راي رياضي
صدق المدرب الكبير شرف الدين احمد موسى عندما ذكر ان الهلال اصبح يملك ثقافة الكبار في دوري الابطال، بعد تعادله الايجابي مع ليوبار الكنغولي 1/1 خارج ملعبه.
واستند شرف على هذه الحقيقة الماثلة من خلال الاداء المتوازن الذي قدمه الهلال في مباراتي دور الـ 32، امام الملعب المالي، وفي ذهاب دور الـ 16 مع ليوبار.
في مالي تعادل الهلال مع الملعب بدون اهداف ، ثم حسم التاهل بالخرطوم باداء متميز وفوز مستحق بهدفين نظيفين لمهند الطاهر ومحمد بشة.
وبالطبع فان الكابتن شرف كان يقصد ان اكتساب الهلال لهذه الثقافة جاء من خلال مشاركاته الايجابية في بطولات الكاف، خلال سنوات وليس في مباراة او اثنتين.
وللتاكيد فقد تاهل الهلال خلال العشر سنوات الاخيرة الى نصف نهائي دوري ابطال افريقيا مرتين، ولنصف نهائي الكونفدرالية مرتين ايضا وكان اقرب للظفر باحدها.
وبفضل الانتصارات الباهرة وتقدمه المستمر في البطولات الافريقية حقق الهلال قفزة نوعية في التصنيف الذي يعده الاتحاد الدولي للتأريخ والاحصاء.
دخل الهلال قائمة المائة في 2007 لاول مرة في تاريخ الاندية السودانية، وحل في المرتبة الـ 67 كافضل مركز يحققه ناد في شرق ووسط القارة.
ظروف كثيرة، حرمت الهلال من الفوز بأي من القاب البطولات الافريقية في السنوات الماضية رغم ان فريقه كان مؤهلا اكثر من غيره لتحقيق هذا الامر.
كان الهلال يخرج في الامتار الاخيرة، اما باخطاء ادارية او فنية، واما لظروف خارجة عن الارادة، وفي كل الاحوال كان هو المسؤول عن ذلك.
في 2007 خرج الهلال من نصف النهائي امام النجم الساحلي التونسي بفارق الاهداف، وكان يمكن ان يتاهل للنهائي لولا الاخطاء التي وقع فيها المدرب ريكاردو.
وفي 2009 نال الفريق علقة ساخنة في ذهاب نصف النهائي امام مازمبي الكنغولي كان قوامها خمسة اهداف مقابل اثنين، لان الادارة والجهاز الفني لم يحسنوا اعداد اللاعبين.
وتكرر المشهد في البطولة الكونفدرالية عام 2012، عندما سقط الفريق امام دجولبيا المالي بركلات الترجيح، رغم انه كان متقدما في الذهاب بهدفين نظيفين.
خسر الهلال امام دجوليبيا كما نعلم نتيجة للخلافات التي تفجرت بين مدرب الفريق وعدد من اللاعبين، وليس لانه كان الفريق الاضعف والاوهن.
الآن تبدو الاوضاع افضل مما كان، ويظهر ان الادارة الحالية بقيادة المهندس الحاج عطا المنان، تعمل برؤية علمية، وتسير بخطوات واثقة.
ونحسب انها ـ أي الادارة ـ وفقت في اختيار المدرب المناسب للفريق، وهي تتعاقد مع التونسي نصرالدين النابي الذي اثبت بالفعل انه مكسب كبير.
قلت قبل ايام في هذه المساحة ان النابي صنع من الهلال فريقا قويا في فترة وجيزة ليس لانه ساحر، ولكن لانه نجح في توظيف الامكانات الهائلة للاعبيه التوظيف الصحيح، واستفاد من خبراتهم التراكمية.
اصبح تاهل الهلال الى دور المجموعات مسألة وقت، ولا نعتقد ان الفريق الذي تحدى الصعاب وقهر الظلم وعاد بتعادل ايجابي من مالي سيخسر في الخرطوم.
لذلك ننتظر من ادارة الحاج عطا المنان، ان تتعاطى بشكل اكبر مع الفريق، وينبغي عليها ان توفر للجهاز الفني واللاعبين كل مقومات النجاح.
اللعب في دوري المجموعات، والفوز بلقب خارجي يحتاج لاعداد خاص ونفس طويل، لذلك نأمل ان يتم اعتماد برنامج واضح لمرحلة ما بعد التاهل لدور الثمانية.
وقد نبهنا ادارة النادي من قبل، بضرورة الاستفادة من فترة توقف النشاط خلال نهائيات كاس العالم، التي ستمتد شهرا كاملا بمعسكر خارجي، او ما تراه مناسبا.
ارى وغيري ، ان الهلال يختلف في هذا الموسم اختلافا كبيرا عنه في المواسم السابقة، ونحسب انه اصبح مؤهلا للفوز بلقب خارجي اكثر من أي وقت مضى.
آخر الكلام
لا نتفق مع مسعى رئيس الهلال السابق الاخ العزيز صلاح ادريس لاعادة الكابتن هيثم مصطفى الى كشوفات الهلال في فترة التسجيلات المقبلة.
ولا نعتقد ان هيثم يمكن ان يضيف جديدا الى الفريق الازرق حتى يجعل الارباب صلاح ادريس من عودته جزء من برنامجه الانتخابي.
هيثم الذي قضى 17 سنة لاعبا بالفريق الازرق واكثر من عشر سنوات قائدا، له دون ان يحقق معه بطولة خارجية لا نعتقد بانه سيشكل اضافة بعد ان تخطى عمره الـ 37.
لا نشك في نوايا الارباب تجاه الهلال، ولا نعتقد بانه يمكن ان يستخدم نجومية هيثم كورقة كي يلعب بها في الانتخابات، لكننا ننبهه الى ان هيثم الذي كان يمثل كل شيء لجماهير الهلال اصبح الان خارج حساباتها.
سندعم مسعى الارباب في اعادة هيثم ، لكن بشرط ان يتم تسجيله وشطبه في نفس اليوم، لينال شرف اختتام حياته الكروية في الهلال، كما حدث مع الدحيش والنقر والنقي.
وداعية : شمروا السواعد لمباراة الاحد.
Rawa_60@yahoo.com