• ×
الخميس 16 مايو 2024 | 05-13-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 2  0  1109
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



من لا يعرف العلة لايملك العلاج



حلقة مفرغة تدور فيها الرياضة السودانية منذ اكثر من نصف قرن منذعرفت اتحاد الخرطوم سنة 51حيث ولد سفاحا ليس له ابا او اما وانما ولد عشوائيا كاى نبات (بروس) غير مثمركما اسماه رحمة الله عليه ابوالعائلة وطوال هذه المدة ظل النبات العشوائ يزداد انتتشارا ولان النبات العشوائى كلما ازداد كان اكثر ضررا فلقد ظلت اخفاقاته تتصاعد وسوف تظل تتصاعد طالما ان هذا النبات العشوائى ولا اقول الشيطانى لم يجتث عن الارض حتى يحل مكانه بعد تنقية الارض من اثاره زرعا مثمرا مخططا له علميا ووفق دراسة تستهدف استراتيجية تحقق مطامع البلدفى ان تحقق الرياضة الاهداف التربوية لشبابها بالممارسة الجماهيرية العريضة بعيدا عن الممارسة النوعية التى تؤهل لتحقيقوالمكانة العالمية لتحقيق الدبلوماسية الشعبية و الاقتصادية الاستثمارية.

نعم لقد انتشرت هذه الحشائش بصورة عشوائية بسبب غفلة الدولة عن دورها فى بناء انظمة رياضية مؤهلة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية واسشتسلمت الدولة لهذا النظام العشوائى الذى جمع الضدين مماافشل تحقيق اهدافه التربوية والدبلوماسية الصعبة حيث قام النبات العشوائى بفرع واحد فى الخرطوم ثم اربعة فخمسة بعد ان انضمت له مدنى وعطبرة والابيض وبورتسودان متصاعدا من عشرة لعشرين الى ان بلغ اكثر من خمسين اتحادا محليا وفى الطريق لان يبلغ العدد المئات بقدر مدن السودان وقراه وبدأ كذلك من عدد اندية لا تتعدى العشرين ثم تضاعف حتى شارف الخمسة الف نادى منضوية تحت هذا الاتحاد العام فى الطريق للتصاعد للضعف بل اضعاف ثم امتد الامر من 125 لاعبا على الاكثر لما يزيد عن خمسين الف لاعب كلها منضوية تحت الاتحاد العام وفى الطريق ليصل العدد للضعف كلما نشا اتحادجديد او اتحاد فرعى بغرض دافع الاصوات الانتخابية ومن حاجة البلد لعشرين حكما مؤهلا لحاجتنا لثلاثة الف حكم قابلة للزيادة و لما لايقل عن خمسة الف مدرب والحساب ماشى.

اما على صعيد الاداريين فتبلغ الماساة ذروتها حيث لايقل عددهم المطلوب عن مائة الف للاندية واكثر من الف للاتحادات المحلية وضعفهم من المنافسين والمتصارعين على الادارة اما العدد المطلوب للجان الفرعية خلوه محلك سر. كل هذا تحت منظومة ما يسمى بالاتحاد السودانى لكرة القدم والمنضوى بنص القانون للفيفا ويمثل فى كمه العددى اكثر من دول الخليج مجتمعة بل والدول العربية مجتمعة فكم ياترى مقارنة المتاح من المال فى الخليج للعدد الاقل مقارنة بالمتاح من المال لهذا الكم الهائل من (الزحمة) وهل يمكن لهذا الكم من تشتت المواهب والامكانات المحدودة ان يثمر عن اندية ذات مستوى عال وان يكون هناك دورى عالى المستوى ومتكافئ

وكم ياترى لو حسبنا متوسط ما يصرف على الفرد فى السودان مقارنة مع متوسط دول الخليج بامكانتها الاكبر والتى تصمن الاندية واللاعبين والمدربين وهل يعقل ان يكون لاتحادنا عدد اندية يفوق مائة ضعف اندية مصر المنضوية تحت الاتحاد وسكان مصر اكقر من ثلاثة اضعاف السودان .

اردت بهذه المقدمة ان اؤكد على ان التعامل الانفعالى مع الاخفاقات والذى يقوم على ردود الفعل الانفعالية والمتشنجة مع كل اخفاق اوهزيمة بل فضائح والتى لم تخرج عبر تاريخ الرياضة عن المناداة بتغيير الاشخاص مع ان الثابت انهم رغم تغيرهم عبر التاريخ بقى الحال على ماهو عليه اخفاقات تتضاعف من عام لاخر رغم بعض الاستراحات الزائفة التى تاتى بها الصدف والتى ظلت الرياضة عامة وكرة القدم خاصة اسيرة لها لستين عاما هو حرث فى البحر ونحن بحاجة لحرث فى الارض حتى تثمر زرعا ناضجا اما ان ننفعل ونثور ونتشنج ونهرج مع كل اخفاق ثم ينتهى الامر بالانتقال من اخفاق لاخفاق عبيرالانتقال من شخص لاخر يتبادلون المراكز ذهابا وعودة ويبقى الحال على ما هو عليه ومن فضيحة لاخرى فهذا عبث لا طائل منه مع ان القضية ليست قصور اشخاص قحسب بل قبل ذلك هو قصور نظام قبل ان يكون قصور اشخاص بالرغم من مسئوليتهم التى يستحقون عليها المحاسبة فالعطارلايصلح ما يفسد الدهر

ليست القضية فى ان يذهب فلان او يعود اخر او تذهب مجموعة وتعود مجموعة فكم من هئولاء ذهبوا وعادوا والنتائج فى نهاية الامر نفسها لا تتغيرفمن هو الذى تولى مرفقا رياضيا لم نطالب برحيله وكم منهم رحل وطالبنا بعودته ومتى عاد عدنا للمطالبة برحيله. وهكذا ندور فى حلقة مفرغة والساقية تظل مدورة والنتيجة فى نهاية المطاف هى نفسها.فالاتحاد الذى نطالب برحيله اليس هو نفسه الاتحاد السابق لم يتغير فيه الا رئيسه واليس هو نفسه الاتحاد الاسبق فالتكوين هو نفسه التكوين ومجلس الادارة هونفسه المجلس السابق والقابض على الاتحاد اربعة دورات متتالية والمحصلة هى نفسها المحصلة.

يؤكد ذلك حصادنا عبر هذه الستين عاما على صعيد الواقع والاحصاءات وحدها تتحدث:

1- بطولة الامم الافريقية مرة واحدة لاغير سنة 1970

2- غياب من المشاركة فى نهائيات الامم الافريقية منذ منتصف السبعينات ولم نعرف العودة اليها الا عندما عدلت الكاف عدد الدول المشاركة فى النهائيات حيث ارتفعت من ثمانية لستة عشر دولة عندها فقط ارتفع علم السودان فى غانا ولو كان العدد ثمانية لما رفعناه فى غانا وذلك بعد ما يزيد عن ربع قرن ولم ينجح منتخبنا بين افضل ثمانية حتى يكون جديرا بالتاهل بل طيش الستة عشر بلا نقطة او هدف ثم كانت عودتنا الثانية ونجاحنا بين افضل ثمانية لاول مرة بعد ما يقرب ثلاثين عاما وفشلنا فى ان نتخطى دور الثمانية حيث تربعناعلى المركز الاخير بجدارة واخرها ما سمى بقضية ميساوى واثيوبيا والصومال وقبلها علاء الدين والجزائر ولم يبقى لنا الا ان نزايد باننا اسسنا الكرة الافريقية والعربية

ولم يحدث ان قارنا انفسنا بمن اسسوها معنا مصر وجنوب افريقيا وارقام انجازات هذه الدول تفضحنا (وخلوها مستورة) واخيرا تلقينا القاضية من اثيوبيا التى غابت لاسباب سياسية

3- على المستوى العربى فالوضع اسوا من حالنا الافريقى بالرغم من اننا نفاخر باننا ادخلنا الكرة عربيا وهى حقيقة ولكن تلاميذنا عبروا واصبحوا ارقاما اقليمية وقارية وعاالمية وما حققناه نحن المؤسسون افريقا و عربيا صفركبير على الشمال

4-على المستوى العالمى تاهلنا لاولمبياد ميونخ مرة واحدة 1972 وكاس العالم للشباب مرة واحدة 1991 ايطاليا اما نهائيات كاس العالم لانعرف مكانه ولا نعرف حضورا فيه الا كمتفرجين جيث لم نتشرف به حتى الان حتى بزيارة عابرة له تسجل اسمنا بين الزوار العابرين مع ان كثير من الدول الافريقية والعربية عرفت طريقها اليه

5- وهو مؤسف جدا ان نكون ارقاما على المستوى الادارى فى الكاف وعلى مستوى الفيفاو اللجنة الاولمبيةالدولية بلانتائج تبرر هذا الوجود الادارى. وكان من الطبيعى ان يضعف هذا الوجود وينتهى لعضوية لجان هامشية

6- على مستوى الاندية لم تحقق القمة غير كاس واحدة فى البطولة الاضعف عندما حقق المريخ كاس مانديلا بينما لم يحقق الهلال اى بطولة وبقى اسمه خاليا من سجل البطولات

اذن نحن امام ازمة حقيقية وامام علة لابد ان نعترف بانها كبيرة ولكن من لايملك المعرفة بالعلة ومكمن الداء فانه لن ينجح فى معالجة العلة والتى بلا شك لاتحل برحيل زيد وعبيد فمثل هذه الحلول تحقق العقوبة الشخصية ولكنها لن تحل ازمة الكرة لان القضية اكبر ولابد من التنقيب عن العلة حنى يتسنى علاجها وبدون ذلك تتواصل اخفاقاتنا من اسوء الى اسوء فاين العلة

هذا هو السؤال ولى عودة فى الحلقة القادمة للمساهمة فى الاجابة عليه

خارج النص: نفسى اقرأ للابن الصادق مصطفى احمد الشيخ موضوعا وافهم ماذا يريد ان يقول وحسرتى ان يكون وريث علمين من اكبر اعلام الصجافة والكتابة عمه سعد احمدالشيخ ووالده مصطفى ولولا اعتبارات خاصة لقلت النار تلد الرماد ونصيحتى له ان يراجع نفسه حتى يكون فى قامة عمه ووالده لهما الرحمة والغفران
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبومازن 10-18-2012 12:0
    شكراً أخي النعمان على إستجابتك لطلبنا ونحن في إنتظار إجابتك على هذا السؤال في الحلقة القادمة، شكرا لك مرة أخرى.
  • #2
    سامح سيد سليم 10-18-2012 09:0
    دوري وادي النيل كان لي برنامج اعده واقدمه في بعض الاحيان على اثير الاذاعه الرياضيه تحت اسم دوري وادي النيل وكان هذا البرنامج يتناول الرياضه في السودان والرياضه في مصر وكان الهدف الاساسي منه تاسيس فكر ومفهوم في اوساط الجماهير والقياديين بان نجمع شمل ابناء وادي النيل عن طريق الرياضه وعلى وجه الخصوص كرة القدم . لما ذكرت سابقا اقترح على القياده السياديه والاتحاديه والفنيه بالبلاد ان تطرح على المسئولين عن الرياضه بالشقيقه مصر الحبيبه فكرة توحيد الدوري في البلدين ليكون دوري وادي النيل ليضم كل الفرق المصريه والسودانيه ومن ثم اخطار الاتحاد الافريقي لكرة القدم لكي يخصص عدد ثمانية فرق لتشارك في البطولات الافريقيه المختلفه خصوصا ان كرة القدم بمصر الشقيقه بعد الاحداث الاخيره سوف لم تقم لها قائمه قريبا. فان حدث هذا سنضمن على المستوى السياسي الوصول الى وحدة وادي النيل التي طالما سعينا لها . وعلى المستوى الاقتصادي .. توسيع دائرة الانتاج وتبادل الخبرات وتحسين الوضع الاقتصادي . وعلى المستوى الثقافي .. بالتاكيد ستنشط الحركة المسرحيه والمكتبيه والتلفزيونيه والاذاعيه..الخ. وعلى المستوى الرياضي .. ستقوى منافسات الرياضيه عامة وكرة القدم خاصة وستلتفت الينا جميع انظار العالم وبالطبع سنتبادل الخبرات الفنيه والاداريه ..الخ. وربنا يعينا ويعينكم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019