زووم
هل استفدنا من درس (الحضري)..؟
يقول المثل العربي أن (الضربة التي لا تقتلك تقويك)، وقد تلقى المريخ ضربة موجعة في قضية الحضري برغم بوادر الحل التي لاحت على الأفق في الأربع وعشرين ساعة الأخيرة وكل ما نتمناه ان تكون إدارة نادي المريخ قد استوعبت الدرس فيما يخص قضية مهمة ظللنا نطرقها منذ عهد أمين المال السابق حسن عبد السلام حمد، عندما كنا نطالب بالمؤسسية والأسلوب الذي يليق بنادي المريخ كإسم وسمعة، وإذا تابعنا أزمة الحضري من جديد وأعدنا قراءتها سنكتشف أن محورها عدم إعتماد المريخ بكل سمعته على الضبط المستندي في تعاملاته والأسلوب المؤسسي الذي يحفظ حقوق كل من يشارك في العملية الإدارية او يرتبط مع الكيان بعمل تعاقدي واحترافي، وأن الحضري قد استغل ذلك التهاون وصعد مشكلته وكلنا نعرف أنه سيكسبها إذا لم تحل ودياً لأن الإتحاد الدولي والقانون نفسه لا يعترفان بحسن النوايا ومبدأ الثقة التي كان يتعامل بها الوالي مع هذا اللاعب المصري، وإذا كان هنالك مستندات يوقع عليها عندما يتسلم مرتبه لما تفاقمت الأزمة ولما استحق الأمر أكثر من خطاب وربما قرار ليعود اللاعب إلى بيت الطاعة.
هذه الثغرة الإدارية عبرت منها عشرات الأخطاء التي كانت تصغر هذه الأزمة حجماً وضجةً، ولكن أثرها ليس باقل على الكيان المريخي، وسبق أن ذكرت حادثة إضطر الوالي أن يسدد فيها مبلغ مديونية بلغت مائة وخمسين مليوناً (بالقديم) مرتين، وكانت القصة قد بدأت إبان إندفاعه في المنشآت وجهوده الكبيرة في الإرتقاء بها، وقد استعانوا بإحدى المؤسسات السيادية في توفير سيولة مالية لفك أزمة طارئة، وبالفعل كان المبلغ المذكور بمثابة مديونية مسترجعة اعادها الرجل في أقل من شهرين، ولكن بعد مرور أكثر من ستة أشهر فاجأت تلك المؤسسة النادي ببلاغ ومطالبة قانونية بسداد هذه المديونية مرة أخرى، ولم يكن لدى الرجل دليل مستندي على أنه سددها من قبل، وهو ما يعني تسديدها مرة أخرى بالطريقة التي كان ينبغي عليه أن يتبعها من الأول، بينما لاذ طرف خفي بالمبلغ الأول، وكنا نعتقد أنها عثرة لن تتكرر، ولكن الأمور ذهبت إلى أسوأ من ذلك وظهرت حالات أخرى استقرت بأزمة الحضري ولا نعرف ما تخفيه الأيام القادمات إذا استمرت إدارة النادي في هذا المنهج العشوائي الغريب.. فلو كان رئيس المريخ من نوعية (الشكاء والبكاء) لامتلأت الصحف اليومية بقضايا أشبه بما يفعله الحضري..!!
المسألة ليست بحاجة إلى إنفاق مالي طائل، ولا محاضرات ودورات يملها الناس، وإنما نحن بحاجة إلى تغيير طفيف في سلوك المسؤولين عن تسيير هذا النادي إذا كان الوالي أو غيره من القادمين، فمن البديهيات ان تكون هنالك (ورقة) على الأقل يوقع عليها المستلم، فنحن في مؤسساتنا التي نعمل فيها الآن نوقع نهاية كل شهر على ما يفيد بالإستلام، وفي غالب الأحيان هنالك دفتر أو قائمة يعرفها المحاسبين بـ(bay sheat) يوقع عليها كل من يريد استلام مرتبه أو أية مبالغ مالية مع توضيح الغرض، ومعها يحفظ الطرفين حقوقهما، ولكن المريخ الذي كان أول نادي سوداني يعين في طاقم إدارته جهاز محاسبي متكامل ويدخل الحاسوب في العملية في عام 2000، أصبح الآن من أشهر ضحايا العشوائية وأكبرهم لأنه لم يلتزم بالقنوات الرسمية في الإنفاق مع وجودها، والحضري ومن معه من كل الأجانب الذين يلعبون في المريخ حالياً، والذين لعبوا سابقاً يتسلمون مرتباتهم في وقتها المحدد، ولم يشكو أحد في هذا الصدد بل كان ذلك محل إشادة دائمة من هؤلاء الأجانب لنادي المريخ الذي ذاع صيته في القارة بحضارية تعامل رئيسه والتزامه وسخاءه مع لاعبيه، وكثيراً ما كانوا يندفعون بالتصريح المحفوظ بأن الوالي أفضل رئيس نادي في أفريقيا، ولكن العبرة في كل ذلك أنهم كانوا يتقاضون كل تلك الأموال من خلف ستار، وغالبيتهم يقبضها بدون مستند وكأنها منحة ودية أو صدقة وليست حق ومستحق، ولولا أن هنالك شيء إسمه (أخلاق) يتفوق فيه البقية على الحارس المصري عصام الحضري للجأ كل أجانب المريخ للفيفا ليحصلوا على مال إضافي.
الحارس المصري لاعب كرة قدم غير ملتزم وليس في الامر جديد أضيفه، وهي نقطة ضعف تحول بين اللاعب الهاوي واللاعب المحترف، لأن الإحتراف في حد ذاته يعني الإلتزام بوظيفة محددة والقيام بكل متطلباتها بحرفية عالية وهو ما لم يفعله الحضري، ومن الطبيعي أن يكون المريخ قد خرج بدروس وعبر من التعاقد معه، ولكن الحديث عن التعاقد مع اللاعب السعودي محمد نور قرع النواقيس من جديد وبث فينا الشك في أن يكون المريخ قد استوعب هذا الدرس، وقديماً قيل: أن من يذق لدغة الثعبان.. يحق له أن يخاف جر الحبل.. وقد تذوق المريخ لدغة الحضري، وعرف أنه ما من جدوى للتعاقد مع لاعب لا يحترم الآخرين، ولا يلتزم للمؤسسة التي منحته كل شيء ومع ذلك يتحدث الناس بجدية عن التعاقد مع اللاعب السعودي محمد نور، أعلى السعوديين موهبة وأكثرهم إختلاقاً للأزمات والمشاكل أيضاً، فهل كتب على المريخ أن يضيع سنينه ما بين مشكلات الحضري وأزمات محمد نور؟
المبالغ التي يدفعها المريخ للتعاقد مع الأجانب من وجهة نظري تكفي لجلب وجذب لاعبين من الدوري البرازيلي وبقية دوريات أمريكا اللاتينية وليس كل اللاعبين هناك في سعر كاكا وروبينهو ونيمار وغيرهم من النجوم، وهنالك مواهب متميزة جداً من داخل القارة او حتى لاعبين في نهاية العشرينات يلعبون في بعض دوريات المظاليم في أوربا، ويتمتعون بالحد الأدنى من الموهبة المطلوبة لصناعة التميز هنا على ملاعبنا وبأسعار عادية بعيدة عن مبالغات السماسرة، وتجربة ساكواها قريبة جداً ومفيدة ولاشيء يجبر المريخ على التعاقد مع لاعبين عرب مثيرين للجدل في بلدانهم.. يفشلون في الإحتراف في أوربا لأنهم غير ملتزمين بقواعد الإحتراف..!
حاشية:
حتى وقت قريب جداً كان رئيس نادي المريخ والاخ جمال محمد عبد الله الوالي يهاجمنا وأحياناً يداعبنا باننا (ننظر) كثيراً في المسألة الإدارية، في الوقت الذي كنا نجتهد لعكس الأخطاء التي وقع فيها من سبقه على رئاسة المريخ حتى يستفيد منها ولا يكررها، والآن نرجو أن يكون قد أدرك مطالبتنا بضرورة إعمال الضبط المستندي في نادٍ تفوق ميزانيته عشرات المليارات وتتخطى ميزانيته الشهرية فقط حاجز الثلاثمائة مليوناً، وأن كا نكتبه كان نقداً بناءً يصب في مصلحة النادي مباشرة، ولكنه خضع لتخدير الهتافات والنغمات العاطفية والمكمدات التي تخصص فيها البعض بالطبول والنحاس واعتقد أن أسلوبه ذاك هو الأفيد لإدارة المؤسسات الرياضية.. مع أنه الخاسر الأكبر في هذا الجانب إذا لم يلتزم بالأسلوب العصري لإدارة المؤسسات ويطبق نظام دورة مستندية ويعتمد على شخصيات ترفع من قيمة (الشورى) بهذا النادي الذي يفوق عدد أنصاره تعداد كثير من سكان الدول العربية والأفريقية..!
هل استفدنا من درس (الحضري)..؟
يقول المثل العربي أن (الضربة التي لا تقتلك تقويك)، وقد تلقى المريخ ضربة موجعة في قضية الحضري برغم بوادر الحل التي لاحت على الأفق في الأربع وعشرين ساعة الأخيرة وكل ما نتمناه ان تكون إدارة نادي المريخ قد استوعبت الدرس فيما يخص قضية مهمة ظللنا نطرقها منذ عهد أمين المال السابق حسن عبد السلام حمد، عندما كنا نطالب بالمؤسسية والأسلوب الذي يليق بنادي المريخ كإسم وسمعة، وإذا تابعنا أزمة الحضري من جديد وأعدنا قراءتها سنكتشف أن محورها عدم إعتماد المريخ بكل سمعته على الضبط المستندي في تعاملاته والأسلوب المؤسسي الذي يحفظ حقوق كل من يشارك في العملية الإدارية او يرتبط مع الكيان بعمل تعاقدي واحترافي، وأن الحضري قد استغل ذلك التهاون وصعد مشكلته وكلنا نعرف أنه سيكسبها إذا لم تحل ودياً لأن الإتحاد الدولي والقانون نفسه لا يعترفان بحسن النوايا ومبدأ الثقة التي كان يتعامل بها الوالي مع هذا اللاعب المصري، وإذا كان هنالك مستندات يوقع عليها عندما يتسلم مرتبه لما تفاقمت الأزمة ولما استحق الأمر أكثر من خطاب وربما قرار ليعود اللاعب إلى بيت الطاعة.
هذه الثغرة الإدارية عبرت منها عشرات الأخطاء التي كانت تصغر هذه الأزمة حجماً وضجةً، ولكن أثرها ليس باقل على الكيان المريخي، وسبق أن ذكرت حادثة إضطر الوالي أن يسدد فيها مبلغ مديونية بلغت مائة وخمسين مليوناً (بالقديم) مرتين، وكانت القصة قد بدأت إبان إندفاعه في المنشآت وجهوده الكبيرة في الإرتقاء بها، وقد استعانوا بإحدى المؤسسات السيادية في توفير سيولة مالية لفك أزمة طارئة، وبالفعل كان المبلغ المذكور بمثابة مديونية مسترجعة اعادها الرجل في أقل من شهرين، ولكن بعد مرور أكثر من ستة أشهر فاجأت تلك المؤسسة النادي ببلاغ ومطالبة قانونية بسداد هذه المديونية مرة أخرى، ولم يكن لدى الرجل دليل مستندي على أنه سددها من قبل، وهو ما يعني تسديدها مرة أخرى بالطريقة التي كان ينبغي عليه أن يتبعها من الأول، بينما لاذ طرف خفي بالمبلغ الأول، وكنا نعتقد أنها عثرة لن تتكرر، ولكن الأمور ذهبت إلى أسوأ من ذلك وظهرت حالات أخرى استقرت بأزمة الحضري ولا نعرف ما تخفيه الأيام القادمات إذا استمرت إدارة النادي في هذا المنهج العشوائي الغريب.. فلو كان رئيس المريخ من نوعية (الشكاء والبكاء) لامتلأت الصحف اليومية بقضايا أشبه بما يفعله الحضري..!!
المسألة ليست بحاجة إلى إنفاق مالي طائل، ولا محاضرات ودورات يملها الناس، وإنما نحن بحاجة إلى تغيير طفيف في سلوك المسؤولين عن تسيير هذا النادي إذا كان الوالي أو غيره من القادمين، فمن البديهيات ان تكون هنالك (ورقة) على الأقل يوقع عليها المستلم، فنحن في مؤسساتنا التي نعمل فيها الآن نوقع نهاية كل شهر على ما يفيد بالإستلام، وفي غالب الأحيان هنالك دفتر أو قائمة يعرفها المحاسبين بـ(bay sheat) يوقع عليها كل من يريد استلام مرتبه أو أية مبالغ مالية مع توضيح الغرض، ومعها يحفظ الطرفين حقوقهما، ولكن المريخ الذي كان أول نادي سوداني يعين في طاقم إدارته جهاز محاسبي متكامل ويدخل الحاسوب في العملية في عام 2000، أصبح الآن من أشهر ضحايا العشوائية وأكبرهم لأنه لم يلتزم بالقنوات الرسمية في الإنفاق مع وجودها، والحضري ومن معه من كل الأجانب الذين يلعبون في المريخ حالياً، والذين لعبوا سابقاً يتسلمون مرتباتهم في وقتها المحدد، ولم يشكو أحد في هذا الصدد بل كان ذلك محل إشادة دائمة من هؤلاء الأجانب لنادي المريخ الذي ذاع صيته في القارة بحضارية تعامل رئيسه والتزامه وسخاءه مع لاعبيه، وكثيراً ما كانوا يندفعون بالتصريح المحفوظ بأن الوالي أفضل رئيس نادي في أفريقيا، ولكن العبرة في كل ذلك أنهم كانوا يتقاضون كل تلك الأموال من خلف ستار، وغالبيتهم يقبضها بدون مستند وكأنها منحة ودية أو صدقة وليست حق ومستحق، ولولا أن هنالك شيء إسمه (أخلاق) يتفوق فيه البقية على الحارس المصري عصام الحضري للجأ كل أجانب المريخ للفيفا ليحصلوا على مال إضافي.
الحارس المصري لاعب كرة قدم غير ملتزم وليس في الامر جديد أضيفه، وهي نقطة ضعف تحول بين اللاعب الهاوي واللاعب المحترف، لأن الإحتراف في حد ذاته يعني الإلتزام بوظيفة محددة والقيام بكل متطلباتها بحرفية عالية وهو ما لم يفعله الحضري، ومن الطبيعي أن يكون المريخ قد خرج بدروس وعبر من التعاقد معه، ولكن الحديث عن التعاقد مع اللاعب السعودي محمد نور قرع النواقيس من جديد وبث فينا الشك في أن يكون المريخ قد استوعب هذا الدرس، وقديماً قيل: أن من يذق لدغة الثعبان.. يحق له أن يخاف جر الحبل.. وقد تذوق المريخ لدغة الحضري، وعرف أنه ما من جدوى للتعاقد مع لاعب لا يحترم الآخرين، ولا يلتزم للمؤسسة التي منحته كل شيء ومع ذلك يتحدث الناس بجدية عن التعاقد مع اللاعب السعودي محمد نور، أعلى السعوديين موهبة وأكثرهم إختلاقاً للأزمات والمشاكل أيضاً، فهل كتب على المريخ أن يضيع سنينه ما بين مشكلات الحضري وأزمات محمد نور؟
المبالغ التي يدفعها المريخ للتعاقد مع الأجانب من وجهة نظري تكفي لجلب وجذب لاعبين من الدوري البرازيلي وبقية دوريات أمريكا اللاتينية وليس كل اللاعبين هناك في سعر كاكا وروبينهو ونيمار وغيرهم من النجوم، وهنالك مواهب متميزة جداً من داخل القارة او حتى لاعبين في نهاية العشرينات يلعبون في بعض دوريات المظاليم في أوربا، ويتمتعون بالحد الأدنى من الموهبة المطلوبة لصناعة التميز هنا على ملاعبنا وبأسعار عادية بعيدة عن مبالغات السماسرة، وتجربة ساكواها قريبة جداً ومفيدة ولاشيء يجبر المريخ على التعاقد مع لاعبين عرب مثيرين للجدل في بلدانهم.. يفشلون في الإحتراف في أوربا لأنهم غير ملتزمين بقواعد الإحتراف..!
حاشية:
حتى وقت قريب جداً كان رئيس نادي المريخ والاخ جمال محمد عبد الله الوالي يهاجمنا وأحياناً يداعبنا باننا (ننظر) كثيراً في المسألة الإدارية، في الوقت الذي كنا نجتهد لعكس الأخطاء التي وقع فيها من سبقه على رئاسة المريخ حتى يستفيد منها ولا يكررها، والآن نرجو أن يكون قد أدرك مطالبتنا بضرورة إعمال الضبط المستندي في نادٍ تفوق ميزانيته عشرات المليارات وتتخطى ميزانيته الشهرية فقط حاجز الثلاثمائة مليوناً، وأن كا نكتبه كان نقداً بناءً يصب في مصلحة النادي مباشرة، ولكنه خضع لتخدير الهتافات والنغمات العاطفية والمكمدات التي تخصص فيها البعض بالطبول والنحاس واعتقد أن أسلوبه ذاك هو الأفيد لإدارة المؤسسات الرياضية.. مع أنه الخاسر الأكبر في هذا الجانب إذا لم يلتزم بالأسلوب العصري لإدارة المؤسسات ويطبق نظام دورة مستندية ويعتمد على شخصيات ترفع من قيمة (الشورى) بهذا النادي الذي يفوق عدد أنصاره تعداد كثير من سكان الدول العربية والأفريقية..!