• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1203
اماسا
زووم
حكمة عبد الرحمن أبومرين..!
من العادات والتقاليد السيئة في الوسط الرياضي أن الأشياء غير المفيدة أو غير المرغوب فيها تنتشر بسرعة تنافس في بعض الأحيان سرعة الضوء، بينما تبقى الأشياء المتميزة في أضيق حيز، وعندما تغلظ على أحد بالنقد مثلاً تفاجأ بكل الوسط الرياضي يهتم بذلك ويتناقله بصورة غريبة، ولكن إذا كان في الامر مدح وإشادة فإنه يمر بدون أن تتلقى حتى ردة الفعل الطبيعية لكل مقال، وحتى الإنسان الذي تحتفي به مدحاً وإشادة قد لا يقرأ ما كتبته لأن وسطاء السوء المنتشرين في مجالس الرياضيين لن يتبرعوا بلفت نظره لتلك الإشادة، وعلى ذات النسق تمر محاضرات كثيرة مما هو مفيد في الإذاعة الرياضية مثلاً مع بقية القنوات الرياضية مثل قون وغيرها بدون أن يستفد منها أحد مع أنها تمثل السلم الذي ينبغي أن نصعد به إلى قمم المجد في الرياضة، ولا تجد الناس يقيمون الحديث الجيد والإيجابي بالقدر الذي يتجاوبون به مع كل ما هو سالب و(ساخن) ومن هنا جاءت سلبية الإعلام الرياضي وميل الناس فيه للمهاترات وعشقهم لمبدأ الخروج عن النص، ولكن الأخ الحبيب عبد الرحمن أبومرين نائب رئيس نادي الهلال وأحد الحكماء فيه لم يخرج من النص، وأجاب على سؤال مندوب قناة قوون له في اللقاء الذي نظمه الأمين البرير ببضع كلمات هي من البساطة بالدرجة التي يمكن أن تمر بدون أن تلفت النظر، ولكنها في واقع الوسط الرياضي المعاش ترياق ناجع لكثير من الأمراض، وذلك عندما وجه له مندوب القناة الرياضية سؤالاً عن الأقطاب الذين تجمعوا بمنزل رئيس الهلال، وقد ركز السائل على أولئك المختلفين مع مجلس الإدارة، فجاءت إجابة ضيفه مختصرة ومفيدة وناجعة عندما قال أن ما بينهم ليست خلافات شخصية تتطلب القطيعة وإنما هي خلافات في وجهات النظر في الهلال وحالة صحية لمسألة الرأي والرأي الآخر، وأظن أنها من المفاهيم التي نجد موضعها في القمة من بين المفاهيم المطلوب سيادتها في الوسط الرياضي، خاصة لدى قادة العمل الرياضي، ممن يعتقدون أن توجيه النقد وإبداء الرأي السالب مدعاة للقطيعة وإعلان للحرب ودق لطبولها ورفع لراياتها، ففي الوسط الرياضي الآن تنتشر الكثير من الخلافات التي تعدت القضايا العامة لتدخل حيز الخلافات الشخصية والحساسيات التي أدت في نهاية المطاف إلى تشرذم غير مسبوق في الوسط الرياضي وحالة من التشظي الذي لم يشهد الوسط الرياضي له مثيلاً من قبل وما أظنه سيشهد مثله فيما بعد، كل ذلك بسبب الحساسيات الشخصية، وتحويل ما هو عام من آفاقه الشاسعة، إلى ما هو ضيق في حيز لا يتسع إلا لرأي واحد، لذلك وقفت كثيراً في ذلك الحديث الذي أدلى به أبومرين لقناة قوون، وشعرت بأنه قد أرضى طموحي في تعلم شيء جديد، أو سماع ما يفيد عبر وسائل إعلام أصبحت تضج بكل ما هو غث وسخيف، لايخدم إلا قضايا سطحية تنظر إلى ما تحت الأقدام وتتحاشى النظر إلى المستقبل القريب والبعيد، وبمعنى آخر تتعامل بطريقة رزق اليوم باليوم ولا تقودها رؤية استراتيجية متكاملة تصون الكيانات لتسلمها للأجيال القادمة قوية معافاة من أمراض هذا العصر.
الهلال نفسه يحتوي على خلافات كثيرة جداً تسد الأفق، بين الأمين البرير والأرباب صلاح ادريس، ودليل على ما ذهبت إليه في بداية المقال أن ما يكتبه الأخ الأستاذ صلاح ادريس هذه الأيام عبر زاويته المقروءة، والتي يجيد رسمها وصياغتها بأسلوب أدبي رفيع استكثرناه على تلك القضايا الخلافية، تجد من الرواد والأنصار والمتابعين والمستمتعين أعداداً لم يجدها صلاح إدريس نفسه عندما كان رئيساً للهلال يعقد اللقاءات التفاكرية مع الأنصار من أجل توسيع قواعد الشورى والمشاركة، وللأسباب التي ذكرتها في بداية المقال سيجد إدريس التشجيع على المضي في هذا الإتجاه، أما المريخ فهو الآخر كجزء مهم من الواقع الرياضي المعاش يعاني أيضاً كثيراً من مآلات القطيعة بين الفرقاء فيه، بين مجلس الإدارة وتجمع المعارضين، فهم لا يلتقون ولا يتداولون لمحاولة التقريب بين وجهات النظر، بل يشيح كل منهما بوجهه عن الآخر وكأن ما بين الطرفين يرقى إلى مستوى قضايا الثأر والعرض، وفي الوقت الذي يتطلب أكبر قدر من التحالفات والإتفاقات يسعى عدد كبير من المستفيدين إلى خلق ظروف تفرقة وإنشقاقات أكثر.. لأن الصيد سيكون أثمن في الماء العكر.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019