زووم
المنتخب الوطني.. الكيل بمكيالين..!
مصيبة المنتخب الوطني كبيرة وليس الأمر في حدود إخفاق في بطولة (أل جي) فحسب، لأن المنتقدين الذين انهالوا على مازدا والإتحاد السوداني لكرة القدم بالنقد والوصم بالفشل الذريع يتعاملون مع هذا الملف بمكيالين، خاصة اولئك الزملاء من الإعلاميين المتعصبين لناديي القمة، فعندما يكون الامر خاصاً بالنادي المعين يتمسكون ببعض المثاليات ذات الأهداف المزدوجة، كأن يقولون أننا لا نكتب كذا وكذا حرصاً على الإستقرار، وكثيراً ما يتسترون على إخفاقات ناديهم ويشفقون على القائمين بأمره من كلمات وسهام النقد والرأي الآخر بداعي الحرص على وحدة الصف، أما عندما يكون الامر متعلقاً بالمنتخب تأتي الإنتقادات هكذا على بلاطة، وكأنهم لا يخشون في الحق لومة لائم، فيتخطون كل الحواجز ليكتب أحدهم مثلاً: ان مازدا لا علاقة له بكرة القدم..! أو أن هنالك عدد من اللاعبين تسربوا غلى المنتخب من دون وجه حق، وعلى حساب آخرين أجدر منهم، ولا أحد يكلف نفسه طبعاً بتفهم وجهة نظر مازدا لنه وبحسب رأيهم لا يفقه شيئاً في كرة القدم، وهم بسلامتهم علماء وخبراء هبطوا علينا فجأة من كوكب آخر غير كوكبنا المتخلف هذا ليعلموننا مباديء الإختيار للمنتخبات وكيف تتعامل الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات مع اللاعبين والمواهب، ولو عمل مازدا بنصائحهم تلك لوجدنا ان تشكيلة المنتخب الوطني تضم عشرين لاعب وسط ومدافع واحد وحارسي مرمى وبدون مهاجم البتة.
هؤلاء الذين قادوا الحملات التترية على مازدا يطالبونه بأن يتعامل بعقلية حسن شحاته مدرب المنتخب المصري السابق وصاحب الإنجازات القياسية، ولا أحد منهم يتطرق لنوعية اللاعبين الذين يتعامل معهم ولا المنبع الذي جاؤوا منه ولا الثقافة والعقلية الإحترافية التي يتمتع بها لاعبنا السوداني قياساً بنظيره المصري، في الوقت الذي يعمل فيه الرجل بما هو متاح دون شطح أو نطح، والذين ينتقدونه اليوم على ضعف خياراته هم من كانوا بالامس من انصار رفع عدد الاجانب والمجنسين بالاندية، وشجعوا الإداريين على طمس الهوية الوطنية بالناديين الكبيرين وحشد اكبر عدد ممكن من الاجانب بعد أن يلبسونهم الجلابية السودانية ويمنحونهم الجنسية الوطنية، وهو تجنيس سلبي بطبيعة الحال، بمعنى اننا نجنس لاعبين قد شاركوا سلفاً مع منتخباتهم في البلد الأم، ما يعني أن الفائدة لا تشمل منتخباتنا وإنما تنحصر فقط في أنديتنا، وبالفعل جنينا الكثير مع المريخ والهلال في الآونة الأخيرة على المستوى الأفريقي، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الإخفاق الذي تبقى سيكون من نصيب المنتخبات الوطنية في المستقبل ما لم تتغير السياسات العامة لتصطحب كل ما له علاقة بالمنتخبات الوطنية.
لقد حملوا مازدا وزر إخفاقات الكرة السودانية من نهاية السبعينات وآثار الرياضة الجماهيرية، وطالبوه بمعالجة كل هناتها التأريخية وتحقيق ما يحققه المدرب الإسباني مثلاً، وهذه قسوة لا يرتضيها البعض عندما يكون الامر مرتبطاً بالاندية، وكثيراً ما نكتب في المصلحة العامة فيتصل علينا احدهم، ربما يكون من أصحاب المصالح الخاصة فيقول: ما كتبته صحيح.. ولكن التوقيت غير مناسب..! وعندما يكون الامر خاصاً بالمنتخبات الوطنية فإن قيمة التوقيت تتساقط ويصبح (الكابتن) مازدا لا علاقة له بكرة القدم، ولعل المطلوب من مازدا بحسب هذه الإنتقادات أن يستشير كل من له رأي في المنتخب الوطني قبل أن يعلن قائمته الرسمية، وبهذه الطريقة سيختلف الناس، يختار أحدهم كل القائمة من الهلال ويأتي آخر يلغيها ليختار الغالبية من المريخ لأن الأسلوب السائد بين مشجعي الناديين أنهم لا يعترفون بالمواهب التي في الطرف الآخر وتسيطر عليهم ثقافة التبخيس.
إذا عالجنا العيوب التي في الكرة السودانية بصفة عامة فإن منتخبنا الوطني سيتميز على المستوى الدولي، ويحقق النتائج التي نرجوها، ولكنه ليس من العقل أن نعترف بان لاعبنا غير مؤهل لمقارعة نظرائه على المستوى الدولي، ونلهث وراء التعاقدات مع الاجانب لسد الفجوة، ونترك لمازدا اللاعب السوداني المشكوك في قدراته أصلاً لنقول له عد إلينا بكأس الامم الأفريقية..!
وعلى ذلك لو تعاقدنا مع الإيطالي فابيو كابيلو شخصياً ليدرب منتخبنا فإن النتائج ستظل على ما هي عليه، لأن الإنجليزي قسطنطين لم يفشل معنا لأنه لا يفقه شيئاً في كرة القدم كما نقول عن مازدا وإنما كان السبب الأساسي في إخفاقه طبيعة اللاعب السوداني الخاصة جداً، ولأن مازدا يتفهم هذه الخصوصية حقق هذه النتائئج وقادنا إلى النهائيات الأفريقية مرتين وهو ما فشل فيه غيره.. لذلك أتمنى ألا نتخطى سقف أحلامنا وواقعنا المفروض علينا بحكم ما نفعله في انديتنا.. فنحن لا نملك لاعبين في الدوريات القوية، ولا نملك السلاح المستخدم هناك في النهائيات، فإذا تأهلنا في غياب العمالقة فذلك لا يعني أننا أصبحنا أقوياء واستحقينا العودة باللقب.. المسألة مختلفة ولابد من الواقعية.
حاشية
منتدى شبكة المريخ يحتوي على أطنان من العبارات الغريبة، يسمح مشرفوه بكل ما يطعن في الآخرين، يسمحون بالعنف اللفظي، يعشقون الازمات والإشتباكات والتحرشات، أجواء غريبة يحاولون فرضها على الآخرين.. بعضهم مقيم في ألمانيا ويعتقد أن السودانيين جميعهم يجب ان يتحولوا إلى ألمان، وغيره في إنجلترا ويحاول أن يوصمنا كسودانيين بالتخلف وكأنه ولد بريطانياً ولم يكن في يوم من الأيام سودانياً يأكل العصيدة ويشرب (الآبري)..!
المنتخب الوطني.. الكيل بمكيالين..!
مصيبة المنتخب الوطني كبيرة وليس الأمر في حدود إخفاق في بطولة (أل جي) فحسب، لأن المنتقدين الذين انهالوا على مازدا والإتحاد السوداني لكرة القدم بالنقد والوصم بالفشل الذريع يتعاملون مع هذا الملف بمكيالين، خاصة اولئك الزملاء من الإعلاميين المتعصبين لناديي القمة، فعندما يكون الامر خاصاً بالنادي المعين يتمسكون ببعض المثاليات ذات الأهداف المزدوجة، كأن يقولون أننا لا نكتب كذا وكذا حرصاً على الإستقرار، وكثيراً ما يتسترون على إخفاقات ناديهم ويشفقون على القائمين بأمره من كلمات وسهام النقد والرأي الآخر بداعي الحرص على وحدة الصف، أما عندما يكون الامر متعلقاً بالمنتخب تأتي الإنتقادات هكذا على بلاطة، وكأنهم لا يخشون في الحق لومة لائم، فيتخطون كل الحواجز ليكتب أحدهم مثلاً: ان مازدا لا علاقة له بكرة القدم..! أو أن هنالك عدد من اللاعبين تسربوا غلى المنتخب من دون وجه حق، وعلى حساب آخرين أجدر منهم، ولا أحد يكلف نفسه طبعاً بتفهم وجهة نظر مازدا لنه وبحسب رأيهم لا يفقه شيئاً في كرة القدم، وهم بسلامتهم علماء وخبراء هبطوا علينا فجأة من كوكب آخر غير كوكبنا المتخلف هذا ليعلموننا مباديء الإختيار للمنتخبات وكيف تتعامل الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات مع اللاعبين والمواهب، ولو عمل مازدا بنصائحهم تلك لوجدنا ان تشكيلة المنتخب الوطني تضم عشرين لاعب وسط ومدافع واحد وحارسي مرمى وبدون مهاجم البتة.
هؤلاء الذين قادوا الحملات التترية على مازدا يطالبونه بأن يتعامل بعقلية حسن شحاته مدرب المنتخب المصري السابق وصاحب الإنجازات القياسية، ولا أحد منهم يتطرق لنوعية اللاعبين الذين يتعامل معهم ولا المنبع الذي جاؤوا منه ولا الثقافة والعقلية الإحترافية التي يتمتع بها لاعبنا السوداني قياساً بنظيره المصري، في الوقت الذي يعمل فيه الرجل بما هو متاح دون شطح أو نطح، والذين ينتقدونه اليوم على ضعف خياراته هم من كانوا بالامس من انصار رفع عدد الاجانب والمجنسين بالاندية، وشجعوا الإداريين على طمس الهوية الوطنية بالناديين الكبيرين وحشد اكبر عدد ممكن من الاجانب بعد أن يلبسونهم الجلابية السودانية ويمنحونهم الجنسية الوطنية، وهو تجنيس سلبي بطبيعة الحال، بمعنى اننا نجنس لاعبين قد شاركوا سلفاً مع منتخباتهم في البلد الأم، ما يعني أن الفائدة لا تشمل منتخباتنا وإنما تنحصر فقط في أنديتنا، وبالفعل جنينا الكثير مع المريخ والهلال في الآونة الأخيرة على المستوى الأفريقي، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الإخفاق الذي تبقى سيكون من نصيب المنتخبات الوطنية في المستقبل ما لم تتغير السياسات العامة لتصطحب كل ما له علاقة بالمنتخبات الوطنية.
لقد حملوا مازدا وزر إخفاقات الكرة السودانية من نهاية السبعينات وآثار الرياضة الجماهيرية، وطالبوه بمعالجة كل هناتها التأريخية وتحقيق ما يحققه المدرب الإسباني مثلاً، وهذه قسوة لا يرتضيها البعض عندما يكون الامر مرتبطاً بالاندية، وكثيراً ما نكتب في المصلحة العامة فيتصل علينا احدهم، ربما يكون من أصحاب المصالح الخاصة فيقول: ما كتبته صحيح.. ولكن التوقيت غير مناسب..! وعندما يكون الامر خاصاً بالمنتخبات الوطنية فإن قيمة التوقيت تتساقط ويصبح (الكابتن) مازدا لا علاقة له بكرة القدم، ولعل المطلوب من مازدا بحسب هذه الإنتقادات أن يستشير كل من له رأي في المنتخب الوطني قبل أن يعلن قائمته الرسمية، وبهذه الطريقة سيختلف الناس، يختار أحدهم كل القائمة من الهلال ويأتي آخر يلغيها ليختار الغالبية من المريخ لأن الأسلوب السائد بين مشجعي الناديين أنهم لا يعترفون بالمواهب التي في الطرف الآخر وتسيطر عليهم ثقافة التبخيس.
إذا عالجنا العيوب التي في الكرة السودانية بصفة عامة فإن منتخبنا الوطني سيتميز على المستوى الدولي، ويحقق النتائج التي نرجوها، ولكنه ليس من العقل أن نعترف بان لاعبنا غير مؤهل لمقارعة نظرائه على المستوى الدولي، ونلهث وراء التعاقدات مع الاجانب لسد الفجوة، ونترك لمازدا اللاعب السوداني المشكوك في قدراته أصلاً لنقول له عد إلينا بكأس الامم الأفريقية..!
وعلى ذلك لو تعاقدنا مع الإيطالي فابيو كابيلو شخصياً ليدرب منتخبنا فإن النتائج ستظل على ما هي عليه، لأن الإنجليزي قسطنطين لم يفشل معنا لأنه لا يفقه شيئاً في كرة القدم كما نقول عن مازدا وإنما كان السبب الأساسي في إخفاقه طبيعة اللاعب السوداني الخاصة جداً، ولأن مازدا يتفهم هذه الخصوصية حقق هذه النتائئج وقادنا إلى النهائيات الأفريقية مرتين وهو ما فشل فيه غيره.. لذلك أتمنى ألا نتخطى سقف أحلامنا وواقعنا المفروض علينا بحكم ما نفعله في انديتنا.. فنحن لا نملك لاعبين في الدوريات القوية، ولا نملك السلاح المستخدم هناك في النهائيات، فإذا تأهلنا في غياب العمالقة فذلك لا يعني أننا أصبحنا أقوياء واستحقينا العودة باللقب.. المسألة مختلفة ولابد من الواقعية.
حاشية
منتدى شبكة المريخ يحتوي على أطنان من العبارات الغريبة، يسمح مشرفوه بكل ما يطعن في الآخرين، يسمحون بالعنف اللفظي، يعشقون الازمات والإشتباكات والتحرشات، أجواء غريبة يحاولون فرضها على الآخرين.. بعضهم مقيم في ألمانيا ويعتقد أن السودانيين جميعهم يجب ان يتحولوا إلى ألمان، وغيره في إنجلترا ويحاول أن يوصمنا كسودانيين بالتخلف وكأنه ولد بريطانياً ولم يكن في يوم من الأيام سودانياً يأكل العصيدة ويشرب (الآبري)..!
تم حذف التعليق لمخالفته لوائح النشر