عندما يفضح المرء.. نفسه..!!
تناول عدد من الزملاء الأعزاء ما حدث بعد تعرض الرقم الخاص بــ(فانلة) لاعب منتخبنا الوطني مصعب عمر.. لتمزق.. وذهب جميعهم إلي أن الطريقة التي تمت بها معالجة الأمر بإلصاق الجزء الممزق من الرقم بواسطة شريط أو(لصقة).. يعتبر فضيحة بكل المقاييس.. لأن الأمر نقلته شاشة الجزيرة الرياضية.. والأسوأ من تمزق الرقم.. إلتفاف عدد كبير من الطاقم الفني والإداري والطبي للمنتخب حول اللاعب مصعب من أجل إلصاق الجزء الممزق حتي يكمل اللعب.. وبدلاً من أن يخجل مسؤلوا المنتخب من هذا المنظر القبيح.. أو علي الأقل الصمت خجلاً مما حدث بإعتباره لا يحدث لمنتخب أو فريق يحترم نفسه.. صب الأخ أسامة عطا المنان أمين خزانة الإتحاد العام والمشرف الإداري علي المنتخب.. جام غضبه علي الإعلام الرياضي بتركيزه علي السلبيات وإغفاله الإيجابيات.. ودلف للحديث بطريقة عاطفية عن أن التركيز علي ما حدث لقميص مصعب عمر.. أعمي الناس عن الإيجابيات المتمثلة في صعود منتخبنا إلي الدور ربع النهائي كأول منتخب يحقق ذلك.. وكأني بالمشرف الإداري علي المنتخب لا يريد أن يصل عمله إلي المستوي الذي يجعل المنتقدين يغضون الطرف عن الصغائر كما أسماها.. وما حدث لقميص اللاعب مصعب عمر لا يعتبر من الصغائر البتة.. لأنه لا يعقل أن تتفرج إدارة أي منتخب في العالم علي مثل هذه المهزلة التي تنتقص من شكله العام.. خاصة وأن البطولة منقولة لكل العالم.. وأن هذا العالم يعرف تماماً ما هو التصرف الواقعي الذي يحدث في مثل هذه الحالات.. إلا أسامة عطا المنان ومسؤولي المنتخب الذين تجمعوا حول اللاعب مصعب عمر مع سبق الإصرار لإلصاق الجزء الممزق بطريقة قبيحة للغاية.. وهنا لا بد من التأكيد علي أنه لم يقصر أحد في الحديث عن الإيجابيات كم أراد المشرف الإداري علي منتخبنا توصيله للرأي العام الرياضي..!!
ولعل أكثر ما أضحكني في تبريرات الأخ المشرف الإداري علي منتخبنا.. قوله أن ما دفعهم لإلصاق الجزء الممزق من رقم قميص اللاعب مصعب عمر.. هو أن الشوط الأول لم ينته وكان من الصعب مغادرة اللاعب للملعب في ذاك الوقت.. مشيراً إلي تغيير قميص اللاعب بين شوطي المباراة ودخوله للشوط الثاني بالقميص الإحتياطي.. وسبب ضحكي أنه لم يحدث أن فعل ذلك منتخب أو فريق في العالم.. بسبب إستمرار اللعب أو توقفه.. لأن مثل هذه الحالات خاصة بحكم المباراة الذي منحه القانون حق إصدار تعليماته بالخروج من الملعب فوراً لتغيير القميص.. مثله ومثل ما يحدث في حالة الإصابات الخطرة.. خاصة عندما يكون هناك نزف دموي.. ولا أدري ماذا أراد الأخ أسامة عطا المنان توصيله لنا وللمتلقي بصعوبة مغادرة اللاعب مصعب عمر للملعب أثناء إستمرار اللعب.. لأن ذلك يوحي منذ الوهلة الأولي أن الخوف إعتري جهازنا الفني من خروج مصعب في ذاك التوقيت.. وأن الفريق الخصم سيستفيد لا محالة من خلو خانته وبالتالي إحراز هدف في شباكنا أو علي الأقل شت هجمات خطرة علي دفاع منتخبنا.. ولعل من شاهد مباراة منتخبي تونس ورواندا أمس في مجموعة بورتسودان تأكد تماماً أن تبريرات المشرف الإداري علي منتخبنا تعتبر فطيرة للغاية.. حيث تعرض قميص مدافع نسور قرطاج هشام الهشري لتمزق جزئي.. فما كان من اللاعب إلا وأن خرج من الملعب وعاد مرتدياً قميصاً جديداً.. لعلمه التام بأن حكم المباراة لن يسمح له بمواصلة اللعب بهذا القميص الممزق.. ولم يتحجج أحد من إداريي المنتخب التونسي أو جهازهم الفني بأن المباراة مستمر ويصعب خروج الهشري خوفاً من إستغلال المنتخب الرواندي لهذا الأمر وشن هجمات علي جبهة دفاع نسور قرطاج.. ولا أظنهم كانوا سينحون منحي الأخ أسامة عطا المنان وتبريراته تلك.. لو أكمل الهشري الشوط الأول وسألهم أحد لماذا بقي اللاعب في الملعب وقميصه ممزقاً..!!؟
أما ابرز ما لفت إنتباهي في تصريحات الأخ أسامة عطا المنان المشرف الإداري علي المنتخب والتي جاءت منتقدة لكل من تحدث عن ما حدث لقميص اللاعب مصعب عمر.. قوله أن الشعار الذي أدي به منتخبنا الوطني مباراتيه أمام الجابون وأوغندا يعتبر أفضل زي في البطولة.. وأنه تم إحضاره من شركة بوما العالمية بألمانيا بتكلفة بلغت مائة ألف دولار دفعها(أسامة عطا المنان) من أمواله الشخصية.. وزاد بالقول أنه أحضر هذا الشعار ومعدات المنتخب بجهوده الشخصية.. وحينها توقفت عند هذا الأمر كثيراً.. كيف يدفع أمين خزانة الإتحاد العام مثل هذا المبلغ الكبير من جيبه الخاص.. وماذا يعني ذلك.. وكيف يسترد المشرف الإداري علي المنتخب هذا المبلغ.. وأين تذهب الميزانيات التي يخصصها الإتحاد العام للمنتخب من أموال الرعاية وأنصبة المباريات.. وغيرها من الأسئلة الكثيرة.. ولكنني عندما رجعت إلي الكثير من الحيثيات التي تشير إلي المديونية المليارية التي يطلبها أسامة عطا المنان من الإتحاد العام لم أندهش.. خاصة وأنه من يقوم بكل إجراءات سفر المنتخب إلي أي دولة أو معسكر.. وهو الذي يتكفل بنثريات هذه الرحلات.. وهو من يحدد إلي أي وجهة سيتجه المنتخب.. وبقية أعضاء الإتحاد العام يتفرجون علي ما يقوم به أسامة عطا المنان تجاه المنتخب.. ونقر أنه إذا كان أسامة يقوم بدفع كل هذه الأموال دون تسجيلها كمديونية علي الإتحاد العام فإننا سنطالب بتكريمه علي أعلي مستوي.. لأنه قام مقام الدولة التي قال أنها لا تقدم أي دعم.. ولكن من يسجل ذلك كمديونية يا عزيزي أسامة عطا المنان لا يمكن أن يصف ذلك بالجهود الشخصية لأنها أموال مستردة عاجلاً أم آجلاً.. بل أن ذلك يقودني لتوجيه سؤال مهم لأمين خزانة الإتحاد العام.. لماذا تقوم بكل هذه الأمور بجهودك الشخصية.. أين مؤسسة الإتحاد العام الذي يفترض أن تقوم بما تقوم به أنت..!!؟
إتجاه الرياح..!!
قال الأخ أسامة عطا المنان أن المنتخب ليس ملكاً له.. ولكن من خلال حديثه هذا والإعترافات التي أدلي بها.. تأكد لنا أن يمتلك جزءاً من المنتخب.. لاسيما وأن بقية أعضاء مجلس إدارة الإتحاد العام تركوا كل شيء يخص المنتخب لأسامة عطا المنان.. ولا أحد يسأله بالطبع..!!
يخوض منتخبنا الوطني اليوم مباراته الثالثة والأخيرة في الجولة الأولي أمام المنتخب الجزائري.. في مباراة تأكيد صدارة المجموعة الأولي والبقاء بالخرطوم في إنتظار ثاني مجموعة ودمدني..!!
بل تأتي مواجهة الجزائر اليوم لتأكيد أن ما حققناه أمام الجابون وأوغندا لم يكن صدفة أو خبط عشواء.. فالفرق كبير جداً بين مواجهتي الجابون وأوغندا ومواجهة اليوم..!!
الفوز علي الجزائر مهم للغاية لتأكيد قوتنا وتفكيرنا الجاد في إحراز البطولة.. فالفوز علي المنتخبات الكبيرة مثل الخضر يعزز الثقة أكثر وأكثر في قدرة لاعبينا علي المنافسة بقوة علي البطولة..!!
كلما تقدمت أي بطولة كلما إزدادت صعوبتها بتأهل المنتخبات القوية.. وإذا فشل منتخبنا في الفوز علي الجزائر فلن يستطيع تحقيق الفوز علي منتخبات الأدوار القادمة..!!
مباراة اليوم حساباتها تبدة معقدة نوعاً ما.. فمازدا متنازع بين تحقيق الفوز ومنح فرصة المشاركة للعناصر التي لم تحظي بالمشاركة في مباراتي الجابون وأوغندا..!!
أعرف تماماً أن تفكير مازدا لا يقبل المجازفة.. حتي وإن الفريق قد تأهل إلي الدور الثاني من البطولة.. لأن التوليفة التي يلعب بها مازدا من الصعب تغييرها.. والشواهد علي ذلك كثيرة..!!
ثمة أمر مهم للغاية سيكون خصماً كبيراً علي صقور الجديان في مباراة اليوم.. وهو النجيل الإصطناعي الخاص بملعب إستاد الخرطوم.. فلاعبو الجزائر إعتادوا علي اللعب في النجيل الإصطناعي بإعتبار أن أغلبية ملاعب الجزائر من هذا النوع..!!
المنتخب الجزائري يتميز بلياقة بدنية عالية.. فضلاً عن الإحتفاظ الجيد بالكرة وقيادة الهجمات السريعة.. وهذا يتطلب تكتيكاً مضاداً من مازدا..!!
أبناء بن شيخة يجيدون بناء الهجمة بطريقة واحدة وهي بطريقة التمرير القصير ثم تحويلها بسرعة للطرف الأيسر الذي يقوم بدوره بعكس الكرة للإستفادة من تمركز المهاجم هلال سوداني.. وهدفي الجزائر في مرمي الجابون نتجا عن هذه الطريقة..!!
مشاركة الشغيل مهمة للغاية لمواجهة طول لاعبي المنتخب الجزائري.. لا سيما وأنه يتميز بقطع الكرات العالية..!!
في مباراة اليوم.. أخشي من تأثر لاعبي صقور الجديان بالثقة الزائدة بعد التأهل للدور ربع النهائي..!!
إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر..!!