حسنا فعلت اللجنة المنظمة باتحاد الكرة وهي تقرر إعادة مباراة المريخ والأمل الدورية نظرا لما صاحبها من أحداث انتهت بوفاة النجم ايداهور .
وضعت اللجنة في الاعتبار أن المريخ ليس له أي ضلع في الأحداث التي أدت إلى إلغاء المبارة التي ما كان لها أن تستمر في ظل الحالة التي كان عليها كل من في الملعب وخارجه في تلك اللحظة .
في المقابل رفضت اللجنة كل طلبات التأجيل التي قدمت لها من أندية المريخ والأمل وحي العرب .
وفي تقديري الشخصي فان اللجنة حالفها التوفيق وهي تتخذ مثل هذا القرار رغم يقيني أن الحزن الذي أصاب لاعبي المريخ وكافة الرياضيين لا يمكن أن يندمل في ظرف أسبوع.
يجب علينا أن نضع في الاعتبار ان مسيرة الدوري لا يمكن ان تتوقف لفقدان شخص والا لما كان لها داعي من الاساس لان كثير من الاعزاء يتوارون من امام اعيننا يوميا .
الموت قدر ليس لأي كائن كان إمكانية التحكم فيه لأنه يمكن أن يباغتك في أي لحظة وكلنا معرض له .
واحسب أن الفترة التي مرت على وفاة ايداهور وهي 5 أيام حتى الآن كافية لان يتدارك الإخوة في نادي المريخ الموقف ويعودوا إلى تدريباتهم الاعتيادية رغم الألم الذي خلفه هذا الرحيل المفاجئ.
كما أن مصلحة المريخ العليا تتطلب العودة بأقصى سرعة لأجواء التنافس خاصة وان الفريق مواجه بمباراة صعبة جدا أمام احد أقوى فرق بطولة الأبطال هذا الموسم وهو فريق الغزالة التشادي.
وعندما قلت احد أقوى فرق بطولة الأبطال عنيت ما قلت تماما فهذا الفريق للذين لا يعرفونه ورغم سجله البسيط في ممارسة كرة القدم إلا انه اظهر تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة مكنته من إحراز بطولة الدوري في تشاد العام الماضي دون أي هزيمة .
كذلك تمكن هذا الفريق الذي استغرب تماما أن يطلق عليه البعض لفظ (حمام ميت) من إقصاء بطل نيجيريا وهو فريق بايلسا احد الفرق الأربعة التي وصلت إلى نصف نهائي الكونفدرالية في العام الماضي .
قصدت من ذلك أن اذكر الإخوة القائمين على الأمر في نادي المريخ بان يعدوا عدتهم جيدا لهذا الفريق لأننا لن نقبل بأي حال من الأحوال بنتائج اقل مما حققناه العام الماضي على مستوى هذه البطولة التي وصل فيها القطبان الهلال والمريخ لمرحلة المجموعات.
الموت حق ولن ينتهي بدفن ايداهو لذلك علينا أن نفكر بواقعية بعيدا عن العنتريات التي لن تقدمنا قيد أنملة ، وحسب تقديري فان ابراهومة جانبه الصواب في ما أقدم عليه أمس من خلال تصريحه الذي أكد من خلاله أن فريقه لن يلعب مباراة النيل الدورية يوم السبت المقبل .
اثبت ابراهومة بهذا التصريح انه حديث تجربة في العمل الإداري وإلا لما صدرت منه مثل هذه التصريحات المتسرعة التي كان يفترض ويجب أن تصدر على الأقل بعد اجتماع مكتمل النصاب لمجلس إدارة نادي المريخ .
أسلوب الوعيد والتهديد عمره لن يفيدنا في شي والأفيد لنا أن نستصحب تجاربنا وتجارب الآخرين حتى نحصل على الفائدة المرجوة .
ومن هنا أراهن بل أكاد اجزم بأن مجلس المريخ ومن خلال الحنكة الكبيرة التي يتمتع بها قائده جمال الوالي وبما يضمه من خبرات شابة وواعية ومدركة ممثلة في نائب الأمين العام متوكل احمد علي قادر على احتواء تصريحات ابراهومة الانفعالية وبالتالي أداء مباراة النيل لأنها على الأقل ستكون خير إعداد للفريق في مباراته المقبلة خاصة بعد إلغاء معسكر ليبيا .

أحسنت اللجنة المنظمة وهي ترفع صوتها هذه المرة عاليا بخصوص ما ظل يتعرض له حكامنا من نقد جارح وصل في أحيان كثيرة إلى التشكيك في الذمم خلال الفترة الأخيرة.
كتبنا كثيرا في هذه المساحة بأنه ليس من مصلحة أي حكم من حكامنا أن يحابي فريقا على حساب آخر لأنه على الأقل يمتلك نفس الطموحات إذا أحسنا التقدير والظن .
وبمثل ما تتنافس الأندية على كسب النقاط والمزاحمة على الصدارة يتنافس هؤلاء الحكام كذلك على الأفضلية والوصول إلى العالمية .
طالبنا كثيرا بإلغاء نظرية المؤامرة التي ظلت معشعشة في أذهان كثير من كتاب الرأي المؤثرين والتي انعكست على كثير من المشجعين الذين أصبحوا يتأثرون سلبا بتلك الآراء .
دعونا للتصالح مع النفس ومنح الثقة لأولئك الحكام لأننا نحزن جميعا ونصاب بالإحباط عندما لا نجد أي حكم من حكامنا يصول ويجول خلال البطولات الكبرى .
محاولة شحن الجماهير ضد الحكام لن تزيد ساحاتنا إلا احتقانا وتعصباً اعمي سيقضي عاجلا أم آجلا على الأخضر واليابس.
لذلك يجب أن يعلم قادة الرأي في صحافتنا بأنهم مطالبون اليوم قبل الغد بإشاعة روح المحبة والسلام بدلا عن روح الكراهية والعصبية وهذا لن يتم إلا من خلال تناول قضايا الساحة بما فيها أداء الحكام بحيادية تامة.
ليس بالضرورة أن يكتب الكاتب دائما لمصلحة فريقه الذي ينتمي إليه ، وفي تقديري أن معظم النقاد الناجحين والمحترمين هم الذين يقيسون الأمور بعقولهم وليس بعاطفتهم لذلك غالبا ما تكون حروفهم مقبولة من الجميع والشواهد على ذلك كثيرة .
ليس من المناسب أن يتم تهديدنا في كل مرة بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات أو وزارة الإعلام حتى نعود إلى صوابنا ...
دعونا نجعل من موت ايداهور مناسبة لإعادة صياغة الواقع الرياضي في بلادنا وهي دعوة للمشجعين قبل كتاب الرأي .

الخبرات والإمكانيات والبنية التحتية كلها تصب في مصلحة الهلال والمريخ أمام كل من آفريكا سبورت العاجي والغزالة التشادي ... لكن حذاري أن نركن إلى التاريخ لان التاريخ عمره لن يكون شافعا لنا أمام الصحوة الكبيرة التي تشهدها كرة القدم الايفوارية والطموحات الكبيرة التي بدت عليها كرة القدم في الجارة تشاد .
لم يوافق ما كتبته امس هنا حول تصرفات قريش وامين عبدالقادر وفشلهما في ادارة الازمة التي خلفها موت ايداهور هوى كثير من القراء الكرام .
ولجميع هؤلاء اؤكد انني لم احمل قلمي في يوم من الايام لانتقد شخص من واقع هوى في نفسي او تحقيق مكاسب رخيصة .
عاهدت نفسي قبل أن أعاهدكم بان لا تؤثر ميولي على مهنيتي في أي يوم من الأيام ، وللجميع أقول أنني ليس لي أي عداء سوى مع قريش أو أمين عبد القادر حتى أتحرك منه بل احسب أنهما شخصين ناجحين في حياتهما العامة ... فقط لم يحالفهما التوفيق في ما ذهبا إليه عقب الأحداث الأخيرة ... لذلك كان من الضروري أن نبصرهما بأخطائهما وإلا لما سميت الصحافة بالسلطة الرابعة .
ولو كان ما حدث حدث من أي إداري آخر أيا كان سيكون انتقادنا له بنفس هذه الطريقة .
وختاما احسب أن قريش وأمين ومعظم قراء (كفر و وتر) يملكون من الوعي ما يجعلهم يفرقون ما بين الغرض الشخصي والنقد العام ... والسلام .