• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1148
اماسا



الأفضل والمتاح..!

بحكم طبيعة عملنا كصحافيين رياضيين كانت تراودني بعض الأفكار التي تحولت فيما بعد إلى قناعات بأن من وصلوا إلى أندية القمة ولعبوا للمنتخب الوطني ليسوا الأفضل موهبة في بلادي، وهنالك الآلاف من المواهب المفقودة ما بين فوضى الإدارات وغياب الهيكل الرياضي المتكامل في عموم البلاد فأصبحت توازي (الفاقد التربوي) الذي يتزامن مع الحديث الكثير عن ثورة التعليم العام، فما يقوله من هم على سدة الحكم في الوزارات ومكاتب التعليم وكبار الموظفين والمشرفين وعراب العملية شيء يتناقض تماماً عما نعايشه على الواقع، وعلى سبيل المثال يقولون: أنهم سيقضوا على الأمية بحلول عشرة أعوام قادمة، وبعد أن تسلمنا العدد وحسبنا العشرة وضعفها كانت الحصيلة عشرات الصبيان التائهين ما بين الأسواق والمناطق الصناعية بحثاً عن لقمة العيش وفي أحيان كثيرة بحثاً عن الرسوم الدراسية الباهظة.. وبالتالي هنالك فرق كبير بينما يقال وما هو معاش على الواقع.

نعود لرياضتنا وكرة القدم على وجه التحديد، حيث يقول رئيس النادي القمة (مريخ أو هلال): أن فريقه يمثل خلاصة المواهب في البلاد، وهو الذي نراه مشغولاً بأعماله وسفرياته وجلساته الفنية ولانعرف من الذي قال له أنهم الأفضل ولكن ما أستطيع تأكيده أن هنالك فوضى وعشوائية في إختيار اللاعبين للمنتخبات ومن ثم للأندية الكبيرة وحتى الدرجات الصغرى، ففي غياب الهيكل الكروي الذي يضمن إستيعاب المواهب الكروية في سن كبكرة وتنشئتها كما يفعل كل العالم من حولنا، رأينا أصنافاً تمثل الفوضى على أعلى مستوياتها في إختيار اللاعبين للمنتخبات، حتى منتخبات الروابط والأحياء.. فكل يختار بن جيرانه، وعندما يأتي دور الأندية فهي لا تجتهد في انتقاء الأفضل بل تضم (المتاح) من أصحاب الواسطات القوية في الوقت الذي لجأت فيه أندية الخليج على سبيل المثال إلى تجنيد الكشافين من ذوي الخبرة لمتابعة المواهب في الأحياء والفرقان حيث نشأتها الأولى، وهي من الوظائف الرسمية التي ترصد لها تلك الأندية ميزانياتها، ولكي لا يقول البعض ممن يرتكبون هذا الجرم في حق الكرة السودانية أن العمل بتلك الطريقة بحاجة إلى (إمكانيات) فإن ما تصرفه تلك الأندية على هذا العمل لا يتجاوز ما ندفعه نحن لتسجيل لاعب غير موهوب وغير منضبط.. لذلك فإن المشكلة تبقى في التخطيط وأصول الفكرة وليس (الإمكانيات)، فنحن نملك مئات الآلاف من اللاعبين الصغار المنتشرين في القرى والفرقان والمدن الصغيرة وفي أعماق المدن الكبيرة وفي أحياءها الطرفية التي تساوي بالضبط الأحياء الكرتونية الفقيرة في البرازيل، حيث تخرج رونالدو وروماريو وريفالدو وزيكو وغيرهم من نجوم كرة القدم العالميين.. ولكن ما وجده أولئك الناس لم يجده نجومنا، كما أن المسؤولين هنا وكما أسلفت يكتفون بالمتاح ولا يتابعون المواهب ويصطادونها في وقت مبكر من أجل تنشئتها على الوجه الأفضل وإنما يعتمدون على اللاعب الجاهز الذي يصل النضج الكروي بعد أن يتجاوز الثلاثين من عمره.. لذلك إختلف مصطلح (اللاعب صغير السن) عندنا وعند الخواجات أو في كثير من الدول العربية التي اكتشفت الطريق الصحيح وسلكته.. فهناك يتحدثون عن اللاعب الصغير الذي يكون قد خضع إلى نظام تنشئة سليم في الأكاديميات والمدارس السنية و(تعلم) أصول اللعبة في مراحل يكون العلم فيها كالنقش في الحجر، ولكن صغار اللاعبين عندنا ربما يكونوا فوق العشرين ولأنهم لم يخضعوا لأي نظام تعليمي مبكر يظهر عليهم العجز في التعامل مع الكرة من الناحية المهارية والتكتيكية وحتى في العقلية الإحترافية يكون متأخراً وكأنه من طلاب (تعليم الكبار).. كما أن الإختيار دائماً يكون على عجل للحاق ببعض المناسبات وبالتالي يغفل الآلاف من الموهوبين ممن هم أحق بالإختيار من الذين حالفهم الحظ.

يضاف على ذلك أن المسؤولين عن الأندية الكبيرة في الدرجات العليا (الممتاز) جلهم من غير الكورنجية، ومن السهل غشهم للحصول على أموالهم وهو ما يحدث الآن وبناءً على ذلك رأينا مجموعة من اللاعبين الذين نقول عليهم في الدارجي (الكيشه) وهم يرتدون شعار القمة أو أندية الممتاز الأخرى.. بجانب بعض اللاعبين غير المنضبطين وغير المهيأين أصلاً لخوض أي تجربة إحتراف على أي مستوى، ولأن الإداري في النادي الكبير لا يعرف أي من الخلفيات يتفاجأ فقط بهذه الحقائق المرة بعد أن يتورط في صفقة تبتلع مئات الملايين من أمواله وتكون الحصيلة لاعب أقل من نصف موهبة ومع ذلك غير منضبط ولا يلتزم مع المدربين والأجهزة الإدارية.. والمتابع يجد في الشهر الواحد عشرات المشكلات بين تلك الأندية ولاعبيها من نوعية المشكلات التي تجاوزها العالم من منتصف القرن الماضي وهو دليل على تأخر حالتنا.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019