• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  1226
اماسا
إلى إدارات الكرة السودانية.. مع الرجاء..!
في هذا التوقيت المهم الذي يعاني فيه ثنائي الكرة السودانية في البطولات الخارجية، ويغشى ناديهما الكثير من المشكلات الفنية والإدارية وتتقاذفهما أمواج الأزمات، ويتراءى أمامهما أفق واسع وأميال لا تنتهي من السراب، في هذا الوقت نبعث برسالتنا لعلها تسهم في الخروج من الدوامة التي بقينا فيها لعقود كانت النتيجة فيها على نفس المنوال الذي انتهت عليه المشاوير في هذا الموسم، وربما تمتد المعاناة لسنوات وسنوات لا نعرف مداها، غير أن الطريق إلى المخارج مكشوف وواضح ومضاء، ولكي نسير فيه نحتاج فقط إلى بعض التعقل حتى لا نعيد ونكرر معاناة هذا الموسم في المواسم القادمة، فقد آن الأوان ان تجتمع كل قيادات الكرة السودانية لتجلس على طاولة واحدة وتقول: كفاية مهازل واستهتار.
في كل السنوات السابقة كانت أندديتنا ومنتخباتنا تذهب إلى مراحل لا بأس بها من المنافسات الأفريقية مقارنة بما تعيشه من ظروف وبنيات، تارة تحقق من النجاحات ما يجعل القائمين عليها يتفاءلون ويطلقون العنان لأحلامهم وطموحاتهم في التتويج، ولكنها في نهاية المطاف كانت تصطدم بسقف قدراتها المتواضعة مع قريناتها من شمال أفريقيا وغربها، وفي كل تلك المرات كان الفارق واضحاً في أساسيات كرة القدم وفي تلك النواحي التي لا يتعلمها لاعبهم في مراحل مبكرة من حياته بينما نسعى نحن لتلقينها للاعبينا فيما قبل سن المعاش، ويبدو الأمر مثل النقش على موج البحر.. وفي صورة أخرى فإن الفروق بين مباراة في كرة القدم المصرية وأخرى في كرة القدم السودانية واضحة بالقدر الذي يخال إليك أن ما نفعله ربما يكون أقرب لكرة القدم الأمريكية منها لكرة القدم الذي نقصد، وفي كل مرة تحدث النكسة وتخرج فرقنا من المنافسات وينهزم منتخبنا وينكس علمنا في المحافل الخارجية نعود إلى الخبراء فتكون التوصية كالآتي: الإهتمام بالصغار هو المخرج.. وتمر الأيام والأسابيع والشهور وتعود نفس البطولة في دورة جديدة، ونحن في نفس المحطة وما يتغير من الأمر فقط الأسماء وأرقام اللاعبين بعد تسجيلات فلكية وأرقام خيالية تنفق لخلق شكل ومظهر جديد للفرق بينما يكون الجوهر هو ذاته، فتمضى الأمور إلى ذات المصير فنعود إلى المربع الأول ونودع البطولات من الأبواب الخلفية، والأسباب هي ذاتها: الفارق في المهارات الأساسية لكرة القدم، وثقافة اللاعب المحترف وعقلية إدارة الكرة السودانية وعدم إنسجام الوضع مع العدد المهول من النشء (المهمل).. فنعيد الكرة مع نفس الخبارء والمحللين وقدامى لاعبينا من المغيبين عن الساحة والمهمشين.. فيدفعوا إلينا بالنصيحة ذاتها: عليكم بالمراحل السنية وتربية الصغار.. وعندما يسألأ أي خبير محايد من خارج الحدود فيقول على سبيل المثال أن كرتكم (نطيحة ومتردية) ولا تنفع في الغمار الدولي وستكون الأخيرة في مضمار السرعة، نهجم عليه هجمة رجل واحد لننعته بشتى العبارات القاسية لأنهم يقلل من شأننا، ولكننا حتى الآن وبصراحة شديدة لم نفعل شيئاً يرفع من شأننا، وكل ما نفعله في أنديتنا الكبيرة والصغيرة معاً يكفي ليكون سبباً صريحاً في التراجع والتخلف.
بعض الإداريين يعتقدون أن العمل في المدارس السنية سيشغل الناس عن العمل في الفرق الكبيرة والناضجة، وأنه لا وقت لهؤلاء (الشفّع).. وهو نفس الفكر الذي دفع برئيس نادي المريخ إلى القرار التأريخي السالب والخطير بتسريح مدارس شهداء النادي بعد أن اقترب ثمره من النضج، على أساس أنه مشروع مستهلك للوقت والمال، وهاهو الآن وبعد ست سنوات قد أنفق أرقاماً تعجز الألسن عن نطقها على المسنين من البوسني (نجاد) وحتى بعض المحليين الذين انضموا إلى الفريق وغادروا دون أن يضيفوا لمسيرة الفريق (بصمة) تذكرها الأجيال، ومع ذلك لم نحصل على الإنجازات التي توازي حجم الإنفاق، مع أننا لم نختصر الوقت ونحقن الأموال من أجل الوصول إلى غاياتنا بل حدث العكس فمرت ست سنوات ولازلنا نتغزل في الإستاد ونلهث من أجل الحصول على الدوري الممتاز ولا نستطيع.. فهل سأل أحدكم نفسه عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الإخفاق الكبير..؟
الطلب الذي أريد أن أقدمه كخلاصة لهذا المقال موجه للمسؤولين عن الرياضة في بلادي، سياسيين كانوا أم قيادات أهلية، لأن الدوران في الحلقات المفرغة قد أنهكنا وآن الأوان أن ندرك حقيقة ما نفعل، وفي المقام الأول الرسالة مخصصة إلى إدارات القمة، فهي التي تنفق من مالها الخاص أو من أموال الدولة في عمل أشكك في جدواه حتى في المدى البعيد، وفحوى الطلب هو أن يعودوا إلى بداية الطريق ويجتمعوا حول طاولة واحدة لوضع إستراتيجية خمسية للإهتمام بالمدارس اسنية على مدى خمس سنوات فقط تشمل من عمر (12ـ16) ولنصبر مع هذا المشروع لهذه المدة ونقيم التجربة بعد نهايتها لنعرف مستوى التأثير والنقلة الإيجابية التي ستتركها على شكل الكرة السودانية التي خاصمت الأرض وأصبحت تلعب في الهواء فقط.
لن ندعوهم لترك مشروعات التعاقد مع النجوم الكبار والجاهزين، ولكننا ندعوهم فقط أن يخففوا من معدلات الإنفاق المخيفة على القدرات المستجلبة وأن يكبحوا جماح رغباتهم في التعاقد مع المحليين بتلك الأرقام الخرافية وتخصيص جزء يسير منها في رعاية مواهبنا المحلية وتنميتها من أجل غدٍ مشرق، ومن أجل إحداث ثقب في جدار الكرة السودانية تعبر به إلى مستقبل أفضل..!
أعرف أن دعوتي هذه ستقابل ببعضٍ من إمتعاض لأنها استصحبت ما لا يطيق بعض الإداريين سماعه أو قراءته من إخفاقات، ولأننا نترقب نتيجة مباريات مهمة أمام الترجي والإسماعيلي وشباب بلوذداد، ولكن دعوتي هذه نبعت من منطلق قناعة بأن طموحاتنا في الوقت الراهن أكبر من قدراتنا الحقيقية على مستوى (الأساسيات) وإن قدر الله لفرقنا الثلاثة أن تغادر البطولة لاحقاً وفي أية مرحلة سيكون السبب الأول في ذلك الخروج هو تفوق تلك الفرق على لاعبينا في (أساسيات كرة القدم).. وهي الأشياء التي لا يمكن لكاربوني وكامبوس أو أي خبير عالمي أن يعلمها ويلقنها للاعبينا بعد أن شارف معظمهم على ولوج الثلاثينات من العمر وبلغ من الكبر عتيا.. وهذه الأمثال لا علاقة لها بالسخرية لأن السن المناسبة للتعلم في كرة القدم هي ما قبل العشرين.. فهل يملك كل أندية الممتاز لاعباً تحت العشرين حقيقة؟
مجرد سؤال؟
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    احمد عطية 05-07-2010 09:0
    كل ماذكرته هو عين الحقيقة وأرجو أن يجد ما كتبته آذاناً صاغية أو فلنقل أعيناً وعقولاً مفتوحة من أجل تنفيذه والسير بالكرة السودانية للأمام وفقك الله أحمد عطية
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019