والي ولاية نهر النيل الفريق الهادي عبد الله .وقد ظل الفريق الهادي علي علاقة قوية بالرياض منذ فترة طويلة يلتقي فيها بالمسؤلين والمغتربين ولعل هذه الجولات المكوكية هي التي مهدت الطريق أمامه لولوج عالم المستثمرين السعوديين واستقطابهم للاستثمار في الولاية البكر.
ظل حلم استقطاب المستثمرين السعوديين يراود كل مسؤل وكل سوداني حادب ومهتم بشأن بلده وتطورها ذلك انطلاقا من العلاقة بين الشعبين والجوار اضافة لأن المملكة تضم عددا مقدرا من كبار رجال الأعمال والتجار أصحاب التأثير الاقتصادي والذين يفترض بداهة أن يتحول جزء كبير من أرصدتهم واستثمارهم للسودان بحكم القرب والمسافة وبحكم حجم السوق السعودي الكبير وحاجته المستمرة. لكن ذلك لم يحدث ولم تتكرم جهة بطرح السؤال ومحاولة الاجابة عليه, مع العلم بأن المستثمر السعودي يدرك خيرات السودان وما تحتويه اراضيه من كنوز ويدرك المسافة بين جدة وبورتسودان لكننا عجزنا ردحا من الزمن عن فهم هذه العقدة ومحاولة حلها في وقت ارتفعت درجة الاحتياج لتحريك خيرات الارض ومجابهة فاقد البترول وغير ذلك من عوامل الكساد والتضخم والغلاء التي تجتاح اقتصادنا وتقعد بنا عن التقدم.
ومن هنا فانه بدأ جليا بأن الفريق الهادي عبد الله قد أدرك الكثير من هذه الاشكالات والتعقيدات وفهم الطريق الصواب لحلها وقد شهدنا بعض اللقاءات معه والجانب السعودي حيث بدأ جليا أن الرجل يسير علي طريق جديد ويخلق نهجا في التعامل لم يسبقه عليه أحد وهو طريق التفاهم المباشر وطرح أمر الاستثمار بكل جدية مدعوما بكل ما يحتاجه المستثمر من اجابات وتطمينات ووعود تنطلق كلها من الوالي شخصيا وبدعم معلوماتي وعلمي من وزير ماليته الاستاذ مدثر عبد الغني مما يخلق مناخا من الثقة والتفاهم بل والأهم من كل ذلك أن الوالي استصحب معه عبقرية العلاقات العامة ومنهجها في التعامل من خلال التعارف وإهداء الكتيبات والأوراق التعريفية وأقراص ( س دي) المدمجة التي تحوي الافلام والصورة والصوت كل هذا بجانب طريقة تعامل محترمة تتسم بالعفوية والبساطة ورفع الحواجز والألقاب جانبا رأيت هذه المواقف في أكثر من جلسة فأيقنت بأنها الصورة المثلي في التعامل والتعارف وهي ما ظللنا نفتقده عند الذين يقدمون أنفسهم بصورة رسمية جامدة وينتظرون النتائج وهي قطعا لن تأتي.
وفي جلسة أخري جمعتنا مع الوالي بمنزل سفير السودان بالرياض مع جمع ضم ابناء الولاية وغيرهم تحدث عن الاستثمار بالولاية فقال بكل الوضوح والصراحة بأنهم أيقنوا تماما بقضيتين الأولي أن السودان لن ينهض ما لم يتم استغلال ثرواته والثانية أن هذا الحراك وخاصة في المجال الزراعي لن يتم بالفهم القديم والزراعة التقليدية بمعناها المعروف ولا بد من نهضة زراعية بفهم حديث ودعم مالي مقدر وهو ما يسعى اليه لدي المستثمر السعودي علي وجه الخصوص.
ان الحديث عن زيارة والي نهر النيل للرياض هو حديث يأتي في وقته تماما ومنسجما بصفة خاصة ونحن نستشرف واحدا من أهم المؤتمرات الاقتصادية التي تهم السودان ذلكم هو (المؤتمر السعودي السوداني) الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز والمزمع اقامته في الرياض بتاريخ 13/14 ابريل القادم وهو مؤتمر غاية في الدقة والأهمية لما له من تبعات يفترض ان تكون الجهات المسؤلة في السودان قد تنبهت لها ولكن الذي يهمنا هنا مدي فهم المشاركين من ولاة ووزراء في طرق التعامل المباشر وكيفية ادارة الحوارات المفيدة ومد جسور الصداقة والإخاء والثقة لتكون جسرا للتعامل فالمستثمر السعودي يعرف عن السودان والسودانيين الكثير لكنه يحتاج ليري ذلك أمامه مجسدا قولا وعملا من أصحاب الشأن فهل يا تري يجري الاعداد علي هكذا فهم حني تنجح هذه الفرصة والتي يحسبها الكثيرون واحدة من الفرص التي قد لا تتكرر.

علي الكرار هاشم محمد
الرياض



ة