بهدوء
اعتقد ان اكثر الناس سعادة بالثلاثية المريخيه فى شباك الاتحاد هو الالمانى اتوفيستر لانها خففت عليه الضغوط والحمل الثقيل الذى اشار اليه قبل المباراة , فكل مدرب - حتى لو كان فى حجم وسن وخبرة اتوفيستر - يشعر دائما بحالة من القلق والخوف من المباراة الاولي لانها بمثابة ضربة البداية خاصة فى بلد مثل السودان يتم فيه تقييم المدربين واللاعبين من ( الانطباع الاول ) ولن يكون مقبولا منه اعذار او مبررات اذا لم يرضى الانصار على المدرجات حتى لو كان عمره مع المريخ لايتعدى ( السبعة تمارين فقط ) !
كاميرا النيلين اصطادت اتوفيستر اكثر من مره خلال المباراة وهو ساكت صامت خاصة خلال الحصة الاولي التى لم نشعر فيها باى فرق فنى او بدنى بين لاعبى المريخ والاتحاد حيث طغت العشوائية والخرمجة وعدم التنظيم مع موجة من العنف والخشونة غير المبرره من جانب لاعبى الاتحاد وزاد الحكم الطين بله بعدم اشهاره للبطاقة الحمراء فى وجه محترف الاتحاد الغانى الذى لكم راجى امام عيون الحكم يعنى مع سبق الاصرار والترصد ومع ذلك تمت مكافأته ببطاقة صفراء احتجت عليها جماهير المريخ ,, وهكذا هم حكام صلاح دائما مايخالفون قوانين الفيفا ويطبقون قوانين كبير الذى علمهم السحر صلاح احمد محمد صالح !
لم يظهر نجوم المريخ اى ( لمسة ) فنية فى الشوط الاول باستثناء هدف التقدم الذى سجله اوليفيه كاسرا به حدة الاداء الباهت علما بان لاعبى المريخ كانوا فى حالة استحواذ شبه كامل للكرة ولكن دون ان يترجم ذلك الى هجمات منظمة او تسديدات مباشرة على مرمى الاتحاد ,, وحتى الاخ ( مورينيو ) محمد الطيب الذى صدعنا بتصريحاته وتحدياته للمريخ ومدربه وحديثه عن خطته السريه التى رفض ان يفصح عنها حتى لايترجمها ابراهومه لاوتوفيستر - حسب قوله كان غارقا هو ايضا فى العشوائيه والاداء الممل , وهى عادة كل المدربين الذين يواجهون اندية القمة تجدهم يكثرون من الثرثرة واطلاق ( قنابل الصوت ) قبل المباريات وبعد الهزيمة يلجأون الى المبررات والاعذار المضحكه .
فى الشوط الثانى شهدنا مريخا مختلفا الى حد كبير رغم ان اتوفيستر احتفظ بكل لاعبيه الذين دفع بهم فى الشوط الاول ولم يلجأ الى التبديل الا فى الجزء الاخير ,, حيث تحسن الاداء الهجومى الى الافضل وزاد الضغط على مرمى الاتحاد وهنا لابد ان نعطى باسكال حقه الكامل لانه بصراحة كان يستحق لقب رجل المباراة بمجهوده الفردى الكبير وادائه القوى فى وسط الملعب ومشاركته فى صناعة اللعب ويكفى دليلا على ذلك التمريره السحريه لزميله تراورى التى اثمر عنها هدف الثالث فضلا عن تصديه لكل المحاولات الاتحادية فى الوصول الى مرمى اكرم الهادى , كذلك اعتقد ان بله جابر اكد من جديد ان عودته مرة اخرى الى دكة البدلاء سيكون قرارا جائرا وظالما ومجحفا فى حقه لانه بصراحة اضحى يؤدى الواجبات الدفاعيه والهجوميه ميه الميه وبشجاعه يحسد عليها خاصة فى الالتحامات مع الخصم ,, ولكن اذا كانت الجبهة اليمين مؤمنه بوجود بله فان الجبهة اليسار على النقيض من ذلك طالما ان الغانى غاندى سيظل متحكرا لوحده فى هذه الخانة ,, فهو كما ذكرنا مرارا يجيد المساندة الهجوميه وتسديد الضربات الثابتة من اى جزء فى الملعب ولكنه يفتقد لاى مهارات دفاعيه ولايقوى على الالتحام او انتزاع الكره من الخصم , فكل من يعيد شريط الهدف الوحيد الذى سجله الاتحاد فى مرمى اكرم الهادى بالامس سيتأكد باننا لانظلم هذا اللاعب الذى اضحى ثغرة تزيد من معاناة دفاع المريخ امام خصومه .
الفوز كان مطلوبا لانه حافظ على تقدم المريخ على نده الهلال فى معركة الصدارة بعد فوز الفريق الازرق على الرابطه فى كوستى عصرا ,, ولكن يبقى التحدى قائما امام اتوفيستر فى ان يضع بصمته على الاداء الفنى ويعمل على تطويره والارتقاء به بدلا من اعتماد المريخ على المجهود الفردى لعدد من اللاعبين ,, فالجماعيه والتجانس لازالت غائبه عن الفرقة الحمراء . وجمعه مباركه ,,
