حتى لا يسرح خيال القاريء بعيداً في سمواتٍ أخرى فيما يخص العنوان أعلاه ، فإنَّ بشة هو النغمة المحببة لجمهور هلال الملايين ، فقد صال و جال في كثيرٍ من المباريات وكان هو نغمة الفرح و نقطة التحوُل و سر نجاح الإنتقال من مرحلة إلى مرحلة و تشهد له حناجر الجماهير و هي تردد : ( اللَّه يخليك يا بشة ) .
يقولون أعطني درهم حظ و ارمني في البحر .. لم يكن الحظ حاضراً مساء الأحد السادس من مايو 2018 حيث كان رفقة إرتباك دفاع الهلال الفاقد للقب جدار اسمنتي مسلح Reinforced Concret Shield في المباراة التي جمعت هلال السودان بمضيفه نهضة بركان المغرب ، فكان الخزي و الخذلان و شباك الحارس الأمين جمعة جينارو تستقبل هدفاً سريعاً في أول دقائق المباراة التي شهدت بدء مباريات مجموعة الهلال في الكونفدرالية التي لم يكن أداء الهلال بالمستوى الذي يُسعد جمهوره المليوني ليفقد أول ثلاث نقاط من إجمالي ثمانية عشر نقطة .
كرة القدم تحتاج للحظ بجانب العطاء ، هذا الحظ عاند نجم الهلال بشة ثلاث مرات في المباراة التي خسرها الهلال خارج دياره أمام نهضة بركان بهدف نظيف ٍ جاء على حين غرة و غفلة و توهان و سرحان من الدفاع ، ليواصل هلال الملايين رحلة إنعدام ثقافة الفوز أو التعادل خارج الديار في جميع المباريات التي خاضها هذا الموسم في منافسات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ( الكاف ) في بطولتي الأندية الإفريقية الأبطال و الكونفدرالية . و كل الأمنيات أن يتدارك القائمين على أمر النادي من تنمية قدرات اللاعبين و العمل على اكتساب ثقافة الفوز أو التعادل في المباريات التي تكون خارج أرض الوطن .
أفرزت نتيجة مباراة نهضة بركان التي خسرها هلال السودان بهدف دون مقابل موجة حمم بركانية شديدة الحرارة و السخونة على نجم كرة القدم السودانية بشة جراء ضياع الفرص الذهبية الثلاثة نتيجة غياب درهم الحظ ، و من قبل و من بعد نؤمن أنها هي إرادة اللَّه . وهكذا هي كرة القدم .
النجم الخلوق بشة لاعب فنان وهو كلمة السر في معظم انتصارات الهلال و هو الآن يحتاج إلى دعم معنوي سريع و من خلال هذه السطور عبر أوتاد أناشد جميع جماهير الهلال القيام بإستقبال خاص للنجم بشة و هذا الإستقبال هو بمنزلة الدعم السريع الذي يعمل كمفعول الإرتواء الفموي في حالة جفاف الجسم نتيجة تعرضه لإستفراغ و إسهال بصورة مستمرة ، حتى يعود بشة صديقاً لشباك الخصوم و هو الجوكر الذي يلعب في كل الخانات التي يحتاجها الهلال و بذلك يقال عليه اللاعب التكتيكي .
* متى ينصلح حال دفاع الهلال
في سابق الزمان اشتهر خط دفاع الهلال بأنه أقوى خطوط الفريق و هو كان يشكل النسبة الكبيرة في التشكيلة الثابتة للمنتخب القومي على مر السنوات و منذ عهد السد العالي وحتى عام 1992 ووصول الهلال لنهائي أبطال إفريقيا و جميع لاعبي خط الدفاع من الوطنيين لم يشاركهم أي لاعب أجنبي كانوا جميعاً قمة في الأداء و الجسارة و يشكلون جدار أمان بكل ما في الكلمة من معنى . و مقارنة بمن يلعبون في خط الدفاع اليوم نجد البون شاسع حيث التوهان و عدم التجانس و الأخطاء الكارثية . عليه من هنا نبدأ يجب ترميم خط الدفاع حتى يستطيع الهلال ان يؤدي مبارياتة الخمس المتبقية في الكونفدرالية بصورة تعيد امجاد ما كان عليه خط الدفاع أيام جمال الثعلب و بشير منصور تنقا و مجدي مرجان و طارق احمد آدم كنموذج حمل راية قوة دفاع الهلال من جيل سبقه وفق منظومة تواصل الأجيال .
* آخر الأوتاد :
على الهلال ان يصل لدور الثمانية في الكونفدرالية و العمل على كسب جميع مبارياته الثلاث التي يكون مسرحها الجوهرة الزرقاء و وضع خطة و إستراتيجية عدم الخسارة في المباراتين خارج الديار في كلٍ من مصر و موزمبيق . و اللَّه ولي التوفيق .