زووم
أكاذيب الحضري..!
في نهاية موسم 2002 كان المريخ قد توج ببطولة الدوري الممتاز للمرة الثالثة على التوالي، وكانت تلك المرة تحت إشراف المدرب المصري أحمد رفعت، وهو في رأيي الخاص من المدربين المميزين الذين أشرفوا على تدريب المريخ في تلك السنوات، ومع ذلك حالت الاوضاع المادية الصعبة دون منحه حقوقه كاملة بعد انتهاء عقده، أو بالأحرى إقالته من تدريب الفريق في نهاية ذلك العام، ليلحق بالبرازيلي الشاب ماركو ومساعده الفذ صديق العمده اللذين أقيلا وقتها بتراجيديا محزنة وسيناريو أغرب، وقد غادر رفعت السودان بعد أزمات وشد وجذب مع أمين المال وقتها محمد فقيري عدلان حول مرتباته وما تأخر منها، علماً بان المرتب بأكمله كان لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار كانت طفرة وقتها لم يستطع مجلس الإدارة توفيره فتراكم الشهر فوق الآخر قبل أن يغادر الرجل إلى بلاده وهو يلعن حظه الذي زج به في هذه التجربة المريرة، ومازالت بعض العبارات التي أطلقها نكات تحكى في المجتمع المريخي وأقاويل يستدل بها على فقر تلك الأيام (مادياً) طبعاً، وأذكر ان رفعت كان قد أدخل عقب عودته إلى مصر في العناية المركزة وبعدها اكتشف أنه يعاني من ازمة قلبية أجريت على إثرها جراحة بسيطة خرج بعدها معافى وسليماً بحمد الله.
أحمد رفعت يا أصدقائي عاد إلى السودان زائراً وهو مدرب للمنتخب الوطني السوري الاول، وبعد دعوة من الإتحاد السوداني لأداء مباراتين امام منتخبنا الوطني الاول كسب إحداها على ملعب استاد الخرطوم وتعادل في الثانية، وكان ذلك في موسم 2005، أي بعد التغيير التأريخي الذي جعل حقبة محمد الياس محجوب جزءً من تأريخ النادي وعبر بالمريخ إلى عصر الوالي، وأذكر أنني كتبت مقالاً بصحيفة المشاهد أذكره فيها بالخير، وتطرقت عبر ذلك المقال للظلم الذي تعرض له من المريخ وأنه غادر إلى بلاده حزيناً على الظلم الذي لحق به برغم انه توج مشواره مع النادي بالحصول على الدوري الممتاز، وبعد أن تداول الناس تداعيات ذلك وأثره على سمعة المريخ ما كان من رئيس المريخ الذي لم يعاصر أحمد رفعت، ولا يوجد من بين موروثات العهد السابق بين الأضابير والمستندات ما يثبت حقوق رفعت، إلا وتبنى القضية وبادر بالإلتقاء بمدرب الفريق الأسبق بمقر إقامة المنتخب السوري بفندق هيلتون آنذاك ليمنحه حقه (بالزياده)، الامر الذي جعل الرجل ينقلب برأيه (180) درجة نحو الإيجاب ويلهج بعبارات أنيقة من الثناء والشكر والتقدير والعرفان لمجتمع المريخ الذي أعاد تكريمه لأن الخطوة كانت قد أعادت إليه إعتباره وأزالت عنه المرارات، وأنصفته بعد ان عانى الامرين في مشواره مع الفريق، في وقت كانت إدارة نادي المريخ تعاني الامرين في توفير بند التسيير الذي لم يكن ليتجاوز الثلاثمائة جنيه يومياً، وعن نفسي كان ذلك الموقف هو جواز عبور الوالي ليحتل المزيد من مساحات الإحترام والتقدير، فذلك الموقف يؤكد على الأقل أنه رجل ضد الظلم، ولا يحب أن يمكر على حق أحد، أو حتى يؤخره، وهنالك العشرات من المواقف التي تدعم وتعضد ذلك الموقف ولكننا نكتفي بهذا الموقف لأنه يحكي عن طرف له صلة باللاعب المصري والحارس المعروف عصام الحضري.
إدعاء الحضري بانه لم يتسلم مستحقاته من نادي المريخ لعشرة أشهر تؤكد فقط أنه قد سمح لنفسه أن يكون مهرجاً يثير الضحك والسخرية معاً، ليس من السودانيين الذين لا يجيدون السخرية، وإنما من بني جلدته من أبناء شمال الوادي، حيث انبرى له أحمد رفعت قائلاً: (إن كان جمال الوالي قد أكد أنه أعطاك مرتباتك كاملة فقد أعطاك إياها بالفعل ولا داعي للإنكار).. وألحق ذلك بحديث أكد من خلاله أنه متابع لمسيرة نادي المريخ، وأن أكثر ما يثير الإنتقادات ضد منهج رئيسه الحالي جمال الوالي أنه ينفق بشكل غير مضبوط، ما يعني أنه يمنح الناس حقوقهم بالزائد، وهو وضع أفضل وعكس الإتهام بأكل حقوق الناس طبعاً، وما بين هذا وذاك ما بين اليد السفلى واليد الدنيا، وما بينهما حديث طويل يفرق ما بين النزاهة والنزالة ، وما بين الحق والباطل، وما بين الإستقامة واللف والدوران.. وما بين الجد والهزل.. لذلك فإن الحضري يكون قد اختار لنفسه الطريق الشاق والوعر، وكأنه أصيب بالهلع واندفع يركض بذعر نحو المجهول بعد أن اكتشف أن العمر قد ولى ولم يبق منه الكثير في الملاعب، لذلك آثر أن (يستهبل) على كل من يقع فريسة سهلة أمامه ليخرج بأكبر حصيلة ممكنة من الدولارات.
أكاذيب الحضري..!
في نهاية موسم 2002 كان المريخ قد توج ببطولة الدوري الممتاز للمرة الثالثة على التوالي، وكانت تلك المرة تحت إشراف المدرب المصري أحمد رفعت، وهو في رأيي الخاص من المدربين المميزين الذين أشرفوا على تدريب المريخ في تلك السنوات، ومع ذلك حالت الاوضاع المادية الصعبة دون منحه حقوقه كاملة بعد انتهاء عقده، أو بالأحرى إقالته من تدريب الفريق في نهاية ذلك العام، ليلحق بالبرازيلي الشاب ماركو ومساعده الفذ صديق العمده اللذين أقيلا وقتها بتراجيديا محزنة وسيناريو أغرب، وقد غادر رفعت السودان بعد أزمات وشد وجذب مع أمين المال وقتها محمد فقيري عدلان حول مرتباته وما تأخر منها، علماً بان المرتب بأكمله كان لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار كانت طفرة وقتها لم يستطع مجلس الإدارة توفيره فتراكم الشهر فوق الآخر قبل أن يغادر الرجل إلى بلاده وهو يلعن حظه الذي زج به في هذه التجربة المريرة، ومازالت بعض العبارات التي أطلقها نكات تحكى في المجتمع المريخي وأقاويل يستدل بها على فقر تلك الأيام (مادياً) طبعاً، وأذكر ان رفعت كان قد أدخل عقب عودته إلى مصر في العناية المركزة وبعدها اكتشف أنه يعاني من ازمة قلبية أجريت على إثرها جراحة بسيطة خرج بعدها معافى وسليماً بحمد الله.
أحمد رفعت يا أصدقائي عاد إلى السودان زائراً وهو مدرب للمنتخب الوطني السوري الاول، وبعد دعوة من الإتحاد السوداني لأداء مباراتين امام منتخبنا الوطني الاول كسب إحداها على ملعب استاد الخرطوم وتعادل في الثانية، وكان ذلك في موسم 2005، أي بعد التغيير التأريخي الذي جعل حقبة محمد الياس محجوب جزءً من تأريخ النادي وعبر بالمريخ إلى عصر الوالي، وأذكر أنني كتبت مقالاً بصحيفة المشاهد أذكره فيها بالخير، وتطرقت عبر ذلك المقال للظلم الذي تعرض له من المريخ وأنه غادر إلى بلاده حزيناً على الظلم الذي لحق به برغم انه توج مشواره مع النادي بالحصول على الدوري الممتاز، وبعد أن تداول الناس تداعيات ذلك وأثره على سمعة المريخ ما كان من رئيس المريخ الذي لم يعاصر أحمد رفعت، ولا يوجد من بين موروثات العهد السابق بين الأضابير والمستندات ما يثبت حقوق رفعت، إلا وتبنى القضية وبادر بالإلتقاء بمدرب الفريق الأسبق بمقر إقامة المنتخب السوري بفندق هيلتون آنذاك ليمنحه حقه (بالزياده)، الامر الذي جعل الرجل ينقلب برأيه (180) درجة نحو الإيجاب ويلهج بعبارات أنيقة من الثناء والشكر والتقدير والعرفان لمجتمع المريخ الذي أعاد تكريمه لأن الخطوة كانت قد أعادت إليه إعتباره وأزالت عنه المرارات، وأنصفته بعد ان عانى الامرين في مشواره مع الفريق، في وقت كانت إدارة نادي المريخ تعاني الامرين في توفير بند التسيير الذي لم يكن ليتجاوز الثلاثمائة جنيه يومياً، وعن نفسي كان ذلك الموقف هو جواز عبور الوالي ليحتل المزيد من مساحات الإحترام والتقدير، فذلك الموقف يؤكد على الأقل أنه رجل ضد الظلم، ولا يحب أن يمكر على حق أحد، أو حتى يؤخره، وهنالك العشرات من المواقف التي تدعم وتعضد ذلك الموقف ولكننا نكتفي بهذا الموقف لأنه يحكي عن طرف له صلة باللاعب المصري والحارس المعروف عصام الحضري.
إدعاء الحضري بانه لم يتسلم مستحقاته من نادي المريخ لعشرة أشهر تؤكد فقط أنه قد سمح لنفسه أن يكون مهرجاً يثير الضحك والسخرية معاً، ليس من السودانيين الذين لا يجيدون السخرية، وإنما من بني جلدته من أبناء شمال الوادي، حيث انبرى له أحمد رفعت قائلاً: (إن كان جمال الوالي قد أكد أنه أعطاك مرتباتك كاملة فقد أعطاك إياها بالفعل ولا داعي للإنكار).. وألحق ذلك بحديث أكد من خلاله أنه متابع لمسيرة نادي المريخ، وأن أكثر ما يثير الإنتقادات ضد منهج رئيسه الحالي جمال الوالي أنه ينفق بشكل غير مضبوط، ما يعني أنه يمنح الناس حقوقهم بالزائد، وهو وضع أفضل وعكس الإتهام بأكل حقوق الناس طبعاً، وما بين هذا وذاك ما بين اليد السفلى واليد الدنيا، وما بينهما حديث طويل يفرق ما بين النزاهة والنزالة ، وما بين الحق والباطل، وما بين الإستقامة واللف والدوران.. وما بين الجد والهزل.. لذلك فإن الحضري يكون قد اختار لنفسه الطريق الشاق والوعر، وكأنه أصيب بالهلع واندفع يركض بذعر نحو المجهول بعد أن اكتشف أن العمر قد ولى ولم يبق منه الكثير في الملاعب، لذلك آثر أن (يستهبل) على كل من يقع فريسة سهلة أمامه ليخرج بأكبر حصيلة ممكنة من الدولارات.
