• ×
الجمعة 17 مايو 2024 | 05-16-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 0  0  1149
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



يقف القلم عاجزا عن الحديث عنك يا عصام



قبل ان تجف دموعنا على رحيل عبدالحميدعابدين حكم القدر الا ان يجمع بينه وبين رفيق دربه الهرم الرياضى الكبير عصام عطا الذى لم يكن خبر رحيله مفاجئا بعد رحلة طويلة مع المرض ومعاناة لا يصمد امامها الا رجل شامخ وجبل صامد عصامى وصاحب عطاءسيبقى خالدا مدى التاريخ.

رحل عصام الهرم ويقف قلمى عاجزا عن رصد سجله الذى بدأه لاعبا ومربيا ثم اداريا على مسوى الاندية وعضوا بمنطقة امدرمان مع نخبة من ابنائها ثم على المستوى الرسمي بوزارة الشباب والرياضة متدرجا فيها من القاعدة حتى مدير ادارة الرياضة مرورا بمسجل هيئات الشباب والرياضة لينتهى بالتقاعد والوزارة فى امس الحاجة اليه ولكنه لم يكن من المحاسيب الذين لا يطالهم قانون الخدمة بحجج واهية فما اكثر من تخطتهم السن القانونية فى اجهزة الدولة وهم اكبر سنا من عصام الى ان استقر به المقام قبل رحيله فى لجنة التحكيم الاتحادية والتى اخلى موقعه فيها بسبب المرض

رحل الهرم وقد جففت دموعى لفراقه الحبر فى القلم فمن اين لى بالكلمات التى تليق بعلوا مقامه وكيف لى ان استعيض عن القلم بلسانى ولسانى اخرس من فرط الحذن على فقده.

لتهنأ يا ود عطا وانت اليوم فى رحاب من يجازى من اعطى بتجرد وصدق وامانة الله سبحانه تعالى الذى يعرف قدر الرجال ويعرف قدر ايمانهم ونبل خلقهم ويجزل لهم بقدر عطائهم.

منذ كان عصام صبيا عشق الرياضة وانتمى لاسرتها حتى لحظة مغادرته هذه الدنيا الفانية وهو واحد من جنودها . وهب نفسه للرياضة لاعبا ومربيا و اداريا وقاضيا

عصام لا يتسع المجال حصر محطاته الا ان هناك محطة فى مشواره لابد للتاريخ ان يقف فيها ويستخلص العبرة منها و يخلدها

فلقد كان البطل الذى رفع لواء العدل بلا منازع فى الرياضة وهو يضع الاساس لمسجل هيئات الشباب والرياضة حيث كان قويا وصامدا فى قول الحق وتطبيق القانون فى زمن شح رجاله فهو مؤسس العدالة ان بقى فيها شئ حيث عمل لتاسيس دولة العدل والقانون فى الرياضة حتى اصبح هدف من يرفضون ان تكون السيادة لغيرهم لنشهد اول ظاهرة من نوعها ان تصدر الدولة قانونا استهدف اقصائه عن منصبه وفى شخصه فلقد كان اهم ما جاء فى قانون 2003 ان يغادر عصام مقعد المسجل وقد كان ابعاده نصا فى القانون حتى لا يكمل مشوارة لترسيخ قيم العدالة .

فلقد كان بداية مشواره مع بسط العدل صداما عنيفا وقويا مع الاتحاد العام للكرة الذى اصبح من بعده امبراطورية ممعنة فى الدكتاتورية قرارها يعلو القانون وينحنى امامه الوزراء بعد ان اقصى عنه من صمد وانتصر فى اكبر القضايا الرياضية ليشيع برحيله عن المنصب القانون قبل رحيله عنا جسدا

لتسقط من بعده دولة القانون فى الرياضة.

كانت اولى مواجهاته مع الاتحاد فى معركة الصمود يوم قرر الاتحاد تقليص اندية الخرطوم فى الدرجة الممتازة بالا يزيد عددهم عن خمسة فى الدرجة الامر الذى يترتب عليه ان يهبط من جاء فى المركز السادس بحهد فى الملعب لبيقى فى الدرجة من تزيل الدورى فى المركز الثانى عشر لتسقط بهذا المعايير الفنية للتنافس الحر كما جاءت فى قانون اللعبة ولما تظلم اتحاد الخرطوم له كمسجل لمخالفة القرار للوائح الفنية حكم له عصام بعدم قانونية القرار وصمد فى مواجهة الحملة العاتية التى استهدفته من الاتحاد ولكنه صمد وكانت كلمته هى التى حكمت ليسقط القرار .

اما الحالة الثانية فامرها اغرب واعجب فلقد تفجرت قضية الهلال وانسحابه من كاس السودان ومحاكمة قادته بقرار من لجنة الانضباط ويومها سجل عصام انتصاره الثانى لبسط العدل حيث ابطل قرار الاتحاد لمخالفته القانون ويومها صعدالاتحاد قضيته حتى وزارة العدل طاعنا فى اهلية عصام لاتخاذ القرار وتواصل تصعيد اللقضية حتى المحكمة الدستورية يوم ترافع عن الاتحاد فطاحلة فى القانون وجاء قرارالمحكمة الدستورية انتصارا لقرار عصام الامر الذى بلغ بالمواجهة بين عصام والاتحاد ذروته وهنا استطاع الاتحاد لما يملكه من نفوذ على السياسيين ان يصدر قانون 2003 واهم ما ما تمخض عنه اقصاء عصام عن مسئولية بسط العدل فكان ان صدر القانون بالموافقة على اقتراح الاتحاد بالغاءمنصب المسجل وان يستبدل بمفوضية على راسها مفوض وهنا المفاجاة فلسد الباب امام عصام ختى لايكون هو المفوض نص القانون على ان يكون المفوض رجل قانون وكانت كلمةحق اريد بها باطل لان ما قصد بها ان يقصى عن المؤسسة العدلية من نجح فى بسط العدلو لم تثنيه اى ضغوط عنهاو ترهبه قوة الاتحاد

هكذا اقصى عصام بقانون الدولة التى عمل على بسط قانونها ويالها من مفارقة الاتحاد الذى اقترح المفوضية يومها استهدافا لعصام وتم قبول اقتراحه ها هو نفسه يعوداليوم وبطالب بالغاء المفوضية مما يؤكد ان دافعه يومها كان اقصاءعصام البطل نصير العدل والذى شيع بعد رحيله بعد ان بسط الاتحاد سلطته على السلطة السياسية والرسمية بالوزارة

هكذا كان موقف عصام وسيقى موقفه هذا خالدا خلود روحه وعطائه

بقى ان اقول اننى عايشت فترة مرضه ومعاناته عن قرب واشهد الله اننى لم اشهد رجلا كلما تدهورت حالته واقتتطع جزءا من جسده واخرس لسانه لم تفارق الابتسامة شفتيه كانت كلمات الترحيب بزواره تتحدث عنها نظراته وهو يستفبل السائلين عن صحته فكان شامخا فى مواجهة المرض رغم المرارات التى احسب انها كانت تحز فى نفسه وان لم يفصح عنها لشهامته وهو يفتقد قطاعات رسمية واهلية كان يتوقعها بجانبه فى هذه المحنة ولكنه زمن غاب فيه الوفاء لاهل العطاء فما قدمه ود عطا من العطاء لقبيلة الرياضيين على مستوياتها الرسمية والاهلية كان جدير يان تتسابق نحوه هذه الجهات وتبقى التحية ضرورة لرجال وقفو بجانبه بكل قوة وعلى راسهم الاساتذة محمد الشيخ مدنى والدكتور عادل عبدالعزيز والتحية لجمعية رعاية الاداريين الرياضيين الوليدة التى وقفت بجانبه بالرغم من انها حديثة عهد والمعذرة لمن فاتنى ذكرهم.

اللهم هذا عصام عبدك بين يديك طاهرا نظيفا فارحمه وتوله بعطفك مع الابرار والصديقين والشهداء واسكنه فسيح جناتك وانا لله وانا اليه راجعون.

اخرالكلم رسالة للسيد وزير المالية:باسم الرياضيين وتقدير لما بذله الراحل المقيم وماقدمه من جهد نلتمس من سيادته ومن المسئولين ان تعفى الدولة ما تبقى من اقساط على عربة المرحوم فاسرته جديرة بالرعاية وهذا ابسط ما تقدمه الدولة لمن اجزل العطاء لاكثر من نصف قرن وخلد اسمه فى كل مناحى الرياضة الرسمية والاهلية
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019