• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
خضر

الرأي المختصر

خضر

 0  0  1257
خضر
عبد المنعم إبراهيم خضر
أحسن الله العزاء
منذ مساء السبت الماضي خيم الحزن على السودان الوطن ككل والرياضيين خاصة حيث تحطمت الآمال المعقودة على من كنا نعتقد أنهما عملاقا الكرة السودانية ويبدو أنها عملقة محلية على الفرق السودانية .. وعلى قول الشاعر :
أسد عليّ وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر
تنافس الهلال والمريخ حتى في خروجهما من الكونفدرالية , فرط المريخ في فوز كان في متناول يده وهو يلعب على أرضه ووسط جماهيره وفي اليوم التالي مباشرة لحق به الهلال وهو الآخر أضاع فوزاً غاليا حققه على أرضه وبدلاً من اللعب مرتاحاً في مالي بدا الهلال وكأنه يلعب من أجل الهزيمة لينافس شقيقه المريخ حتى في التفريط وتبديد الأحلام . " وما فيش حد أحسن من حد". "وكلهم في اللامبالاة سوا".
** مع احترامنا لفريقي ليوبار الكنغولي ودجوليبا المالي لكنهما ليسا بالمستوى الذي يجعل لهما الأفضلية على الهلال والمريخ وذلك من واقع ما قدماه من مستوى .. لكنه التفريط من جانبنا والمقدرة الكبيرة التي يتمتع بها المدربان واللياقة البدنية العالية لدى اللاعبين.
**انهزم المريخ لأن مدربه ريكاردو لم يحسن التعامل مع المباراة .. وأكبر دليل على ذلك إشراكه لفيصل موسى البعيد عن اللعب التنافسي وهذا أيضا مسئوليته ولم يحسب أنه سيحتاجه يوماً ..
**انهزم المريخ لأن لاعبيه تقاعسوا أمام فريق لاعبوه قليلو الخبرة وعجزوا عن إحراز هدف واحد نظيف يضمن لهم الصعود للمباراة النهائية..
**انهزم المريخ لأن الإعلام السالب تحدث عن المباراة النهائية والكأس وتجنب الحديث عن مباراة الذهاب في الكنغو وسلبياتها ولم يعط مباراة الإياب حقها على أساس أن المريخ متأهل ظناً منهم أن ذلك سيبعث الطمأنينة ويرفع الروح المعنوية "للحضري".
** الهلال كان أسوأ حالاً من المريخ ..
** انهزم الهلال لأن مدربه "غارزيتو" لم يحسن التعامل مع المباراة في الشوط الثاني شوط المدربين .. ففكر في اللعب مدافعاً ليحافظ على النتيجة التعادلية السلبية فكان يجب عليه أن يلعب بقلبي دفاع بدلاً من واحد وكذلك لم يتنبه من الهدف الذي أحرز مبكراً من ضربة الجزاء وهو الذي كان يلعب باستمرار مهاجماً ليجبر خصمه للتراجع للدفاع .. يبدو أن غارزيتو يجيد اللعب مهاجماً و لايجيده مدافعاً.
** انهزم الهلال لأن لاعبيه كانوا كالأشباح وهو يؤدون أداءً غريباً وكأنهم مجبرون على اللعب .. أخشى أن يكون ما تناولته الصحف صحيحاً عن عدم رضا بعض اللاعبين من عدم استلامهم لمستحقاتهم المالية طرف النادي؟ ..
** انهزم الهلال لأن إدارييه لم يتعاملوا مع المباراة باحترافية وهم يعلمون مسبقاً من هو الحكم الذي سيدير المباراة .. فالاعتراض الذي قاموا به كان يجب أن يكون كتابياً وقبل المباراة بفترة كافية حتى يستجيب "الكاف" ويقوم بتغييره .. فالاعتراض الشفهي لمراقب المباراة والذي قام بدوره بتحذير الحكم - كأداء واجب ليس إلاَّ - وهو اعتراض بعد فوات الأوان - وكان له أثره النفسي على الحكم الذي أنه كان يتحين الفرصة للانتقام من الهلال ووجد ضالته عند أول احتكاك عادي لمهاجم دجوليبا مع جمعة فلم يتوان في احتساب ركلة جزاء لا وجود لها .. وكذلك تعمده لعدم احتساب ضربة الجزاء التي ارتكبت مع مهند الطاهر في آخر زمن المباراة لأنه يعلم أن الهدف الذي سيحرز منها يصعب تعويضه إن لم يكن مستحيلاً وبالتالي يضمن للهلال التأهل.. فأصاب الهلال في مقتل وانتقم منه شر انتقام.
** انهزم الهلال لأن إعلامه كان سالباً أكثر من الإعلام الأحمر فانشغل بالسخرية من المريخ وحارسه "الحضري" فكان ذلك على حساب التنوير والتبصير للاعبي الهلال ومدربهم وإدارتهم بل صور الوضع في الهلال وكأنه تأهل مباشرة للمباراة الختامية.
** أشد ما آلمني ذلك التصرف المشين والغريب الذي قامت به قلة من جماهير الهلال والمريخ .. احتفلت تلك القلة من جماهير الهلال بهزيمة المريخ عشية السبت .. وفي اليوم الثاني خرجت قلة من جماهير المريخ فرحة بهزيمة الهلال .. ألهذه الدرجة وصلت بنا العصبية الرياضية؟ .. إنه نذير بالخطر علينا تداركه قبل أن يستفحل ويستشري وتصبح القلة من الجماهير كثرة .
** أيها الإخوة رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة في الصحف الرياضية ، أرجو مخلصاً أن تستثمروا شغف الشعب السوداني بالرياضة وكرة القدم لتكريس المحبة والتآلف، بدلاً من الاتكاء على الصفاقة والإسقاطات، التي تورث عند أجيالنا القادمة ثقافة الكراهية والتعصب الأعمى، فنحن بحاجة ماسة في هذا الوطن الغالي لكل جرعة حبّ نتبادل أنخابها لا إلى كراهية تباعد بيننا فتحل بنا كارثة لا تحمد عقباها.. أرجو أخذ الأمر على محمل الجد فالأمر جد خطير.
للتواصل alwadaby@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : خضر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019