بهدوء
مذبحة بورسعيد الدروس والعبر !
شيىء فظيع الذى حدث فى استاد بورسعيد بجمهورية مصر العربية , مصرع 75 من المشجعين الابرياء ومئات من الجرحى والمصابين فى مباراة كرة قدم بين الاهلى والمصرى , انها مذبحة بكل ماتعنى هذه الكلمة تدمى القلوب لانها خلفت جريح او قتيل فى كل بيت مصرى ,, ولكم ان تتخيلوا فداحة الموقف عندما يذهب ابنك او شقيقك او صديقك ليستمتع بمبارة كرة قدم فى اى ملعب بالخرطوم او خارجها ثم يعود اليك جثة هامدة محمولا على نعش او داخل سيارة اسعاف ,, انه موقف صعب تنوء الجبال عن حمله ,فالفاجعة كانت كبيرة وقاسية وشكلت صدمة لكل من تابع على الفضائيات تلك الاحداث عقب المباراة التى انتهت بفوز النادى المصرى صاحب الارض وجماهيره تركض من مدرجاتها لتطارد لاعبى الاهلى ثم تقتحم مدرجات جماهير الاهلى دون ان يحرك رجال الشرطة ساكنا وهم يتفرجون على الجماهير التى حاولت ان تحتمى بهم , بل والافظع من ذلك غرفة لاعبى الاهلى التى تحولت الى مشرحة تستقبل الجثث والجرحى فى منظر سبب صدمة نفسية وعصبية للبرتغالى جوزيه مدرب الاهلى الذى فاجأ الجميع وغادر القاهره بالامس عائدا الى بلاده واصفا ماحدث بانه نوع من الجنون لم يتوقع ان يحدث امامه , تخيلوا الخواجه جوزيه الذى ارتبط وجدانيا بلاعبى وجماهير الاهلى لاكثر من خمسة سنوات لم يتحمل ان يبقى دقيقة واحدة فى القاهره وهرب لبلاده من قوة الصدمة التى تعرض لها ,, لازالت مصر تعيش اثار هذه الكارثة والمذبحة الكروية التى وصفها الاتحاد الدولى لكرة القدم ( باليوم الاسود ) فى تاريخ كرة القدم كما هزت قيادة الاتحاد الافريقى التى فرضت الوقوف دقيقة صمت فى كل المباريات المتبقية من بطولة كاس الامم الافريقية الحالية ,, ولازالت التحقيقات جارية لمعرفة من يقف وراء هذه الاحداث التى يعتقد ان لها ارتباط وثيق بالحالة الاستثنائية التى تعيشها مصر عقب انتصار الثورة وهى غارقة فى الفوضى بسبب ضعف القبضة الامنية الا ان اصابع الاتهام تشير حتى الان الى مجموعة من الجماهير بانها هى التى اشعلت الشرارة التى فجرت الاحداث عندما رفعت لافتة عليها عبارات تسيىء لاهل بورسعيد , مكتوب عليها ( باله باله بورسعيد مافيهاش رجاله ) ! الامر الذى استفز كما يقال الجماهير فكان الصدام الذى راح ضحيته الابرياء من جماهير الناديين ,, عموما مثل هذه الاحداث المؤسفة فى ملاعب كرة القدم يجب ان نأخذ منها الدروس والعبر لاسيما فى هذا الزمن الاغبر الذى اضحت فيه الصحافة الرياضية بسبب الدخلاء على هذه المهنة من الارزقية والمتكسبين اداة طيعة لزرع الفتنة واشاعة التصعب والكراهية بين الجماهير للدرجة التى اصبحنا فيها مع الاسف نقرأ لاحدهم من فاقدى الوعى بسبب ( المخدرات ومشتقاتها ) وهو يكتب دون حياء او خجل عن المنتخب باسلوب يدعو للرثاء والشفقة مثل هذه الاقلام هى التى يمكن ان تشعل النار فى المجتمع الآمن وتحرق الاستقرار فى ملاعبنا , فمن يعتقد ان ملاعبنا محصنة وفى منأى عن ماحدث من مأساة استاد بورسعيد فهو واهم ويخطىء التقدير , فالتعصب ليس له لون او وطن طالما ان رواد التهاتر من الشتامين والسبابين يصولون ويجولون بين الصحف و اضحوا منذ سنوات هم السوبر والبضاعة الرابحة المطلوبة تحت مظلة ( ان السوق عايز كدا ) وهو الشعار الذى يرفعه بعض الناشرين من اصحاب الصحف الرياضية الذين يلهثون وراء الكسب المادى السريع دون النظر الى العواقب التى يمكن ان تحدثها هذه اللغة الهابطة , فالتعصب المتنامى فى مجتمعنا لم يعد حكرا على الوسط الرياضى فحسب بل اصبح الان اكبر مهدد للامن الاجتماعى ويكفى كمثال ماحدث من تصادم بين انصار السنة المحمدية والطرق الصوفية فى مولد امدرمان ,, فالنار تشتعل دائما من مستصغر الشرر وربنا يجنبنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن ! الرحمة والمغفرة للقتلى والشفاء العاجل للمصابين آمين يارب .