بهدوء
هرمنا حتى هذه اللحظة التاريخية !
نعم هرمنا وانتظرنا طويلا حتى هذه اللحظة التاريخية كما ظل ينتظرها ويحلم بها كل الرياضيين فى السودان على مختلف الوانهم وانتماءاتهم بتأهل منتخبنا الوطنى الى ربع نهائى بطولة الامم الافريقية ليحجز مقعدا له ضمن الثمانية الكبار الذين سيتنافسون على لقب الكرة الافريقية , انتظرنا هذه اللحظة وكلنا امل وثقة فى نجوم منتخبنا ومن خلفهم الجهاز الفنى بقيادة ايوب الكرة السودانية الكابتن محمد عبد الله الذى يستحق ان نعترف بدوره وبماقدمه فى هذه البطولة من عمل فنى مميز كانت نتيجته هذا التأهل الذى لم يكن يخطر على بال اكثر المتفائلين من داخل او خارج السودان بعدما كان منتخبنا مرشحا لوداع هذه البطولة منذ الجولة الثانية من مباريات الدور الاول ولكن بعزيمة اللاعبين الذين قدروا المسؤولية وتضامنوا مع مدربهم حتى يمحوا الصورة المهزوزة ويزيلوا اثار التركة الثقيلة التى خلفوها منذ نهائيات 2008 فى غانا فكان هذا الفوز المستحق من خلال الاداء الفنى المميز الذى تفوق به صقور الجديان على خصمهم بوركينافاسو , فكل اللاعبين استحقوا النجومية بفضل الانسجام والانصهار فى بوتقة واحدة ووقفوا سدا منيعا امام هجمات المنتخب البوركينى الذى كما توقعنا دخل هذه المباراة بحثا عن انتصار معنوى للذكرى الا انه كل محاولاته باءت بالفشل وتكسرت هجماته تحت الترسانة الدفاعية التى قادها سيف مساوى بكل استماتة وقوة ومن خلفه الحارس الامين اكرم الهادى الذى اكد من جديد انه كان عند حسن ظن وثقة مدربه مازدا وهو يدفع به فى مباراتين على التوالى بعد اصابة المعز محجوب ,, وكذلك كان زملائه مصعب عمر وخليفة على قدر المسؤولية وساهموا بقدر كبير فى تحقيق هذا الانتصار رغم ان مشاركتهما جاءت اضطرارية بسبب اصابة نجم الدين الذى استمات حتى لحظة خروجه مصابا و ندعو له بالشفاء حتى يكون جاهزا للمشاركة مع زملائه فى ربع النهائى وايضا اصابة بله جابر , فمن الصعب على منتخب ان يصمد فى مواجهة خصمه وهو يفقد اثنين من الاعمدة الرئيسة فى خط دفاعه ولكن بحمد الله نجح مصعب وخليفه فى اداء الواجب الدفاعى مما سهل على بقية اللاعيين تحقيق هذه النتيجة الى نقلت صقور الجديان الى ربع النهائى بعدما كان خارج ترشيحات الصحافة والاعلام وتحديدا محللى قناة الجزيرة الرياضية الذين لانريد ان نظلمهم بسبب اراء بعضهم التى كانت بعيدا عن الواقعية ومجحفة وفيها قدر من التحامل على منتخبنا بصورة واضحة ليس فى مباراة الامس ولكن نقصد المباريات السابقة ضد ساحل العاج وانجولا ولكن كما يقولون تبقى العبرة النهائية بالنتائج وليس بالاداء الفنى الذى يصبح الحديث عنه نوع من الترف فى مثل هذه المباريات ,, اصبح منتخبنا الان الى جانب تونس يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن سمعة الكرة العربية وحظوظها فى هذه البطولة بعد رحيل المغرب ثم ليبيا من الدور الاول وهى مهمة اعتقد انها تتطلب مضاعفة الجهد من اللاعبين والمدرب مازدا واعادة ترتيب الاوراق من جديد بما يتناسب مع مباراة منتخب زامبيا فى ربع النهائى .
عموما الصعود الى ربع النهائى لاشك انه انجاز كبير للجيل الحالى من اللاعبين الذين دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه بعد عقود طويلة ظلت فيها الكرة السودانية على هامش البطولات الافريقية خاصة على مستوى المنتخبات الوطنية التى عانت ماعانت نتيجة للتجاهل وعدم الاهتمام من المسؤولين فى الدولة الذين نتمنى ان يكونوا قد استوعبوا الدرس وادركوا اهمية اعداد المنتخبات الوطنية على النحو الذى توفر لهذا المنتخب الوطنى فى بادرة وخطوة غير مسبوقة , التحية لنجوم المنتخب وجهازهم الفنى وتحية خاصة للكابتن مازدا وهو يجنى ثمار صبره الطويل ليزين سجله الناصع وتاريخه الحافل مع المنتخب بنجمة جديدة , ومليون تحية لكل الرياضيين داخل وخارج السودان وعقبال الصعود الى نصف النهائى ,, آمين يارب .