مجلس الوالي..!
هنالك تشابه كبير بين تكوين مجلس إدارة المريخ وفريق الكرة بالنادي من حيث البناء والنتائج، وكلاهما من بعضهما.. أي أن مجلس الإدارة هو الذي أسهم في تشكيل الفريق بالتعاقدات التي أبرمها والإنتدابات التي بادر إليها من الدول المختلفة وأسهم حتى في تشكيل الأجواء العامة التي تحيط بالفريق وتؤثر في نتائجه، وهيبة الفريق نفسه على خارطة التنافس هي التي تجذب الناس وتجعلهم يتنافسون من أجل نيل شرف دخول مجلس الإدارة وتمثيل الملايين التي تهيم في حبه وتتغنى بعشقها له، ونقاط التشابه تبدأ بأن (مجلس الوالي) يتكون من مجموعة إداريين نجوم في مجتمعاتهم وفي مجال عملهم لو كانوا رجال أعمال مثلاً، وإذا استعرضنا الأسماء من حيث هي نجدهم شخصيات مؤثرة جداً، كل في مجال عمله وأعماله، يديرون شركات ضخمة وبقدرات متميزة، ومن هم موظفون في دواوين الحكومة تجدهم يضطلعون بادوار قيادية ناجحة جداً، ولكنهم كمجموعة فشلوا تماماً في تقديم النماذج التي تدل على روح الجماعة في المجتمعات الرياضية، وأهم ما يلفت النظر فيهم أن ردة الفعل لديهم تجاه قضايا النادي أضعف مما هي عليه في مؤسساتهم الخاصة، ولا يمكن على سبيل المثال أن نصفهم بالضعاف، ولكنهم يفشلون في إيجاد الصيغة المثالية للتشاور حول القضية المعينة من أجل التوصل إلى القرار المناسب.
في السنوات الثمانية الماضية كان المريخ يتعاقد مع اميز المواهب الموجودة في الساحة الكروية، وأحياناً ينجح في استقطاب كل النجوم المطروحين في سوق الإنتقالات الموسمية، خاصة بعد أن انتهج (الكاش) منهجاً وصار التعاقد معه مطمعاً وحلماً لكل لاعب، ومع ذلك تجدهم داخل الملعب بشكل آخر.. خطوط متباعدة للغاية، ونتائج هزيلة لا تعبر عن تلك الصفقات الخرافية التي أبرمت والضجة التي صاحبت انتقالهم من أنديتهم السابقة إلى المريخ، والتعامل بينهم كأفراد لايدل على أنهم يتميزون بـ(روح الفريق) التي تؤهلهم للعمل الجماعي داخل الملعب، مع العلم بأن كرة القدم لعبة يشارك فيها أحد عشر لاعباً تتوزع بينهم الأدوار وتتكامل لتحقيق نتيجة نهائية هي الفوز أو الخسارة.. أما القاسم المشترك بين مجلس المريخ ولاعبيه أنهم يعتقدون دائماً أن كرة القدم لديهم لعبة يتحقق فيها التميز بأي (11) لاعب يدخلون الملعب، وعدتها وعتادها كله لا يزيد عن الحماس والروح القتالية ولا أحد يفكر أن الروح القتالية هذه تنشأ ووتولد من خلال بعض التفاصيل الدقيقة.. تماماً مثل (الطبيخ) لا يتكامل إلا بمقادير محددة بدقة، وإذا فلتت المقادير تضيع النكهة والمذاق ويصبح الطعام غير مستساغاً.. وهذا ما كان يحدث في المريخ في السنوات الماضية وما يزال.. حيث مجلسه المشحون بالمشكلات، والمقسم أيضاً إلى فرق ومجموعات وأحزاب.. وكل حزب بما لديهم فرحون، وفريق الكرة الذي لا تجمعه علاقات متميزة بين الأفراد، ولا تجد نجوم المريخ كما كان في الماضي عندما كانوا يتجمعون في منزل كابتنهم (بشاره عبد النضيف) أو عندما كانوا يعتمدون على حافلة واحدة ترحلهم من منازلهم إلى الإستاد حيث التدريبات وبالعكس.. والآن تجدهم يأتون بسيارات فارهة ومظللة من منازلهم.. ولا يكاد أحدهم ينتبه حتى للجماهير والمحبين الذين يحيونه بنجنون وهو يدخل الإستاد أو يتجول في الطرقات.. ونجوم المريخ الذين ساءت نتائجهم في الفترة الأخيرة لا تجدهم يتحمسون لمناسبات زملائهم، أو يشاركون بعضهم في الأفراح والأتراح كما كان في السابق، وإذا اضطر أحدهم لمجاملة (زميل) له في مناسبة ما فإنه يتوجه إلى هناك كما هو الحال بالنسبة لأي ضيف ولا يزيد عن نصف الساعة قبل أن ينهض.. وبعضهم يتجمع في مقاهي الشيشة ويمكث بها أكثر من بيوتهم وأماكن التدريبات، وقد اعترف رئيس النادي جمال الوالي نفسه من قبل بأنهم تسربوا من معسكر الفريق بفندق برج الفاتح عشية نصف نهائي سيكافا.
مجلس الإدارة نفسه يعاني من حالة تنافر بين أعضاءه، وهم كمجموعة يعيشون أوضاعاً يصعب معها إنجاز عمل يدل على الجماعية، لذلك شاع بين الناس عبارة (مجلس جمال الوالي).. بإعتبار أن الرجل هو المبادر الذي يفعل كل شيء بنفسه وإذا لم يتدخل في الأمور بنفسه فإنها لا تحل.. حتى فواتير الدواء وتذاكر السفر ورسوم الأرانيك في التسجيلات وصغائر الأمور.. وبالقطع المسألة ليست إلى هذا الحد من السوء ولكن هنالك من يريد أن يضعها في هذا القالب لأنه يتناسب مع أطماعه.. والهدف من وراء ذلك هو تفصيل قميص أنيق من المريخ يرتديه شخص واحد وإهمال حقيقة أن النادي كيان إجتماعي قائم على عملية ديمقراطية يشارك فيها الملايين من العشاق.
هنالك تشابه كبير بين تكوين مجلس إدارة المريخ وفريق الكرة بالنادي من حيث البناء والنتائج، وكلاهما من بعضهما.. أي أن مجلس الإدارة هو الذي أسهم في تشكيل الفريق بالتعاقدات التي أبرمها والإنتدابات التي بادر إليها من الدول المختلفة وأسهم حتى في تشكيل الأجواء العامة التي تحيط بالفريق وتؤثر في نتائجه، وهيبة الفريق نفسه على خارطة التنافس هي التي تجذب الناس وتجعلهم يتنافسون من أجل نيل شرف دخول مجلس الإدارة وتمثيل الملايين التي تهيم في حبه وتتغنى بعشقها له، ونقاط التشابه تبدأ بأن (مجلس الوالي) يتكون من مجموعة إداريين نجوم في مجتمعاتهم وفي مجال عملهم لو كانوا رجال أعمال مثلاً، وإذا استعرضنا الأسماء من حيث هي نجدهم شخصيات مؤثرة جداً، كل في مجال عمله وأعماله، يديرون شركات ضخمة وبقدرات متميزة، ومن هم موظفون في دواوين الحكومة تجدهم يضطلعون بادوار قيادية ناجحة جداً، ولكنهم كمجموعة فشلوا تماماً في تقديم النماذج التي تدل على روح الجماعة في المجتمعات الرياضية، وأهم ما يلفت النظر فيهم أن ردة الفعل لديهم تجاه قضايا النادي أضعف مما هي عليه في مؤسساتهم الخاصة، ولا يمكن على سبيل المثال أن نصفهم بالضعاف، ولكنهم يفشلون في إيجاد الصيغة المثالية للتشاور حول القضية المعينة من أجل التوصل إلى القرار المناسب.
في السنوات الثمانية الماضية كان المريخ يتعاقد مع اميز المواهب الموجودة في الساحة الكروية، وأحياناً ينجح في استقطاب كل النجوم المطروحين في سوق الإنتقالات الموسمية، خاصة بعد أن انتهج (الكاش) منهجاً وصار التعاقد معه مطمعاً وحلماً لكل لاعب، ومع ذلك تجدهم داخل الملعب بشكل آخر.. خطوط متباعدة للغاية، ونتائج هزيلة لا تعبر عن تلك الصفقات الخرافية التي أبرمت والضجة التي صاحبت انتقالهم من أنديتهم السابقة إلى المريخ، والتعامل بينهم كأفراد لايدل على أنهم يتميزون بـ(روح الفريق) التي تؤهلهم للعمل الجماعي داخل الملعب، مع العلم بأن كرة القدم لعبة يشارك فيها أحد عشر لاعباً تتوزع بينهم الأدوار وتتكامل لتحقيق نتيجة نهائية هي الفوز أو الخسارة.. أما القاسم المشترك بين مجلس المريخ ولاعبيه أنهم يعتقدون دائماً أن كرة القدم لديهم لعبة يتحقق فيها التميز بأي (11) لاعب يدخلون الملعب، وعدتها وعتادها كله لا يزيد عن الحماس والروح القتالية ولا أحد يفكر أن الروح القتالية هذه تنشأ ووتولد من خلال بعض التفاصيل الدقيقة.. تماماً مثل (الطبيخ) لا يتكامل إلا بمقادير محددة بدقة، وإذا فلتت المقادير تضيع النكهة والمذاق ويصبح الطعام غير مستساغاً.. وهذا ما كان يحدث في المريخ في السنوات الماضية وما يزال.. حيث مجلسه المشحون بالمشكلات، والمقسم أيضاً إلى فرق ومجموعات وأحزاب.. وكل حزب بما لديهم فرحون، وفريق الكرة الذي لا تجمعه علاقات متميزة بين الأفراد، ولا تجد نجوم المريخ كما كان في الماضي عندما كانوا يتجمعون في منزل كابتنهم (بشاره عبد النضيف) أو عندما كانوا يعتمدون على حافلة واحدة ترحلهم من منازلهم إلى الإستاد حيث التدريبات وبالعكس.. والآن تجدهم يأتون بسيارات فارهة ومظللة من منازلهم.. ولا يكاد أحدهم ينتبه حتى للجماهير والمحبين الذين يحيونه بنجنون وهو يدخل الإستاد أو يتجول في الطرقات.. ونجوم المريخ الذين ساءت نتائجهم في الفترة الأخيرة لا تجدهم يتحمسون لمناسبات زملائهم، أو يشاركون بعضهم في الأفراح والأتراح كما كان في السابق، وإذا اضطر أحدهم لمجاملة (زميل) له في مناسبة ما فإنه يتوجه إلى هناك كما هو الحال بالنسبة لأي ضيف ولا يزيد عن نصف الساعة قبل أن ينهض.. وبعضهم يتجمع في مقاهي الشيشة ويمكث بها أكثر من بيوتهم وأماكن التدريبات، وقد اعترف رئيس النادي جمال الوالي نفسه من قبل بأنهم تسربوا من معسكر الفريق بفندق برج الفاتح عشية نصف نهائي سيكافا.
مجلس الإدارة نفسه يعاني من حالة تنافر بين أعضاءه، وهم كمجموعة يعيشون أوضاعاً يصعب معها إنجاز عمل يدل على الجماعية، لذلك شاع بين الناس عبارة (مجلس جمال الوالي).. بإعتبار أن الرجل هو المبادر الذي يفعل كل شيء بنفسه وإذا لم يتدخل في الأمور بنفسه فإنها لا تحل.. حتى فواتير الدواء وتذاكر السفر ورسوم الأرانيك في التسجيلات وصغائر الأمور.. وبالقطع المسألة ليست إلى هذا الحد من السوء ولكن هنالك من يريد أن يضعها في هذا القالب لأنه يتناسب مع أطماعه.. والهدف من وراء ذلك هو تفصيل قميص أنيق من المريخ يرتديه شخص واحد وإهمال حقيقة أن النادي كيان إجتماعي قائم على عملية ديمقراطية يشارك فيها الملايين من العشاق.