• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كبوش

افياء

كبوش

 0  0  1827
كبوش
الهلال.. وسماحة ام درمان
}(الامدرمانجية) يتحدثون بدهشة ظاهرة عن مدينتهم.. يعلون مراتبها وينسون في العادة الكتابة عن السر والسحر.. ونحن نأخذ منها ما يعجبنا.. ونعشق فيها ما يعجب الناس.. بل كل الناس.. واذا كانت ام درمان واهل امدرمان يتفاخرون بانها مهبط الشعر والشعراء ويجترون الحكايات.. ويقولون ان القصائد والاغاني كانت تمر فيها وتنساب بذات الخطى التي خطاها صالح عبد السيد ابو صلاح.. وخليل فرح.. وعوض احمد خليفة.. بكل الزهو والفخر.. فنحن نقول ابتداء يكفي انها المدينة التي انجبت «علي المك».. نعم «علي المك» الذي كان يعبر عن سودان العشاق وامدرمان المائة مئزنة.. ولكن دعوني اصدقكم القول بان كل هذا الضياء «الامدرماني» الذي يشع ويجتاز الحدود الجغرافية.. لا يعنينا كثيرا بقدرما يعنينا «كم نظرنا الهلال ما شقانا غير هلالو.. وما اظنو هلال يروينا غير هلالو».. لانه موحد القلوب في مدينة المساءات السودانية الشجية... عاصمة الحب.. وعاشقة الشعر والشعراء.. لكل شارع من شوارعها الضيقة وازقتها (الخنادق) قصة.. ولكل حجر من حجارتها الكريمة وطابيتها وشواطيئها اقاصيص واحاجي.. ذاكرتها مزدحمة كما لا تزدحم ذاكرة مدينة اخرى بحكايا وهدايا واغنيات ووجوه عابرة.. ويكفي ان الكثيرين يكتبون بالشيني والفحم والقبلات الدافئة على صفحة (مدينة من تراب) اسمها ام درمان ومن بينهم محمد محمد خير صاحب «قصائد حب لامدرمان»:
ليل ملتخ بالكوابيس والسهر
فجيت رؤاي
قالدت سوق الشجرة وأب روف والبنات
الزنكي.. سوق الناقة والناس والخدار
وقطعت حي البوستة مرفوع الكلام
ودمي ينبح ويندهك
... تاوقت بي عيني اليمين
جوه الشمال
من قلبي كان نازل مطر
لون المطر كان بشبهك
عبيت مشاعري من النسيم
وزفرت طلعت الوحيح
خفت النسيم ما يجرحك
الله اذا ما ارتاح شجاي
صِبح الحزن مليان ضحك
وجاني المنادي ينادي بيك
وسرت زي الضو عليك
وصرخت يا جنة بلال
عالجني يا عابدين شرف
سامحني يا استاد الهلال
الليلة يا ام درمان بشوف
كل المدن في توب سماحتك تنهجك
زهت الفتيحاب بالشمش
واتبسمت بانت على وش أب كدوك
والعرضة غنت من مطامير الحقيبة الصادحة
هم ما بشبهوك
من يوم ولدتي العاشقين
ما شفتي يوم بيت ناس ابوك
وعشق المدن توّر علىّ جرح الغرام
غرامي ليك.. خايف ... بي جمالك يشدهك
واتلملمن بنوت فريق القلعة
غنن من شعر ناس ابو صلاح
يا الله لزمني الجراح
انا ما حبيس سجن التلج
لكني مطلوق السراح
}وفية جدا هذه «الامدرمان»... للطين والجالوص والعروش الزنكية.. ولانها ارض الجمال «الفيها الهلال والتيه والدلال» وشعب الهلال.. نجد ان انسانها النبيل مازال مضيافا باريحية عصية على التصديق.. رغم عوامل التعرية الكثيفة والجفاف المستحكم وافعال الزمن.
}مدينة تفتح حضنها لكل العابرين.. ووفائها مضاعف لكل القادمين واهلها اصفياء اتقياء بمختلف قبائلهم وسحناتهم.. بل هي مدينة تتماهى فيها العنصرية حيث صار الانتماء لها هو جواز السفر و(قرين كارد) العبور وبطاقة الهوية.. مدينة تلغي الفوارق وتعتمد فقط علي الجواز الانساني الذي يكفي للعبور والمرور عبر كل المداخل والممرات .. ولكن اشد ما يعجبني فيها انها تتوج «الهلال» كما السودان اميرا يحكم الدنيا ويتجول في شوارعها الاغاني.. ومن خلفه الاولتراس واقمار حول الهلال.. والنصر الهلالي وشباب من اجل الهلال واولادنا.. والمهيرات والسيدات.. ان ام درمان لو اكتفت بـ«الازرق والابيض» او «الزرقة والبياض» شعارا لكفاها .. وكفتنا بالطبع.. ولكنها مدينة لا تجيد الانغلاق ووحدانية المحبة والوجدان.. لذلك اوجدت للكثيرين فيها موطأ وفتحت لـ«الشياطين الحمر» بعض المغاليق.
}تستعد «امدرمان» لاستقبال القادمين من ارض الجعليين.. وترتدي المدينة زيها الرسمي «ازرقا عليه بياض نية».. لتؤكد بامتازج المقيمين والقادمين من النيل ونهر الحب الصوفي.. ان الهلال هو الاصل والبقية تفاصيل جانبية.. لان جماهير الارسنال اغلبية من الاهلة من اصلاب اهلة.. (هلالاب بكاتلو) ويدركون قبل غيرهم بان اللقاء لقاء في كرة القدم.. والفراق فراق على المحبة والمودة وشرف التنافس..
}ستلعب ام درمان ذاك الدور.. وسيتعامل الاهلة مع الحدث بتحضر (يُدرّس) في الجامعات.. ويكفي ان قادة روابط الهلال ورواده الاماجد اعلنوها قبل غيرهم.. (اهل شندي اكرمونا.. وسنرد لهم الدين).
}ام درمان مدينة.. وشندي مدينة.. والمدينتان ستتنافسان على عبق التاريخ والملاحم الاسطورية.. من ملحمة قطع رأس غردون مرورا بكرري الى حريق اسماعيل باشا.. ولكن ... !! في ملعب الكرم والشرف والاخوة الصادقة والمحبة.. فليتنافس المتنافسون
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كبوش
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019