بهدوء
بعد الشغب ظهر التواطوء !!
يبدو ان الوسط الرياضى سيشهد فى الايام القادمه خواتيم موسم كروى حافل بكل الوان الظواهر الفاسدة فى كرة القدم التى تتناقض مع ابسط مقومات اللعب النظيف ومبادئه التى ينادى بها الفيفا ويفرضها شعارا فى كل ملاعب كرة القدم من حولنا ,, فخلال الايام الماضية وحتى الامس القريب بدأت الصحف الرياضية تتداول نهارا جهارا انباء عن عمليات للتواطوء فى الدورى الممتاز ابطالها عدد من الاندية المهددة بالهبوط الى جانب الاندية التى تقف فى المنطقة الدافئة فى وسط الترتيب العام وضمنت البقاء حتى لو خسرت مباراة او مباراتين من الجولات الاخيرة المتبقية من ختام الدورى الممتاز ,, نعلم ان عمليات التواطوء والاتفاق المسبق على النتائج يتم من خلف الابواب المغلقة وبالاتفاقات الثنائية وفقا للمصالح وتبادل المنافع من موسم الى اخر وبالتالى يصبح من الصعب القبض على المتواطئين وادانتهم حتى لو ظهرت معالم التواطوء واضحة داخل الملعب ,الا ان هذا لايمنع من الاحساس بصدق هذه الانباء التى اوردتها الصحف على مدار اليومين الماضيين مما يؤكد ان رائحة التواطوء بدأت تفوح وتزكم الانوف خاصة قبل المباريات التى تجمع بين ( المهددين ) والضامنين للبقاء , وهو ذات اليسناريو الذى حدث الموسم الماضى عندما اشتكى المسؤولين فى نادى الاتحاد لطوب الارض من انهم تعرضوا لمؤامرة ادت الى هبوطهم من الدورى الممتاز الا ان شكواهم ذهبت ادراج الرياح ولم يجدوا من يبحث ويحقق ويدقق فى شكواهم لتحفظ القضية ( ضد مجهول ) كما هى العادة فى معظم قضايا التواطوء السابقة وما اكثرها فى دورى الدرجتين الثانية والثالثة بولاية الخرطوم , والان فان مايكتب فى الصحف رغم خطورته يزيد ويضاعف من مصايب الدورى الممتاز لا اظنه سيجد الاهتمام اللازم من جانب الاتحاد ولجانه الكثيرة رغم ان الامر ليس خافيا على اعضاء هذه اللجان الذين ينتمون لهذا الوسط الرياضى ويعرفون عنه كل صغيرة وكبيرة ومايحاك فى ليله ونهاره , فضلا فى ان القواعد العامه بها من النصوص مايكفى لمواجهة ظاهرة التواطوء قبل وقوعه باعادة برمجة المباريات ( المشكوك ) فى صحتها لتقام فى توقيت واحد وهذا اقل مايمكن ان يقوم به الاتحاد العام حتى يبعد الشكوك والظنون عن مسابقته التى بدأت تترنح وتموت تدريجيا ببسب هذه الظواهر المسيئة وللمحافظة على ماتبقى من عدالة المنافسة فى هذه المرحلة الختامية من الدورى ,, ومن المؤسف ان الحديث عن التواطوء بدأ يعلو ويأخذ طريقه للصحف مع تفاقم ازمة الشغب وتداعياتها الخطيرة التى لازال صداها يتردد فى الوسط الرياضى واخذت حيزا من اهتمامات الاجهزة السيادية التى بدأت تتحرك هى الاخرى للمساهمة فى ايجاد الحلول التى تنقذ ملاعبنا من هذه الاعمال المشينة كان اخرها الدعوة التى وجهها جهاز الامن والمخابرات الوطنى لناديي القمة ورؤساء تحرير الصحف الرياضية وكذلك المسؤولين فى مجلس الصحافة والمطبوعات وهى جميعها مبادرات تستحق الاهتمام عسى ولعل ان تكون المحصلة النهائية مفيدة للخروج من هذا النفق المظلم ,, طالما ان الاتحاد العام كجهة منظمة قد برأ نفسه مما يحدث وذكر بدون حياء او خجل عقب اجتماعه الاخير بانه غير معنى بالاسباب التى كانت وراء احداث الشغب التى طالت ملعبى الهلال والمريخ والتى وصفها بانها اتهامات ( مغرضه ) وان المسؤولية تقع على جهات اخرى لم يسمها !! والطريف فى الامر ان الاتحاد رغم تهربه من المسؤولية وجه اللجنة المنظمة بضرورة العمل على تشديد الاجراءات بما يحول دون تكرار مثل هذه الاحداث , ولاندرى ماهى الاجراءات التى بيد اللجنة المنظمة حتى تستخدمها فى مواجهة الشغب اذا كان الاتحاد العام فى اعلى سلطته يتبرأ من مسؤولية ماحدث فى ملعبي الهلال والمريخ ؟
عموما ظاهرة التواطوء لاتقل خطورة عن ظاهرة الشغب فالاثنين يقودان للتدمير المعنوى والنفسى والمادى , وفى انتظار ماستفعله اللجنة المنظمة التى آل اليها الامر بقرار من الاتحاد العام ,, عايزين نشوف شطارتكم !