فجرالمشارق ـ عبداللطيف الهادى
ديمقراطية الهلال .. ودكتاتورية المال!
ـ لستُ ممن يحبون بمناسبة وبلا مناسبة الإنغماس في بحر الذات وتسطير
الكلمات المُمجدة للنفس على غرار ما يفعل البعض ، لكن للضرورة أحكام ،
ولحراك الحياة اليومي الثابت إستثناء دفعني لتحبير بعض المفردات لعكس
جزءاً مُبتسراً من حياتي العامة وإن كانت الخصوصية هي سمتها الرئيسة ،
وليعذرني القارئ الكريم على هذا السرد القادم المُختصر والذى قطعاً لا
ينفصم أو يتجزأ عن بقية مقال هذا اليوم.
ـ إيماني المُطلق بالديمقراطية وثبات موقفي حيالها بأنها الأنسب والأصلح
لمنهج الحُكم في وطننا الحزين جعلني أدفع الثمن مرتين .. الأولى عقب
إستيلاء حزب الجبهة الإسلامية على السُلطة في الثلاثين من يونيو 1989م
حيثُ أُحلتُّ لما يُسمى بالصالح العام منذ السادس والعشرين من نوفمبر 89
وهنا أكتفى بهذا القدر من السرد لأسباب أقُدرها وما يمكن أن تؤول إليه
الأمور إن أسهبت في هذا الأمر .. أما المرة الثانية التي دفعتُ ثمن
إيماني بالديمقراطية فهي هذه المرة بيدي لا بيد عمرو وإن كان هذا
الـ(عمرو) هو من دفعني لإتخاذى قرار تضحيتي بلقمة عيش أطفالي في مقابل
ألا أهزم وأهدم قناعاتي الراسخة تجاه ديمقراطية الوطن ككل أو نادي
الهلال .. بالناسبة "عمرو" الذى أعنيه هو صاحب السّمنة لا أولئك الذين
أرادوا بيعها في حارة "تمام يا ريّسْ" ، وكان لابُد لي من هذا التنويه
والتنبيه حتى لا تنتفخ أوداج ذلكم المُنبرش والموهوم والذى في "حكاويه"
مع منْ حوله من المغلوب على أمرهم لا يفتأ بالقول أنه من أجبرني على
مغادرة طيبة الذكر .. (حليلو القام بليلو وباع عنقريبو) كما يردد دائماً
"عصمتووف" صاحب التعليقات الساخرة والمداخلات الرائعة بصحيفة الراكوبة
الإلكترونية!.
ـ خرج أدعياء النضال ومناهضو الأنظمة الشمولية علينا بالأمس بهطرقات
صحفية من نفاج "الشو" الإعلامي يرمون فيها باللوم على سُلطة رياضة ولاية
الخرطوم لعدم تدخلها بحل مجلس إدارة نادي الهلال المُنتخب وتعيين آخر
بديل على أنقاضه حتى لو كان هذا البديل ممثلاً في كوادر المؤتمر الوطني ـ
الحزب الحاكم ـ وليذهب "نضال" و"كفاح" هؤلاء للجحيم طالما ثمنه إرضاء
أفراد من رأسمالية الزمن الدنئ ونبّاح ، وطالما أن "المقابل" لن يخرجهم
عن "دائرة" التواصل والصلات مع أصحاب البنكنوت "الضاحك" ، ولا يهمهم
بُكاء ونحيب أُمة الهلال ولا حسرتها على مجد خارجي ظلت تحلم به سنيناً
طويلة تجاوزت الثمانين ، خرج علينا هؤلاء بهراءات تجعلك تستفرغ ما في
جوفك ولو كان فارغاً من الزاد بفضل طرحهم الفطير وتبريراتهم المُخجلة
حيال ما أعتبروه "بطولة" في إلقاء الجهات المُختصة بنيابة أراضي الخرطوم
القبض على رئيس نادي الهلال ، لا لتعديه على مساحات أراضي ليست ملكاً له
أو لضبطه مُتلبساً بالتزوير في أوراق رسمية للإستيلاء على "قطع سكنية"
لأفراد آخرين بغرض تحويلها لمنفعته الشخصية ، أو لتزعمه شبكة إجرامية
مُتخصصة في (بلع واطة الله)! .. وإنما كل ما قام به وقاده لدخول
"الحراسة" تشييده لعدد كبير من المحلات التجارية حققت عائداً مالياً
للخزينة الزرقاء ساهمت في "حلحلة" العديد من الأزمات المالية المُحيطة
بالنادى إحاطة (سوار الذهب بالجزيرة الرياضية!) .. والتي ورثها من
المجالس السابقة وما زال الرجل يُسدد فيها دون أن يكل أو يمل أو حتى مجرد
التلويح برفع المنديل الذى رفعه أُناس قبله بعد أن "فكّوا البيرق"!.
ـ إن إخراج المعارضة لكرتها القميئ هذا وفي هذا التوقيت الذي تلى خروج
فريق الكرة من نصف نهائي الكونفيدرالية بأقل من أربعة وعشرين ساعة يؤكد
بوضوح لا لبس فيه قتل "الفرحة" في نفوس أنصار الهلال في حال تأهل الفريق
للمباراة الختامية للمنافسة الأفريقية وكذلك إدخال رئيس النادي في جو
مشبّعْ بالإحباط ربما قاده للدفع بإستقالته للجهات المُختصة أو على أسوأ
الفروض الإعتكاف بمنزله وعدم الإهتمام بترتيب أوراق الفريق لمباراة
الذهاب في النهائي التي وفقاً للبرمجة كانت ستُلعب هنا بالخرطوم ، كان
هذا ـ حسب قراءتي للمشهد وتحليلي لسيناريو المعارضة الفاشل ـ ما توقعت
عناصر "أكل عيش" حدوثه على "أرض" الواقع لذا لجأت لخيار مخالفة رئيس
الهلال قانون "الأراضى" لإدخاله في (جُحر ضبْ) ولكنها ـ أي العناصر
الهشّة ـ فات عليها أن الرجل قوي بإيمانه العميق برسالته تجاه ناديه
العاشق والمُحب له ، وقوي بشخصيته والتي حاولوا إغتيالها بكل السُبُل
وبكافة الطُرُق وبجميع أنواع الأسلحة التي بحوزتهم الشرعية وغير الشرعية
والتي كثيراً ما إرتدت لحناجرهم (الجعجاعة)!.
ـ وهذه سانحة أستغلها لأُعلن فيها إنحيازي المُطلق لمجلس الشرعية
والديمقراطية ودعمي اللامحدود له بأضعف الإيمان المُتمثل في الكلمة "شرف
الرب" ـ كما يقول الأستاذ هاشم صديق ـ والحبل الممدود بلا حدود طالما أن
برلمان الأزرق إختارته لإدارة شؤون النادي عبر ديمقراطية تواضع عليها
أبناء الهلال رغم تحفظي على بعض أخطائها التي تسبب فيها الوافد الجديد
المدعو بمحمد الصادق الكاروري ، فالديمقراطية لا تُعالج هفواتها إلاّ
بالمزيد من المُمارسة الديمقراطية ، وكما قال الزعيم الوطني الراحل ـ
العفيف والنظيف ـ إسماعيل الأزهري (أن الديمقراطية نور ونار ، ومن أراد
نورها فليصطلي بنارها) ، وبما أنني شخصياً أسعى لنورها فلا بأس من أكون
اللحظة مُصطلياً بنارها وما أحلى نار الديمقراطية ، وما أبهى لهيب الحرية
التي نُريدها لسوانا قبل أن تهنأ بها أنفسنا!.
ـ وقبل أن أرفع رأسي عن الورق ، وقبل أن أضع القلم جانباً لا بُد من
تنبيه شعب الهلال للمؤامرة القادمة التي حسب معلوماتي هدفها حرمان الهلال
من الفوز ببطولة الدوري الممتاز بهزيمته أمام أهلي مدني وتحويلها لفريق
الحبيب "ترطيب"!. ألا هل بلغت ، اللهم فأشهد.
فجر أخير
ـ الله يا الزول الدُغري عديل ، بيصارع الويل ، صامد ما زال .. بالصبر
يشيل في الما بنشال .. ما "إنجرّسْ" وقال: بالمرّة مُحال ينصلح "الحال"
.. أُمّال ليش شال من ضهرو عيال .. مُتماسك شال موّال آمال .. نازلبو
أوحال .. طالعبو جبال
ديمقراطية الهلال .. ودكتاتورية المال!
ـ لستُ ممن يحبون بمناسبة وبلا مناسبة الإنغماس في بحر الذات وتسطير
الكلمات المُمجدة للنفس على غرار ما يفعل البعض ، لكن للضرورة أحكام ،
ولحراك الحياة اليومي الثابت إستثناء دفعني لتحبير بعض المفردات لعكس
جزءاً مُبتسراً من حياتي العامة وإن كانت الخصوصية هي سمتها الرئيسة ،
وليعذرني القارئ الكريم على هذا السرد القادم المُختصر والذى قطعاً لا
ينفصم أو يتجزأ عن بقية مقال هذا اليوم.
ـ إيماني المُطلق بالديمقراطية وثبات موقفي حيالها بأنها الأنسب والأصلح
لمنهج الحُكم في وطننا الحزين جعلني أدفع الثمن مرتين .. الأولى عقب
إستيلاء حزب الجبهة الإسلامية على السُلطة في الثلاثين من يونيو 1989م
حيثُ أُحلتُّ لما يُسمى بالصالح العام منذ السادس والعشرين من نوفمبر 89
وهنا أكتفى بهذا القدر من السرد لأسباب أقُدرها وما يمكن أن تؤول إليه
الأمور إن أسهبت في هذا الأمر .. أما المرة الثانية التي دفعتُ ثمن
إيماني بالديمقراطية فهي هذه المرة بيدي لا بيد عمرو وإن كان هذا
الـ(عمرو) هو من دفعني لإتخاذى قرار تضحيتي بلقمة عيش أطفالي في مقابل
ألا أهزم وأهدم قناعاتي الراسخة تجاه ديمقراطية الوطن ككل أو نادي
الهلال .. بالناسبة "عمرو" الذى أعنيه هو صاحب السّمنة لا أولئك الذين
أرادوا بيعها في حارة "تمام يا ريّسْ" ، وكان لابُد لي من هذا التنويه
والتنبيه حتى لا تنتفخ أوداج ذلكم المُنبرش والموهوم والذى في "حكاويه"
مع منْ حوله من المغلوب على أمرهم لا يفتأ بالقول أنه من أجبرني على
مغادرة طيبة الذكر .. (حليلو القام بليلو وباع عنقريبو) كما يردد دائماً
"عصمتووف" صاحب التعليقات الساخرة والمداخلات الرائعة بصحيفة الراكوبة
الإلكترونية!.
ـ خرج أدعياء النضال ومناهضو الأنظمة الشمولية علينا بالأمس بهطرقات
صحفية من نفاج "الشو" الإعلامي يرمون فيها باللوم على سُلطة رياضة ولاية
الخرطوم لعدم تدخلها بحل مجلس إدارة نادي الهلال المُنتخب وتعيين آخر
بديل على أنقاضه حتى لو كان هذا البديل ممثلاً في كوادر المؤتمر الوطني ـ
الحزب الحاكم ـ وليذهب "نضال" و"كفاح" هؤلاء للجحيم طالما ثمنه إرضاء
أفراد من رأسمالية الزمن الدنئ ونبّاح ، وطالما أن "المقابل" لن يخرجهم
عن "دائرة" التواصل والصلات مع أصحاب البنكنوت "الضاحك" ، ولا يهمهم
بُكاء ونحيب أُمة الهلال ولا حسرتها على مجد خارجي ظلت تحلم به سنيناً
طويلة تجاوزت الثمانين ، خرج علينا هؤلاء بهراءات تجعلك تستفرغ ما في
جوفك ولو كان فارغاً من الزاد بفضل طرحهم الفطير وتبريراتهم المُخجلة
حيال ما أعتبروه "بطولة" في إلقاء الجهات المُختصة بنيابة أراضي الخرطوم
القبض على رئيس نادي الهلال ، لا لتعديه على مساحات أراضي ليست ملكاً له
أو لضبطه مُتلبساً بالتزوير في أوراق رسمية للإستيلاء على "قطع سكنية"
لأفراد آخرين بغرض تحويلها لمنفعته الشخصية ، أو لتزعمه شبكة إجرامية
مُتخصصة في (بلع واطة الله)! .. وإنما كل ما قام به وقاده لدخول
"الحراسة" تشييده لعدد كبير من المحلات التجارية حققت عائداً مالياً
للخزينة الزرقاء ساهمت في "حلحلة" العديد من الأزمات المالية المُحيطة
بالنادى إحاطة (سوار الذهب بالجزيرة الرياضية!) .. والتي ورثها من
المجالس السابقة وما زال الرجل يُسدد فيها دون أن يكل أو يمل أو حتى مجرد
التلويح برفع المنديل الذى رفعه أُناس قبله بعد أن "فكّوا البيرق"!.
ـ إن إخراج المعارضة لكرتها القميئ هذا وفي هذا التوقيت الذي تلى خروج
فريق الكرة من نصف نهائي الكونفيدرالية بأقل من أربعة وعشرين ساعة يؤكد
بوضوح لا لبس فيه قتل "الفرحة" في نفوس أنصار الهلال في حال تأهل الفريق
للمباراة الختامية للمنافسة الأفريقية وكذلك إدخال رئيس النادي في جو
مشبّعْ بالإحباط ربما قاده للدفع بإستقالته للجهات المُختصة أو على أسوأ
الفروض الإعتكاف بمنزله وعدم الإهتمام بترتيب أوراق الفريق لمباراة
الذهاب في النهائي التي وفقاً للبرمجة كانت ستُلعب هنا بالخرطوم ، كان
هذا ـ حسب قراءتي للمشهد وتحليلي لسيناريو المعارضة الفاشل ـ ما توقعت
عناصر "أكل عيش" حدوثه على "أرض" الواقع لذا لجأت لخيار مخالفة رئيس
الهلال قانون "الأراضى" لإدخاله في (جُحر ضبْ) ولكنها ـ أي العناصر
الهشّة ـ فات عليها أن الرجل قوي بإيمانه العميق برسالته تجاه ناديه
العاشق والمُحب له ، وقوي بشخصيته والتي حاولوا إغتيالها بكل السُبُل
وبكافة الطُرُق وبجميع أنواع الأسلحة التي بحوزتهم الشرعية وغير الشرعية
والتي كثيراً ما إرتدت لحناجرهم (الجعجاعة)!.
ـ وهذه سانحة أستغلها لأُعلن فيها إنحيازي المُطلق لمجلس الشرعية
والديمقراطية ودعمي اللامحدود له بأضعف الإيمان المُتمثل في الكلمة "شرف
الرب" ـ كما يقول الأستاذ هاشم صديق ـ والحبل الممدود بلا حدود طالما أن
برلمان الأزرق إختارته لإدارة شؤون النادي عبر ديمقراطية تواضع عليها
أبناء الهلال رغم تحفظي على بعض أخطائها التي تسبب فيها الوافد الجديد
المدعو بمحمد الصادق الكاروري ، فالديمقراطية لا تُعالج هفواتها إلاّ
بالمزيد من المُمارسة الديمقراطية ، وكما قال الزعيم الوطني الراحل ـ
العفيف والنظيف ـ إسماعيل الأزهري (أن الديمقراطية نور ونار ، ومن أراد
نورها فليصطلي بنارها) ، وبما أنني شخصياً أسعى لنورها فلا بأس من أكون
اللحظة مُصطلياً بنارها وما أحلى نار الديمقراطية ، وما أبهى لهيب الحرية
التي نُريدها لسوانا قبل أن تهنأ بها أنفسنا!.
ـ وقبل أن أرفع رأسي عن الورق ، وقبل أن أضع القلم جانباً لا بُد من
تنبيه شعب الهلال للمؤامرة القادمة التي حسب معلوماتي هدفها حرمان الهلال
من الفوز ببطولة الدوري الممتاز بهزيمته أمام أهلي مدني وتحويلها لفريق
الحبيب "ترطيب"!. ألا هل بلغت ، اللهم فأشهد.
فجر أخير
ـ الله يا الزول الدُغري عديل ، بيصارع الويل ، صامد ما زال .. بالصبر
يشيل في الما بنشال .. ما "إنجرّسْ" وقال: بالمرّة مُحال ينصلح "الحال"
.. أُمّال ليش شال من ضهرو عيال .. مُتماسك شال موّال آمال .. نازلبو
أوحال .. طالعبو جبال