• ×
الأربعاء 8 مايو 2024 | 05-07-2024
يعقوب حاج ادم

كلمات لوجه الله

يعقوب حاج ادم

 3  0  1337
يعقوب حاج ادم
كلمات لوجه الفن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نفسي ومنى عيني اعرف كيف ولماذا ظلت اغنيات الشعراء الفحول من الذين وضعوا اللبنات الاولى للاغنيات السودانية تقف خالدة شامخة تحكي رصانة الكلمة وموضوعية الشعر حى بعد مرور اكثر من نصف قرن على ظهورها الى وجدان المستمع السوداني فهي كانت ومافتيئت تردد وكأنها اغنية الأمس أو اليوم وتاخذ نفس البريق واللمعان الذي كانت عليه قبل تلك السنوات الطوال التي مرت على عمرها المديد بالدرجة التي جعلت منها مرتعا خصبا لناشئة الفنانين والبرنسات الفنية لكي يرتزقوا من ورائها بلا واعز من ضمير ويرددونها في الحفلات الخاصة والمناسبات العامة وكأنها من نظمهم وتاليفهم دون حسيب أو رقيب . والسؤال الذي يفرض نفسه وبألحاح شديد هو ماذا تمثل الاغنية الحديثة في خارطة الاغنية السودانية بكلماتها السوقية الرخيصة التي لاتستقر في ذهن المتلقي سوى سويعات او فلنقل ايام قلائل ومن ثم تنمحي من ذاكرته بلا رجعة أنه أمر يدعو إلى الدهشة حقا في أن تكون اعمال اليوم أقل مكانة من أعمال الأمس رغم التطور والتقنية الحديثة التي انتظمت كل مناحي الحياة الثقافية والعلمية ونستطيع أن نقول بان شاعر الأمس شاعر موهوب بالفطرة ولدت الموهبة الشعرية معه . وشاعر اليوم شاعر مصنوع لايمتلك ناصية الموهبة الخلاقة ومن هنا جاء الفرق بين شاعر الامس وشاعر اليوم وحدث الفرق الشاسع بين أغنية الامس التي ظلت راسخة في كل الأفئدة وبين اغنية اليوم التي تذهب كسحابة صيف سريعة الزوبان :

ـــ المذيعة المتوثبة رانية هارون تستحق كل تقدير واحترام لبرنامجها الهادف البناء (( مع كل الود والتقدير )) فهي تستحق كلمة شكر وتقدير على هذه الفكرة الألمعية التي نبعت من بنات افكارها في البحث عن بعض النماذج المتواضعة في مجتمعنا السوداني الابي والتي تستحق أن نسلط عليها الاضواء ونقف على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشون فيها بكل تجرد ونكران ذات دون ان يصل بهم الحال لمد اليد للسؤال واراقة ماء الوجه في إباء وشمم وهي جزئية عرفنا بها كسودانين شرفاء نقتل ألام المعاناة في دواخلنا بكل شهامة وعزة نفس وإن كان لي مااضيفه في هذه العجالة فهو أن لاتقف الايادي البيضاء التي تقدم لمثل هذه الاسر على قناة الشروق وحدها بل ينبغي ويجب ان تمتد لكل ذوي الحالات الميسورة من بني وطني لكي تقدم جهد المقل لزرع البسمة في شفاه هولاء الرجال الذين لايسالون الناس ألحافا .

ــ قنواتنا الفضائية انتشرت وازدادت مساحة رقعتها وباتت تشكل زخم اعلامي جدير بالاشادة فبعد ان كان التلفزيون القومي يصارع وحيدا في ارساء قواعد النقل التلفزيوني باماكانياته الشحيحية المتاحة اصبحت لدينا اكثر من خمس قنوات فضائية تمارس دورها بكل اتقان في إيصال الرسالة الفضائية بصورة مؤسسة وبطرق علمية مدروسة وبلاشك فان تواجد اكثر من قناة فضائية اعلامية سيعطي مجال أرحب لمزيد من التنافس الشريف لتجويد العمل الاعلامي الفضائي والمستفيد في المقام الاول من هذا التنافس الاعلامي الشريف هو المتلقي السوداني والعربي ولان قنواتنا الفضائية لم تعد ملكا خالصا لنا وحدنا كسودانيين فاننا ندعو ومن هذا المنبر من اجل تجويد الاداء وترشيده في تلك القنوات والسعي إلى أن تكون المادة السودانية المتنوعة بشقيها الثقافي والترفيهي هي الطاغية لا ان يكون الاعتماد على المواد المعلبة والمسلسلات الفاضحة المستوردة والتي تعطي انطباع ماجن لدى بعض شبابنا بشقيهم من الجنس الناعم والجنس الخشن بحكم انها تعتمد في الترويج والانتشار على المادة الرخيصة التي تخاطب الغرائز قبل العقول والوجدان :

ــ مضت عدة أعوام على رحيل رائد المسرح الأول الكوميدي الضاحك الفنان الفاضل سعيد مبتدع الشخصيات النمطية ((بت قضيم )) ((وشيخ كرتوب )) وغيرها من الشخصيات التي جسدت أسمى المعاني للكوميدي الرائع الذي يتفاعل مع قضايا مجتمعه بروح الفنان الذي ولد من بين براثن الشعب السوداني ومن أتون مشاكله وعاداته وتقاليده السودانية السمحة الموروثة لقد ترك الفنان الراحل عميد المسرح السوداني ارث مسرحي فيه الكثير من العبر والدروس لجيل اليوم من المسرحين والمهتمين بقضايا المسرح ومايحز في النفس كثيرا أن تلك الاعمال الخالدات التي جسدها الفنان الراحل الفاضل سعيد تبقى ودون سبب مقنع حبيسة مكتبة التلفزيون والاذاعة دون أن تقدم كاعمال متميزة حتى يستفيد منها أبناء اليوم من المهتمين بالمسرح وقضايا المسرح من الذين لم يعاصروا ذلك الفنان الراحل فمسرحيات (( أكل عيش )) (( والنصف الحلو )) ((ومامن بلدنا )) وغيرها من الاعمال المتميزة التي قدمها ذلك المبدع تقف شاهدة على روعة النص وسلاسة الاداء والحضور المسرحي المتقدم الذي يصاحب تلك الاعمال وليت ادارة التنسيق في الاذاعة والنلفزيون تعمل على فك الحظر عن تلك الاعمال الرائعات لكي يتعلم منها جيل اليوم ولكي نستمتع نحن من الجيل الذي عاصر تلك الحقبة بتلك الأعمال التي كانت وستبقى محفورة في الذاكرة إلى أن تأتي اعمال جديدة تفوقها نصا واداء وسلاسة :

ـــ برنامج المواجهة الصريحة الذي كان يديره الزميل الاعلامي الفني الرقم هيثم كابو اعتقد باننا قد بتنا في حاجة ماسة لاستمراريته في هذا الوقت الذي باتت الساحة الفنية تعج فيه بالكثير من القضايا الجوهرية والتي تحتاج إلى برنامج يحمل الكثير من المضامين التي كان يتفرد الزميل المصادم هيثم كابو في طرحها أمام ضيوفه بطريقته المتفردة التي اعطته قصب السبق في مثل تلك البرامج الحوارية التي تتسم بالشجاعة والموضوعية ونحن بكل صدق نحتاج الى مثل تلك البرامج الهادفة لأنها ستشكف لنا عمق الجوانب الثقافية عند بعض العاملين في الوسط الفني والذين نرتجي أن يكونوا سفراء لبلادهم خصوصا وهم يجوبون كل الدول العربية والخليجية لتقديم فنونهم وثقافاتهم العامة التي ستبقى هي المحك لشخصية الفنان والذي لم يعد مجرد مطرب يقف خلف المايكرفون عبر الشاشة الكرستالية البلورية .

ـــ صديقنا الصدوق الشاعر المرهف عزمي احمد خليل طالت غيبته في مهجره ببلاد العم سام والساحة الشعرية الفنية تفتقد روائعه وحروفه الندية . وقد لمست ومن خلال اخر محادثة جمعتني بألصديق عزمي بانه قد بات زاهد في الغربة حتى استوى عنده ذهبها وحجرها وانه بات يفكر وبصورة جدية في ان يضع حد فاصل لمشواره مع الغربة التي غنى لها واشبعها حرفا ونصا ونحن حقيقة نسعد كثيرا بان يعود هذا المبدع الى موطنه ليساهم مع رفقاء الدرب اسحاق الحلنقي والتيجاني حاج موسى ومختار دفع الله وغيرهم من الشعراء المبدعين في نثر الدرر النفيسة التي ارسوا قواعدها من الشعر الغنائي الراسخ في الوجدان .

ـــ المبدعة حتى الثمالة الفنانة الرزينة الرصينة سميرة دنيا تبقى أمتداد طبيعي لجيل العباقرة من فنانات الزمن الجميل منى الخير وعائشة الفلاتية ومهلة العبادية مرورا بام بلينة السنوسي وثنائي النغم وغيرهن من المبدعات اللائي تركن بصماتهن واضحة ولكل ذي عين بصيرة في وسطنا الفني . مايبهج النفس حقا ان الفنانة سميرة دنيا تمتلك الصوت الرخيم وتختار الاغنيات الشامخات ولاتلهث وراء الكسب الرخيص كما تفعل رصيفاتها من مغنيات هذا الزمن الذي بات فيه الفن سلعة رخيصة ومهنة يمتهنها من لامنهة له من أجل الارتزاق والكسب الرخيص التي يعتمد فيه معظم البرنسات على اغاني المراحيم من فناني الزمن الجميل
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : يعقوب حاج ادم
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ودنفاش 01-31-2011 01:0
    ياناس كفر ووتر انا كتبت كم تعليق وللاسف ولا واحد ما نزلتوه دى توبه ودمتم
  • #2
    ودنفاش 01-30-2011 08:0
    احييك استاذى يعقوب واطال الله عمرك مقال جميل وسلس وهادف والله حرام عليك تحمل فى ذاكرتك كل هذه الدرروالكلمات الهادفه وياخسارة مقالاتك السابقه كلها عن القلع قريبك وجلال الصحافه طيارة الصباح وايمان لندن وكل سلبيات فن هذا الزمن مقالك الاخير يدل على انك استاذ وعبقرى بكل ماتحمله هذه الكلمات حفظك الله ودمتم
  • #3
    ابو مازن _ الدمام 01-30-2011 02:0
    أخونا العزيز يعقوب ... التحيه ،،،، أظنك وعيت الدرس فمنذ أيام سلمت الجرة .... عساها سالمه دائما يارب حتى تريح وترتاح ... وابتعد عن اشرار المقال والحديث ، فالمثل يقول لا تقلد الاشرار لانهم كثرة ) ويضرب المثل للتمسك بالفضيلة وان كان أصحاب الرذيلة كثيرين .... الى الامام مارش !!! سلام ،،،،،
       الرد على زائر
    • 3 - 1
      بدر هلال 01-30-2011 08:0
      انت راجل وصولي ومتملق وتسبح دائما عكس التيار الى ان يجرفك الى صحراء قاحلة لاماء فيها ولاهواء ولازرع
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019