تناقضات الارباب
من اصعب الاشياء علي البني ادم ان يجد نفسه فجأة مابين يوم وليلة ذكري وهو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ,وهذا بالطبع لمن تعودوا ان يكونوا تحت دائرة الضوء,
ولعل الاحاديث التي يدلي بها رئيس الهلال المستقيل صلاح احمد ادريس تعبر تماما عن حالة عدم الاتزان التي يعيشها بعد تقديمه لاستقالته من رئاسة النادي تمهيدا لطرح نفسه رئيسا لاتحاد الكرة في الانتخابات التي انتهت مؤخرا والتي اسماها الكثير من الهلالاب وقتها (ودَية)في اشارة لعدم اعتراف الفيفا بها.
والارباب الذي يمتاز عن غيره من رؤساء الاندية والاتحادات الرياضية عموما والكروية علي وجه الخصوص بتناقضاته المثيرة للجدل وارائه التي تتغير في كسر من الثانية في اعتقادي الشخصي خسر تعاطف كثير من الرياضيين الذين ظنوا فيه الرجل الديمقراطي المدافع عن حقوق الرياضة والرياضيين دون ان يكون وراء دفاعه هدف محدد .
ولكنه خيب ظن الكثيرين حتي صار السؤال الابرز في الساحة(ماذا يريد الارباب) بدلا عن ماهي اخر اخبار شداد والفيفا,فصلاح ادريس تحدث قبل الانتخابات بفترة بانه يطمح في رئاسة الاتحاد وهو حق مشروع كفله له الدستور وبعد فترة وقبل انتخابات اتحاد الكرة الشهيرة اعلن انه عازم علي الترشح لرئاسة الاتحاد مكايدة في معتصم جعفر وان سينازله في اي منصب يترشح له حتي ولو كان المقاعد القومية يعني بالدارجي (يا معتصم وراك وراك) واكد انه سيدعم شداد في حال انسحاب معتصم وانه لن يترشح ضد شداد لانه افضل من يقود الاتحاد في الفترة القادمة(هذا الحديث بعضمة لسان الارباب) وعقب انتهاء الانتخابات وخسارته امام معتصم جعفر ومن ثم قرار عدم الاعتراف بالانتخابات من قبل الفيفا تغيرت لهجة الارباب الذي كان يتغزل في شداد قبيل ساعات فقط فصار الحديث عن ان الفيفا غير عادلة في قرارها لانها لم تستقصي الحقائق وهل يمكن لشخص واحد تحقيقا لذواته وتطلعاته الشخصية ان يوقف الحياة الرياضية في السودان وهو يعلم ان هناك تجميد ومنافسات خارجية باسم السودان.
اي تناقض هذا واي تأرجح هذا يا ارباب,فالفيفا لا تحتاج في قرارها الاخير لتقصي لأن الامر امامها لا يحتاج لتحقيق اصلا خاصة وان النظام الاساسي للاتحاد بطرفها ونظامها الاساسي لا يتطابق معه ما يستحق التعب والاجتهاد ,وماقلته في الجذئية الاخيرة عن تحقيق الذوات والتطلعات الشخصية مردود عليك فها انت ولانك لم تفز في الانتخابات وشرعت في الاستئناف للجنة التحكيم الرياضية المحلية حتي تنصبك رئيسا للاتحاد وبالتذكية فاذا بالفيفا توقف تطلعاتك وطوحاتك وهي تعيد الحقوق لاصحابها.
فهل انتصارها لاهلية الحركة الرياضية يضيرك في شئ عزيزي الارباب ام ان الامر لا يخرج عن اطار السعي في تحقيق الذوات والتطلعات الشخصية,عموما الارباب في مثل هذه الامورغير مأمون الجانب ولا يستطيع ان يكون خارج دائرة الضوء لذلك نجده في موضوع واحد لديه عدة آراء,وحتي هذه الاراء لديها فروع ولن اقول ان الفروع لديها صفق .
القضية ليست قضية مفوضية ولا تحكيمية لأن الاثنتين في النظام الاساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم وكل الاتحادات الدولية لا وجود لها اصلا ولكنها بدعة ابتدعناها هنا في السودان وعلي زمن الانقاذ والغرض منها (التمكين)ولا اظن ان الارباب الذي ترأس أكبر نادي في السودان يمكن ان يقول ان تدخل الفيفا يدخل في اطار التدخل السياسي لانه لا مقارنة للفيفا بالمحكمة الجنائية ولا بالامم المتحدة وكفانا لعبا بعقول الشعب السوداني وعواطفه التي ما عادت تتحمل المزيد من الضغوط .
واذكر الارباب بأنه اتحادي ديمقراطي جناح السيد ويجب ان تختلف لغته عن لغة اهل المؤتمر الوطني اللهم إلا إن كان الامر في اطار(التراضي)بين الحزبين.