كما كان متوقعا فقد فشل الهلال في الترقي لدور المجموعات في بطولة الأندية الإفريقية للمرة الرابعة على التوالي .
التوقعات بخروج الهلال وعدم تأهله جاءت عطفا على النتيجة الهزيلة التي خرج بها على ملعبه بامدرمان وهي الخسارة القاسية أمام الاسماعيلي المصري بهدف نظيف .
ورغم ان الفريق كان متفوقا حتى قبل 25 دقيقة من نهاية المباراة التي جمعته امس بالاسماعيلي الا انني كنت على قناعة تامة بان الفريق لن يصمد حتى النهاية .
قناعتي لم تاتي من فراغ حيث ظل اداء الهلال ومنذ انطلاقة هذا الموسم وتحديدا عقب مباراته الشهيرة امام فريق بن ياس الاماراتي ينخفض بصورة واضحة في الشوط الثاني كما ان هشاشة اللاعب السوداني نفسيا والتي اصبحت معروفة لدي جميع الاشقاء من عرب افريقيا دعمت في دواخلي القناعة بالانهيار .
خيب لاعبو الهلال ومن خلفهم مدربهم كامبوس امال الجماهير العريضة التي ظنت فيهم خيرا بعد ان انهو الشوط الاول متقدمين بهدف نظيف مع تسيد كامل للملعب طولا وعرضا .
قدم لاعبو الهلال اسواء نموذج يمكن ان يقدمه فريق من حيث عدم الاهتمام باداء الواجب كما ينبغي .
تاه خط الوسط تماما في الشوط الثاني ، وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه ان يقوم كامبوس بدعم خط الدفاع من خلال تكثيف خط المنتصف وخاصة لاعبي المحور فاذا به يقوم باخراج احمد عادل افضل لاعبي الفريق خلال الشوط الاول على الاقل من حيث الالتزام بالجوانب التكتيكية .
انخفاض مردود خط الوسط انعكس سلبا على اداء الدفاع والحارس المعز فظهرا مهزوزين خاصة في حالتي الهدف الثاني والثالث .
واذا سلمنا جدلا ببطلان هدف الاسماعيلي الاول الذي احرزه محمد حمص باعتبار انه تسلل واضح باعتراف الحكم الدولي المصري جمال الغندور فاين كان لاعبو الهلال ومدربهم خلال الفترة المتبقية من المباراة ؟ والتي كان بامكانهم ان يخرجوا منها منتصرين عطفا على قدرات المنافس .
انتهت المباراة بخيرها وشرها وحصل ما كان متوقع لكن هل ستكون لنا وقفة لمعالجة الاوضاع والعودة كما كنا سابقا اقوى ؟ .
اكثر ما آلمني وانا اتابع الاستديو التحليلي لمباراة الهلال والاسماعيلي امس على قناة النيل للرياضة الضحك المتواصل والتريقة التي مارسها كل من كان في الاستديو بداية من مقدمه طاهر ابو زيد وكابتن الشاذلي وابوجريشة وفاروق جعفر على حارس الهلال والمنتخب المعز محجوب بسبب الهدف الثاني الذي دخل مرماه ، لكنني وجدت نفسي اضحك معهم عندما تمت اعادة اللقطة عدة مرات خاصة عندما رايت سهولة الكرة والطريقة الساذجة التي تعامل بها معها المعز رغم الخطا الدفاعي وكيف انه حاول ادعاء الاصابة عندما وجد الكرة قد تهادت داخل الشباك الزرقاء .
الخسائر التي تعرضت لها فرقنا الممثلة خارجيا هذا الموسم كانت وضعا طبيعيا لخلل كبير يعيشه نظامنا الكروي بداية بالمسيِِر الاساسي للنشاط وهو الاتحاد الرياضي لكرة القدم حيث ظلت منافسة الدوري الممتاز وهي اللمؤهلة للمنافسات الافريقية تستمر من عام إلى عام دون أي مراجعة للسلبيات بل لم نسمع عن أي ورشة عمل عقدت لتقييم التجربة طيلة السنوات الماضية .
مراجعة الاخطاء والاستفادة منها امر درجت عليه كل الاتحادات الرياضية في الدول التي تنشد التقدم ولا اجد سببا وجيها يمنع تقييم تجاربنا من قبل المختصين واحسب ان هذا من اوجب واجبات الاتحاد الرياضي لكرة القدم .
سبب اخر يجب ان نضعه في الحسبان وهو فشل الانظمة الادارية التي تسير الاندية نفسها .
ولو ضربنا مثلا هنا بناديي القمة الهلال والمريخ لوجدنا ان هذان الناديان ظلا يعتمدان في تسيير انشطتهما على الاجتهادات الفردية دون وجود أي برنامج واضح رغم انه بالامكان ان تتحول إلى اضخم مؤسسات اقتصادية في السودان قياسا بالجماهيرية الكبيرة التي ترتكز عليها .
قرابة العقد من الزمان ونحن نرتحل من عام إلى عام ولا يوجد في انديتنا نظام اداري واضح يمكن ان يعتمد عليه تسيير النشاط اللهم الا اجتهادات فردية من اناس فتح الله عليهم بزيادة في الاموال فظلوا يصرفون منها دون ان يجدوا من يقومهم او يتجرأ على محاسبتهم.
والمصيبة الاكبر ان مجالس ادارات هذه الاندية منتخبة ديمقراطياً لكنها لا تعرف من الديموقراطية غير اسمها .
خروج الامل وسقوط الهلال والمريخ إلى الكونفدرالية يجب ان يكون فرصة لمحاسبة النفس ومعرفة اوجه القصور ومعالجتها قبل استفحال الامر لاننا ان واصلنا على نفس الخط الذي نسير عليه الان فان مستقبلا رياضيا اسودا ينتظرنا لا محالة .
ولنضع في اعتبارنا اننا وبالمستويات التي ظهرنا بها امس الاول امام الترجي وامس امام الاسماعيلي لن نتجاوز أي فريق من الفرق الثمانية التي تاهلت من الكونفدرالية .
اوقفوا عجلة الزمن لحظة او حتى ارجعوها إلى الخلف لتعرفوا ماذا قدمتم وبماذا وعدتم .
ابحثوا في دفاتر صحائفكم واعملوا على ارضاء هذه الجماهير الغلبانة التي ظلت تقتطع من قوت ابنائها لمشاهدة فرقها .
اثبت النادي الاهلي المصري انه افضل اندية افريقيا على الاطلاق
فبعد الخسارة القاسية والموجعة التي تعرض لها امام الاتحاد في ليبيا عاد الاهلي وفاز على ارضه بثلاثية نظيفة في مباراة اشبه بالملحمة امتلاء فيها ملعب القاهرة عن بكرة ابيه .
لم يخيب لاعبو الاهلي جماهيرهم العريضة وقدموا واحدة من اروع مبارياتهم في الفترة الاخيرة .
قدم لاعبو الاهلي امس درسا كبيرا لكل لاعبي كرة القدم فحواه ان النجاح لن يكون حليفا الا لمن يبذل الجهد والعرق داخل المستطيل الاخضر .
ففي الوقت الذي كان يتهيأ فيه الجميع لركلات الترجيح فاذا باحد ناشئي هذا النادي العريق واسمه شهاب يرسل صاروخا قويا من قرابة منتصف الملعب اهل به ناديه لدور المجموعات الذي غاب عنه العام الماضي
النادي الاهلي المصري الذي حقق انجازات لم يسبقه عليها أي نادي في افريقيا ولا اعتقد ان ناديا افريقيا يمكن ان يصل لما حققه في الوقت القريب لا تعرف اداراته المتعاقبة الاجتهاد الفردي لا من قريب او بعيد .
ادارة تقوم على (سستم) موحد يسري على الكل مع تفعيل واعتماد كامل على الموارد الذاتية للنادي .
استثمرت ادارة هذا النادي الواعية والمدربة الجماهيرية العريضة لفريق القدم وسخرتها لمصلحة الفريق دون اللجوء الي شخص راس مالي ليدعمها ماديا فكانت النتيجة ان سعى رجال الاعمال والشركات نحو النادي طلبا للدعم وليس العكس .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ...هل عجزت حواء السودان عن ولادة شخص في قامة حسين حمدي او محمود الخطيب يمكن ان يستثمر هذه الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها الهلال والمريخ ... لحظتها فقط يمكن ان نراهن على ان الناديين يمكن ان يكونا ريال مدريد وبرشلونة افريقيا .