رحل صاحب المبادئى و الرأيى الشجاع

** رحل عن الدنيا الفانية مطلع الأسبوع الماضى الأخ والحبيب والصديق عبد المنعم محمد على خبير السباحة المعروف وعم الحزن جميع أهل السباحة لما يتمتع به الفقيد رحمه الله من مكانة كبيرة إكتسبها من خلال علمه الغزير و إحترامه لجميع أهل المنشط رجالا ونساءا صغارا وكبارا .

** وقع خبر الوفاه علينا كالصاعقة ولا أخفى سرا بأننى منذ أن علمت بالنبأ بواسطة الأخ سكرتير الإتحاد ماجد طلعت فريد أصابنى حزن عميق لما تجمعنى بالفقيد من صلات عميقة ولم أستطيع أن أكتب حرفا واحدا طوال الفترة الماضية فقد كان الفقيد عبد المنعم بالنسبة لى أكثر من أخ ونعم الصديق الصدوق .

**أخيرا تشجعت وأمسكت بالقلم ولكن لم أدرى عن أى جانب من الجوانب سأكتب عن عبد المنعم الرباطابى وعن أى صفة من الصفات سأذكر فكل جانب يمكن ان تكتب فيه مجلدات وكل صفة تحتاج الى أيام وأيام لأوفيه حقه كاملا وما أصعب الكتابة فى مثل هذه المواقف.

** أذكر جيدا أول يوم قابلت فيه الفقيد قبل سنوات عندما حضر الى مقر عملى بصحيفة المشاهد فى معية المدربين الأخوين العزيزين محجوب عثمان وأسامة أحمد ويومها ظل الفقيد صامتا يستمع الى الحوار الذى أجريناه مع الأخ أسامة وكان يكتفى بين الحين والآخر بالإبتسامة فقط ، ثم من بعد ذلك توطدت العلاقات واللقاءات بيننا .

** كانت يد المنون أسرع وهى تخطف عبد المنعم الى جوار ربه قبل أن تتحقق أحلامه وترى مشاريعه التى كافح وناضل من أجلها النور لقد جاهد وكابد من أجل تنزيل أفكاره فى الرياضة وفى السباحة بالتحديد الى أرض الواقع والتى بدأت تتحقق رويدا رويدا فى الفترة الأخيرة .

** الراحل عبد المنعم تميز بالشجاعة والجراءة فى طرح أرائه وأشهد بأنه طوال مسيرتى الصحفية لم ألتقى بمن هو فى شجاعته لايخاف فى قول الحق لومة لائم كان متمسكا بمبادئه لايحيد عنها وهذا ماسبب له العديد من المتاعب والأزمات مع بعض أهل المنشط الذين لايطيقون سماع الرأى الآخر ولذلك كان عمره قصيرا فى عدد كبير من المسابح التى عمل بها .

** لم يرفض لنا فى يوم من الأيام أى دعوة وجهناها اليه لإجراء حوار ولم يخيب ظننا فى الإجابه على أى سؤال وكان لى شرف إستضافته أكثر من مرة فى حورات صحفية تناولت مواضيع مختلفة كان حديثه بمثابه محاضرات مجانية فى السباحة وفى الرياضة بصورة عامة وكنت أرصد مدى الإعجاب والذهول وسط السباحين من خلال ردود الأفعال التى كانت ترد الى عبر هاتفى الجوال من الخرطوم ومن ولايات السودان المختلفة أو ترد الى الصحيفة مباشرة .

** الفقيد عبد المنعم حل علينا ضيفا فى منتدى كل الألعاب الأسبوعى رقم ( 3 ) بصحيفة الصدى والذى أقيم يوم الخامس من شهر مايو الماضى وأذكر يومها أنه لبى الدعوة وتحمس لها رغم إرتباطه بالعمل فى مركز تنمية قدرات الطفل باللاماب وكان معنا فى الموعد المحدد ويومها تحدث بشجاعته المعهودة عن السباحة فى ولاية الخرطوم وأسباب تراجعها وتحدث عن السباحة فى الإتحاد العام وأوضح أسباب تخلفها .

** تزينت ( كفر ووتر) بعدد من مقالاته المميزة والتى نالت إعجاب الكثير من المتابعين وكان موضوعه الأول عن المصارعة الحرة الأمريكية وعلاقتها بالمحفل الماسونى العالمى ثم أتحفنا بموضوع آخر عن السباحة العلاجية ودورها فى معالجة العديد من الأمراض .

** نتمنى من أصدقائه وزملائه وتلاميذه أن يواصلوا مسيرته وينشروا رسالته ويسيروا على ذات نهجه بأن لايخشوا فى قول الحق لومة لائم وأن يعملوا على أن تكون السباحة .

** اللهم أرحمه وأغفر له وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا , اللهم إن كان محسنا فزيد فى إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيائتة , اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم أجعل الجنه مسواه , أميين يارب العالمين .

** رحل عبد المنعم عنا بجسده الطاهر ولكن أفكارة وآرائه باقية بيننا لن تموت .