تَمرُّد تَجرُّد يكفي الهلال تَفرُّد
في المباراة التي جرت مساء الثلاثاء 14 مايو 2013م بإستاد الهلال الدولي الذي افتقد للحضور الجمهور الكثيف الذي لم يكن كدأب آل الهلال . والتي جمعت بين الهلال صاحب الأرض وضيفه الموردة , ضمن مباريات الجولة 12 دوري سوداني الممتاز , انتهت نتيجتها بفوزٍ تاريخي كبيرٍ عريض بلغ قوامه ستة أهداف مقابل هدف وحيد للموردة .
سداسية رائعة أوقفت نزيف التعادلات الست التي مرت بالهلال و أحدثت به هِزة شديدة أفقدته ما إجماله 12 نقطة في حسابات جمهور الهلال الذي اعتاد أن يكسب فريقه أي مباراة حسب قانون مندل الوراثي وهذا هو السائد أما المتنحي أن يحدث التعادل أو تحدث الخسارة .
سداسية الهلال أعادت به إلى جادة و مسار الانتصار والفوز و أدخلت البهجة والفرح والسرور في قلوب عشاق الموج الأزرق , لينال الهلال في المباراة درجة الامتياز والشرف بسبب الجرأة والشجاعة المتمثلة في إشراكه لدماء جديدة شابة يافعة مهدياً السودان خارطة طريق لنجاح كرة القدم السودانية من خلال منح الفرصة لأشباله خوض مباريات الدوري الممتاز , فكان الشبل حامل الرقم 5 أطهر الطاهر في الشوط الأول والشبل محمد عبد الرحمن حامل الرقم 11 في الشوط الثاني , وكلا الشبلين قدما مجهوداً و أداءً أعجب من شاهدهما وقد وضعا بصمة نجاح تمثلت في صناعة اللعب التي نتج عنها إحراز هدفين حيث عكسية الشبل أطهر التي استغلها المهاجم المرعب تراوري و أحرز منها هدفاً ثم تمريرة الشبل محمد عبد الرحمن للمهاجم الفذ كاريكا و أحرز منها هدفاً .
بالعودة لأجواء المباراة التي أدارها الحكم الفاضل عبد العاطي بعد مصافحة كابتن الهلال عمر بخيت لكابتن الموردة نور الدين عنتر . كانت الحالة النفسية للفريقين هي من أحدثت الفارق لكسب نتيجة المباراة حيث صاحب الأرض هلال الملايين الطامع لكسر حاجز مسلسل التعادلات الذي أدخل الحزن في جمهوره العريض مما أفرز منظر خلو المدرجات من الكثافة الجماهيرية . فكان للهلال ما أراد من تحقيقه للفوز والارتقاء بنقاطه إلى 24 نقطة في الصدارة مؤقتاً إلى حين ما ستُسفر إليه نتيجة مباراتي منافسيه المريخ والخرطوم الوطني في الجولة 12 من دوري سوداني الممتاز .
وفي الجانب الآخر حالة فريق الموردة النفسية التي لم تحترم الهلال ودخلت المباراة والانطباع السائد لديها هو حالة التعادلات التي وقع فيها الهلال وعاش لحظاتها الكئيبة بحسبان أنها تريد أن تُلحق به التعادل السابع كهدف حقيقي real object لتزيد من أوجاع الهلال . ولكن كان ما كان و حدث ما حدث لتنال الموردة لقب أول فريق يخسر بنصف دستة في دوري سوداني الممتاز موسم 2013م .
و لمن لم يشاهد المباراة التي فرض فيها الهلال سيطرته على مجرياتها , فقد انتهى الشوط الأول بهدفين نظيفين للهلال الأول من نصيب كاريكا في الدقيقة 11 برأسية جميلة مستفيداً من عكسية مهند الطاهر الذي نفَّذ ركلة الزاوية بكل إتقان . و يأتي الهدف الثاني في الدقيقة 45 من قدم هداف الدوري المرعب تراوري " 9 أهداف" إثر عكسية الشبل أطهر الطاهر . ( ليشترك أولاد الطاهر في صناعة الهدفين )
وفي الشوط الثاني الذي شهد خمسة أهداف أربعة للهلال و هدف للموردة . كان الهلال هو من قص شريط الأهداف التي توالت عاصفة حيث نزار حامد من جملة تكتيكية رائعة أحرز هدف الهلال الثالث في الدقيقة 14 . لتقلص الموردة فارق الأهداف عن طريق تنفيذ كرة ثابتة على بعد 20 ياردة من الحارس جمعة , نجح في إسكانها الشباك الظهير الأيسر للموردة ودعة في الدقيقة 17 استحق من خلالها الإشادة والتقدير. وبعد ذلك شهدت الدقائق 24 , 29 , 42 باقي طوفان أهداف الهلال عن طريق كل من كاريكا و تراوري و عبده جابر . لينتهي اللقاء بفوزٍ كبير و عريض ستة أهداف للهلال مقابل هدف وحيد للموردة . بهذه النتيجة ارتفعت حصيلة أهداف الهلال إلى 21 هدفاً و نقاطه إلى 24 نقطة .
في الشقيقة مصر الأوضاع لا تخفى على الجميع و ما يعيشه الشارع المصري من الناحية السياسية ظهرت على السطح حركة أسمت نفسها تَمرُّد repel هدفها جمع مليوني توقيع لسحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي , وفي المقابل كوَّن الأخوان المسلمون حركة مناوئة أسموها تَجرُّد impartiality لدحض تَمرُّد ... و بين تَمرُّد و تَجرُّد يكفي الهلال تَفرُّد uniqueness و تَفرُّد الهلال واضح للعيان والمتابع فهو أول فريق يحرز أكبر نسبة أهداف في مباريات دوري سوداني الممتاز موسم 2013م حتى الجولة 12 و أول فريق يزج بأشباله في مباريات الدوري و أول فريق يتنافس ثلاثة من نجومه على جائزة نجومية المباراة في مباراة واحدة . لذا يكفي الهلال التَفرُّد .
آخر الأوتاد :
بنهاية مباراة الهلال الثانية عشر في دوري سوداني الممتاز حقق الهلال ثلاث ستات (ستة و ستة و ستة ) وفي استراحة ذهنية عزيزي القارئ بعيداً عن ست الشاي و ست البيت و ست الودع , شغِّل مُخك ما هي ستات الهلال الثلاث ؟