• ×
الثلاثاء 30 أبريل 2024 | 04-29-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  1495
اماسا
زووم
(25 ألف دولار) للاعبي هلال كادقلي..!
حملت الانباء الواردة من كادقلي أن واليها مولانا أحمد هارون قد سجل زيارة لفريق هلال كادقلي وشهد مرانهم الختامي ووعدهم بمبلغ مائة مليون جنيه نظير حصولهم على نقاط المباراة والفوز على المريخ في المباراة التي جرت عصر أمس بإستاد المدينة، ذلك الدعم الذي يسعد به كل الرياضيين وفي أي مكان بإعتباره لفتة لا تتكرر في الكثير من الدول، ولكن عندما يكون الامر متعلق بجنوب كردفان فإن المعايير هنا تتغير وتتبدل بالدرجة التي يمكن أن تكون لتلك التبرعات معاني أخرى غير الظاهرة، فهي الولاية المنكوبة الآن، والتي وكانت وماتزال تعاني الأمرين من غياب الحكومة وأجهزتها في توفير أبسط مقومات الحياة، ابتداء بمياه الشرب التي قال الله تعالى في محكم التنزيل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. صدق الله العظيم، وحتى لا يقول البعض أننا نتجنى على والي تلك الولاية، فنحن من أبنائها وماتزال لدينا فيها أهل وعشيرة من الأقربين، ونعرف مدى معاناة الناس هناك في سبيل الحصول على أبسط مقومات العيش الكريم من ماء ودواء، وكيف أن الحكومات المتعاقبة كانت قد خلطت بين الأولويات وأنفقت المال في غير محله لدرجة أنهم استهلكوا ميزانيات الولاية لسنوات قادمات دون ان تكون هنالك تنمية تذكر، وقد مضى هارون في طريق التصحيح فترة من الزمن قبل أن تنطلق تلك الأحداث وتعيد المنطقة إلى الوراء لسنوات، وقبلها كان الرجل قد مضى في مسيرة التنمية حتى قلنا أنه قد فعل ما عجز عنه ولاة هذه الولاية منذ طيب الذكر محمود حسيب، ولكن التبرع بما يوازي (25) ألف دولار لهلال كادقلي في ظروف مثل التي تمر بتلك الولاية قضية تستحق الوقوف عندها، فربما كان المبلغ خصماً عن مشروع سقيا لمواطني تلك الولاية، أو انه كان ينبغي أن تذهب في ذلك الغرض الاهم بدون أدنى شك، فالسيد الوالي لم يدخل أغوار الجبال حتى الآن، ولايدري أن هنالك مناطق ما مأهولة بالسكان وتفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، ومن حق مواطنيها أن يصرخوا بأعلى صوتهم (وامعتصماه) ويجدوا من يغيثهم، ولكن من أين تغيثهم حكومة الولاية وهي تبدد الأموال في بنود أقل أهمية من خدمات قد تنقذ حياة الآلاف، أو توفر الدواء لآلاف الأطفال المحاصرين هناك وهم يواجهون المستقبل المجهول تحت نيران شركاء الأمس وغرماء اليوم..؟
لم تبدأ مسيرة هلال كادقلي بتبرعات أحمد هارون، ولن يهبط الفريق إذا لم يأتي هذا التبرع أصلاً ، ولن تنهار الرياضة أو تفقد الولاية نفسها مكانتها الرياضية التي اكتسبتها من الطبيعة والفطرة، ولكن التأني في معالجة القضايا الملحة هناك تؤدي في خاتمة المطاف إلى تعميق جراح الوطن، ومضاعفة إلامه وأزماته، وزيادة عدد النازحين من هناك إلى العاصمة او بقية الولايات الوسطية قد تؤدي إلى مشكلات أخرى تكلف الدولة ملايين الدولارات في سبيل البحث عن حلول، وقد تكون الخمسة وعشرين ألفاً التي تبرع بها للاعبي الهلال كافية لإنقاذ حياة مئات الآلاف والحيلولة دون نزوح العشرات من تلك الأسر ليواجهوا المجهول في بقية مناطق السودان وولاياته.
عشرات الوفود ذهبت إلى حاضرة جنوب كردفان من قبل وهي تبحث عن حلول لمشكلات مياه الشرب والتعليم، ولكنها عادت بخفي حنين، وبعضها عادت بدون خفي حنين، وكثيراً ما خفوا إلى دعم الوطن في قضايا قومية ومنحوه ما عندهم، وإن كان ما عندهم بحسابات (القيمة) والفائدة أعلى مما تملك الحكومة، ومع ذلك يدعمونها إيماناً منهم بأن أحضان الوطن وسمائه هبة من الخالق، والشيء الوحيد الذي لا يمتن به أحد عليهم، في تلك الظروف التي يعانونها لوحدهم وقد حاصرتهم نكبات الزمان من كل جانب، حكومات تعتمد على وسطاء بعيدون عنهم، وغرماء يبحثون عن مكاسب شخصية ومناصب لا علاقة لهم بها ولاتعود عليهم بفائدة تذكر.
25 ألفاً من الدولارات تكفي لحفر مجموعة من الآبار لتسقي العطشى، وتشييد مركز صحي يعالج الآلاف من الأطفال أو على الأقل تتحكم في تطعيمهم من أمراض الطفولة الستة، وتكفي لإعادة بناء مدرسة معمر القذافي الثانوية التي دمرت بسبب القصف المتبادل غرب الدلنج، وتكفي لحل مشاكل عشرات الطلاب من أبناء الولاية ممن تأثروا بتلك الحرب ونزحوا قاطعين مشوار التعليم بسبب شح الإمكانيات.. تكفي وتكفي لحل عشرات المشاكل في أرياف البقاره حول الجبال، ولكنها لاتكفي لشيء في الرياضة لأنها بئر عميقة تبتلع فقط في مثل تلك الظروف.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    شوكة الحوووت 10-14-2011 07:0
    الحمد لله الزعيم انتصر والوالي ربط الدولارات بالفوز وبالتالي الدولارات في جراب الوالي ممكن يطارد بيها الحلو أو يحولها لبند التنميه
       الرد على زائر
    • 1 - 1
      elfatih/braeem 7 10-14-2011 10:0
      YES THE DOLLARS IN A SAVE PLACE ,THANKS TO EDECO AND SAKWAHA SO THE MONEY CAN BE USE IN A BETTER PLACE .HE IS THE RED THE BEST FOR THE BEST PEOPLE ,.THAT IS WHY WE CALL OUR SELF (ELSAFWA)NOT FROM NOTHING DON,T FORGET THE DONATION OF THE MEDCINE .
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019