• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 0  0  1074
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



ومتى كانت انديتنا ناجحة والكرة السودانية مغيبة لكثر من ربع قرن



اعتقد ان كل من كان يعيش تحت وهم ان الاندية السودانية و بصفة خاصة القمة المزعومة سوف يكون لها وجود فى ساحة التنافس الخارجى انما هو مخدوع او صاحب مصلحة فى الترويج لهذا الفهم الخاطئ وبالطبع المعنية بهذا الجانب الاخير هى الصحافة والاعلام الرياضى.

حاولت ان اجد تفسيرا لهذا اللغط الذى يدور اليوم فى الهلال والمريخ وما تبع ذلك من حديث عن الاستقالات والاقصاءات بسبب هذه النتائج المتواضعة للقمة وللكرة السودانية كانما كان لهذه القمة تاريخ حافل بالبطولات والوجود الخارجى وكانما هذه القمة تغادر فى هذه المراحل لاول مرة فى تاريحها او انها موعودة بالبطولات مع ان سجل هذه القمة لا يعرف غير بطولة واحدة ثانوية حققها المريخ فى 89 وهكذا بقى سجل الاندية رغم المليارات التى صرفت فى استجلاب محترفين اجانب بالمئات وليس العشرات,

لماذا جاءت ردة الفعل هذه المرة مختلفة عن سابقاتها ولماذا راجت سوق الاستقالات هذه المرة ولم نشهدها فى حالات سابقة ومماثلة .

السبب فى هذا ان الاعلام نجح فى ان يروج للخلافات ويحترفها وجعل منها تجارة رابحة وروج للامل كاذب ف6يمن لا امل فيهم مع تصاعد وجود اصحاب المال وماتبع وجودهم من شلليات واحزاب كل حزب او شلة منها تعمل لحساب جهة بعينها وتبع ذلك نفس الاحزاب والشلليات وسط الجماهير نفسها التى لم تعد تنفعل من اجل ناديها وانما فى اطار الشلليات التى تعمل لحساب مموليها وحتى الانقياء من الجماهير المتيمين بحب انديتهم جرفهم تيار الحملات الاعلامية الكاذبة و المنظمة مدفوعة الاجر بعد ان ساد التصنيف اكثرية ساحة الاعلام .

لهذه الاسباب نشهد هذه الحالة التى لم نالفها ربما فى مواقف اكثر سوءا.

ادارات عديدة وشخصيات لا تحصى من اصحاب المال تعاقبت على هذه الاندية منذ اكثر من ربع قرن كانت محصلة الاندية فيها وتحديدا القمة صفر على الشمال ولكنها لم تشهد ما تعيشه هذه الاندية هذه المرة وشهدت نفس الفترة تعاقب عشرات المدربين من اجانب ومحليين والحال هو نفسه خذلان على المستوى الخارجى وتدنى وتراجع من عام لاخر فى المستوى الرياضى فلماذا هذه المرة نشهد هذا العنف الجماهيرى لدرجة تهديد حياة اللاعبين مما اجبر السلطة لاستخدام البمبات لحماية اللاعبين .

لا اتناول هذا الموضوع تعاطفا مع او ضد من استقال من الاداريين ولست طرفا فى ان يذهب او يبقى ايا منهم فهذا شان داخلى يجب ان يظل داخل الكيان واصحاب الحق وحدهم وهو ليس شانا عاما يحشر غير المعنيين به انفسهم فيه ليشرعوا وينظروا ويتحزبوا فيه ولكن ما هو شانا عاما فى هذه القضية الظاهرة نفسها بعد ان سادت كرة القدم الانفعالات وردود الافعال الهوجاء غير المؤسسة وبعد ان سادت هذا الوسط قاعدة جعلت من كل مباراة منافسة وبطولة قائمة لذاتها حتى غاب منطق النصر والهزيمة فى الملاعب السودانية فهل يعقل ان يكون عقب كل مباراة هناك ادارة تعزل او ترغم على الاعتزال ومدرب يطرد مع كل هزيمة وهو نفسه الذى يحمل فوق الكتوف مع اى فوز يحققه فى اى مباراة.

هل لكم ان تتخيلوا كيف ان جماهير الهلال كانت حتى الدقية93 تعد نفسها لتحمل لاعبيها ومدربها واداريها فوق الكتوف وكيف كان يكون الامر لو ان المباراة انتهت لصالح الهلال وهكذا الحال فى المريخ لو خرج فائزوكل جمهوره بسبب تزييف الحقيقة دخل الملعب مطمئنا على الفوز.

ان كان هذا هو حال الكرة السودانية لابد اذن من الغاء الهزيمة فى ادبيات الكرة السودانية وان كانت الامال تبنى على المستوى الفنى فمن اين لهم هذا الامل فى اندية اثتت ضعفها وتفتقد مقومات الفوز الا ما تاتى به الصدفة والصدفة لا تحقق البطولات.

القضية ليست فى فوز يحققه هذا ا ذاك بالصدفة وليست فى هزيمةمتوقعة تلحق بهذا او ذاك القضية ان كرة القدم السودانية متخلفة وغير مواكبة وسوف تزداد ترديا من عام لاخر لان العلة الكبرى فى النظام الكروى وفى المسئولين عن الكرة على مستوى الدولة والاتحادات المسئولين عن غياب التخطيط السليم وعن بناء هيكل رياضى قادر على اللحاق بركب الكرة الاقليمية والعالمية لهذا فان فاقد الشئ لايعطيه .

لابد للمسئولين ان يمتلكوا الشجاعة ويضغعوا خط احمر يكتب نهاية هذا الواقع الذى زاده تدفق المال بلا حدود او ضوابط سوءا مما ادى لتدنى المستوى الادارى والاعلامى حتى يبدأ السودان صفحة جديدة لوضع اساس مواكب للنظرة العلمية ولتكن لنا عبرة من الدول التى عرفت الكرة بعد السودان فكيف ولماذا تقدمت وتفوقت وهى اقل شانا من السودان رياضيا . ولتكن بداية الثورة التصحيحية فى اعادة تقويم وترشيد الاعلام الرياضى ختى لايصبح التخريب الرياضى تجارة للاعلام .

واذا كنا هذه المرة مع البمبان فاحداث بورسعيد قادمة للسودان لا محالة اذا بقى هذا الحال.

ولابد لى هنا من رسالة هامة اوجهها للاخوة المدربين اجانب ومحليين وبصفة خاصة الوطنيين والذين اراهم يسودون الصحف بالهجوم على المررب المهزوم ويكيلون المدح للمدرب الذى يحقق الفوز لهذا اراهم يتقلبون فى مواقفهم من المدربين حسب الفوز والهزيمة لهذا نراهم يشيدون بمن انتقدوه بالامس فهل هذه قيم فنية لاصحاب المعرفة والخبرة وهل كل مدرب مهزوم فاشل وكل فائز ناجح اذن كيف نحكم عليهم اذن اذا سئلنا قبل المباراة و قبل ان يعرف من هو الفائز او المهزوم

ولعلنى اسالهم عن مستوى الكرة السودانية بواقعها التنظيمى الحالى ومستوياتها الادارية وغياب البناء الفنى المنظم فهل هو بخير و لاينقصا الا المدرب ومن هو المدرب الذى تعاقب على انديتنا اجنبيا او محليا لم ينتهى لنفس المصير وقبل ان بكمل موسمه الرياضى لان العلة اكبر فلماذا لا يكون لهم دور فى الاصلاح الجذرى بدلا من مجاراة الموضة باحاديث يسودها الانفعال ارضاء لعاوطف الجماهير المنفعلة او الصحف صاحبة المصلحة او المتاجرة بالموقف اتمنى ان يكون لهم دورا اكبر من هذا فهل يتعظوناتمنى ذلك
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019