ترجل الفارس الثاني فبقي الرهان أزرقاً !!!

لم تمر سوي 24 ساعة فقط على خروج امل السودان من بطولة الكونفدرالية الافريقية الا وتبعه المريخ ممثل السودان الثاني في البطولة الكبري .
فشل لاعبوا المريخ ومن قبلهم المدير الفني البرازيلي كاربوني في قراءة فريق الترجي جيدا فكان من الطبيعي ان يسقطوا في فخ التعادل الذي كان من الممكن ان يتحول إلى خسارة لولا لطف الله ورعونة بعض لاعبي الفريق الضيف .
وكما حذرنا بالامس فقد تعامل لاعبوا الترجي مع المباراة على جزئيات متفاوتة نجحوا من خلالها في افشال كل المخططات الحمراء بفضل دهاء مدربهم الوطني فوزي البنزرتي .
تعامل كاربوني مع المباراة وكانه يلاعب الاهلي العاصمي او الميرغني الكسلاوي دوريا .
ومع كامل احترامنا للاهلي والمرغني وكل فرق الدوري الممتاز الا ان الفرق كبير جدا والبون شاسع بين فرقنا المحلية والترجي التونسي الذي توقعنا ان يتعامل معه كاربوني ولاعبيه بمسئولية اكبر .
اذا لا يعقل ان يقوم كاربوني بكبح جماح كل من لاسانا وقلق في وظيفتي الارتكاز وفريقه يحتاج لاربعة اهداف حتى يتاهل للدور المقبل .
ومعروف ان لاسانا وقلق من افضل اللاعبين الذين يجيدون الضغط على الخصوم في الخطوط الامامية في ساحتنا المحلية إضافة إلى ميزة التسجيل من خارج الخط .
90 دقيقة بالتمام والكمال ولم نرى خطورة لاسانا المعهودة في مباريات المريخ ولم نرى أي تسديدة لقلق المعروف بالدقة في مثل هذه المباريات الكبيرة .
كل ذلك تم بامر (تخبيصات) كاربوني .
عموما خسر المريخ معركة لكنه لم يخسر الحرب .
وما يجب التاكيد عليه هنا هو انه كان بالامكان افضل مما كان خاصة بعد تسجيل الهدف الاول الذي جاء في وقت اكثر من جيد كفل للفريق الدخول إلى غرف الملابس وهو متقدم بهدف نظيف .
هذه النتيجة اسقطت المريخ مباشرة للمشاركة في دور الـ 16 مكرر من الكونفدرالية في انتظار اندية حرس الحدود المصري والصفاقصي التونسي واول اغسطس الانغولي واس فان من النيجير وشباب بلوزداد الجزائري وغيرها من الفرق القوية .
وفي تقديري فان الفرق المشاركة في الكونفدرالية هذا العام تمتلك من القوة ما يكفيها للذهاب بعيدا في هذه البطولة وهنا احذر من فريق النيجر الشهير ( فان اس ) واتمنى ان لا يرميه القدر في وجهنا ، فقد شاهدت هذا الفريق امام النجم الساحلي التونسي في المباراة الشهيرة التي ادارها حكمنا الدولي الفاضل ابوشنب وكيف ان هذا الفريق احرج النجم على ارضه وبين جماهيره واقصاه من هذه البطولة في دورها الاول .
لذلك المريخ مطالب بالاعداد منذ هذه اللحظة للمشاركة في الكونفدرالية وبفضل الله هناك فسحة كبيرة من الوقت لاستعادة المصابين والموقوفين خاصة وان مباريات دور الـ 16 مكرر ستنطلق عقب نهائيات كاس العالم بجنوب افريقيا .

مانشيت اول

اداء لاعبي المريخ في مباراة الامس لم يكن اكثر سوءً من تصرف الجماهير الغفيرة التي هبت لمناهضة الاحمر .
وبالطبع هنا لا نعني كل الـ 40 الفا الذين حضروا للملعب متوشحين بالاحمر الكامل لكننا نعني فئة ربما كانت قليلة جدا لكن تأثيرها بالقطع محسوب على كل المجموعة .
ما قامت به بعض جماهير المريخ بالامس يجب ان لا يمر مرور الكرام على مجلس ادارة النادي.
فسياسة دفن الرؤوس في الرمال والانحناء امام العواصف يجب ان ينتهي إلى غير رجعة لان التهاون في مثل هذه الامور قطعا سيؤدي إلى نهاية كارثية عاجلا ام اجلا .
وعلى جماهير المريخ ان تعلم ان كرة القدم يجب ان تظل لعبة ممتعة حتى في حالة الخسارة .
المريخ ليس اول فريق يخسر وليس كبيرا على الخسارة فقد سبقته في ذلك فرق كبيرة وعريقة ولم نجد من بين جماهيرها من بادر بمثل هذا السلوك المرفوض .
نتمنى ان لا نرى مثل هذه المناظر تتكرر في ملاعبنا لانها باي حال محسوبة على كل جماهير الرياضة السودانية وستظل نفطة سوداء في سجلاتنا بالكاف رغم يقيننا ان من قاموا بها قلة قليلة من الذين كانوا داخل الملعب .
ظاهرة شغب الملاعب عهد عفا عليه الزمن بفضل تطور العقليات التي تدير كرة القدم في كل بلدان العالم ومن الطبيعي ان نواكب هذه الطفرة وذلك لن يتأتى الا بقرارات صارمة وجازمة من مجلس ادارة النادي متبوعة بدعم اعلامي مؤسس من قبل وسائل الاعلام بكافة ميولها وتخصصاتها .

مانشيت اخير

نتمنى ان يكون الهلال اكثر حظا من الامل والمريخ وهو ينازل اليوم الاسماعيلي المصري على ارضه وبين جماهيره .
ورغم ان كل القرائن والدلائل تشير إلى ان الهلال غادر البطولة فعليا بعد خسارته القاسية في امدرمان الا اننا يجب ان نتمسك بحظوظنا إلى اخر لحظة في المباراة حتى وان تقدم الاسماعيلي مرة ومرتين على ارضه فالهدف ياتي في كسر من الثانية .
لاعبوا الهلال يمتلكون من الخبرة ما يمكنهم من قلب الطاولة على الاسماعيلي داخل ملعبه ، واحسب انهم تمرسوا تماما خلال هذه البطولة بعد ان ظلوا مشاركين في نهائياتها لثلاث سنوات متتالية .
لا نريد ان نتحدث عن التاريخ او اننا افضل من الاسماعيلي لان الاعتماد على الماضي هو الذي اسقطنا بملعب امدرمان فكانت الفاجعة .
نريدها ملحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
نريدها 90 دقيقة من نار يؤدي فيها كل لاعب دوره بكل رجولة واتزان وفكر داخل الملعب
نريد هيثم ان يكون حاضرا فكرا وعقلا ولياقة لان في اكتمال لياقته اكتمال للهلال .
لا نريد أي تراخي خلال المباراة وعلى كامبوس ان يحدد اهدافه قبل انطلاقتها بزمن كاف ويقسمها على جزئيات محددة يحقق من خلالها ما يريد بدقة متناهية .
واحسب ان عودة ديمبا وخليفة بجانب تالق مهند وسادومبا وامبيلي سيكون هو الورقة الرابحة للهلال خلال هذه المباراة .
نريد من لاعبي الهلال ان يعيدوا لنا ذاكرة مباراتي بن ياس ومازمبي فكرة القدم لا تعرف المستحيل .
الله انصر الهلال اليوم نصرا عزيزا مؤزراً .