• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  1202
اماسا
إستقرار المريخ.. ونتائج فريقه..!
من الأوضاع التي ورثتها مجالس الإدارات في الأندية الكبيرة والجماهيرية في السودان، أن ترتبط كل الأمور فيها بنتائج فريق كرة القدم، فكثير من القيادات التقليدية تتعامل مع مصطلح الإستقرار كسلعة تتوفر فقط عندما يكون الفريق فائزاً وتنعدم عندما يخسر أو يتعادل، وكلما كان الفريق في عافيته يتناسى الجميع كل المشكلات القائمة والخلافات وحتى القضايا المصيرية العالقة ويحقنونها بجرعة من (البنج)، وعندما يخسر الفريق أو يتعادل تهتز الأوضاع وتعود الخلافات وتظهر كل العيوب بعد أن ينتهي مفعول البنج ويعود الألم كما هو، وإذا تحدثنا عن هذا الموروث بصراحة سنكتشف أنه لا يليق بالأندية الكبيرة، ولا بالعقلية الإحترافية في كرة القدم، والتي ينبغي أن تعمل بشكل دؤوب من أجل تثبيت المفاهيم أولاً ومن ثم تقديم ما يجعل الأوضاع في معزل عن المفاجآت ولكي لا نترك مجالاً للصدف في العمل الإداري.
مفهوم الإستقرار في نادٍ كبير مثل المريخ يجب أن يرتبط بالمؤسسية والإحترافية أولاً، حيث لا يمكن أن نشاهد الأخطاء الأبجدية ترتكب كل يوم وتمر مرور الكرام دون أن نلتفت لها ونعالجها لأن فريق كرة القدم بحالة جيدة وأنه يحقق الإنتصارات وأن الحديث في الجوانب الاخرى يهز الإستقرار، وفي نفس الوقت لا يستقيم عقلاً أن تندلع الثورات وتنشب الخلافات بين الإداريين ليتبادلوا الشتائم والإنتقادات على صفحات الصحف اليومية لمجرد أن الفريق قد تعثر في مباراة ما أو خسر نتيجتها، ذلك لأن التعادل والخسارة في كرة القدم أمر طبيعي طالما أننا في سوح للتنافس الشريف وأن هنالك من يعمل بجد واجتهاد أيضاً ليحقق الإنتصارات وينتزع الأفضلية ممن يتقاعسون في هذا السباق، وأن نخلط بين هذه وتلك من وجهة نظري أمر في غاية السطحية، ويجب علينا في الفترة القادمة أن نفصل مسألة إستقرار المريخ من نتائج الفريق، لسبب واحد في غاية الأهمية وهو أن مفهوم (الإستقرار) هذا أشمل وأكثر ضرورة من الإنتصارات، وعندما نتحدث عن الإستقرار بنادي المريخ فالأمر يجب أن يشمل كيفية سير العمل الإداري والمنهج (المأمون) الذي ينبغي أن نتبعه حتى نتجاوز كل المشكلات ولا نترك بعضها لليوم الذي تنفجر فيه الأوضاع بخسارة الفريق أو تعادله والسبب لأن المريخ نادٍ كبير وليس مثل تلك الأندية التي تسير على نمط (رزق اليوم).
قد لا يتفهم البعض ما أرمي إليه من خلال هذه الفكرة، فتعتريه فوبيا (التصنيف) ليطلق علينا صفة (المعارضة).. ولكن الإنسان الذي يعارض بناءً على الفكرة التي تسود في الوسط الرياضي عندنا لا يرشد الناس إلى الأسلوب الصحيح ولا يناقشهم حول ما هو مأمون لهم من حيث الممارسة والعواقب، لذلك أعود في كل مرة لأدعو مجلس المريخ إلى التحرر من الأفكار البالية، وطرح الأنماط التي تنسجم مع الفكر الإحترافي الحديث، وهذه في مصلحتهم في المقام الأول، وفيها مصلحة عامة تتلخص في أن نجعل المريخ ككيان يمضي في السياق الصحيح، وكلما أصبحنا حريصين على ذلك نضمن أفضل النتائج في كل شيء، حتى في فريق كرة القدم والمناشط الأخرى التي ألقيناها في سلة المهملات، ولأدركنا كذلك أن الإسم فقط لنادٍ في مقام المريخ يعني كل شيء جميل.. وإلا لما ناصره الملايين من السودانيين وغير السودانيين في أرجاء المعمورة، وفي ذلك مبدأ ينطبق على الهلال أيضاً، وعلى أي نادٍ يسعى للمنافسة في ظل معطيات دقيقة تتطلب مذاكرتها ومراجعتها كل يوم.
الخسارة في كرة القدم لا تعني أن هنالك خلل في المنهج الإداري للنادي وإلا لما كانت هنالك إدارة ناجحة أصلاً، فنحن في حضرة كرة القدم حيث أن كل الفرق تكون معرضة للخسارة، إبتداءً من فرق النخبة العالمية، ولكن كل الهزيمة ألا تعمل ولا تكافح وتقاتل من أجل أن تفوز وتصبح الأفضل، وهنا تكمن متعة وإثارة كرة القدم والرياضة بصفة عامة، ولهذا السبب أصبحت صاحبة الشعبية الأولى في العالم واجتذبت الأثرياء والمجانين والعقاء والعلماء والأميين وغيرهم من أصناف البشر وتصنيفاتهم، ولهذا السبب علينا أن نحرص على التمسك بالأشياء الصحيحة حتى نكرس لإستقرار حقيقي في المفهوم الصحيح لكلمة (إستقرار).. فهي تعني في نادٍ مثل المريخ أن تعمل من أجل موارد ثابتة واستثمارات تقيك صقيع الأزمات المالية، ولوائح تجعل من النادي نسيجاً متفاهماً ومجتمعاً متحضراً يعرف قيمة الإنضباط..!
حواشي
هنالك الكثير من الزوابع التي كانت مصدر إزعاج كل المريخاب في عهود المدربين الذين سبقوا الألماني مايكيل كروجر، والسبب المباشر أن الألمان يحبون الإنضباط، وكثيراً ما يجابهون الصعوبات التي تخلقها الطبيعة الفوضوية لدى اللاعب السوداني بحزم غير مرن، وكذلك يلغون دور بعض الكوادر الإدارية المساعدة التي تعتبر أول مساعد ومحفز للفوضى.. لذلك نجح كروجر وسينجح أي ألماني آخر.!
في وجود كروجر لم نعد نسمع ذلك الجدال العجيب حول دائرة الكرة وما شابه، إضافة إلى أن مصطفى توفيق لوحده يقوم بما يطلبه منه الجهاز الفني بالتمام والكمال بدون أية فلسفة وإضافات، ولولا أنه فرط في نقاط الرومان في المباراة التي تعادل فيها الفريق في مدني ولم يتقدم بشكوى لخطأ مشاركة زهير زكريا لمنحناه الدرجة الكاملة.
في هذه الأيام التي نقترب فيها من نهايات الموسم الكروي، نشطت حركة السماسرة في المريخ وأصبحت الصحف اليومية خاصة تلك المنتمية للنادي تمارس أسلوبها في تقديم بعض اللاعبين وربك يستر..!
المريخ لم يعد يحتمل مغامرات أولئك المتطفلين والمتكسبين، ونرجو من إدارة النادي أن تحسمهم من المحطة الاولى وتدير الملف بوعي يجعلهم في منأى عن إخفاقات المواسم الماضية.
مباراة اليوم ستكون واحدة من أهم التحديات التي تواجه المريخ، خاصة أن هلال الساحل من الفرق القليلة التي اعتادت على عرقلة المريخ خاصة مع المدرب الشاب وصديقنا العزيز برهان تيه، وللعلم هو مدرب مباريات كبيرة برغم أنه لم يبدأ المسيرة مع البحارة في هذا الموسم ومع ذلك خلق منهم فريقاً يستحق الإشادات من حيث المظهر وتوظيف القدرات.
داعبته أثناء مباراة النسور وقلت له أن فريقه سيخسر في لقاء القلعة بخماسية، فتبسم ضاحكاً ولسان حاله يقول: لا يغرنكم انتصاركم على الرومان والفرسان.. فنحن الملوك وهم الرعيه..!
ولكن الشيء الواقعي أن المريخ بمستواه الأخير لن يكون عرضة للمفاجآت.
نحن دائماً فخورون بفريق النسور الأم درماني لأنه أثبت قوة رهاننا عليه، وأظن أن الرهان لم يكن رهان عاطفة أو محاباة وإنما كان رهاناً على شيء كان يجب علينا الإنتباه إليه لأنه كان قمة في الإثارة والتشويق..!
راهنا على فريق النسور لأن المشروع الذي قامت عليه الفكرة بني على أهم ما في كرة القدم الحديثة وهو الإنضباط، وقد استمد فريق النسور روحه من مستوى الإنضباط العالي بعيداً عن الضوضاء التي اعتدنا عليها حول كل فريق كرة قدم والأخطاء الشنيعة التي ترقى لمستوى الجرائم الكبيرة في حق الرياضة..!
ولأن القائمين على الأمر في النسور إعتمدوا على الصدق والوضوح والواقعية في عملهم فإنهم قد وضعوا أهدافاً في محطاتهم عبر المسيرة القاصدة.. ففي البداية خططوا للخروج من ليق أم درمان إلى دار الرياضة ودوري الدرجة الثانية فنجحوا، ومن هناك بدأوا رحلة الإنضمام لدوري الأضواء سابقاً والأولى حالياً فكان لهم ما اجتهدوا من أجله، وتبعاً لذلك الإجتهاد كانوا الاميز في دوري الدرجة الاولى فتصدروا وأحرزوا لقب الدوري ليبلغوا التأهيلي ومرحلة الخمسة المرشحين للدوري الممتاز في أهم المحطات على الإطلاق.
المثير للإنتباه في هذه التجربة أنهم نشروا الورود والرياحين في كل المحطات التي مروا بها.. لذلك فقط تابعناهم بإهتمام وحرصنا على حضور معظم مبارياتهم.. ولهذا نتمنى لرفاق العميد مكي وأولاده التتويج بلقب التأهيلي وبلوغ الدوري الممتاز.
نأسف كثيراً لما يحدث باتحاد الخرطوم المحلي الجديد.. فكل التفاصيل لا تحمل البشارات لمستقبل الأيام..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    شوكة الحوت- امبده 10-15-2010 06:0
    جدد مقالاتك للمواكبه الفوريه للاحداث المره القادمه اشرح ووضح لنا ما يدور داخل اتحاد الخرطوم.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019