يظل المدرب القومي محمد عبدالله مازدا احد اميز المدربين الموجودين في الساحة الكروية السودانية في الوقت الحالي .
فبجانب التأهيل الاكاديمي العالي الذي يقف عليه مازدا مقارنة بابناء جيله من المدربين يمتلك ايضا حسا وطنيا عاليا وقبولا مميزا مكنه من احتلال مكانة كبيرة بين غالبية افراد الوسط الرياضي السوداني سيما كرة القدم .
حقق مازدا ما لم يحققه أي مدرب وطني قبله خلال العقود الثلاثة الاخيرة واستطاع ان يتأهل بالمنتخب الوطني الى نهائيات كاس افريقيا بعد 30 عاما من الغياب وقبل ذلك اعاد السودان لمنصة البطولات من جديد عندما حقق مع المنتخب بطولة سيكافا باثيوبيا .
ولمازدا سجل حافل في الملاعب الخضراء عندما كان لاعبا سواء كان مع المريخ او مع المنتخب الوطني .
ورغم ان مازدا قوبل بنكران وجحود من الكثيرين الا انه يظل احد اكثر المدربين السودانيين نجاحا سواء مع المنتخب الوطني او مع المريخ.
مازدا الذي لم يتاخر عن اداء واجب وطني كلما دعت الضرورة لذلك ضرب اروع الامثال مرة اخرى وهو يتقبل نداء الوطن وهذه المرة عبر بوابة مدينة الحديد والنار .
رافق مازدا المشهود له بالحس الوطني العالي بعثة الامل التي فقدت مدربها ــ لاسباب سنعود لها بالتفصيل عندما تكتمل فصولها ــ رافقها بعد ان شعر بان الامل في حاجة لخدماته .
لم يحتاج مازدا لمجهود كبير من ادارة الامل لمرافقة الفريق الى موزمبيق رغم التزامه بتدريب فريق الاهلي الخرطومي قبل اسبوعين فقط .
الموقف الذي سطره مازدا مع الامل سيسجله له التاريخ وسيدون من ضمن انجازاته الكثيرة التي لا تخطئها بصيرة .
وسواء فاز الامل وتاهل للدور المقبل او خسر وخرج من هذا الدور سيظل موقف مازدا مسجلا باحرف من نور في سجلات نادي الامل وفي وجدان الشعب السوداني العاشق للرياضة .
نتمنى ان يقدر لاعبو الامل هذا الموقف ويقدموا اليوم ملحمة يهدونها لهذا الرجل اولا ولجماهيرهم وكافة جماهير الرياضة في السودان ثانياً .
ولا اعتقد ان اخوان الفكي سيعجزون عن الصمود مهما كانت الضغوط .
رسم المريخ لوحة زاهية وهو يمتطي الغزالة التشادي للعبور لدور الـ 16 من بطولة اندية افريقيا البطلة .
سجل رماة المريخ هدفين نظيفين كان من الممكن ان يتضاعفا لو وفق كلتشي وورقو والسعودي في الفرص الكثيرة التي لاحت لهم امام مرمى الغزالة .
قدم نجوم المريخ اليوم مباراة كبيرة اثبتوا فيها انهم عازمون على الذهاب بعيدا في بطولة الابطال في هذا الموسم .
قدمت مباراة الامس للمريخ نجما كبيرا في قلب الدفاع وهو اللاعب نجم الدين الذي ظل يؤكد مع كل فرصة تمنح له انه المستقبل القادم للمريخ والمنتخب الوطني .
واكدت مباراة الامس كذلك الامكانيات الكبيرة التي يمتلكها نجم المريخ الجديد المحترف التونسي عبد الكريم النفطي .
وبمثلما ذكرناه من ايجابيات حق علينا القول انه ورغم الفرصة الكاملة التي منحها كاربوني في مباراة الامس للنيجيري استيفن وورغو الا ان هذا اللاعب ما زال يفكر بعقلية انيمبا التي تختلف تماما عن ممارسة الكرة في السودان بدليل انه يصر اصرارا غريبا على المراوغة والاحتفاظ بالكرة رغم وجود اكثر من زميل كان من الممكن ان يمرر له الكرة والاستفادة من الهجمة لفريقه كمجموعة .
قرأ كاربوني مباراة امس بطريقة سليمة لكن يعاب عليه التغيير الدفاعي الغريب الذي لجأ اليه في الشوط الثاني رغم ان الفريق التشادي لم يلعب أي كرة بين الخشبات الثلاثة طيلة زمن المباراة ، بل ان اغلب الكرات التي كان من الممكن ان تهدد مرمى المريخ جاءت خارج المرمى .
تأهل المريخ لدور الـ 16 وتنتظره مباراة كبيرة امام خصم صعب وشرس تمكن من تجاوز منافسه في هذا الدور رايح جاي وبسبعة اهداف مقابل هدفين فقط رغم ان خصمه ( الفريق البوركيني ) يضم بين صفوفه هداف البطولة حتى هذه اللحظة باربعة اهداف نظيفة .
كاربوني ولاعبو المريخ ومن خلفهم مجلسهم الموقر مطالبون اليوم وقبل الغد بفتح ملف الترجي ودراسته من كل جوانبه لان اللعب مع فرق شمال افريقيا يختلف عن اللعب مع باقي فرق القارة انى وجدت .
بامكان المريخ تجاوز الترجي والتاهل للمجموعات للمرة الثانية على التوالي اذا ما عمل المدرب واللاعبين على ذلك مبكرا واذا ما سبقهم المجلس بتوفير مقومات النصر .
الفوز الذي حققه المريخ اليوم خفف عنا الواقع المر الذي خلفته هزيمة االخرطوم رايح جاي اما بتروجيت المصري .
ربما كانت خسارة الخرطوم امام الفرق المصري رحمة لنا والصفاقصي التونسي ينتظر المتاهل منهما بعد فوزه امس على اهلي طرابلس الليبي .
على الخرطوم تناسي الهزيمة والعمل بقوة لمواصلة مشواره القوي في الدوري والذي يحتل فيه المركز الثالث حتى هذه اللحظة ، وعلى ادارته وجهازه الفني ولاعبيه ان يعلموا ان الخروج من الدور الاول لم يبدأ منهم بل سبقتهم فيه كل فرقنا التي مثلت في الخارج بما فيها الهلال والمريخ .
وعلى خطى المريخ نتمناه نصرا مؤزا وقويا لهلال السودان وهو يتأهب مساء الاحد لملاقاة افريكا سبورت العاجي في اياب دور الـ 32 من بطولة ابطال افريقيا .
والهلال الذي حسم الشوط الاول من نزاله مع الفريق العاجي على ارضه بنتيجة جيدة لا محالة قادر على تحقيق الفوز امام جماهيره التي لا تعرف غير الفوز في مقبرة الابطال .
يحتاج الهلال امسية الاحد قبل كل شيء الى وقفة جماهيره الوفية التي ظلت تشكل درعا واقيا وزادا قويا في معظم ملاحم الفريق على ملعبه .
وحسنا فعل اعضاء مجلس ادارة النادي وهم يتجاوزون خلافاتهم ويقفون صفا واحدا خلف الفريق في هذا المنعطف المهم من تاريخ النادي .
جماهير الهلال التي اعتادت على تواجد فريقها بين اكبر ثمانية اندية في القارة خلال السنوات الثلاثة الاخيرة لن ترضى بغير تجاوز الفريق الايفوراي وبعدد وافر من الاهداف .
وربما كان التصعيد الي افتعلته بعثة افريكا سبورت خلال اليومين الماضيين بسبب الفندق ومطالبتها بمبلغ ثمانين مليون جنيه كفرق سعر بين فندق البحرين والهيلتون هو القشة التي ستقصم ظهر هذا الفريق على يد جماهير الموج الازرق والتجارب السابقة في هذا الجانب كثيرة وما ملحمتي ناساراوا و الاهلي المصري ببعيدة عن الاذهان .
والغريب ان فندق البحرين مصنف على انه من الفنادق الخمسة نجوم في السودان وهذا ما يعني ان الفريق العاجي يحاول البحث عن أي شيء يمكن ان يؤثر به على فريق الهلال .
نتمناها ملحمة بطولية لفريق الهلال الذي كاد ان يفقد ملامحه خلال الايام الماضية رغم انه يضم نفس اللاعبين الذين مثلوه خلال الموسم الماضي .
جماهير الهلال مطالبة بالتواجد مبكرا في مدرجات الاستاد ومواصلة التشجيع حتى نهاية المباراة حتى لو تمكن الفريق الايفواري من تسجييل هدف في شباك المعز لان تجارب الهلال مع العودة من تخلف كثيرة وعلينا بالرجوع للموسم قبل الماضي عندما تاخر الهلال بهدفين نظيفين امام صندوانز الجنوب افريقي ورغم ذلك عاد وحسم المباراة برباعية ساعدته في التاهل لدور الثمانية في جنوب افريقيا .
ختاما نتمنى ان نعود غدا بعد المباراة لنقول للهلال والامل مبروك بمثلما قلناها اليوم لنجوم المارد الاحمر