• ×
الجمعة 17 مايو 2024 | 05-16-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 1  0  1590
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



حال المبانى يكفى عن السؤال ويكشف الحال



صدفة غريبة فرضت على ان اعبر شارع النيل من قاعةالصداقةمتجها شرقا ليستوقفنى مبنى ادارة المراجعة اهم المؤسسات الحكومية المسئولة عن رشقابة المال العام ذلك المبنى الذى اخذ موقعه على شارع النيل بين مؤسسات الدولة منذ الاستعماروبقى على حاله منذ ذلك الوقت وبجواره مبنى وزارة الشباب والرياضة العتيق الذى كان مقرا لاول مجلس وزراء اول جكم وطنى ولازال يشارك مبنى المراجع العام ان بقى عل حاله

لم تمتد لها يد التغيير ليبقى كلاهما منظرا نشاذا فى هذا الشارع بعد ان ذينته الابراج الفاخرة للوزارات المحظوظة صاحبة الكلمة والاولوية.
وانا اواصل طريقى مع المهندس كمال خير الله رئيس الاتحاد السودانى للملاكمة لمجمع طلعت فريد ذلك الصرح الذى سجل فى تاريخ السودان ابطالا رفعوا رايةهذا المنشط فى المحافل الدولية منذ الستينات وعطروه بالميداليات الذهبية والفضية وكان لا بد لنا ونحن نعبر شارع القصر ان نتوقف لحظات لننعى نادى الخريجين الخرطوم الذى تم الحكم عليه بالاعدام ونترحم على ذلك الصرح الذى كان يشكل ثنائية مع مجمع طلعت فريد ليقدما نجوما وابطالا فى العديد من المناشط من ملاكمة ورفع اثقال والذين ساهموا فى رفع علم السودان فى اكثر من اولمبياد و حققوابطولات عالمية .

ولما وصلنا مجمع طلعت فريد كنا امام اطلال وبقايا حطام لاهم صرح رياضى عرفه السودان لم يقف الاعتداء عليه بان يقتتطع جزءا من مساحته لشق طريق قل ان تجد فيه سيارة الا من يهربون من زحمة الحركة من الشارع الرئسىو اما من يلج لداخل المجمع تقتله الحسرة وهو يشهد بقابا مبانى خاوية لا تلمس فيها من ملامح الرياضة الا تلك الحلبة التى خرجت افضل ملاكمى السودان منذ تحدجى خدجورى وعباللطيف عباس (رحمة الله عليه) وقد شاخت وفقدت كل مقومات الحلبة بعدان هجرت ولم يعد بالمجمع الا ملعب السلة والذى اصبح هيكلا يجبرك ان تنعى تاريخ هذا المجمع الذى خرج جيل اعيسر ووندر بوث ديو وغيرهم

وان شاء حظك العاثر ان تسال عن هذا المجمع الذى اصيح كما مهملا من الحيطان البالية الخربةى والغرف الخالية التى استوطنتها الجرذان وان وجدت من يجيبك على السؤال تكون الصدمة اكمبر فالمبنى كما يتردد حكم عليه بالفناء رغبة فى ان يتحول لبرج لا تعرف ماهى هوياته غير ان مسئولين وعدوا بتشييده ولم يشهدهم احد وهكذا بقى المجمع حسرة فى نفوس الرياضيين .

من هناك كنا نعبر الطريق مرورا بصالة هاشم ضيف الله والتى ابى المسولون الا ان تسير على درب مجمع طلعت فريد فى طريقها لتواجه نفس المصير وحتى ذلك الحين وبالرغم مما اصابها من تصدع فانها اصبحت مصدر دخل لما اطلق عليها مجازا هيئة دعم الرياضة

المعذرة ان فات على ان اذكركم باننا طوال المشوار كنا من حين لاخر تستوقنا الوزارات والمؤسسات الحكومية التى تحولت لابراج فاخرة تضاهى افضل الفنادق العالمية وذلك بفضل ما يتوفر لهذه الوزارات والمؤسسات من المال المجنب بعد ان تحولت لمصادر دخل لا تدخل الخذينة العامة ولتصبح جباياتها حصريا عليها لتتسع دائرة الفوارق بين المؤسسات التى لها مصادر دخل حتى اصبحت مفرطة فى الثراء مقابل المؤسسات التى تفتقر لهذه المصادر وتعتمد على الخذبنة العامة الخاوية وبعد ان سادت نظرية الوزارة التى بيدها المال تزداد ثراء تحكى عنها الابراج الزجاجية الفاخرة التى شيدت لها وبين الوزارات والمؤسسات المعدمة التى بقيت عل حالها او تحولت لمبانى مهملة تغنى عن السؤال امثال المراجعة ووزارة الرياضة ومصلحة الاحصاء بالرغم من ان اهميتها ربما تكون اكبر من التى امتلكت الابراج من مؤسسات الدولة.

لهذا كانت الرياضة والتى لم تكن من الاولويات والتى تعيش حالة من الفقر وانعدام مصادر الدخل وتفتقر للتجنيب بمختلف مسمياته فان منشاتها تحولت لا طلال وبقايا حطام اصدق امثلته نادى الخريجين الخرطوم ومجمع طلعت فريدوفى الطريق صالة هاشم ضيف الله

اما المدينة الرياضية فلقد حق علينا ان نسميها المدينة المتاكلة (ولا نقول المأكولة ارضها9 والمهجورة والتى اصبحت فى نهاية الامر لجنة عنداللزوم عملا بروشتة الاطباء حبة عنداللزوم هذا اذا كانت الحبة متوفرة فى الصيدليات.

ووسطهذا الواقع يستدعى البرلمان وزير الشباب والرياضة الاتحادى ليستجوبه عن السبب فى ان الرياضة لم ترفع اسم السودان فى المحافل الدولية بعد ان وفرت له الدولة (اكبر صفر على الشمال) فى ميزانيته العمومية

يحدث هذا فى الوقت الذى نرى فيسه ان هناك مؤسسات رياضية ذات الاغراض سياسية توةلد باسنانها ناسف باموالها والتى تنشا بعيدا عن المنظمات الرياضية الرسمية حيث يتدفق المال نحوها
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سامر 01-06-2013 08:0
    شكرا استاذ النعمان علي هذه الرحله الحزينه عبر الناريخ ,الحاضر و المستقبل المظلم الذي ينتظرنا. ثم ماذا بعد ؟ هل سنظل نبكي نخبط راسنا بالحيط ؟ ام التغير قادم ؟
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019