• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1497
اماسا
زووم
كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان؟
الإعلام الرياضي يقنع الجمهور في كل عام بأنه ذلك الفارس المقنع الذي سيأتي ليخطف الأميرة بنت السلطان ويتزوجها، وذلك عندما تأتي التسجيلات ويمارس الجميع الخطف واللطم حتى يصبح (الكوم) بحجم جبال كرري، وبعد الفراغ منها تتبارى الصحف في تأليف التواشيح والمعلقات في نجوم التسجيلات الجدد، وبعضهم يبالغ قليلاً ويطلق العنان لخياله مؤكداً أن لفريقه تشكيلتان في هذا الموسم، وأنه مؤهل تماماً لإحراز بطولة خارجية، ولا أحد ينسى بطبيعة الحال أن يجهز شماعة الموسم ويستدرك رهانه بـ(لو).. أن التحكيم انستر مع الفريق ولم ينحاز للفريق الآخر، وفي نهاية كل عام يكتشف الجمهور المسكين كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان، لا بطولات محلية تملأ العين، ولا أداء خارجي يؤهل الأنصار للتباهي أو التفاؤل بعام قادم أفضل، ونفس الإعلام الذي عبأ الجمهور للتفاؤل يعود ليلعب دوراً آخر على النقيض عندما يدعوهم لمحاربة ومقاطعة الإدارة او الفريق، أيهما يقع ضحية البحث عن المبررات وأيهما يتحمل الوزر ليلعب دور الشماعة مع التحكيم.. وقد أدرك هذه المسرحية راعي الضأن في الخلاء وبات يتناول المصل المضاد للإنفعالات والإندفاع والحماس مع فريقي القمة، لأن الأخطاء هي ذاتها منذ عشرين عاماً يكررها اناس مختلفون، وفي كل مرة نفشل فيها يجتمع الخبراء في الصحف وإستديوهات الإذاعة لينظروا ويلقوا الخطب وكل يزيح الستار عن أبرز إكتشافاته كخبير طبعاً في مجال كرة القدم ليصل الجميع في نهاية المطاف إلى أن أحد أكبر أسباب الإخفاق هو غياب المدارس السنية والأكاديميات، وذلك ما يخلق الفوارق التي يلاحظها كل من يشاهد مباراة في كرة القدم بين فريق أو منتخب سوداني وآخر ينتمي إلى مدارس شمال أفريقيا أو الخليج أو حتى من العمق الأفريقي حيث يتضح الفوارق المهارية في الأساسيات من استلام وتمرير وغيرها من مهارات يتعلمها لاعب كرة القدم في بواكير مشواره عندما يكون في مراحل سنية دون الخامسة عشرة، ولكن لاعبنا السوداني يدخل مظلة التدريب بعد أن يتجاوز العشرين من عمره ومايزال في الناشئين، وعندما يجتاز المرحلة تلك ويعبر منها إلى الأندية يكون بحاجة إلى فترة تثبيت الموهبة بالممارسة والمزيد من اللعب التنافسي، ومن ثم ينضج في موهبته بعد أن يقترب من الثلاثين، وتكتشفه القمة بعد ذلك وتضمه إلى صفوفها وهكذا تعمل ساقية جحا بجد واجتهاد..!
لا أحد غيرنا في العالم ينفق على برامج الكبار أكثر من اليافعين، وعلى اللاعب (الكبير) المسن أضعاف ما ينفقه العالم على المواهب، وقد مضت أندية القمة في هذا الموسم إلى ذات الطريق وتوغلت فيه لدرجة أنه لا أحد يهتم فيها ببرامج الشباب والناشئين بعد العودة، وتعاني هذه الفئة الأمرين على مستوى الملاعب والبند الاول الخاص بالتسيير، مع أن الهلال والمريخ قد أنفقا معاً على لاعبين جديدين يقارب عمرهما الأربعين مبلغاً يتجاوز نصف المليار جنيه تكفي بدون مبالغة لتأسيس أكاديميتين تعملان على معالجة القصور في كرة القدم، ورتق الفجوة التي تظهر بين اللاعب السوداني ونظيره في الدول الأفريقية والعربية وحتى الآسيوية بسبب مسألة الأساسيات ذات الصلة بمراحل التعلم تلك، ففي كل عام يتفق الجميع على أن الحل يكمن في تغيير النظرة العامة لثنائي القمة وتصحيح بعض المفاهيم المتخلفة في جانب الإنفاق على العواجيز أكثر من برامج الناشئين والشباب في عمر التعلم، ومع ذلك الإجماع تمضي سنوات وسنوات دون أن يتم تصحيح للمسار أو المفاهيم العامة، وبذلك نهدر وقتنا ووقت الكثير من محبي كرة القدم، في برامج ندرك أكثر من غيرنا انها لا تثمر، والعالم من حولنا يمضي بثبات في طريق التطور إلى الأفضل، حتى تشاد وأفريقيا الوسطى وبعض الشعوب التي كانت تجلس على الهامش أدركت كنه العملية وبدأت بالشكل الصحيح الذي يضعها في مضمار السباق للمنافسة بجدية بحثاً عن موطيء قدم على الخارطة العامة.. وسنتفاجأ بعد فترة ليست بالطويلة بالمنتخب التشادي يسحق منتخبنا هنا بالخرطوم مالم نتدارك الامر ونفكر ونعمل بجد وواقعية.
مازلنا نتخبط على الطريق للأسف الشديد، ونتعثر في بعض المفاهيم التي عبرها العالم منذ الخمسينات ومنحنا فيها خارطة طريق كانت ضد مصالح بعض قادتنا الرياضيين من رؤساء الإتحادات والأندية لذلك لم يعملوا بها وفضلوا السير على الطريق العشوائي، وبسبب النماذج المتخلفة من الإدارات التي تسيطر على كل شيء وتهدر المال والوقت في أشياء لا علاقة لها بالتطور، وبذلك سيمر هذا الموسم أيضاً لينضم إلى المواسم السابقة بدون أن نرى جديداً يستحق الذكر.. نجتهد وننفق الملايين من الدولارات في التعاقدات التي تشبه المساحيق على وجه امرأة مسنة.. ونحن ندرك حقيقة أن الكرة السودانية تعاني من علة يجب البدء بمعالجتها أولاً ومن ثم التعاقد مع من نشاء للمنافسة على البطولات الخارجية.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019