بهدوء
تهنئة الرئيس البشير لاتكفى !
مشكور السيد رئيس الجمهورية عمر البشير على اتصاله بالبعثة الادارية لمنتخبنا الوطنى وتهنئته للمدرب مازدا واللاعبين على مكسب الفوز وانجاز الصعود الى ربع النهائى وهى بادرة وان كانت ليست بغريبة على رئيس الجمهورية الا انها امتداد لماقدمته رئاسة الجمهورية من اهتمام بالمنتخب والعمل على توفير الدعم المالى المطلوب من خلال المكرمة القطرية التى احسن الاتحاد العام استغلالها على النحو المطلوب من خلال المعسكر الاول فى الدوحه ومن ثم الاتفاق على المباريات الودية مع منتخبات تونس والسنغال والجابون فضلا عن الحوافز المالية التى ظل يعلنها رئيس الاتحاد العام الدكتور معتصم جعفر وكان اخرها المبالغ التى تم تسليمها للاعبين عقب الفوز على بوركينافاسو والحصول على بطاقة الصعود لمواجهة زامبيا فى ربع النهائى , وجميعها مكاسب ماكان لها ان تتوفر لمنتخبنا لولا بادرة رئاسة الجمهورية والاتصالات التى تمت على اعلى المستويات مع الحكومة القطرية التى لم تتردد فى توفير كل مايحتاجه المنتخب حتى اثمر هذا الدعم عن الانجاز الذى نتحدث عنه الان وانعكس ايجابا على معنويات اللاعبين وكذلك على الشارع الرياضى فى السودان رغم الازمات والغلاء الذى يطحن اهلنا فى كل ربوع السودان الا انهم والحمدالله وجدوا فى المنتخب مايخفف عنهم الظروف المعيشية الصعبة وهى واحدة من المكاسب التى ظللنا نؤكد عليها دائما ان الرياضة هى الوسيلة الوحيدة التى يمكن ان يتوحد حولها افراد المجتمع مهما تباينت وتشرزمت مواقفهم السياسية وضاقت بهم السبل فى الحياة الكريمة بسبب الغلاء الفاحش والنزاعات الجهوية والطائفية خاصة عندما يتعلق الامر بانجاز يحققه المنتخب كما حدث ليلة الاثنين التى خرجت فيها مسيرات الفرح العفوية فى شوارع العاصمة حيث توحدت المشاعر خلف علم السودان فى ظاهرة غابت طويلا عن افراحنا الرياضية التى ظلت حكرا لسنوات على الناديين الكبيرين المريخ والهلال وسط مناوشات ومناكفات لاتخلو من تعصب وعداء غير مبرر , كما ذكرت ان تهنئة السيد رئيس الجمهورية فى ذات اللحظة التى انتهت فيها مباراة صقور الجديان وبوركينافاسو ليست بالامر الغريب ولكن بالتأكيد ليست كافية بل قد تكون ليست محل اهتمام من جانب الاغلبية من الرياضيين امثالنا الذين لازالوا يرون ان ازمتنا الرياضية سببها القصور الحكومى الذى يجسده اصحاب الفهم السطحى وما اكثرهم فى كل حكومات الانقاذ المتعددة منذ 1989 وحتى اليوم الذين ينظرون للرياضة من زاوية انها مجرد ( لهو ولعب ) ولاتستحق اكثر من التبرعات والهبات والفتات الذى يتكرمون به على المنتخبات التى تجتهد وتشرف السودان بشحيح الامكانيات حتى وصلنا الى هذه المرحلة التى اصبحنا فيها نبحث الدعم المالى لمنتخبنا من دولة قطر لتغطية تكلفة معسكراته ومبارياته الودية وحوافزه التشجيعية وغيرها من الامتيازات ولاندرى ماهى الدولة التى سيكون عليها الدور لاحقا لتوفر الدعم المطلوب لمنتخبنا عندما يحين موعد مشاركته فى نهائيات كاس العرب التى تستضيفها مدينة جدة السعودية فى شهر يونيو القادم , ولهذا نقول ونعيد ونكرر ان تهنئة السيد الرئيس وحدها لاتكفى لابد ان تعقبها خطوات تغير وتصحح من هذه المفاهيم حتى تجد الرياضة حظها من الاهتمام الحكومى مثل بقية المشاريع التنموية الاخرى التى تخصص لها الميزانيات الضخمة فالمنتخبات الوطنية ليست باقل قيمة من هذه المشاريع بل هى الاكثر تأثيرا والاسرع عائدا فاى جنيه تصرفه الدولة على الرياضة ستجنى من ورائه مكاسب معنوية وسياسية , ولا اظن ان هذه المكاسب التى نتحدث عنها غائبة عن اذهان المسؤولين فى الدولة ولكنهم مع الاسف يتمنعون ويعاندون فى دولتهم وشعبهم الذى يصحو وينام على ايقاع الرياضة ,, فالتهنئة وحدها لاتكفى سيدى الرئيس اذا لم تقف مناصرا لكل المنتخبات الوطنية بتوفير الدعم المحلى بمايساعد فى اعداد هذه المنتخبات وتهيئتها قبل كل المشاركات الخارجية .