• ×
الأحد 2 يونيو 2024 | 06-01-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 2  0  1319
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان



بنات (الغقير)سامية وريان لقنونا اكبر درس بالمجان



عذرا عزيزى القارئ وانا ارجئ الحلقة الخاصة بالهيكلة اذ لابد لى ان اعزى هذا البلد المنكوب ففى يوم فرحه غاب الاعلام المكتوب عن التعبير عن هذه الفرحة والتحية للقنوات الفضائية وهى تسجل حضورا وتوثيقا لليلة اول امس وهى تنقل وتوثق تظاهرة الفرح لاستقبال ناشئات التنس الارضى وهن يعدن بعد ان حصدن الذهب وحققنا المركز الاول فى بطولة الناشئين لشرق ووسط افريقيا ولتاهلهن لنهائيات افريقيا فى القاهرة.

ولكم كان مؤسفا ان تغيب وزارة الشباب والرياضة فى ذات الليلة عن استقبال بطلات ناشئات رفعن راس السودان عاليا وتوشحن بالذهب وبالمركز الاول وتأهلن لنهائيات افريقا لبطولة الناشئين فى القاهرة. وكم كان مؤسفا ان يتغيب جهاز الناشئين عن تنظيم كرنفال لاستقبال من رفعن راية الناشئين ورصعنه بالذهب

ناشئات لم يسعى لاكتشاف مواهبهن احد وانما تكشفت قدراتهن بالفطرة حيث نشأن فى احضان اسر فقيرة حيث شاء حظهن ان تتفتح طفولتهن بين ملاعب التنس الارضى حيث يعمل اولياءهن فى حراسة وخدمة ملاعب الاتحاد وان يبلغن سن الحضانة وهن يتابعن هذا النشاط المميزالذى كنا نعيش تحت وهم انه وقف على جبهة الاستقراط فوجدن انفسهن بجوار الملعب يرصدن كبار نجوم اللعبة دون ان يلحظهم احد ثم ترصدتهم عيون الاخوة الاجلاء من قادة اتحاد التنس الارضى وهن يسرقن لحظات خلو الملعب ليمارسن هذه اللعبة وهن يرتجفن من ان يتعرضن للعقاب لتسللهن للملعب الا ان حصافة قادة الاتحاد سرعان ما تلقوا الرسالة وتبينوا ما يتمتعن به من موهبة واستعداد فاولوهن رعايتهم وهيأوا لهن المعينات ووفروا لهن التدريب ولكن لم يكن يتوقع احد ا ان تنجب هذه الملاعب من رحم المعاناة بطلات يحققن الذهب للاتحاد الذى احتضنهن وتولاهن بالرعاية وهاهن يبشرن بمولد بطلات ونجوم موعودات بمستقبل باهر وليصبح السودان بفضلهن موعود بنجمات من ذهب وربما يصبحن عالميات لو انه توفرلهن الاعداد والرعاية .

حدث بهذه الاهمية بما يحمله من دروس وعبريغيب عن رصده الاعلام المكتوب ولاتجد فى استقبال من صنعن الذهب من المستحيل وتصدرن البطولة وتاهلن للبطولة الكبرى ولا يجدن فى استقبالهن صحفى واحد او الة تصوير صحفية واحدة مع ان الكثيرين منهم ظلوا لاسابيع يسخرون كل اقلامهم يسبون ويلعنون دون رحمة الاتحادات واللاعبين الذين اخفقوا فى تحقيق الذهب فهل مهمة هذه الصحافة وقيمها المهنية ان تذم من لم يحقق الذهب ولا تمدح من حققه ناهيك ان يكن ناشئات بهذه الخصوصية فاى صحافة هذه لا تعرف غير السير فى الاتجاه الواحد (على الخلف دور) و فى الاتجاه العكسى صحافة تهدم ولا تبنى اى صحافة هذه .

الا تدرك هذه الصحافة انه اذا كانت احبطت لغياب الذهب الا يتحملون هم احباط من حقق الذهب وهم يتجاهلونه على هذا النحو وكيف يساهمون فى صنع الذهب اذا كانوا يحبطون من يحققه .

بالامس كان لهم نفس الموقف يوم عزفوا عن الاهتمام باحتفاء اتحاد الشطرنج بمن حققوا الفضيات والبرونزيات فى الدوحة فلماذا هذا الدور السالب وهل هذه دعوة منهم للفشل حتى يروجوا لصحافة التبخيس والاساءة باعتبارها التى تروج للصحيفة. وهل شعبنا لا يقرأ الصحيفة الا بالشتيمة .

انها ازمة قيم ومثل قبل ان تكون ازمة صحافة ولكم ان تراجعوا صحفا الامس فلن تجدوا حتى مجرد الاشارة لوصول البعثة ناهيك ان ينقلوا خبر الفرحة والتظاهرة بالصوزرة التى استقبلت بها بطلات التنس الناشئات وسط قرع الطبول والرقص كما رايتم او سترون فى القنوات الفضائة التى وثقت للاستقبال فاى دور تلعبه الصحافة المكتوبة ؟

سؤال سيبقى زمانا طويلا حتى ياخذ الله بيد الصحافة

ومع ذلك فما حققته البطلات يوجه اكثر من رسالة ولا اكثر من جهة:

1- ترى كم من اولادنا وبناتنا الذين تتفجر دواخلهم مواهب عديدة يختزنوا فيها اطنان من الذهب ولكنهم ضائعون يفترشون الارض والمجارى فى العاصمة يتسولون المارة و يتعيشون من (بقايا الطعام الفاسد فى الكوش) ومع ذلك تلاحقهم اسواط المسئولين وهم هاربون من واقعهم وسط البنزين والمخدرات وعالم الجريمة لتحضنهم سجون العقاب فهل سأل احدكم كم من المواهب فيهم وأدت لانهم لم يعرفو يوما راع يطمعهم او ماوى يأويهم او ملعب يفجر مواهبهم.ولم تلوح لهم فرصة كما لاحت لبطلاتنا اليوم

2- وكم منهم فى معسكرات اللاجئين من الذين شردتهم الحروب والكوارث الطبيعيةوقذف بهم الفقر والاهمال . وهتك اجسادهم النضرة البريئة المرض والجوع فانحرفوا وضاعت معهم مواهبهم هذا اذا لم يتحولوا لمجرمين وخطر على المجتمع وعلى انفسهم.وعلى بلدهم

3- وكم من هئولاء الان حتى فى المناطق الطرفية فى ولاية الخرطوم من الذين هربوا من الجحيم فكممن موهبة بينهم تضيع فى رحم المعاناة.

هو درس ولكن المؤسف فيه المقولة الشهيرة(انه لم ولن ينجح احد لعدم استيعاب الدرس) على كل الاصعدة من رسمية واهلية وبينهم هذه الصحافة التى لم تدرك قيمة ان تعكس هذا الانجاز ليقتدى به الاخرونوليكونا قدوة للشباب الضائع.

ولعلنى بهذه المناسبة ارجع بكم لواحد من افضل نجوم كرة القدم فى العالم اللاعب كروييف الهولندى الذى لعب لناد الاجاكس وحقق له بطولة الدورى تسعة سنوات متتالية فلقد اكتشف هذا للاعب واحد من المدربين وهو فى سن السابعة عندما رأه فى احدى الطرقات يلاعب بقدميه علب الطعام الفارغة المتاحة فى الطريق فرصده لايام ثم اقنع ناديه الذى تعاقد مع اسرته من سن السابعة ليصبح من افضل نجوم العالم.

ما لايعرفه الذين لا يتابعون ويهتمون الا بالجوانب السالبة فاللجنة الاولمبية الدولية وعبر مشروع اوليمب افريكا توجه اهتماما خاصا بهذه الشرائح عبر اعداد مراكز اوليمب افريكا لتدريبهم واكتشاف مواهبهم عن طريق تجهيز الملاعب لهم فى المعسكرات ولهذا الغرض يصل السودان فى مارس القادم رئيس اللجنة الدولية ليشارك فى وضع حجر الاساس لاكبر مشروع فى شمال دارفور شراكة بين حكومة الولاية واللجنة الاولمبية الوطنية على مساحة اربعين الف متر مربع ملكت للجنة لهذا الغرض وتسلمت شهادة بحثها كما ان مشروعات مماثلة خصصت لها الارض فى شمال كردفان كما يجرى العمل لتخصيص اراضى فى النيل الابيض والبحر الاحمر وكانتا رض مماثلة قد خصصت قبل انفصال الجنوب لهذا اقول لو ان اللجنة الاولمبيةالوطنية اكتفت بهذا الانجاز وحده لسجلت اهم المكاسب الرياضية والاجتماعية ولعلنى بهذا اوجه الحديث لكبرى شركات الاتصالات والاستثمار العامة والخاصة ان توظف قليل مما توجهه لكرة القدم لمثل هذه المشروعات وادعو الاخوة بالجاليات الذين اثارهم غياب الذهب عن الدوحة ان ينظموا صناديق لدعم هذه المشروعات حتى يكون لهم دور فى حصد الذهب والتنقيب عته لا ان ينتظروا الاخفاقات ليلعنوا ويسبوا فلياخذوا بيد هذه الفئات الموهوبة بالفطرة من ضحايا التهميش والحروب

التحية والتجلة والانحناءة لسامية وريان.ففلقد لقنونا الدرس ان كنا نعتبر به والتحية من قبل لاسرهن ونخص بالشكر امهاتهم اللائى انجبن بطلات ورقصن فى استقبالهن فى ساحة المطاروسط عناق حار من الجمهور ثم من بعد لاتحاد التنس الارضى وهو يقدم نموذجا ل رعاية الناشئين

مواهب فذة تحتاج يقظة ضمير فهل وهل )فموت ضمير هو موت امة)

خارج النص : التحية بهذه المناسبة للراحل المقيم رحمة الله عليه نجم الرياضة الشامل فى الستينات والسبعينات عبداللطيف احمد عباس المشرف يومها على نادى الخريجين الخرطوم وكنت بين شهود العيان الذين عاصروه من قيادة اتحاد الشباب السودانى وكان يجمعنا مقر واحد فلقد حاء عبداللطيف ببعض المواهب من سجن كوبر ورعاهم فحصد بعضهم للسودان الذهب ليصبحوامن خير الموالطنين الصالحين

فترى كم يمكن ان يتحقق للسودان لو ولدت حواء السودان اكثر من عبداللطيف واكثر .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    فيصل الاقرع 01-17-2012 11:0
    لله درك يا النعمان فاصبحت الشمعه الوحيده المضيئه في عالم الصحافه الرياضيه بجانب اشراقات الاستاد عبالجيد عبدالرازق وبالرغم من دلك يهاجمكم الاغزام الدين لا حياء لهم لا اخلاق وحتي علم صار احيانايكتب بلغة المشجعين التي هي بعيده كل البعدعن لغة الصحفيين اسأل الله لكم الصحة والعافيه (اميـــــــــن يارب العالمين) 0
  • #2
    أبو مازن ـ دبي 01-17-2012 09:0
    أستاذ الأجيال الهرم القامة النعمان حسن أظن أن كل القراء كانوا يتوقعون منك أن تفرد مقالك اليومي لوفاة زميلكم الراحل عوض أبشر ولكنكم آثرتم أن تكتبوا عن موضوع آخر ؟ إننا نعلم أنكم عاصرتم الراحل لذا كان لزاماً عليكم إفراد مساحة له . نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنة الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019