• ×
الجمعة 3 مايو 2024 | 05-02-2024
اماسا

زووم

اماسا

 4  0  1428
اماسا
زووم
مأساة الرياضة في عهد المؤتمر الوطني (1)..!
لأن الحكومة تنظر إلى كل الرياضات بنفس نظرتها لإتحاد الناشئين، وتدير الملفات بذات الفهم المتأخر، وصلنا إلى تلك الحالة المذرية التي شاهدنا عليها العالم في الدوحة، ولأن الرياضة تعبر عن مدى تحضر الشعوب واستقرار الدول فإنه ليس بمقدورنا اليوم محاججة أحد لإقناعه بأننا شعب غير متخلف أو أننا نستطيع المنافسة على أي مضمار مثلما تفعل الدول الأخرى، حتى مصر (الثورة) التي يبدو للعالم أجمع أن أحداث ميدان التحرير قد خصم من رصيدها الريادي وباتت بحاجة إلى عشرات السنين لكي تنهض من جديد وتستعيد بريقها، جاءت إلى الدوحة وبهرت العالم وتصدرت قائمة الميداليات بثلاث وستين ميدالية ذهبية وأربع وخمسين فضية وتسع وثلاثون برونزية، بينما حصلنا نحن على ثماني ميداليات ليست من بينها ميدالية واحدة ذهبية، وقد تذيلنا جدول الميداليات العام بجدارة، ليس إلى هذا الحد فحسب، بل تصدرنا أيضاً ترتيب البعثات في السلوك غير الرياضي وغياب الإنضباط بعد ما فعله فريق كرة القدم، وإن كانت هذه النتائج تستدعي الأسف الشديد فإننا لا نستطيع أن نتعامل مع الأمر على أساس (رمتني بدائها وانسلت) لأن العيب ليس في السودان كوطن بقدر ما أنه في (الإنسان) والعقليات التي تدير شئونه الرياضية وغير الرياضية، فإنسان مصر وحكوماتها هم من صنع ذلك الواقع ووضع الأمة في المقدمة، والسياسات الحكومية هي التي قادتها لبناء مراكز شباب في أي محافظة من محافظات الدولة تحتوي على كل الألعاب التي شاهدناها في الدوحة وبهرتنا نتائجها، وكل مراكز الشباب هناك تملك القدرة على تقديم أبطال يتنافسون على بطولات الجمهورية، بينما لا يجد من يريد ممارسة الرياضة من أبنائنا حتى المكان الذي يمارس فيه هوايته، أو المركز الذي يرعى موهبته ويصنع منه البطل الذي يدافع عن ألوان الوطن في مثل هذه المحافل، وامتدت السياسات الخطأ للدولة إلى الرياضة المدرسية، تلك المأساة الحقيقية التي لا يدركها إلا من يسجل زيارة إلى مدارس هذه الأيام ليحدد الفارق بينها وما كان يحدث في بخت الرضا وحنتوب وخور طقت وبقية مدارس السودان على أيام نميري مثلاً، عندما كانت المدارس تلك تعج بالأنشطة الثقافية والرياضية، وقد صارت الآن معلقة في فضاء مرعب، لم توفر بيئة رياضية جيدة بعد أن إنهارت ملاعب السلة التي أنشئت في عهود الحكومات السابقة، وكذلك لم ترتق بيئتها إلى أن تكون بيئة أكاديمية مثالية.. ومع المدارس الخاصة التي تقوم على مساحات ضيقة تخلو من المتنفسات.
العاصمة التي كانت تتمتع بكل ماهو حضاري بات عليها أن تعتمد على مجمع طلعت فريد لبعض الألعاب خاصة السلة، فهل زار أحد من المسؤولين هذا المجمع ليعرف ما يجري فيه أو ليقف على إمكانياته، لا نهتم بالإجابة لأن الحالة العامة للملعب الذي يستضيف دوريات السلة والطائرة يغني عن أية أسئلة، ومن حق لاعبينا وقد افتقدنا العناصر الجنوبية في هذه المرة، أن يذهبوا إلى الدوحة وتتزحلقوا ساقطين على الأرض من (الخلعة)، فهذا شيء طبيعي لأن المثل السوداني يقول: (الما بتشوفو في بيت أبوك بخلعك)، ولاعبينا المساكين الذين دفعنا بهم إلى الدوحة لم يروا في حياتهم صالات بتلك الفخامة، ولا ملاعب بتلك النظافة، ولتأكيد أننا نعيش عصر الفوضى الخلاقة نجد أن البعثة نفسها ضمت مظاهر أكدت على هذا التخلف الذي نسبح فيه، فرئيسها على سبيل المثال (السلاوي) هو رئيس إتحاد تنس الطاولة من عشرين عاماً على الأقل، وأذكر أنه في مرة من المرات ظهرت علينا قيادات إتحاده لتعترف بأنهم أسوأ إتحاد وأنهم مفسدون ويستحقون العقاب، ذلك لأنهم يتصارعون ولا يعملون وأنهم يحولون المساعدات التي تأتيهم من بعض الإتحادات وعلى رأسها قطر إلى مصبات أخرى، والمساعدات المعنية عبارة عن طاولات تنس، وهي كل ما يحتاجه اللاعب لكي يطور نفسه ومهمة الإتحاد أن ينظم منافسات قوية وشاملة تستوعب كل مواهب الدولة، ولكن هذا لا يحدث، وحكومة المؤتمر الوطني نفسها قد تدخلت في كل شيء يتعلق بالرياضة ولم تطور شيئاً، ابتداءً بطريقة تكوين الإتحادات وأولها إتحاد الناشئين الذي أغدق عليه من الأموال ما يكفي لبداية ثورة ألعاب حقيقية في البلاد، وانتهاءً بتكوين مجلس إدارة نادي المريخ بعد أن فوجئنا بدور غير خفي للدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية في سحب ترشيح طارق سيد المعتصم من منصب الأمانة العامة، ما يدل على أن هنالك أيادٍ حكومية مساهمة في تدهور الحالة الرياضية في بلادنا، والشواهد كثيرة جداً لا تتسع لها المساحة في مرة واحدة ولكنني سأعمل فيها بالقسط والقسطاس، فالحالة المذرية التي ظهرت بها بعثتنا في الدوحة تتطلب البحث في تأريخ المرض لتشخيصه.
حواشي
حكومة المؤتمر الوطني حاولت وضع يدها في كل شيء دون أن تؤكد أنها قادرة على تقديم أي شيء يؤدي إلى التطور، بحب الإستحواذ فقط، ومثلاً لا تجري إنتخابات في أي مرفق رياضي حتى تجد قائمة يطلق عليها قائمة المؤتمر الوطني تجد الدعم والمساندة الرسمية ولكنها مع ذلك لا تقدم شيئاً.
ملف المدينة الرياضية لوحده يكفي لتبيان كيفية استخفاف المؤتمر الوطني بالرياضة.. هذا الملف المخيف الذي ما أن حاول أحدهم فتحه إلا تكالبت عليه السيوف لتقص أجنحته وتتركه مهيضاً..!
تعرضت مساحات المدينة الرياضية إلى إعتداءات واضحة، والمعتدون هم جزء من النظام الحاكم والمفترض أنهم القدوة التي تقتدى في النظام الذي يتخذ من الشريعة الإسلامية مرجعية للقوانين، ولكن أحداً لم يحاكم، ولم ينتزع متر واحد ليعاد إلى المدينة الرياضية.. يريدون أن يقولوا عفا الله عما سلف..!
بهذه الطريقة نقول لبعثة الدوحة أيضاً: عفا الله عما سلف.
رئيس الإتحاد الذي سافر إلى الدوحة مع كامل أسرته.. بنته سافرت مشاركة في منشط الرماية ولم تعد بشيء لأنها نسيت مسدها هنا بالخرطوم..!
أكثر من مائتين وخمسين هم قوام بعثة عادت بثماني ميداليات ليس من بينها واحده ذهبية..!
لو منحت المزيد من الفرص لإتحاد ألعاب القوى لوحده لزادت غلتنا من الميداليات.
عندما يسود صراع الأفراد حول من يكسب أكثر، ومن يرتفع بأرصدته في البنوك ويسبق فيها الآخرين.. تصاب الرياضة بالكساح.
ننفق الكثير من الاموال في الرياضة ولكن بغير هدف..أموال تجلب الأزمات ولكنها لا تحقق النتائج..!
وعندما يتعلق الأمر بالرياضة.. تصبح جدران وزارة المالية وجيوبها مسكونة بالعقارب، ولكنها تدفع مرغمة ملايين الدولارات في بند الصحة.. مع أن العالم المتحضر قد وصل إلى خلاصة فوائد الرياضة وقالوا أن الدولار الذي تبخل به على الرياضة تضطر لأن تدفعه مرغماً (دولارين) في الصحة.
قبل فترة وجدت أحد جيراني قد اشتاط غضباً على إبنه وأراد أن يعاقبه، وكنت أعرف أنه عندما يعاقب (ينتقم) ولا يلتزم حتى بضوابط محددة لذلك العقاب.. فسألته عن السبب لكل ذلك الغضب.. فقال شاكياً: هذا الولد كلما وجد مالاً أنفقه في شراء مستلزمات الرياضة من كرات وغيرها بدلاً ان يأكل بها شيئاً في (بطنه) ينفعه، وكلما وجد وقتاً تجده (ينطط) ويلعب و(يتجارى).. وما عايز يقعد في البيت..! فقلت له: طيب ياخي ما تخليهو يلعب بدل ما يقعد ليك في البيت ويسمن ليك..، وخليهو يصرف قروشو في الرياضة بدل ما يقعد ليك في البيت ياكل ويشرب ويسمن ويمرض وبعدين تمشي بيهو (الأردن).. يا خي الرياضة صحة قبل كل شيء ما بعزقة قروش.. فصمت.. !
لو أردتم معرفة مأساة الرياضة في بلادي فبالله عليكم مروا على مراكز الشباب.. تلك المراكز التي أنشأها اللواء طلعت فريد أحد أميز من تولى أمر الرياضة في بلادي وبعد عشرات السنين إلى أي حالة صارت.. وبعدها نقرر هل نستحق ميداليات في مثل محفل الدوحة؟
حتى ألعاب القوى التي متعتنا ورفعت رأسنا بالميداليات لا تملك مضماراً واحداً صالح للجري، كان مضمار المدينة الرياضية التي لم تكتمل ولا أحد يعرف متى تكتمل.. وقد استهلك واصبح مهترئاً وكأنه قد أنشيء في عهد التركية السابقة..!
مصر غير المتميزة في ألعاب القوى تملك عشرات المضامير المؤهلة لاستضافة عشرات البطولات القارية لذلك تصدرت جدول الميداليات في الألعاب العربية بالدوحة.. ونحن لا نملك غير مضمار المدينة الرياضية الخرب لذلك تذيلنا..!... سنعود
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    زهير 12-20-2011 08:0
    والله يا استاذ ابو عاقلة كلامك في الصميم ولا يحتاج لاي تعليق العلة كمازكرت في هذه الحقبة الحاكمة انظر منذ بداية التسعينات لم تحقق الرياضي السودانية اسي انجاز قبل قدومهم بايام حاز المريخ على كاس الكووس الافريقية في تلك الحقة التي يصفونهابسنين الفقر والجوع والله ولايرون هم الى اين اوصلو اشعب السوداني من جوع وتخلف فقط اترك الرياضة وانظر الي حال التعليم جامعاتنا كانت تتصدر الدور التعليمية بالعالم قبل مجئيهم، وكذلك يتحدثون عن السلام والامن وفي السابق كانت هناك حرب واحدة هي جنوب السودان واليوم هنالك اكثر من 6 جبهات كل زلك يدل على انها لم تقدم شيا للسودان وبحديثك عن التخلف هم من سعو لجعل الشعب متخلفا لايعي دوره وحقوقه لكي يستمرو بالكراسي والله اننا بالجد متخلفون لنسمح لاحد يحكمنا لاكثر من عقدين اخي والله المرارت تكادتنفجر بنا مما نعيشه وبالنهاية كما زكرت الرياضة عنوان تحضر الشعوب اذهبو.....
  • #2
    ودالصديق 12-19-2011 08:0
    [أصبت عين الحقيقة ياأماسا ولكن من يقرأ ومن يعي
    قلبي علي وطني ولاحول ولاقوة الا بالله هذا هو حال دولة الكيزان فشل في كل شئ وفساد في كل موقع فلتخرج جماهير الشعب الوفية
    ضدهذا الفساد والانهيار واصل مقالاتك وأفضح هؤلاء بقلمك والله معك
  • #3
    عاشق الهلال 12-19-2011 06:0
    قد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادى ،،،، يا ابو عاقلة يا اخوى ديل ناس جلودهم تخينه و فقدوا الاحساس وليس لديهم كرامة ليتقدموا باستقالات فمافى داعى تتعب نفسك و علينا ان نرفع اكفنا للعلى القدير ان تنجلى هذة الغمة وتزول الطغمة التى استساغت الحرام باسم الدين والدين منهم براء و ما ال 42 الف متر المصدقة باسم اصحاب الميمنة وهى جمعية ثبت انها و همية للهف الارض ووالله يا اخى اصبحنا نشك فى اى لافتة تحمل اسم اسلامى حيث انه من المرجح ان هنالك فسادا خلف الاسم فصارت هذه اللافتات اشبه بعبارة منزل احرار و هى لا فتة يعرفها ابناء جيلنا ،،،،و بالمناسبة الراس بتاعنا كان فى قطر لحضور مؤتمر و لم يسمح له بحضور الجلسة الافتتاحية و مرت المسألة كان شيئا لم يكن و الجماعة افادونا بان السيد الرئيس لديه لقاءات جانبية حالت دون حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذى ذهب خصيصا لحضوره
  • #4
    معاوية الامين 12-19-2011 02:0
    ينصر دينك ياأماسا عليك الله عود وإياك والخوف وقل مايمليه عليك ضميرك وأبحث عن هذا الداء العضال حتي نتعافي منه عافاك الله .
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019