• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
داوود مصطفى

على ضفاف المزاج

داوود مصطفى

 2  0  2366
داوود مصطفى
على ضفاف المزاج ــ داؤود مصطفى ــ الجمعة 18 ــ يناير ــ 2013
مات الحوت ولكن الاسطورة لا تموت ..!
سكت الرباب .. رحل الغمام .. مات الفنان محمود عبد العزيز ولكنه سيظل فى قلوب الجميع ساكنا ومقيما بفنه وابداعه الذى لا يموت ..
توجنا فناننا الراحل ابراهيم الكاشف عبقريا للاغنية السودانية بما قدم من روائع موسيقية وغنائية ادهشت علماء الموسيقى الاجانب وهو الفنان الامى الذى لم يدرس الموسيقى ولم يتخصص فيها ..
وحق علينا ان نتوج محمود عبد العزيز كاسطورة فى الغناء السودانى .. اسطورة تماثل اسطورية المغنى العالمى الجاميكى بوب مارلى رائد فن موسيقى الريقى
ولعل قواسم مشتركة كانت تجمع ما بين الاثنين رغم الفارق فى عالمية مارلى ومحلية محمود ..
رحل بوب مارلى بعد عمر قصير حيث لم يعمر طويلا وقد مات فى العقد الرابع من عمره .. بعد ان قدم مخزونا غنائيا هائلا سبق فيه اساتذته فى هذا الضرب من الغناء امثال بيتر توش وجيمى كليف وغيرهم من اساطين موسيقى البحر الكاريبى ـ فجاءت اغنياته وموسيقاه تفوقهم فنا وادهاشا حتى توج ملكا للريقى ..!
ومات محمود عبد العزيز وهو لم يزل فى السادسة والاربعين من عمره .. رحل مبكرا .. وهو بكل هذا الثراء الموسيقى والغنائى .. وبكل هذا الثراء من المحبة وقد التف الجميع حول ضفاف حنجرته الطروبة ، حنجرة جمعت كل خصائص الصوت البشرى من (تينور وباريتون وباص ).. فكان بفطرته وبعبقريته الفذه يلون اغنياته بفرشاة حنجرته فيكسبها الدهشة فيعتريك الاحساس وانت تسمعه بانك تستمع الى حشد من كبارالفنانين فى صوت واحد ، هو صوت محمود عبد العزيز ..
ولهذا كانت اية اغنية يدوزنها محمود عبد العزيز لفنانين اخرين تكتسب شهادة ميلاد جديدة وفريدة .. ولهذا ايضا كان الناس يتفقون فى ان (الحوت ) ــ اوكما درج احبائه على تسميته ــ هو الفنان الوحيد الذى هزم مقولة (حلو الغنا فى خشيم سيدو .. )
عندما ظهر الراحل فى بدايات التسعينيات والبوماته تتوالى تباعا فى اسواق الكاسيت ـ استهجن البعض تواجده الكثيف هذا واعتبروه ضربا من ضروب (البزنس ) الذى تسعى وراءه شركات الانتاج الفنى والفنان ، ولكن ايقن الناس بعد حين ان ما يقدمه هذا الاسطورة هو الفن والغناء الحقيقى بكل معانى الكلمة ـ فالشاهد والمتبابع وقتها لاغنياته انها مااتخذت خطا لحنيا واحدا بل تمايزت وتنوعت ولعل البومه الاول (خلى بالك ) الذى انتجته شركة حصاد قد بشر بميلاد فنان غير عادى ، واتضحت ملامح محمود الغنائية تماما بعد البوم (سكت الرباب ) الذى تم توزيعه الموسيقى فى روسيا باشراف الجيتارست الدكتور الفاتح حسين ـ وهذا الالبوم تحديدا قد بشرنا بولوج محمود الدنيا العالمية ـ خاصة والتوزيع الموسيقى قد قارب مابين سلمنا الخماسى ومازج ما بين السباعى العالمى .
اوائل الالفية الثالثة كنت فى القاهرة ازور الاستديو الخاص للموسيقار الراحل عمار الشريعى بضاحية المعادى ، فحدثنى موسيقى مصرى لا اذكر اسمه الان عن محمود عبد العزيز وقال لى بالحرف الواحد : عندكو فنان اسطورة بجد .. دا عنده صوت يكسر الدنيا)
نعم كانت اسطورية محمود فى صوته المهول .. والذى احسب اننا لم نوظفه بالطريقة التى يجب وقد يكون الراحل نفسه سببا فى ذلك فقد جاءته فى تلك الفترة الفرصة الذهبية ليكون كاظم الساهر السودانى كما روى لى ذات مرة مدير شركة حصاد الاستاذ صلاج المبارك ، اذا طلب منه احد المنتجين العرب ترشيح فنان سودانى شاب للظهور فى اوبريت (الحلم العربى) وليجعل منه كاظم الساهر السودانى كما قال لصلاح ، فرشح صلاح المبارك محمود عبد العزيز ، الذى وافق وقتها على السفر للقاهرة للظهور ضمن مجموعة من الفنانين العرب الشباب فى (الحلم العربى ), الا ان محمود تخلف لظروف غير معروفة ـ فدخلت الفنانة سمية حسن بديلا لمحمود كصوت سودانى فى الاوبريت .
مسيرة محمود عبد العزيز القصيرة فى دنيا الغناء رفدها بمنتوج مهول من الاغنيات الخاصة وكانه كان يعرف بانه لن يعمر طويلا فى هذه الفانية .. وقد حقق منذ ظهوره الاول عام 1994 الى حين رحيله مطلع هذا العام 2013 حوالى 30 البوما غنائيا وهو رقم قياسى غير مسبوق حتى عند كبار الفنانين العالميين ، ولئن اشتملت هذه الالبومات على جملة من الاغنيات التراثية والاعمال الخاصة لفنانين اخرين الا ان حنجرة محمود كما اسلفنا كانت تهزم عبارة (حلو الغنا فى خشيم سيدو )
رحم الله الفنان محمود عبد العزيزفقد كان فنانا وانسانا متواضعا يحب الناس .. والعزاء لنا ولا سرته ولعشاق فنه .. ( انا لله وانا اليه راجعون )
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : داوود مصطفى
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019