بهدوء
صقور الجديان ماخفى اعظم !
اعتقد ان من حق كل الرياضيين الان ان يزهو ويشعروا بالفخر والاعزاز على ماقدمه منتخبنا من نتائج ايجابية حتى صعد الى الدور ربع النهائى واصبح ضمن افضل ثمانية منتخبات فى القارة السمراء بل لن نبالغ اذا قلنا انه ليس من العدل والانصاف ان نختصر طموحات صقور الجديان الان فى الصعود لربع النهائى ومواجهة زامبيا القوية , بل من واجبنا وواجب كل الرياضيين ان يرتفع سقف طموحاتنا الى ما ابعد من زامبيا وهذا ليس من باب الافراط فى التفاؤل ولكن من واقع النتائج التى بدأت تتحسن من مباراة الى اخرى فى مسيرة تصاعدية لاتفسير لها سوى ان لاعبينا لازالوا يخفون الكثير الذى يمكن ان يظهروه ويفصحوا عنه فى هذه النهائيات الافريقية , فمن خلال عودة سريعة للوراء وقراءة فى النتائج التى حصدها المنتخب من مرحلة الاعداد وحتى الان نجد اننا خسرنا من تونس بعد اداء هزيل اثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة ثم تحسن المستوى الفنى للمنتخب امام السنغال رغم الخسارة قبل ان يرتقى للافضل فى مباراة الجابون التى انتهت بالتعادل , ودخلنا اجواء البطولة باستراتيجية واضحة المعالم اساسها الواقعية القائمة على التوافق بين طموحاتنا و امكانيات وقدرات لاعبينا فكانت الخسارة بهدفين امام ساحل العاج ثم الاجادة فى الشوط الثانى ليتجاوز المنتخب حاجز الرهبة والخوف من كتيبة المحترفين فى تشكيلة افيال ساحل العاج ثم كانت نتيجة التعادل مع انجولا كمؤشر جيد يؤكد ان المنتخب يسير على الطريق الصحيح ولم يخرج عن المسار الذى حدده مدربه مازدا قبل انطلاق النهائيات , فكان الفوز على منتخب بوركينافاسو والصعود الى ربع النهائى لمواجهة زامبيا , وهكذا ظل المنتخب يتقدم بخطوات ثابتة مستفيدا من كل الدروس والاخطاء التى صاحبت اداء بعض اللاعبين الى ان وصلنا للمرحلة التى اصبح فيها المنتخب قادر فى المحافظة على التوازن الهجومى والدفاعى حتى وهو يفقد ثلاثة من عناصره الاساسية هم بله جابر ونجم الدين ومن قبلهم الحارس المعز محجوب دون ان يشكل غيابهم ضغطا على المدرب مازدا او يهز من ثقة اللاعبين فى ان يحققوا الفوز المطلوب الذى منح منتخبنا بطاقة الصعود الى ربع النهائى , ولهذا نتوقع ان يدخل المنتخب مباراة زامبيا وهو اكثر ثقة واقوى عزيمة فى ان ينطلق بقوة دفع جديدة وبذات الروح التى اكمل بها فوزه على بوركينافاسو وذلك فى مواجهة المنتخب الزامبى الذى حانت الفرصة الان للاعبينا ليأخذوا بثأرهم من منتخب ( الرصاصات النحاسية ) عندما فاز على منتخبنا بثلاثية نظيفة فى نهائيات غانا 2008 .
على العموم نشعر تغمرنا سعادة كبيرة منذ الامس ليس من وراء الصعود لربع النهائى فحسب ولكن لاحساسنا بان صعود المنتخب الى ربع النهائى قد اشاع روحا جديدة لاسيما فى الاعلام الرياضى الذى عاد معظمه للكتابة بلغة تصالحية اختفت خلال الفترة السابقة وابدت الكثير من الاقلام التى تحاملت على المدرب واللاعبين منذ الهزيمة القاسية امام المنتخب التونسى اعترافا واضحا بالدور الكبير للكابتن مازدا الذى يجب ان نعترف بانه تعرض لظلم ذوى القربى وحانت اللحظة التى يجب على هؤلاء ان يتحرروا من قضية اللاعب الباشا لاسيما بعد قرار لجنة الاستئنافات الذى صدر بالامس بتخفيف عقوبة الايقاف الى مباراة واحدة مع الابقاء على ادانته بسبب تخلفه عن مرافقة المنتخب , وعليهم ايضا ان ينظروا للمنتخب بعين اخرى بعيدا عن اوهام الاستهداف وغيرها من الاتهامات التى صدرت ضد مازدا خلال الفترة الماضية ,,فلازالت هناك مساحة واسعة للتصالح واعادة صياغة المواقف بما يوفر الدعم المعنوى للاعبين والمدرب بدلا من الاحكام المتسرعة التى لم يجنى من ورائها المنتخب او الوسط الرياضى عامة سوى المزيد من العصبية العمياء .