• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 1  0  1157
النعمان حسن
لدغة عقرب النعملن



صلاح يصدر رواية عن (المجنونة التى عشقناها) فمن هى ومن هو؟



صدق من قال كرة القدم مجنونة لان من يعشقها يصاب بالجنون ولكنى لم اكن اتصور ان جنونها يبلغ بمرضاها ان تترصدهم اينما ذهبوا وحلوا وتلاحقهم (بلاويها) اينما كانوا حتى تلقيت اتصالا هاتفيا من عاشق مجنون وصديق ودود وكبير غادر السودان منذ سنوات واستقر بامريكا وحسبت انه بجانب مسئولياته وبجانب غربته فى امريكا سوف ينجو من ملاحقة الكرة السودانية التى عشقها حتى الجنون له عندما كان فى السودان ولكنى تلقيت هاتفه عبر الموبايل الذى اختصر الزمان والمكان ليؤكد لى انه زاد جنونا وعشقا بالكرة السودانية بالرغم من انها لم يتبق منها الا اسم بلا محتوى ولكن المفاجأة ان ازداد عشقا وجنونا بها بل ومتابع عن قرب بها لهذا فهو ضحية التقنية الحديثة التى طوت المكان وحملت اليه الكرة السودانية حيثما كان وكأنها حالة انتقامية ترفض له ان يطوى امرها بعد ان فرق به المكان..

بل لم اكن اتوقع ان يكون متابعا ومعايشا لمحنتها لدرجة ان احسست انه اكثر احباطا من عشاقها الذين يعيشون محنتها وماساتها وسط احداثهابعد ان لم يقف تدنيها على مستوى الملعب وانما تدنى كل السولك الذى يرتيط بها على كل المستويات اداريا وجماهيريا وصحفيا. اهليا ورسميا

هكذا فوجئت بصديقى الدكتور صلاح بشير عندما اتصل بى بعد طول غياب ليكون موضوع محادثته عن هذه المجنونة التى غادر السودان وهو عاشق لها وزاد عشقه بها مع انه لم يعد قريبا منها على عبر الاثير صوتا وصورة من مختلف الاجهزة الاعلامية.

والدكتور صلاح يختلف عن حال الكثيرين من عشاقها فلقد فتح عينيه وهو مولود صغير و وكان اول ما لمحته عيناه لحظة خروجه من منزل الاسرة ليطل على الشارع وهو طفل دار الرياضة امدرمان كعادة اهلنا واحبتنا فى حى الهاشماب امدرمان والذين تتفتح اعينهم على هذه الدار والدايات والاخيرة ربما لا تستهوى الرجال فكان الدكتور صلاح منذ الصغر من رواد هذه الداربالنظر منذ الصغر يبحث عن دافع هذا الجمع الذى يلقى فيها عصرا يوميا حتى انتقل من النظر لان يصبح من روادها المدمنين لينتقل بعها من ملعب لملعب فى العرضة شمالا وجنوبا لسكون من زبائنها الدائوين عصرا وليلا حتى غادر السودان حيث ظننا انه ودع عشقها حتى تكشف لنا ان عشقها لم يفارقه

لم اكن اتصور ان صديقى الدكتور صلاح متابع وملم بكل صغيرة وكبيرة عن هذه المجنونة التى لم تنتحر بارادتها وانما نحرت بايادينا ممثلة فى التدنى العام لكل مكوناتها ولكن ما تكشف لى عنه بعد محادثته الهاتفية لى انه ملم بكل تفاصيلها وان الحسرة احكمت قبضتها عليه لما انتهت اليه.

صديقى الدكتور صلاح بعث لى بنسخة من رواية تمتدصفحاتها لمائة صفحة عبر البريد اللكترونى وياله من عجب الدنيا والتقنية ففى ثوانى كنت استقبل الرواية ذات المائة صفحة عبر الايميل وعبر النت .وكانت دهشتى اكبر عندما اكتشفت ان الرواية التى يبعث بها لى تحمل عنوان (المجنونة التى عشقناها) والتى حسبتها وقتها انها رواية لعشق اصابه فى مجتمع امريكا الشهير بالبدع ولكن لم اصدق ان روايته هذه وان( المجنونة التى عشقناها) والتى احتار هذا المسمى لها ليست الا نعيا للكرة السودانية وتوثيقا للمحن وليس المحنة التى اصابتها حيث صور فى روايته هذه كل السلبيات والسقوط الذى انتهت اليه فى مقارنة مع عصرها الذهبى خلقا وقيما قبل ان يكون فنيا داخل الملعب.

وكل هذا قدمه فى اسلوب ادبى رفيع فى رواية من ثلاثين فصلا صور فيها كل ما يدور خلف الكواليس عن هذه المجنونة التى وأدت وبدون ذنب قتلت فلم يترك اى ركن من اركان الجريمة التى ارتكبت فى حقها الا و تناوله فى فصل من فصولها.

اختار لبطولتها شخصيات متنوعة بعضها من بقايا العصر الذهبى النقى وبعضها يمثل الفساد الادارى والاعلامى وما مثله اقتحام رجال المال من افساد للطامعين فى المال وانتشار السماسرة والسمسرة فى شراء الذمم يستهدفون اللاعبين والحكام وعضويات الجمعيات والذين يتاجرون بالشعوذة لجنى المال بالضحك على رجال المال ولم يغفل (الكبارى) للتلاعب بالمباريات كما انه لم يغفل منهم الخيرين الذين تاهوا وسط هذه الاجواء من اصحاب النوايا الحسنة من رجال مال ومحبى الكرة وكيف غاب اثرهم حيث ان الذين حملوا معاول الهدم والفساد هم الذين فرضوا وجودهم وقدم كل هذا فى اسلوب روائى شيق .

اتمنى ان يوفق الدكتور فى طباعة هذه الرواية كما وعد وان تجد طريقها للسودان وقبل ذلك ان تكون دعوة ليقظة ضمير

ويادكتور وكت الله رفع قدمك وطلعك من بلا المحنونة فاتح اجهزتك ليه مش احسن تفضها سيرة.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 05-04-2013 10:0
    استاذي الجليل وازيدك من الشعر بيت ان سفيرا ويحمل شهادة صلاح طوف اركان الدنيا وهو الان يؤلف كتابا عن المجنونة السودانية بكل فيها حتي موتها الذي يقتلنا في الغربة اضافة الي امراض الغربة في بلد قتله ابناؤه الذين علمهم من حر مال محمد احمد وهم ابناء محمد احمد الذين قتلوه وحرموا اجياله مما استمتعوا به حتي حديقة الحيوان رئة الخرطوم وتعدوا الان للرئة الثانية مصابة بسرطان بطئ وبمال الدولة وهكذا صار محمد احمد تائها من اين يجدها وانتم شهود وهذا اسوا ما في الامر !!!اما السينما فقد شبعت سالت خالي وهو استاذ بالمعاش عبر الهاتف عن الاحوال فقال لي نحن في كوشة ظلم ومظاليم ومنقو لا عاش من يفصلنا !!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019