هيثم .. ثقافة الاحتراف والأزمة المفتعلة
في البدء لا بُدَّ من هذا المدخل و نحن في شهر أبريل 2012م وفي مثل هذا الشهر من ذاكرة التاريخ يوم 27 من عام 1993م أي منذ تسعة عشر عاماً مضت أود أن أذكِّرك أيها القارئ العزيز بما حدث لمنتخب زامبيا القومي لكرة القدم الذي يُلقَّب بالتماسيح والشيبوبولو والرصاصات النحاسية وهو حامل كأس آخر نسخة لبطولة الأمم الإفريقية 2012م التي أقيمت في غينيا الاستوائية والجابون . ماذا حدث لمنتخب زامبيا في ذلك التاريخ ؟؟؟ تعرَّض لأكبر كارثة و مأساة إنسانية محزنة في تاريخ كرة القدم العالمية وهي حادثة تحطم الطائرة العسكرية التي كانت تقل طاقم المنتخب و جهازهم الفني على ساحل الجابون وهو الذي كان يستعد لنهائيات الأمم الإفريقية التي أقيمت في تونس 1994م وكان وقتها يضم المنتخب الزامبي ألمع نجوم كرة القدم ثمانية عشر نجماً من العيار الثقيل لقوا حتفهم و فقدتهم زامبيا على رأسهم الهداف المرعب كالفن والجناح المزعج ديربي ماكينغا كانا يلعبان في نادي الاتفاق السعودي . ماذا حدث بعد ذلك ؟ نسبة لوجود العمل المؤسسي لدى الاتحاد الزامبي لكرة القدم لم تتوقف مسيرة المنتخب و بسرعة البرق لملمت زامبيا الجراح و تناست الأحزان و كوَّنت منتخباً جديداً كاد أن يتأهل لنهائيات كأس العالم أمريكا 1994م ووصل إلى نهائي بطولة الأمم الإفريقية 1994م وخسر الكأس بشرف أمام نيجيريا بهدفين مقابل هدف .
ذكرت هذا المدخل لأنه درس مجاني من دروس الحياة من واقع لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .. ونحن نتابع الأزمة المفتعلة في نادي الهلال والتي أحد أطرافها كابتن السودان والهلال النجم هيثم مصطفى حفظه الله ورعاه من خلال عدم مشاركته في المباريات الأخيرة للموج الأزرق ومطالبة جمهور الهلال بمشاركته من خلال النظرة العاطفية التي تنظر بها وهي بعيدة عن أرض الواقع الذي يحمل أوراقه بين يديه مدير الجهاز الفني للهلال الفرنسي غارزيتو ومن واقع منصبه هو المسئول عن اختيار من يراه مناسباً للمشاركة وفق المعايير التدريبية التي هو أدرى بها .
كابتن هيثم مصطفى ما من شكٍ أن له مكانة مرموقة و محفوظة في قلوب عشاق كرة القدم السودانية عامة ونادي الهلال خاصة لما امتاز به من نكران ذات و جهد و إخلاص و عطاء ثر يعرفه الجميع وهو القائد الذي يعرف معنى القيادة وفوق ذلك هو لاعب محترف يعرف ما له و ما عليه من حقوق وواجبات من خلال ثقافة الاحتراف التي يتمتع بها . ومن خلال منطق نظام الاحتراف يعتبر عمله ووظيفته لاعباً لكرة القدم بنادي الهلال .
وكذلك مدير الجهاز الفني الفرنسي غارزيتو أيضاً يعمل في نادي الهلال محترفاً يعرف ما له و ما عليه من حقوق وواجبات . وهو الذي يُطبِّق ما تمليه عليه مسئوليته العملية التي تحيط بها قوة الشخصية التي هي أحد أركان القيادة الناجحة وهو الذي أراد أن يُفَعِّل ما يعرف في علم الإدارة مبدأ نظام الجدارة والاستحقاق merit system وهو نظام تكون فيه التعيينات والترقيات مبنية على الكفاءة لا على المجاملات .
فيما يخص عدم مشاركة الكابتن هيثم و مطالبة الجمهور بمشاركته وما ذكر في وسائل الإعلام المقروءة من تصريح الفرنسي غازيتو أن نسبة حضور مشاركة الكابتن هيثم في التدريبات لا تؤهله أن يكون ضمن التشكيلة التي يشارك بها في المباريات . هذا شيء لا غبار عليه ولا يؤدي إلى زوبعة وافتعال أزمة وكابتن هيثم دون شك على علم ودراية تامة بكل التفاصيل وهو القائد ومن هذا المنطلق على كابتن هيثم أن يفوِّت الفرصة على من في قلبه هوىً ومرض أراد خلق أزمة مفتعلة صُعِّدت من جهة لا يهمهما مصلحة الهلال وهنا السؤال الواجب طرحه لماذا التصعيد في هذا الوقت والهلال في أمسَّ الحاجة للاستقرار .
إلى كل عشاق هلال الملايين لعلكم تعرفون ناديكم هلال التربية القائم على العمل المؤسسي و أنَّ بناء الخلايا في الجسم التي تعرف ( بالأيض) metabolism لا يفتقر إليها الهلال وهو المؤسسة الكبرى التي تصنع النجوم في الملعب والإدارة والتشجيع وتصقل المواهب .
من باب الذكرى كل الثقة في ثقافة النجم الموهوب القائد البرنس هيثم مصطفى حفظه الله ورعاه أن يُفَعِّل ثقافة التنازل و يفوِّت الفرصة على من في قلبه مرض ويواصل تمارينه و تدريباته بكل جد و إخلاص ودون شك سيحتفل به الجميع و المستطيل الأخضر فرحاً لتواجده لأنه في الهلال الذي في السماء بدراً و في الأرض فناً و إبداعاً وجمالاً .
لا نريد أن يكون البرنس كالشجرة المثمرة التي تسقط على الأرض بفعل الرياح بل يجب تطبيق ثقافة التنازل التي تجيدها الأشجار وهي الاتجاه مع الريح حتى تنتهي عاصفتها وتعود إلى حالتها التي كانت عليها لذا على عاتق الكابتن هيثم أن يُطَبِّق نظام احترافه وهو القادر بإذن الله على العطاء سنوات وسنوات و نسأل الله له التوفيق والنجاح .
آخر الأوتاد :
عن النواس بن سمعان رضيَّ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البِرُ حسن الخُلق و الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطَّلِع عليه الناس) رواه مسلم
في البدء لا بُدَّ من هذا المدخل و نحن في شهر أبريل 2012م وفي مثل هذا الشهر من ذاكرة التاريخ يوم 27 من عام 1993م أي منذ تسعة عشر عاماً مضت أود أن أذكِّرك أيها القارئ العزيز بما حدث لمنتخب زامبيا القومي لكرة القدم الذي يُلقَّب بالتماسيح والشيبوبولو والرصاصات النحاسية وهو حامل كأس آخر نسخة لبطولة الأمم الإفريقية 2012م التي أقيمت في غينيا الاستوائية والجابون . ماذا حدث لمنتخب زامبيا في ذلك التاريخ ؟؟؟ تعرَّض لأكبر كارثة و مأساة إنسانية محزنة في تاريخ كرة القدم العالمية وهي حادثة تحطم الطائرة العسكرية التي كانت تقل طاقم المنتخب و جهازهم الفني على ساحل الجابون وهو الذي كان يستعد لنهائيات الأمم الإفريقية التي أقيمت في تونس 1994م وكان وقتها يضم المنتخب الزامبي ألمع نجوم كرة القدم ثمانية عشر نجماً من العيار الثقيل لقوا حتفهم و فقدتهم زامبيا على رأسهم الهداف المرعب كالفن والجناح المزعج ديربي ماكينغا كانا يلعبان في نادي الاتفاق السعودي . ماذا حدث بعد ذلك ؟ نسبة لوجود العمل المؤسسي لدى الاتحاد الزامبي لكرة القدم لم تتوقف مسيرة المنتخب و بسرعة البرق لملمت زامبيا الجراح و تناست الأحزان و كوَّنت منتخباً جديداً كاد أن يتأهل لنهائيات كأس العالم أمريكا 1994م ووصل إلى نهائي بطولة الأمم الإفريقية 1994م وخسر الكأس بشرف أمام نيجيريا بهدفين مقابل هدف .
ذكرت هذا المدخل لأنه درس مجاني من دروس الحياة من واقع لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .. ونحن نتابع الأزمة المفتعلة في نادي الهلال والتي أحد أطرافها كابتن السودان والهلال النجم هيثم مصطفى حفظه الله ورعاه من خلال عدم مشاركته في المباريات الأخيرة للموج الأزرق ومطالبة جمهور الهلال بمشاركته من خلال النظرة العاطفية التي تنظر بها وهي بعيدة عن أرض الواقع الذي يحمل أوراقه بين يديه مدير الجهاز الفني للهلال الفرنسي غارزيتو ومن واقع منصبه هو المسئول عن اختيار من يراه مناسباً للمشاركة وفق المعايير التدريبية التي هو أدرى بها .
كابتن هيثم مصطفى ما من شكٍ أن له مكانة مرموقة و محفوظة في قلوب عشاق كرة القدم السودانية عامة ونادي الهلال خاصة لما امتاز به من نكران ذات و جهد و إخلاص و عطاء ثر يعرفه الجميع وهو القائد الذي يعرف معنى القيادة وفوق ذلك هو لاعب محترف يعرف ما له و ما عليه من حقوق وواجبات من خلال ثقافة الاحتراف التي يتمتع بها . ومن خلال منطق نظام الاحتراف يعتبر عمله ووظيفته لاعباً لكرة القدم بنادي الهلال .
وكذلك مدير الجهاز الفني الفرنسي غارزيتو أيضاً يعمل في نادي الهلال محترفاً يعرف ما له و ما عليه من حقوق وواجبات . وهو الذي يُطبِّق ما تمليه عليه مسئوليته العملية التي تحيط بها قوة الشخصية التي هي أحد أركان القيادة الناجحة وهو الذي أراد أن يُفَعِّل ما يعرف في علم الإدارة مبدأ نظام الجدارة والاستحقاق merit system وهو نظام تكون فيه التعيينات والترقيات مبنية على الكفاءة لا على المجاملات .
فيما يخص عدم مشاركة الكابتن هيثم و مطالبة الجمهور بمشاركته وما ذكر في وسائل الإعلام المقروءة من تصريح الفرنسي غازيتو أن نسبة حضور مشاركة الكابتن هيثم في التدريبات لا تؤهله أن يكون ضمن التشكيلة التي يشارك بها في المباريات . هذا شيء لا غبار عليه ولا يؤدي إلى زوبعة وافتعال أزمة وكابتن هيثم دون شك على علم ودراية تامة بكل التفاصيل وهو القائد ومن هذا المنطلق على كابتن هيثم أن يفوِّت الفرصة على من في قلبه هوىً ومرض أراد خلق أزمة مفتعلة صُعِّدت من جهة لا يهمهما مصلحة الهلال وهنا السؤال الواجب طرحه لماذا التصعيد في هذا الوقت والهلال في أمسَّ الحاجة للاستقرار .
إلى كل عشاق هلال الملايين لعلكم تعرفون ناديكم هلال التربية القائم على العمل المؤسسي و أنَّ بناء الخلايا في الجسم التي تعرف ( بالأيض) metabolism لا يفتقر إليها الهلال وهو المؤسسة الكبرى التي تصنع النجوم في الملعب والإدارة والتشجيع وتصقل المواهب .
من باب الذكرى كل الثقة في ثقافة النجم الموهوب القائد البرنس هيثم مصطفى حفظه الله ورعاه أن يُفَعِّل ثقافة التنازل و يفوِّت الفرصة على من في قلبه مرض ويواصل تمارينه و تدريباته بكل جد و إخلاص ودون شك سيحتفل به الجميع و المستطيل الأخضر فرحاً لتواجده لأنه في الهلال الذي في السماء بدراً و في الأرض فناً و إبداعاً وجمالاً .
لا نريد أن يكون البرنس كالشجرة المثمرة التي تسقط على الأرض بفعل الرياح بل يجب تطبيق ثقافة التنازل التي تجيدها الأشجار وهي الاتجاه مع الريح حتى تنتهي عاصفتها وتعود إلى حالتها التي كانت عليها لذا على عاتق الكابتن هيثم أن يُطَبِّق نظام احترافه وهو القادر بإذن الله على العطاء سنوات وسنوات و نسأل الله له التوفيق والنجاح .
آخر الأوتاد :
عن النواس بن سمعان رضيَّ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البِرُ حسن الخُلق و الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطَّلِع عليه الناس) رواه مسلم