• ×
الأحد 19 مايو 2024 | 05-18-2024
كمال الهدى

تأملات

كمال الهدى

 0  0  1705
كمال الهدى
تأمُلات

هم يهرجلون والوزير يتجمل

كمال الهدي

hosamkam@hotmail.com



· خلال مؤتمرة الصحفي الأخير أطلق الوزير سوار تصريحات حول منتخبنا الوطني وما يعانيه من تخبط وهرجلة قال فيها ما يلي: " المجاملات أضرت بالمنتخب الوطني والمدرب الأجنبي ضرورة.. وحول اختيار لاعبي المنتخب أوضح أنهم كوزارة لا يتدخلون في الشأن الفني، ولكن هناك مشكلة إدارية وفنية، ولابد من الوقفة حتى لا نحصد السراب.. وقال الوزير " سعدت جداً بالنقد البناء الذي طال المنتخب من أجهزة الإعلام لتصحيح مسيرته." وأضاف سعادته " قدمت دعوة ولا زلنا نقدمها للاتحاد العام لاستجلاب جهاز فني أجنبي، والذي سيكون أفيد كثيراً، وقال ليس تقليلاً من المدرب الوطني، ولكن الواقع أنه لم يحقق المطلوب، فيما حققت أندية القمة مع الأجانب الكثير، ولا زلنا عند التزامنا كوزارة بنفقة هذا الجهاز الفني الأجنبي.

· ظني أن الوزير يخوض في شغل السياسة ويعزف على وتر العاطفة كالكثير من الزملاء في الصحافة الرياضية، فهو كما تعلمون أعزائي القراء مسئول التعبئة في حزبه الحاكم وأنتم أدرى بدور مسئولي التعبئة في الأحزاب السياسية الذين يحاولون أن يقولوا للناس كلاماً جميلاً ومؤثراً حتى يروق لهم طرحهم حتى إن لم يكن فيه ما يضيف لحياة هؤلاء الناس الجديد.

· كما أن الفترة الحالية تشهد خططاً لتغيير التشكيل الحكومي، وربما أن الوزير أراد أن يعزز من موقفه وإظهار شعبيته للقيادة حتى لا يطاله التغيير.

· ما دفعني لتأمل هذين الافتراضين الذين أتمنى ألا يكونا صائبين هو أن المجاملات في اتحاد الكرة وخاصة فيما يتعلق بمنتخبنا الوطني ليست وليدة اليوم، بل ظلت سائدة منذ سنوات عديدة.

· والوزير سوار لم يتم تعيينه في منصبه كوزير للشباب والرياضة اليوم حتى يحدثنا بعد كل هذه الفترة الطويلة عن هذه المجاملات التي أضرت بمنتخبنا وبسمعته كثيراً.

· مسئولو الاتحاد يكذبون يا سيادة الوزير ويقولون ما لا يفعلون ويوهمون الناس بخطط لا نجد لها أثراً على أرض الواقع وكان طبيعياً أن تؤدي مثل هذه الهرجلة لما نحن فيه الآن، فلماذا لم نر منكم فعلاً قبل أن نسمع كلاماً لا يقدم ولا يؤخر وكأنكم أصحاب أقلام وليس صٌناع قرار؟!

· بعد عودة المنتخب من نهائيات غانا - التي تلقينا فيها ثلاث هزائم متتالية ولم يفتح الله خلالها على لاعبيه بتسجيل ولو هدف وحيد- تابعت حلقة على إحدى قنواتنا الفضائية لمناقشة مشاركتنا في غانا وآفاق مستقبل المنتخب.

· ضمت تلك الحلقة وزير الشباب والرياضة محمد يوسف ونائب رئيس اتحاد الكرة آنذاك الدكتور معتصم جعفر.

· قال الوزير لمعتصم خلال تلك الحلقة التلفزيونية أنهم أعدوا موازنة المدرب الأجنبي، فكان رد معتصم أنهم لن يتخلوا عن مدربهم الوطني ويرون أنه الأصلح للاستمرار في مهمته.. فماذا كان رد الوزير؟ قال له المهم الموازنة جاهزة سواءً رغبتم في مدرب وطني أو أجنبي.

· بعد ذلك استمر مازدا في منصبه لفترة ليست بالقصيرة.

· وقبل بدء تصفيات النهائيات السابقة بفترة قصيرة للغاية تم التعاقد مع الإنجليزي قسطنطين الذي كان رأيي فيه أنه يؤدي عمله بشكل جيد، لكن الفترة لن تكفيه لتنفيذ برنامجه، وكانت النتيجة الطبيعية هي خروج منتخبنا من تلك التصفيات خالي الوفاض.

· كتبت مراراً في ذلك الوقت عن خطأ رجال الاتحاد ومسئولي الوزارة في إضاعة الوقت، ثم التعاقد مع مدرب أجنبي جديد قبل بدء التصفيات بأسابيع فقط.

· وبعد أن سخر البعض أقلامهم للنيل من قسطنطين تم التخلص منه وعدنا لمربع مازدا وشلة الأصدقاء من جديد.

· والمفارقة العجيبة أن ما فعله قسطنطين وهاجمه فيه الكثيرون هو ما يقوم به مازدا حالياً مع الفارق الكبير في كل شيء.

· فقد رأى قسطنطين أن اللاعبين الكبار غير مفيدين وركز على مجموعة من الشباب أراد أن يعلمهم معاني الانضباط والصرامة والجدية في التعامل مع حرفتهم، لكن أصحاب بعض الأقلام لم يعجبهم ذلك فثاروا ضده وحرضوا الكل عليه، وقالوا أنه أبعد لاعبين كبار كانوا قادرين على الوصول بالمنتخب للنهائيات.

· والآن تتابعون جميعاً أن مازدا الذي طالبوا بعودته يعتمد على نفس نهج قسطنطين، حيث تخلص من معظم اللاعبين الكبار وصار أكثر تركيزاً على عدد من الشباب.

· لكن الفارق الكبير هو أن قسطنطين كان غريباً على البلد ولاعبيها ووسطها الرياضي، ولم يكن أمامه متسع من الوقت، ولو أنهم طلبوا منها الإعداد للتصفيات التي تلي تلك ( أي الحالية) لصنع لنا فريقاً مهاباً.

· بينما نجد أن مازدا ولد البلد الذي يتابع كرتها ومنافساتها ويعرف لاعبيها وجد فسحة كافية من الوقت وهيأ له أصدقاؤه في الاتحاد الظروف لعدد من المعسكرات دون أن يتمكن من تثبيت تشكيلة المنتخب حتى يومنا هذا، بل في التشكيلة الواحدة التي تلعب مباراة بعينها يغير ويعدل في المراكز طوال التسعين دقيقة.

· وفي الوقت الذي يتحدث فيه الوزير سوار عن المجاملات تابعنا ما قاله رئيس الاتحاد قبل يومين.

· أكد معتصم جعفر أن المنتخب يتطور وأنه في حاجة للمزيد من الاحتكاك وأنهم لا يريدون انتصارات بل يسعون لتجهيز الفريق من خلال بطولة سيكافا!

· وهو حديث يؤكد أن فهمهم للكرة وظروفها ضعيف، فنهائيات غينيا الاستوائية والجابون لم يتبق لها عام حتى يستمر مدرب منتخبكم في التجريب، بل صار بيننا وبين موعد انطلاقتها أسابيع تحسب على أصابع اليد.

· بالنسبة لي أرى أن حديث الوزير عن المجاملات يظل عديم الجدوى و أنه ليس جاداً في تغيير هذا الواقع.

· ولو أنهم أرادوا تغييره لأمكنهم ذلك منذ فترة وليس الآن.

· طبعاً لا أطالب الوزير بالتدخل وفرض إرادته على اتحاد الكرة لأنني أعلم أن ذلك سيصطدم بفكرة التدخل في الشأن الفني التي يرفضها الفيفا، ولو أنني أرى أن الفيفا نفسه يؤسس للفساد ويحمي الفاسدين وأولهم رئيسه.

· لكن وبما أن رئيس الاتحاد السوداني ينتمي للحزب الحاكم الذي ينتمي له الوزير سوار، كان بإمكان تنظيمهم أن يطالب الدكتور معتصم بالكف عن هذا العبث ويفرضوا عليه أن يغير من موقعه كرئيس للاتحاد الطريقة التي يُدار بها شأن المنتخب الوطني.

· ولا أظن أن مثل هذه الفكرة تخفى على الوزير سوار الذي عندما يريد حزبه أن يفعل شيئاً فإنه ينجزه حتى ولو على جثث المواطنين، فهل سيعجزون عن تغيير مدرب المنتخب أو طريقة اختيار اللاعبين فيه!

· أما أن يصمت الوزير وأن يتجاهل بقية المسئولين ما يحدث لمنتخبنا الوطني طوال الفترة الماضية ليبدأ الحديث الآن، فهو ما أعتبره مجرد ذر للرماد فوق العيون.

· ولعلم السيد الوزير فإن الوقت الحالي لم يعد مناسباً للتحول إلى مدرب أجنبي.

· اقترب موعد النهائيات كثيراً ولو فكروا في التعاقد مع مدرب أجنبي الآن فسوف يستغرق أمر الاختيار والتعاقد وبقية الترتيبات بعض الوقت، وبعد حضوره لن يجد المدرب الجديد وقتاً لتطبيق أفكاره، كما أنه قد لا يعجبه اختيار من سبقوه، لكنه لن يتمكن من تغيير شيء.

· إن كانت هناك جدية فعلاً في تغيير هذا الواقع المؤسف، فالحل الوحيد في رأيي هو أن يتم تشكيل لجنة فنية من خيرة المدربين الوطنيين بجانب مازدا نفسه لقيادة المنتخب في النهائيات القادمة.

· صحيح أننا نعاني في هذا الجانب، لكن لم تعدم بلدنا ( نفاخ النار ) من ناحية المدربين وأصحاب النظرة الفنية الجيدة وقد أبدينا استغرابنا مرات عديدة لاستعانة مازدا بمساعدين بدون مؤهلات في ظل وجود بعض أصحاب المؤهلات الجيدة.

· لكن طبعاً الإجابة واضحة، فمعتصم ورفيقاه يريدان مازدا لأنه جزء من الشلة وسينفذ لهم ما يريدونه بدون نقاش.. ومازدا بدوره يريد إسماعيل لأنه صديقه أيضاً وبذلك يضمن طاعته العمياء وعدم مناقشته بجدية في أي خيارات.

· إذاً الحل الآني بعد أن أضعتم الوقت فيما لاطائل من ورائه يا الوزير الشباب والرياضة في رأيي هو هذه اللجنة الفنية.

· وبعد أن تنقضي النهائيات يمكن التعاقد مع المدرب الأجنبي، على أن يتم ذلك بعد النهائيات مباشرة وألا ننتظر إلى حين اقتراب موعد التي تليها لنبدأ مثل هذا الحديث المعد للاستهلاك لا أكثر.

· أما التعاقد مع مدرب أجنبي في الوقت الحالي فسوف يكون بمثابة استنساخ لأخطاء الماضي وسيتكرر ما حدث إبان فترة قسطنطين.

· هذا هو الوضع يا سيد سوار،وهو أمر لا يخفى على أي مشجع عادي ولا يحتاج اكتشافه لكثير عناء، فهل لديكم القدرة على تغييره! أم سينتهي أثر تصريحاتكم الساخنة بنفاد نسخ الجرائد التي نشرتها؟ّ!

في نقاط:

· أقول دائماً أن إعلامنا الرياضي يلعب دوراً أساسياً فيما آل إليه حالنا رياضياً، وهو ما يتأكد لي كل يوم.

· حتى الـ 72 ساعة الماضية كان الكل يشكون من حال المنتخب المائل، لكن بمجرد أن فاز على بوروندي وتأهل للدور المقبل تغيرت النغمة تماماً وكأن التطور في كرة القدم يحدث بين عشية وضحاها.

· قرأت لمن تحدثوا عن روعة المنتخب وتطوره الملحوظ من مباراة لأخرى.. يا سبحان الله!

· والأغرب من موقف هؤلاء هو ما ردده رئيس الاتحاد.. فقد كان معتصم قبل المباراة بأربع وعشرين ساعة يحدثنا عن عدم أهمية النتائج ويقول أنهم يريدون الاحتكاك، لكن بعد الفوز الأخير راح يتكلم عن قدرة المنتخب على التقدم مضياً في البطولة ويعبر عن حالة احتفاء بالفوز تمنحك الانطباع بأن منتخبنا فاز في إحدى مباريات نهائي أمم أفريقيا وليس في سيكافا الضعيفة.

· رأيي الشخصي أن المنتخب الذي يرغب أهله في مقارعة الكبار في نهائيات الأمم الأفريقية لابد أن يحصد جميع النقاط وبكل السهولة واليسر أمام منتخبات من شاكلة أثيوبيا، بوروندي، زنجبار وتنزانيا.. الخ. ويبقى

· ويبقى المهم أن يثبت لنا بعض الزملاء ومعهم رجال الاتحاد ومدرب المنتخب على واحدة: فهل تريدون الاحتكاك أم التتويج بلقب سيكافا؟!

· أكثر ما أضحكني هو ذلك الحماس الكبير الذي أبداه معلق مباراتنا الأخيرة ودعواته بأن يتمكن من منتخبنا من حجز مكانه بين الأربعة الكبار.. أي كبار هؤلاء الذين يشاركون في سيكافا يا عزيزي حاتم التاج !

· لا يعني فوز المنتخب الأخير يا جماعة الأخير أن مشاكله الفنية قد حُلت، أو أنه يتطور من مباراة للأخرى، والفوز والهزيمة في مباريات كرة القدم يمكن أن تخضع لظروف عديدة وليس بالضرورة أن يفوز الأفضل دائماً، فساعدونا بالهدوء والتريث والتناول العميق والمتأني حتى ينصلح الحال
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019