• ×
السبت 4 مايو 2024 | 05-03-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1405
اماسا
رحم الله ود الجنيد..!
لا نملك إلا أن نترحم على روح فقيد الرياضة والشباب، ونجم الهلال وكل المنتخبات الوطنية سيد الجنيد أو مرتضى ود الجنيد الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأول بعد معاناة طويلة ومريرة مع المرض امتدت من بداية الألفية الثانية، ووقتها كان اللاعب أحد نجوم المنتخب الوطني الاول، ذلك المنتخب الذي كان يشرف عليه الأستاذ أحمد بابكر وحقق وقتها أفضل النتائج في تصفيات كأس العالم لنهائيات كوريا واليابان وهو المدافع الذي شكل ثنائيات لا تنسى مع الضوء قدم الخير تارة، وأخرى مع زميله في الهلال ياسر رحمه.. وعلى الصعيد الشخصي عرفنا ود الجنيد لاعباً خلوقا يحترم زملاءه ومهنته، ونجماً لا ككل النجوم من حيث إلتزامه.. فضلاً عن أسلوب أداءه الجاد داخل الملعب وقدراته الكبيرة التي لم يسمح المرض بأن نستمتع بها حتى الإعتزال، وما زلت أذكر أن المنتخب الوطني الأول افتقد جهوده وهو في قمة العطاء، عندما سقط مغشياً عليه في مباراة سيراليون، وتوترت الأنباء من يومها عن عدم قدرته على المواصلة، او تأثير ذلك على مسيرته الرياضية حتى عاد وسافر إلى المملكة العربية السعودية حيث أجرى عملية جراحية بمستشفى المستقبل بجده، وعاد من هناك وأعاد قيده للهلال ولكنه لم يستطع المواصلة فتم الإستغناء عنه والإستعانة به في إحدى اللجان، ولكنه لم يستمر كعادة انديتنا في حب التغيير وعدم الإعتراف بأهمية تثبيت وتدريب الكوادر الشابة.. من وقتها اختفى ود الجنيد ولم يظهر إلا من خلال بعض الكورسات التدريبية التي كانت تقام بين الفينة والأخرى حتى تأزم موقفه الصحي وخرجت قضيته إلى السطح من جديد.
لن نتحسر قطعاً على فقده لأن الموت سبيل الأولين والآخرين، ولكن هنالك قضية مهمة يجب أن تناقش بنوع من الجدية في هذه الظروف المشحونة بالحزن، ألا وهي الملابسات التي لازمت استنفار الرياضيين لعلاج الفقيد في فترة كان يعاني فيها الأمرين من وطأة المرض اللعين، وينظر إلى أصدقاءه ومن كان بالامس حوله بعين الرجاء لمساعدته في تجاوز محنته، وقد أسفنا على المستوى الرديء الذي وصله الأمر وما ادى بعد ذلك إلى المشاحنات بين رئيسي الهلال والمريخ وكيف أن رئيس الهلال حاول أن يغير دفة القضية من كونها قضية إنسانية بكل أبعادها إلى قضية شهدت في أقل تفسيراتها ما يرقى إلى مستوى التشهير.. وهو ما ضاعف آلام اللاعب ومن حوله من اولئك الأوفياء من أهله وأصدقاءه، وكنت أتمنى ان يقول البرير خيراً أو ليصمت لأنه لم يكن من بين الذين يبادرون بالخيرات في الوسط الرياضي، أو من أصحاب المبادرات المعروفين في الوسط الرياضي كصلاح إدريس مثلاً، لذلك لم يضع الكلمات في الميزان وهو يهاجم رئيس نادي المريخ لمجرد أنه بادر بالمساهمة في علاج هذا اللاعب الخلوق، مع العلم أن الامر ليس به ما يمكن أن يترجم بنكاية او يحرك تلك المشاحنات لأن والد ود الجنيد كان لاعباً في المريخ من قبل وبإمكان أهل المريخ أن يتفاعلوا معه من هذا الباب، والأهم في هذه الناحية ان قيمة التكافل في الوسط الرياضي عالية جداً.. وقد يكون ذلك قد فات على البرير لحداثة عهده بالرياضة نفسها، ولكن هذه الحداثة لا تغير من الوقاع شيئاً، وهاهو الوسط الرياضي برمته قد استنكر تصريحاته واستهجنها.. ولكن الدرس الأبلغ هنا كان في رد الأستاذ جمال محمد عبد الله الوالي الذي رفض أن يرد الإساءة بالإساءة، وأثبت بالفعل أن بن الكرام لا يضام، وأن الرد على الإساءة بالكرم يعكس مدى نقاء المعدن.. فأصبح كشجرة الصندل بعد أن عطر فأس قاطعه.
لقد رحل ود الجنيد عن هذه الدنيا الفانية وترك أثرياءها وهم يختالون بما آتاهم الله من اموال بدون ان يدركوا حقيقة أنه يمتحنهم بها، وذهب إلى جوار ربه بهدوء خرج من بين تلك الضجة التي اصطنعها البعض من فارغي المواعين في الوسط الرياضي.. ونحن لا نملك إلا ان ندعو المولى عزوجل أن يتقبله ويتغمده بواسع رحمته مع الشهداء والصديقين، ويغسل بدنه بالماء والثلج والبرد، وينقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يبدله اهلاً خيراً من أهله، وداراً خيراً من داره.. اللهم غن كان محسناً فزده إحساناً.. وإن كان مسيئاً فتجاوز عن إساءته يارب العالمين وألهم أهله الصبر وحسن العزاء.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019