• ×
الإثنين 6 مايو 2024 | 05-05-2024
صحيفة كفر و وتر

الرأي المختصر

صحيفة كفر و وتر

 0  0  1237
صحيفة كفر و وتر
عبد المنعم إبراهيم خضر
كرة القدم في السودان العلل والحلول
السودان بلد له تاريخ مشرف في مجال الرياضة وخاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى .. وهو تاريخ معروف قارياً إذ يعتبر السودان من الدول الرائدة إفريقيا .. بل ومن الدول الثلاث الأولى المؤسسة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم .. ومنذ العام 1970م - حيث نال السودان كأس بطولة الأمم الإفريقية لم نتقدم وتراجعنا كثيراً سنة بعد الأخرى حتى انزوينا في ركن قصي من الذاكرتين الإفريقية والعالمية .. وأصبحنا نعيش على الذكريات ونجترها كل ما أتت المناسبة ولكن للأسف لم نعمل على إصلاح الخلل ومن ثم استعادة المستوى الذي يؤهل للتنافس.
والآن بعد كل هذه السنوات العجاف وبعد النظر لمشاركاتنا الإفريقية على مستوى الأندية والمنتخبات والوضع في الاعتبار النتائج التي تحققت .. أو بالأحرى عدم إحراز أية بطولة خارجية مصحوباً بمستويات متذبذبة بين المقبول والسيء .. لابد من وقفة مع النفس والتأمل في الأمر بنظرة عميقة فاحصة للبحث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة والعمل على إيجاد الحلول الناجعة ووضع الخطط والاستراتيجيات القصيرة والبعيدة المدى .. وليكن ذلك عن طريق عقد المؤتمرات وورش العمل .. وبحمد الله السودان بلد زاخر بالكوادر المؤهلة والقادرة على عمل كل ما هو مطلوب.
وهذا الأمر يجب أن تتبناه الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة .. كما يجب أن يكون أولوية والشغل الشاغل لاتحاد الكرة القدم السوداني باعتباره الجهة المختصة والمنوط بها تطوير كرة القدم في السودان.
وبما أن كرة القدم في كل العالم أصبحت تدار وتمارس بصورة علمية .. وشأنها شأن متكامل له عدة مكونات مرتبطة ببعضها البعض .. فقد أصبح لزاماً على هذه المكونات المعنية أن تواكب هذا التطور العلمي المدروس وترتفع إلى مستواه مسلحة بقدر كبير من الثقافة في هذا الشأن .
**أول هذه المكونات هو الجانب الإداري سواء في الاتحادات أو مجالس إدارات الأندية - فلابد أن يكون الشخص الذي يتصدى للعمل في هذا المجال أن يكون ملماً بشؤون كرة القدم وأن يكون صاحب فكر ورؤية ثاقبة .. وأن يتسم العمل الإداري في مجمله بروح الفريق الواحد ويلتزم بالمؤسسية . وعلى مستوى الأندية يجب أن يكون الإداريون هدفهم بناء فريقهم بصورة علمية مؤسسة وأن يتم تسجيل اللاعبين عن طريق لجنة فنية مختصة مكونة من قدامى اللاعبين والمدربين .. وأعني هنا كل اللاعبين سواء المحترفين الوطنيين أو الأجانب .. كما يجب أن يكون هناك سقف أعلى محدد للتعاقدات من الناحية المالية .. لأنه إذا كان هنالك تمييز واضح للاعب معين مثلاً فإن ذلك سينعكس سلباً على بقية زملائه.
** واللاعبون بصفتهم الجهة التنفيذية التي تترجم تلك الخطط والاستراتيجيات إلى الواقع في المستطيل الأخضر .. عليهم أن يعلموا جيداً أن الموهبة وحدها لا تكفي بل لا تجدي نفعاً إن لم تصاحبها أمور أخرى يجب أن يعرفها اللاعب وهي اكتساب اللياقة البدنية العالية واللياقة الذهنية لاستيعاب طرق اللعب الموضوعة من قبل الجهاز الفني والتنفيذ الحرفي لكل ما هو مطلوب من قبل المدرب "الانضباط التكتيكي" .. كما يجب أن يكون اللاعب طموحاً ويعمل على تطوير مستواه حتى يتسنى له الاحتراف الخارجي .. وضعف البنية الجسمانية وهو واحد من عيوب اللاعب السوداني وبالتالي ضعف اللياقة البدنية وسببها سوء التغذية .. فيتوجب على اللاعب البعد عن العادات الضارة كالسهر وعدم المجاملة باللعب لفرق الأحياء مما يعرضهم للإرهاق والإصابات.
** الإعلام بوسائله كافة "المقروء والمسموع والمرئي" له دور كبير وأثر عميق على المتلقي .. ومن هذا المنطلق تقع عليه المسئولية الكبرى في النقد الهادف والتبصير وتقديم النصح وتمليك الحقائق والعمل على معالجة القضايا .. فلابد للقائمين على أمره أن يرتفعوا لمستوى هذه المسئولية ويعملوا بتجرد وإخلاص ومهنية .. وأن يكون العمل في هذا المجال للمؤهلين فقط .."لأن الإعلام سلاح ذو حدين إما أن يبني أو يهدم".
** السادة الحكام قضاة الملاعب الرياضية يجب عليهم الإلمام التام بقوانين التحكيم وأيضاً هم مثلهم مثل اللاعبين مطالبون بالتمتع باللياقة البدنية والذهنية والعمل على تطوير المستوى الأدائي الذي سيترتب عليه الاختيار لتحكيم المباريات خارج القطر "قارياً وعالمياً" وفي كلا الحالتين سيكون الحكم ممثلاً لوطنه وليس نفسه فقط . كل ذلك ذلك لابد أن يكون مصحوباً بالتجرد من الانتماء لنادٍ معين أثناء العمل كحكم في المباراة .. وبقدر ما كان أداء الحكم للمباراة نزيهاً بقدر ما سيكون ذلك عاملاً مساعداً على تطوير اللعبة.
** أول اختبار حقيقي الآن هو وصول منتخبنا الوطني الأول لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية .. نتمنى أن يكون الإعداد بصورة صحيحة تمكننا من أن نحسن التمثيل .. سمعنا في الأنباء أن السيد محمد عبد الله مازدا مدرب المنتخب قد وضع خطة وكتب في هذ الشأن كتاباً نتمنى أن تكون الاستجابة بحجم الوطن وطموحاته وآماله .. "وما نيل المطالب بالتمني" فلابد من العمل .. والله ولي التوفيق.
nafafeer@yahoo,com
امسح للحصول على الرابط
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019