• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
محمد احمد سوقي

الشارع الرياضي

محمد احمد سوقي

 5  0  2621
محمد احمد سوقي
الشارع الرياضي
محمد احمد دسوقي
في خطاب حكيم الهلال الذي أثار الجدل بالتفسير الخاطيء والفهم المغلوط
رحل عبدالمجيد منكفئاً على جراحه وأحزانه صابراً على كل المواجع والفواجع
أقول لن أرشح نفسي بعبارات صادحة أجلو بها كل غرض ومرض
أخشى على الهلال من خلاف الاحتراب والتناحر والتنابذ وعواقبه الوخيمة
× وجد الخطاب الذي ألقاه طه علي البشير حكيم الهلال في حفل تأبين عبدالمجيد منصور قاهر الظلام صدى طيباً وسط الجماهير لتناوله الكثير من القضايا الهلالية بالشرح والتحليل والرأي السديد, ورغم الترحيب الجماهيري الكبير بمدلولات الخطاب ومعانيه العميقة وروحه المتسامحة ولغته الرفيعة فقد انتقدته بعض الأقلام بابتسار بعض الجمل لمحاولة افراغه من مضمونه واخراجه من محتواه وتغيير معانيه الشيء الذي جعلنا ننشره كاملاً حتى يقف الأهلة على حقيقة أهداف الخطاب ومقاصده التي تصب في اتجاه الوحدة والاستقرار والتسامح والدعوة للفهم الصحيح لمعاني كلماته وعدم تفسيرها بشكل خاطيء وفهم مغلوط يغير معانيها ويخرجها من سياقها.. وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم تنزيله من سورة الملك:
(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)
صدق الله العظيم
ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد
الأخوة الأعزاء في لجنة التسيير الموقرة
الأخوة الأجلاء ضيوفنا الأكارم مع كامل الإحترام والتقدير لكل الرتب والألقاب السامية والمقامات العالية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سادتي الأفاضل: ليست هذه هي المناسبة الأولى التي أقف فيها بينكم أو أمامكم متحدثاً سواء مستقبلاً أو مودعاً مؤبناً أو مدشناً ولكنها المرة الأصعب والأقسى على نفسي وذلك من واقع مستجدات ووقائع كثيرة لا أود الخوض في تفاصيلها الدقيقة وان كنت سأتعرض لبعضها لماماً من خلال هذه الكلمة.
ولكن دعوني أترحم أولاً على روح أخي وصديقي الراحل عن دنيانا والمقيم في وجداننا, وهو رفيق درب طويل قطعناه سوياً في سبيل الهلال تدرجنا فيه حبواً في بداياتنا ثم عدواً وهرولة بعد ذلك, وهاهو يمضي في رحلة الخلود منكفئاً على جراحه وأحزانه صابراً على كل المواجع والفواجع التي عاناها, بينما لا أزال أتوكأ على عصاي أغالب عثرات الطريق بكل وعورتها وشقتها وخطواتي تترنح على ذات الدرب القديم ولا أذيعكم سراً ان قلت ان الجراح هي ذات الجراح والأحزان هي ذات الأحزان والحمد لله.
لقد كان الراحل العزيز شريكاً أصيلاً في كل أحداث عصره بل أصبح فيما بعد شاهداً عليها, وقد كان الرجل مرهف الإحساس تجاه هلاله يتفاعل مع كل أحواله فرحاً أو حزناً وكانت دموع الراحل في الحالين سباقة رقراقة.
لقد كان قاهر الظلام يرحمه الله أنموذجاً يحتذى في حب الهلال والعمل من أجله, بل أصبح مدرسة تمنح وفق مناهجها الدراسية شهادات التفوق والتميز في أدب الهلال وأخلاقه في حال الإختلاف الذي لا يفسد للود قضية بين أهل الهلال ولا أقول خلاف الإحتراب والتناحر والتنابذ الذي أخذ يدب وسطنا, وكم أخشى من عواقبه وعقابيله التي تذهب ريح الكيانات وتعصف بها حمانا الله وإياكم وحفظ منها هلالنا في مأمن بإذنه تعالى.
أيها الأخوة لقد حدثتكم في ذكرى مجيد الأولى عن علاقتي به, تلك العلاقة والصداقة التي ظلت تفاصيلها وتقاطعاتها مكان تفسيرات وإجتهادات من الكثيرين الذين ذهبوا بها مذاهب شتى ولكن القليل منهم الذي كان يعرف ويدرك أن تلك العلاقة إنما قامت على التنافس الشريف من أجل الهلال بالوقت والمال والفكر والرأي والذكاء والحيلة. كما أني تحدثت في الذكرى الأولى حديث حادب مشفق مما وصل اليه الحال في الهلال وأيضاً أخذ الناس حديثي مذاهب شتى وساروا به طرائق قددا, وفرقوا دم كلماتي وعباراتي ونصائحي بين قبائلهم وفصائلهم المتحاربة في غير محترب والمتعاركة في غير معترك لو كانوا يعلمون وأخذ منها كل فصيل بحسب هواه ووفق رؤاه فضاعت بذلك نصائحي وتحذيراتي هباءً منثوراً, ولكني أعذر الجميع بسبب ذلك الإحتقان, بل أعتذر للجميع إن ظنوا بكلماتي ظناً لا أريده ومعنى لا أقصده, وقد عانيت من جراء الفهم المغلوط عناءً عظيماً ووجدت من البعض أذىً جسيماً وظلمت من ذوي قرباي في هذا الجناح أو ذلك ظلماً فاحشاً من خلال كلمات وأقوال طرقت سمعي بعد أن تناثرت هنا وهناك.
وكم أحزنني وألمني أن البعض ظنها صغيرة لا تستحق الوقوف عندها وانها من لمم القول الذي لا يستحق التعليق ولكنها عندي غير ذلك اذ انها يمكن ان تحدث شرخاً عظيماً في جدار القيم الهلالية المتوارثة, كما أن (النقاط بيملا القلة) في مثلنا العامي, غير أني كنت ولا زلت أركن دوماً للصفح والتجاوز والتسامح تمسكاً بأدب الإسلام وحرصاً على قيم الهلال, وقديماً قيل لمعاوية بن أبي سفيان وهو من حكماء العرب. ما المروءة؟ فقال: هي إحتمال الجريرة وإصلاح أمر العشيرة. فقيل له: وما النبل؟ فقال: الحلم عند الغضب والعفو عند المقدرة.
أيها الاخوة الاعزاء أبنائي وبناتي: لقد أخذتني أشجان الحديث وأنستني أحزان الذكرى أن أذكر وأشكر أخوتي في لجنة التسيير الذين أزجى لهم بهذه المناسبة تحية خاصة وخالصة بقيادة ربانهم الماهر أخي وصديقي الحاج عطا المنان هؤلاء الاخوة الذين قبلوا في نكران وتجرد ورضوا في سماحة وتودد أن يحملوا عن الجميع أمانة التكليف في زمن تجاوزت المشقة كل المعدلات, وبلغت فيه حدة الإستقطاب سقف التجاوزات, وضربت عواصف الإنشقاق والتشظي كل أوصال كياننا الحبيب حتى أصبح الحال بين القنوط والتفاؤل كشأن ذلك القائل:
والناس شخصان ذا يسعى # به قدم من القنوط وذا يسعى به الأمل
وحتى أصبح لسان حال البعض يردد: "أنج سعد فقد هلك سعيد". بينما انتظرت قلة تراقب خيوط الأمل علها تلوح مع فجر قادم, وكان أن أطل الفجر وصرح القمر بوجه وضيء يوم أن امتدت أعناق رفاق عطا المنان بحمل الأمانة وتحمل المسئولية المثقلة بملفات كثيرة وعسيرة ومقيدة بقيد زمني قصير, لهذا فإني اتساءل وحق لغير ان يتساءل أيضاً, هل هذه الفترة كافية لإنجاز هذه المشروعات الطموحة والأماني المشروعة؟ وأترك الاجابة لتقديرات الجميع.
أيها الاخوة كانت رسالتي للاخوة في لجنة التسيير الموقرة ولدى ثمة رسائل أخرى لابد أن أوجزها ومنها رسالتي لأهلي وعشيرتي وبيتي أهل الهلال على اختلاف مشاربهم وجماعاتهم وتنظيماتهم ومسمياتهم وفيها أقول بكلمات واضحة وعبارات صادحة أجلو بها شك كل متشكك بيقين قاطع, وأدفع بها ريبة كل مرتاب بإيمان ناصع, وأكشف بها حيرة كل محتار بتأكيد جازم وأذهب بها كل غرض, وأداوي بها كل مرض, بأني لا ولن أرشح نفسي لقيادة الهلال, أو لقيادة تنظيم يسعى لحكم الهلال, اذ لا يمكن أن نأكل خريفنا وخريف غيرنا كما يقول أهلنا وكما لا يمكن لشخص أو لغيري أن يمنع عجلة الزمن من الدوران وكذلك لا يحق لمحارب قديم مثلي أن يقطع تواصل الأجيال وتداول أمر الهلال بيسر وسلاسة وقد ظلت هذه قناعتي ورؤيتي وموقفي الذي لن أتزحزح منه أبداً أيها الاخوة لا ولن أمتن على الهلال بشيء مضى ولا بشيء قادم بل أنني اعتبر أن كل ما قدمته إنما هو زكاة حب تجاوز النصاب وعربون ولاء مقبوض ووثيقة وفاء مُهرت بالجهد المبذول والدم المسكوب, والدمع المنهمل, وقد عايشت كل هذه الأحوال خلال مسيرتي مع الهلال, كما أني استرخص كل ما قمت به أو قدمته للهلال مقابل لحظة فرح يعيشها مشجع بسيط بالدموع أو بالهتاف الداوي لهلاله, كما أعاهدكم أيها الاخوة بأن لا أضن على الهلال بجهد أو فكر أو مال, كما اني لن أنقض عهداً قطعته وسأظل ما حييت ذلكم المحارب القديم الذي لم يخلع لبس الميدان برغم تقادم السنين وسأظل أخدم عشقي بكل ما استطيع أما ما لا استطيعه.
أيها الأخوة:
لقد أطلت عليكم ولكن كان لابد مما قلته أن يقال بل هناك الكثير الذي أحتفظ به وربما قلته في مناسبة أخرى كم أتمنى أن تكون سعيدة وعليكم بهلالكم, عليكم بهلالكم.
والسلام عليكم وجميعاً.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    osama 02-13-2014 12:0
    نحن لا نتعلم; المريخ لم يحترم خصمة اليوغندي فحصلت المهزلة بإستاد الخرطوم. وها هو الهلال لم يعي الدرس عندما صرح لاعبوا بأنهم سيهزمون النسور بأهداف كثيرة لكي يتصدروا الاسبوع الثاني مما جعل فريق النسور يلعب بخطة دفاعية محكمة ونجح لحد كبير، وإنتصرنا بهدف وحيد وبخلع الضرس.
  • #2
    ابومازن 02-12-2014 03:0
    لا فض الله فوهك يا طه علي البشير فأنت قامة سامقة وخطيب مفوه واديب أريب عاشق متبتل في حياض الهلال، ليت كل الأهلة يتعلموا منك التسامح والأدب والعطاء دون من ولا أذى، نسأل الله أن يعطيك الصحة والعافية وطولة العمر ويحفظك لنا ولهلالنا دخراً.
  • #3
    مشاغب 02-12-2014 02:0
    يا دسوقي إذا كنت تحب الهلال الكيان المؤسسة التربوية الرياضية فاكتب عنه ولا تكتب عن الأشخاص .. لأن الكتابة عن الأشخاص مهما علا شأنهم تعتبر تملقاً فقط ولا شيء غيره ............. أنت بين اثنين إما أن تكون هلاليا خالصاً أو متملقاً للأشخاص .. فاختر لنفسك ..
  • #4
    عاشق الهلال 02-12-2014 10:0
    من الواضد اعجابك الشديد بطه وهو فعلا يعتبر فخرا للاهلة فهلا انعكس الادب الخطابى الجم الذى يتميز به طه فى مخاطباتكم لبعضكم كصحافة رياضية بعيدا عن التنابز و المن والاذى
  • #5
    ابوعارف المحسى 02-12-2014 09:0
    يا راجل إنت ما عندك غير طه على البشير قديتنا بيهو
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019