الإنسان السوداني وهبه الله الحصافة و سرعة البديهة و تحليل المواقف و كما تداول في الوطن العربي مفهوم أصبح في خبر كان , يمتاز الزول بتحليل الموقف الذي تشوبه شائبة فيقول ( الموضوع فيه إنَّ ) أي شكوك وريبة و طبخة خفية .
جاء في وسائل الإعلام أنَّ الاتحادين الآسيوي و الإفريقي لكرة القدم قد وقَّعَا اتفاق تفاهم في رواندا فيما يخص تنظيم مسابقات و برامج التطوير الفني بحضور رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة المرشح لرئاسة الفيفا و رئيس الاتحاد الإفريقي ( الكاف ) الكاميروني عيسى حياتو رئيس الفيفا بالوكالة .
تجدر الإشارة أنَّ خمسة شخصيات ستخوض غمار منافسة منصب رئيس الفيفا و هم الأمير علي بن الحسين و السويسري جاني اينفانتينو و الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل و الفرنسي جيروم شامباني بجانب البحريني الشيخ سليمان بن إبراهيم آل خليفة .
من خلال التوقيت و قرب موعد خلافة السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الفيفا المستقيل إثر فضائح الفساد و التي بموجبها صدر في حقه قرار الإيقاف لمدة ثمانية أعوام بصحبة رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني بسبب دفعة غير مشروعة من الأول إلى الثاني , نجد أنَّ الوقت غير مناسب لعقد الاتفاق بين الاتحاد الإفريقي و الآسيوي حيث الشيخ سلمان آل الخليفة سوف يخوض انتخابات رئاسة الفيفا و الكل يعلم بمكانة الكاف من حيث أنه صاحب أكبر عدد من الأصوات إذ تضم القارة الإفريقية ما عدده 54 إتحاداً عضواً في الفيفا , بينما القارة الأوروبية تضم ما عدده 53 إتحاداً, و القارة الآسيوية ما عدده 46 , بينما أمريكا الشمالية و الوسطى و الكاريبي ( كونكاكاف ) ما عدده 35 , و أوقيانيا 11 إتحاداً , و تقف أمريكا الجنوبية في المؤخرة بعدد 10 اتحادات في الفيفا .
رائحة( إنَّ ) قد تكون في إجمالي 54 زائد 46 أي تحالف و اتفاق الاتحاد الإفريقي مع الآسيوي و بذلك الطريق لرئاسة الفيفا يكون أقرب للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة . مما جعل الأمير علي بن الحسين المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يشن هجوماً و حملة على اتفاق الاتحادين الآسيوي و الإفريقي في المنظمة الدولية طالباً لجنة الانتخابات بدراسة المسألة .
جاء في بيان الأمير علي بن الحسين : ( أشعر بالقلق من أنَّ هناك محاولة لخرق القواعد الانتخابية لرئاسة فيفا .. دائماً كنت أشجع التفاهم بين الاتحادات القارية لكن توقيت هذا الاتفاق بين الاتحادين الآسيوي و الإفريقي يبدو و كأنَّه وقحة لهندسة كتلة تصويت . )
مما سبق ألا تشم عزيزي القارئ أنَّ رائحة ( إنَّ ) تحوم حول هذا الاتفاق .
* همسة وفاء
المهندس أسامة مبارك نور الدائم أخ عزيز و عضو فاعل في رابطة أهل الهلال بحائل و صاحب مبادرات في خدمة هلال الملايين , فقد والده العم مبارك نور الدائم الذي انتقل لجوار ربه في يوم الأحد الثالث من يناير2016 فكتب في حقه هذه الهمسة : ( رسالة إلى روح أبي رحمه الله و غفر له ... إلى من كان له الفضل بعد الله تعالى في وجودي , إلى من رباني صغيراً , و رعاني شاباً , و صاحبني كبيراً . إلى من أمرني الله تعالى أن أخفض له جناح الذل من الرحمة , إلى من فقدت بفقده أباً كريماً و أخاً ناصحاً و مستشاراً مؤتمناً . إلى من سألت الله أن يرزقني بره في حياته , و أنا الآن أسأله تعالى أن يرزقني بره بعد وفاته , عليك سلام الله و بركاته . و بعد ,,, أكتب لك هذه الرسالة المهداة إلى روحك الطاهرة بإذن الله تعالى . لتُهدِّي لوعة الفؤاد بعد أن حال بيننا و بينك عالم البرزخ , لتكون ضرباً من ضروب التواصل الحميمي بين العطاء و الوفاء و لتكون نوعاً من رد الجميل و الاعتراف بالفضل بين الأبناء و الآباء وفيها أقول مستعيناً بالله وحده : غفر الله لك يا والدي و تجاوز عنك و تغمدك بواسع رحمته و جزاك الله عني و عن والدتي و إخواني و أخواتي خير الجزاء يا من كنت لنا بحق الأب الحنون و الأخ الكريم و الصديق الصدوق . و الله نسأله أن يُحسن عزاءنا و يعُظم أجرنا و يجبر مصيبتنا فيك و يُلهمنا الصبر على فقدك و أن يجعلنا من الصابرين الذين قال سبحانه و تعالى فيهم : ( وَ بَشِّرِ الصابرينَ . الذينَ إذا أصابتهُم مُصِيبةٌ قالوا إنَّا لله و إنَّا إليه راجِعُونَ . أولئك عليهم صلواتٌ من ربِهِم و رحمةٌ أولئك هُمُ المُهتَدونَ .)
عفا الله عنك يا من أكرمنا الله تعالى بشرف خدمتك و مُرافقتك و تمريضك و القرب منك طول مدة مرضك لتقر أعيننا بك في آخر أيامك في الحياة الدنيا , ولنقوم بشيءٍ من حقك و نؤدي لك ولو جزءاً يسيراً من واجب بِرك علينا ما دمنا على قيد الحياة .
أجزل الله ثوابك يا من ابتليت بالمرض الشديد فصبرت و شكرت , فقد رأيناك تتحمل الألم و الأوجاع الشديدة بنفس راضية إن شاء الله تعالى و لسان شاكر حامد لله سبحانه , ولم نعلم أنه قطرت من عينك دمعة أو بدر منك قول أو صدر عنك فعل يدل على جزعك أو تسخطك أو عدم رضاك بما قدَّره الله عليك من البلاء و المرض . الله نسأله أن يكون ما أصابك تطهيراً لك من الذنوب و المعاصي و حطاً للخطايا و الآثام إيماناً منا بأنه ما من مسلم يُصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحطُّ الشجرة ورقها , كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم .
تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من الناس , حبيباً للجُلَّاس , لطيفاً مع الصغار و الكبار حتى أحبَّك الجميع و احترموك , فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين و دعت لك الألسن و ترحَّمَ عليك من عرفك و من لم يعرفك و لسان حالهم يقول : ليهنك ما رأينا من شهود ... بأرض الله كلهم ثناء .
و لما لم تمض سوى أيام قلائل على فقدك يا والدي فإنَّ يدي لا تزال غير قادرة على الإمساك بالقلم لأكتب لك رثاءً لأنَّ البلاء بفقدك كان عظيماً و رحيلك عنا كان مؤلماً و قد رحلت معك الكلمات الجديرة برثائك و لم يبق منها إلا القليل عليك رحمة الله أبي و أسكنك الحليم الجليل الجنة مع الصديقين والشهداء و حَسُنَ أولئك رفيقاً . سنظل ندعو لك الله ما حيينا و ستبقى ذكرى طيبة بيننا بما تركته من حُبٍ فينا . )
* آخر الأوتاد :
إن سَلِمتَ من الأسد فلا تطمع في صيده