• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 6  0  1846
ابراهيم عبدالرحيم
في وجه الرياح
إبراهيم عبدالرحيم
الصحافة الرياضية.. بأي ذنبٍ أرادوا قتلها..!!؟
عاشت الصحافة الرياضية منذ أكثر من إسبوع علي رعب سيف العقوبات التي أشهرها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات.. وعاش معها الشعب السوداني.. وخصوصاً محبي الرياضة وكرة القدم.. سواءً المشفقين عليها والرافضين لمساعي إيقافها.. أو الذين كانوا يتمنون فعلاً توقفها.. أسوأ اللحظات.. والشائعات تملأ البلد.. وما أسرع سريان الشائعات في أوساط الشعب السوداني.. الذي تناسي تماماً الغلاء الفاحش الذي يزداد غوله دقيقة بعد دقيقة.. وغض الطرف عن أحداث النيل الأزرق التي شردت الألآف.. وما يجري في جنوب كردفان.. وتصريحات الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الذي رحب هكذا بسهولة بإمكانية عودة مالك عقار لتولي منصب والي النيل الأزرق.. رغم قرار مؤسسة السيادة بإقالته.. وكأن دماء الشهداء الذين فاضت أرواحهم نتيجة ما فعله عقار.. أصبحت رخيصة لهذه الدرجة.. ورمي الشعب السوداني كل مشاكله التي يعاني منها وراء ظهره.. وإهتم بأمر الصحافة الرياضية.. مثلما إهتم بها الناقمون عليها والذين يظنون أن في أيديهم الحل والعقد.. وأنهم يمكن أن يفعلوا ما شاء لهم.. وكأني بهم قد فرغوا من حل كل مشاكل الشعب السوداني الذي يرزح تحت الفقر والأمراض والغلاء الفاحش.. ليتوصلوا في نهاية الأمر أن المشكلة الوحيدة التي تبقت هي الصحافة الرياضية.. فقرروا هكذا وبسهولة متناهية إيقاف ست صحف من أصل تسع.. وتحويل عدد كبير من الصحفيين الرياضيين للمحكمة.. ناسين أو متناسين أن لكل الشعب السوداني المغلوب علي أمره متسع وبراح لدي القضاء.. فتسبب هؤلاء فعلاً في إشاعة أنواع من الفوضي في بلد لا تحتمل فتح أي جبهة أخري.. فـــ(الفيها مكفيها).. بل أن من يريدون تسليط سيف العقوبات علي الصحافة الرياضية نسوا أن هناك الكثير من الجهات والقنوات التي يمكن أن تقف بالمرصاد لأي محاولات لتشريد المئات من الصحفيين والعمال والموظفين.. وإجبار أكثر من ألف أسرة علي الجلوس علي قارعة الطريق يسألون الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم..!!
في كل مجال يوجد الصالح والطالح.. وهذه هي سنة الحياة.. نزاع دائم بين الخير والشر.. والصحافة الرياضية أراد لها البعض حصرها فقط في شرورها التي تسببها.. تحت دعاوي تهديد الأمن والسلم الإجتماعيين.. رغم أن هناك الكثير من المهددات التي تشكل خطراً علي المجتمع السوداني ليس للصحافة الرياضية أي دور فيها.. بل لجهات أخري الدور المتعاظم.. فهل وصلت سادتي الصحافة الرياضية يوماً ما لمرحلة تهديد الأمن القومي مثلما فعلت العديد من الصحف السياسية التي تجد حماية من الدولة وحزبها الحاكم ورموزه وكوادره.. هل كانت الصحافة الرياضية وراء الكثير من حالات النشر التي تسببت في إثارة النعرات والجهويات التي لم تحدث في تأريخ السودان منذ إستقلاله.. وأولي الأمر صامتون لا يحركون ساكناً.. لأنهم يعلمون أن الصراع هو صراع أفيال ومراكز قوي.. ولن ننسي بالطبع يوم أن شككت إحدي الصحف في نسب أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام.. والجرم الأكبر والأعظم التبشير والعمل علي تقسيم السودان.. وجنوبه كان الضحية الأولي.. وغيرها الكثير من الممارسات التي يدفع ثمنها المواطن السوداني من ماله ودمه وتعليمه وصحته ورفاهيته.. فهل يمكن أن يدلني أحد علي جرم واحد إرتكبته الصحافة الرياضية يساوي تلك الجرائم.. رغم أنها لم ولن تصل إلي المراحل التي وصلتها بعض الصحف السياسية أو الإجتماعية في التأثير علي النسيج الإجتماعي.. لأنه ومهما تحدث منتقديها.. هي الصحافة الأفضل في السودان التي تغطي مجتمعها.. وهي صاحبة التأثير الواضح علي متلقيها.. وهي الأكثر تناولاً لقضايا الرياضة.. وهي التي وقفت وراء الكثير من الإنجازات التي تحققت علي الصعيد الرياضي.. لم تبخل علي وطنها بأي مليم رغم الظروف التي تعانيها.. وهي ترسل موفديها لأحراش القارة متابعة لنشاط منتخبنا وقمتنا وألعاب القوي.. وهي التي فجرت الكثير من القضايا بحسن المتابعة.. والحرص علي تقديم المفيد للقارئ..!!
الأغرب من ذلك سادتي.. أن الصحافة الرياضية المغضوب عليها من مجلس الصحافة.. أنه ظل وفي كل تقاريره السنوية يحتفي أيما إحتفاء بتصدرها قائمة توزيع كل الصحف التي تصدر في السودان.. بل وصل مرحلة تحديد أن توزيع صحيفتين رياضيتين يساوي توزيع ثلاثة عشر صحيفة سياسية.. فهل وصلت الصحافة الرياضية لهذا المستوي الذي يتفاخر به مجلس الصحافة نتيجة للشتائم والإساءات وتهديدها الأمن والسلم الإجتماعيين كما يتردد الآن.. بل لماذا لم يسعي مجلسنا والذي من أبرز مهامه ترقية وتطوير المهنة.. للبحث والتنقيب في الأسباب التي جعلت الصحافة الرياضية تتصدر توزيع الصحف السودانية جميعها.. هل يمكن أن يكون الشعب السوداني ساذجاً وعبيطاً لهذه الدرجة ليتلغف الصحافة الرياضية الطافحة والغارقة في وحل الإساءات والشتائم ونبش الأعراض.. أم أنه سئم ومل وفقد الأمل في السياسة وساستها وصحفهم وإذاعاتهم وقنواتهم.. ورأي في الصحافة الرياضية المتنفس لنسيان خيباته في حكامه ومسؤوليه.. ورأي في الرياضة علي الأقل نتائج ملموسة حتي وإن لفها الخذلان في الكثير من المواقف.. ولكنها في النهاية سعت.. وغاب هذا المسعي عن المرافق الحكومية والخدمية والمستشفيات والمدارس والجامعات والطرق.. فهل يمكن سادتي بعد كل هذه الإشراقات التي أوجدتها الصحافة الرياضية وجعلت المجلس المسؤول عنها يتباهي بأرقام توزيعها العالية.. أن تُحاسب بجريرة بعض من يعملون فيها.. والذين لا يمثلون أكثر من5% من قوتها الحقيقية.. بل لماذا يتنصل المجلس القومي للصحافة عن فشله في تنفيذ مسؤولياته تجاه أي خروج عن النص.. ولماذا صمت ولم يؤدي أدواره المنوط بها لكبح جماح أي تفلتات تحدث من الصحف الرياضية أو أقلامها.. فمجلس الصحافة هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث.. ولكنه أراد تقديم الصحف الرياضية ككبش فداء للتنصل عن عن هذه المسؤولية وهو الذي منح الصحف تراخيص ممارسة المهنة.. وللتأكيد أنه(هاهنا)..!!
إتجاه الرياح..!!
تُري ما هو موقف الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات والذي يتولي في ذات الوقت منصب الناطق الرسمي لوزارة الخارجية.. عندما يأتيه مكتوب من جهات مهتمة بالعمل الصحفي مثل الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية عن الأسباب التي دعتهم لإيقاف ست صحف.. وبأي صفة سيتحدث وقتها..!!؟
وصلنا في(السوبر) أمس مكتوب من مجلس الصحافة يطالب بتوفيق بعض الأوضاع الإدارية.. ولم أدر ماذا أقول.. وقد قامت الصحيفة قبل ستة أشهر بتوفيق أوضاعها كلها والتي تشمل عقود العمل الخاصة بالعاملين فيها من صحفيين.. بالإضافة لشروط المقر من عدد للمكاتب وأجهزة الكومبيوتر..!!
هل يحتاج توفيق الأوضاع الإدارية لإشهار سيف العقوبات بمثل تلك الطريقة التي أعلنها الأمين العام لمجلس الصحافة.. بل ما هي علاقة الصحفيين بهذه الأوضاع الإدارية التي ترجع في المقام الأول لمُلاك الصحف.. فإثنان فقط من الصحفيين هما ملاك صحف.. والبقية مستثمرين..!!؟
ما سمعناه وقرأناه.. أن ستة أشهر هي فترة الإيقاف التي كانت ستطال ست صحف رياضية لتوفيق أوضاعها.. ولم أفهم وقتها.. هل هي مهلة أم عقوبة.. لأننا بتنا لا ندري ماذا يريد مجلس الصحافة..!!؟
مجلس الصحافة ولجانه المختلفة لا يمنحان أي صحيفة تصديقاً بالصدور.. ما لم تستوفي الشروط الموضوعة لذلك.. فأين كانت لجانه هذه من الأوضاع الإدارية غير الموفقة بهذه الصحف..!!؟
لماذا تُحاكم الصحف الرياضية.. ولم تقترف يداها ما إقترفته الصحافة السياسية(المحمية)..!!؟
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 6  0
التعليقات ( 6 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    حسن 09-13-2011 11:0
    يا اخ ابراهيم تتباكي علي قطع الارزاق الان ؟ هذه الصحف لهافقط حوالي 6 سنوات (وهو عمر الصدي) ونسالك من اين كنتم تسترزقون قبل هذا.؟؟ واذا كان رزقكم علي الكذب واساءة الاخرين ؟ فبئس الرزق هذا !!تحمد الله ونرجو ان يستمر الوقف طويلا حتي نرتاح . ولا تببر اخطاء الصحف السياسية لاخطاءكما يردد مزمل ....
  • #2
    ود البرعي 09-13-2011 07:0
    اين كنتم حين كانت الصحافة الرياضية تقتل الحكام لمجرد خطا يحدث في كل مباريات الدينا ولن الصحافة عندنا تحكم عليه بالاعدام حتي بعد اعتزاله اين كنت حين كانت الصحافة الرياضية تقتل اللاعب لمجرد خطا يحدث في كل مباريات الدنيا قتلتم منير البلة واصبح اضحكوتكم حتي تم شطبه وتم الاستخفاف بخليفة واثير توماس وحاليا اتوبونج وسخر اخرون من وارغو الا ان تجاوز نحسه طارق مختار .. من حق الصحافة ان تنتقد اداء حكم في مباراة وتكتفي ومن حق الصحافة الرياضية ان تنتقد اداء لاعب وتتوقف لان ان تجلعه مسلسل يؤثر علي موهبة اللاعب خصوصا انه لاتوجد ضغينة من اللاعب اتجاه الصحفي ولكن الصحفي يترصد باللاعب في اي مقال وبالحكم في اي مبارة علي خلفية مباراة سابقة ... كيف هو القتل بربكم يا من تتحدثون عن القتل والتشريد والجوع حينما سلط عليكم السيف اخرجتم كل مصلحطات الاخلاق والضمير والرشد والتحضر .. انتم دجالين لا اكثر
  • #3
    أبومحمد 09-13-2011 02:0
    ليس منّا من لطم الخدود وشق الجيوب ... تعليق صدور الصحف جاء رحمة بأمثالك ، فحصائد ألسنتكم قد توردكم مورد الهلاك ، ولا أعني صحفيي الأصفر ... بل والأزرق كذلك .. أحد ظرفاء الكار قال : أن الصحافة الرياضية (شاغلة المواطنين) من غلاء المعيشة والمحن التي تمر بها البلاد ... صحي الإختشوا ماتو .. بودكم لو يظل الحبل على القارب .. أرحم نفسك ..
  • #4
    الزيدابي - الجزيرة ام طرفة 09-13-2011 01:0
    ارداوا قتلها نسبة لانها اتت بساقط القول وانحرفت كثيرا عن مفاهيم الخلق الرياضي .. واردوا قتلها لان معظم الصحفيين ليسوا بصحفيين بل مهرجين وبائعوا كذب للمشجع البسيط . ارادوا قتلها لان من بين الصحفيين من لايقدر معنى الحياة العام ويخدش بساقط القول . ارادوا قتلها لان من اوقوفوها اكتشفوا اخيرا ان جل الصحفيين همهم العائد المادي والربحية على حساب الخلق والادب . ارادوا قتلها لان 99 في المائه من الصحفيين فاقدتربوي ولسه ماجاء الزمن البيطلقوا عليهم كلمة صحفي .. ارداوا قتلها لكي يرتاح الناس من ساقط القول والكلمات الدخلية على مجتمعنا السوداني العفيف والنظيف .. الذي يتبرأ من هؤلاء الشرزمة والجهلة والمعتوهين الجدد .. نسال الله ان يلطف ببلادنا من هؤلاء الجهاليل والارزقية .. واتمنى من مجلس الصحافة ان يشدد الرقابة على الذين لم يمنعوا من الكتابة . والله من وراء القصد .. عاش السودن حرا ابيا . والخزي والعار للارزقية على حساب القيم ..
  • #5
    احمد بابكر 09-13-2011 11:0
    نرفض بشدة ايقاف الصحف بجميع تخصصاتها و لكن ما تم ايقافه ليس صحفا و انما سرطان يجب استئصاله والله دا احسن قرار تتخذه الحكومة منذ مجيئهاو نعلم تماما ان السودان ملىء بالمشاكل و لكن هذا لا يعنى ان نقبلكم كمشكلة اضافية،، يلا بلا لمة و لتتوجه الحكامات و المطبلاتية الى مواقع الانتاج
  • #6
    ابوشهد 09-13-2011 09:0
    احسن حاجة ياابراهومة تتحول للكتابة في السياسة وخليك من وجع الراس دا وانشاء الله من الموقوفين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019